بشير عياد يتسائل عن ويرفض رسائل هذا المواطن

فيما يشبُه التسلُّلَ من
الحارات الخلفيّة ، بدأت بعض الصحف الكبرى ـ وعلى رأسها " الأهرام " للأسف المرير ـ
وبلا أدنى مبرر شرعي أو قانوني ، تهتم وتنشر تقريرا أو ملخّصا لبدعةٍ يسمّونها "
رسالة المرشد إلى الأمة "! هذا المواطنُ / المرشدُ يقودُ جماعة من الناس لم يعد أحد
من خارجها يتعاطفُ معهم بسبب مواقفهم المتتالية التي أجهضت الثورة وأوقفت نموّها ـ
بالاشتراك مع المجلس العسكري في أيّام العسل التي دامت طويلا ـ ثمّ السطو العلني
على ما تبقّى من أشلائها وسرقتها جهارًا نهارا ، هذه الجماعةُ التي ربّما لا تحمل
ترخيصا إلى اليوم ، أنجبت حزبًا كبيرا صنع وجودا في الشارع المصري وحصلَ به على
الأغلبية في انتخابات مجلس الشعب المنحل ، وكذلك مجلس الشورى الذي يجب أن ينحلّ
وينتهي وجوده إلى الأبد ، فلماذا لا تنخرط الجماعة وتذوب في الحزب وتخرج من عباءتها
القديمة المحظورة ؟ لماذا الإصرار على بقاء هذه الجماعة التي تخلط الدين بالسياسة
فتخطئ في المقادير وتفسد الاثنين معًا ؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

المواطن
المُرشد

بريشة الفنان المتألّق خِضر
حسن

رسّام " فيتو "

***

مرشد الإخوان المسلمين
مواطن عادي لا يزيد على أيٍّ منّا ولا ينقص ، هو ـ في نظر القانون ـ مجرد رقم على
المجموع العام ، فبأيّ حقّ وأيّة شرعية وأيّة مرجعية يقوم هذا المواطن بتوجيه رسالة
إلى الأمة ؟ وأيّة أمّة ؟ الأمّة الإسلامية على إطلاقها في مشارق الأرض ومغاربها ؟
أم الأمة المصريّة فقط ؟ إن كانت الأولى فلا أظن مسلمي العالم سيتركون " مُرشديهم "
ويجلسون واضعين أياديهم على خدودهم بانتظار رسالة " مُرشدينا " ، ولا أظن أحدا ـ في
الدنيا ـ سيقبل وصاية عليه من غير الأزهر الشريف باعتباره المرجعية الشرعية
التاريخية التي أعزّ اللهُ بها الإسلام ـ وبمصر ـ بعد وفاة رسولنا الكريم عليه أفضل
صلوات ربّي وسلامه ، ولذلك لن يبتلع رسالة هذا المرشد إلا بعض الواقعين تحت بنج
الجماعة في أيّ مكانٍ كان ! وأمّا الأخرى ـ وأعني الأمة المصرية العظيمة ـ فهي
عُنصران أحدهما مسيحي ( أرفض أن يعتبره البعض أقليّة ، ثكلته أمّه كلّ مَن يعتبرهم
كذلك ) هذا العنصر المسيحي أتحدّى أن يوجد بين أفراده مواطن واحد يقبل الوصاية من
المواطن المرشد الذي تحظى جماعته بالرفض التلقائي من كل ما هو مسيحي ، بالرغم من
الشعارات الكاذبة والأحضان الكاذبة والقبلات الكاذبة والوعود البرّاقة الخادعة !
فإلى أيّة أمّة يتوجه هذا المواطن برسائله الأسبوعيّة ؟

هذا المواطن يعدّ
عالمًا في مجال الطبّ البيطري ، وقد يكون له ولتلاميذه أيادٍ بيضاءُ وأفضالٌ لا حصر
لها على نصف بهائم القطر المصري ، فالرجل تنقّل بين عدة جامعات ، وفي كلّ جامعة كان
له تلاميذ ، ربما ينتشر معظمهم الآن في ربوع الوطن من أجل محاصرة الحمّى القلاعية
والسهر على إبراء الخرفان المبشومة أو العنزات التي تعقرها الذئاب أو ترفسها الحمير
الطائشة ، وهو ـ المواطن المرشد ـ مصنّف ضمن أعظم مائة عالم على مستوى العالم في
مجال الطبّ البيطري ، وهذا شيء مشرّف لمصر ولكلّ المصريين بالطبع ، وقد يعني أن له
الكثير من الأيادي البيضاء أيضًا على الكثير من حيوانات العالم في المشرق والمغرب ،
وربما في فظائع كبيرة مثل جنون البقر الذي اجتاح أوروبا فأصاب أبقارها ، وعندما
انتقلت العدوى إلى منطقتنا العربية اختارت ـ للأسف ـ بعضا من المواطنين الذين
يحتلون مناصب مرموقة في هذه المنطقة المنكوبة .. لم يفلح معهم طبّ الدكتور المرشد
، ولا عبقرية تلاميذه ، ولم نجد لهم دواءً إلا في الثورات التي خلعتهم ، وبعد أن
خلعتهم وأراحتنا من جنونهم الحيواني ، وبعد أن أفقنا وجدنا ثورتنا العظيمة ـ نحن ـ
أخذها الغراب وطار !!

وأعود لأتساءل : في
أي يوم وأي وقت ، وكيف ، ولماذا يقوم المواطن المرشد بتوجيه هذه الرسالة ؟ هل قفز ـ
فجأة ـ ليكون أعلى من قامة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ( الأولى بتوجيه هذه
الرسالة إن كان لها محلّ من الإعراب )؟ وهل هي الخطوة الأولى في تقويض صرح الأزهر
العظيم ( على طريقة الحفر تحت المسجد الأقصى ) ؟ لم أجد في سيرة المواطن المُرشد
حرفًا يمتّ بأدنى صلة لعلاقته بدراسة الفقه أو الشريعة أو أيّ من علوم الدين ، وهو
ـ هنا ـ لا يزيد عنّي ـ مثلا ـ إلا فيما يتعلّق بمجال الطبّ البيطري ، بينما أتفوّق
عليه في دراستي للشريعة وأصول الفقه ، ناهيكم عن اللغة العربية وآدابها ، وبذلك
أكونُ في طليعة غير المحتاجين لرسالةٍ من مواطن مثلي لا يرقى مضمونها بأية حال إلى
ما في عقلي ويقيني ، وهناك الملايين ممن يتفوّقون عليّ في دراسة الشريعة وعلوم
الدين عامة ، ومَن لا أساوي نِكلة إلى جوارهم في مضمار لغتنا العربية وآدابها ، ومن
ثَمّ فهم في غنى عن مثل هذه الرسائل التي لا تقف على أرضية قانونية ثابتة ، ولا
تمثل إضافةً ذات قيمة لأي مواطن منهم ، ولا ترقى إلى أن تكون إضافة إلى أي مواطن
متوسّط التعليم !

الشيء اللافت للنظر أن
كثيرين من أعضاء الجماعة بارعون في العلوم ، الفيزياء والكيمياء والنبات والصيدلة
والطب والطب البيطري ….. إلخ ، وقد يكون من الأنفع لمصلحة هذا الوطن ومستقبل أبنائه
أن يضع هؤلاء أيديهم في يدِ الداعين إلى الجامعة العلمية الزويلية ، وأن يتركوا
الحديث في الدين لرجال الدين ، واللغوصة في السياسة لمحترفيها ، لكن القفز اللا
شرعي لاقتناص كلّ الأدوار في وقتٍ واحد فليس في صالح الوطن ولا الإخوان ولن نجني
منه سوى الكثير من ثمار الفُرقة والانشقاق والزغللة ، وإذا كان معظم رموز جماعة
الإخوان ، وعلى رأسهم المواطن المرشد ، قد ذاقوا الأمرّين في ظلمات السجون
والمعتقلات ، فهذا لا يبيح لهم أن ينتقموا منّا ويسوّدوا عيشتنا بأية حال من
الأحوال ، ومن هذا المنطلق أحذّر من مضاعفات ما يسمّونه " رسالة المرشد إلى الأمة
" ( ولا رسالة الرئيس الأمريكي يا خيّ ) ،
فهي بداية حفر ناعم أملس في نفق مظلم قد يبتلعنا
جميعًا ويعزز الانقسام بين المسلمين الإخوانيين والمسلمين غير الإخوانيين ، وبين
المسلمين والمسيحيين ، فوق ذلك هذه الشخبطة على تاريخ الأزهر الشريف ورجاله وعلمائه
الذين أضاءوا العالم كلّه لأكثر من ألف عام قبل وجود الجماعة ومرشديها وأعضائها ،
فإذا أصرّ المرشد المذكور على ارتكابها أسبوعيا فليرسلها بالإيميل إلى من يريد من
المريدين ، كما بإمكانه أن يرسلها بالموبايل بنظام الرسائل القصيرة التي يسميها
الفرنجة sms ، أما إذا أصر المواطن المرشد على
إرسال رسالته الأسبوعية إلى الأمة على الملأ ومن خلال الصحف الكبرى فإنني ألتمس منه
أن يقول : " رسالتي إلى الأمة ، ما عدا المواطن بشير عيّاد وأولاده "
!!

جميل يازهرة
هو اختيارك احسنتي الانتقاء اختنا الغاليه
لكي منا الف تحيه وتقدير
لكن سأحتفظ برأيي لنفسي هههه

» ع الأصل دور\بشير عياد
» يا تأسيسية يا \بشير عياد
» عزف منفرد \ بشير عياد
» خاااايف\بشير عياد
» الليل\بشير عياد