من كتاب فى سبيل الحق للمهاتما غاندى

مقتطفات من كتاب في سبيل الحق للمهاتما غاندي

-------------------
قلت
لنفسي . اذا كان علي ان اكون وفياً لزوجتي فان عليها كذلك ان تكون وفية لي
.. وتحولت تحت تاثير هذه الفكرة الى زوج شديد الغيرة حتى جعلت لنفسي من
واجبها في ذلك حقاً مشروعاً يجيز لي ان انتزع منها اخلاصها انتزاعاً .. ولم
يكن لدي من الاسباب ما يحملني على التشكك في اخلاص زوجتي واكن هكذا شأن
الغيرة , فهي لا تحتاج الى اسباب ! و من هنا كان علي دائما ان اكون حذراً
ارقب حركاتها وسكناتها ولا اسمح لها بالخروج الا بإذني .. فكان ذلك مثار
نزاع مرير بيننا حتى استحالت هذه القيود التي فرضتها الى نوع من السجن
بالنسبة لها وبقدر ما كنت اتشدد في تطبيق هذه القيود كانت تستبيح لنفسها
مزيدا من الحرية فيزداد غضبي عليها حتى اصبح الامتناع عن الكلام امراً
عاديا بيننا !
----------
المصلح لا يجوز ان يكون له صلة حميمة
بمن يتولى اصلاحه , و الصداقة الحقيقة هي التي تقوم على تآلف بين روحي
الصديقين وهي نادراً ما توجد في عالمنا هذا , و لا يمكن ان تدوم الا بين
من كانا على شاكلة واحدة والاصدقاء فوق ذلك يتأثر بعضهم ببعض ولهذا كان
مجال الاصلاح بين الاصدقاء ضيقاً محدوداً
----------
من الواجب تجنب كل صداقة مستأثرة تحول دون مصادقة سائر الناس
----------
الانسان يتأثر بالرذيلة بأسرع مما يتأثر بدواعي الفضيلة
----------
العناية الالهية كثيراً ما تتدخل لتنقذ بعض الناس رغم أنغسهم
----------
هل الانسان مخير ام مسير في افعاله , و ما هو اثر ارادته الحرة , و أين يتدخل القدر , كلها امور ستظل لغزاً يستعصي على كل حل
----------
الزوجة
ليست أمة للزوج بل هي رفيقه في الحياة وعونه عليها .. هي شريكته في السراء
و الضراء , لها من الحرية ما له في اختيار سبيلها في الحياة
----------
ان
التسامح نحو الاديان الاخرى الذي تعلمته في صغري لم يعن بالضرورة ان
الايمان بالله عن ادراك ووعي كان يملأ على نفسي في تلك الايام و مع ذلك فان
شيئاً واحداً كان قد تغلغل الى اعماق نفسي في ذلك الوقت - ذلك هو الايمان
بان الاخلاق اساس كل شيء و بان الحق هو اساس الاخلاق ومن ثم فقد اصبح الحق
الهدف الذي ابتغيه وخذ ايماني بالحق يزداد على مر الايام و ادراكي لمعناه
يتسع في مداه شيئاً فشيئاً
----------
لقد علمتني التجارب ان حاسة التذوق مردها العقل لا اللسان
----------
ان
خجلي الطبيعي على الرغم مما كنت اتعرض له بسببه من سخرية الناس و ضحكهم في
بعض الحالات لم يكن بالامر الذي اساء الي في حياتي على الاطلاق بل اني
لاراه امرا في مصلحتي .. فان ترددي في الكلام وان برءت به في وقت من
الاوقات قد صار الان باعثا على سروري ولعل اهم اثر له في حياتي انه علمني
ان اضبط آرائي وان امحصها قبل ان يجري بها لساني .. وقد علمتني التجربة فوق
ذلك ان السكوت جزء من التربية الروحية لكل من كانت تصبو نفسه الى ان يكون
لسان صدق .. فان الميل الى المبالغة وكتم الحقيقة او تغيرها عن علم او غير
علم انما هو ناحية من نواحي الضعف في النفس البشرية
----------
من كان كلامه قليلا قلما يندفع في كلامه دون تفكير فهو يقيس كل كلمة من كلماته ويزنها قبل ان ينطق بها
-----------
لم
ادرك على الفور كنه الدين .. ولا حقيقة الله ولا اعرف كيف يسيرنا في
امورنا . كان كل ما احسست به انه أنقذني مما كدت اتورط فيه , نعم لقد كنت
كلما افتقدت الامل وتخلى عني الصديق و المعين و اظلمت الدنيا في عيني اجد
الفرج و قد اتاني من حيث لا ادري . ومن ثم فان التضرع الى الله و العبادة
والصلاة لا يمكن ان تكون خرافة بل هي كلها امور واقعية بل اكثر واقعية حتى
من الاكل و الشرب و من الجلوس و المشي بل لا اغالي اذا قلت انها وحدها
الامور الواقعية و اما ما عداها فهو سراب لا يلبث ان يزول
-----------
كرهت ان افعل في الخفاء ما لا افعله في العلن
-----------
لقد
تعلمت ان التمس في الناس الجانب الطيب من طبيعتهم البشرية . و ان اشق
طريقي الى قلوبهم وادركت ان واجبي كما يجب ان يكون هو الجمع بين طرفين فرق
بينهما الخصومة
-----------
اننا في الهند لا نسمح لحلاقينا
بان يقصوا شعر اخواننا المنبوذين وها انا قد نلت جزائي على ذلك وانا في
جنوب افريقيا اذ رفض حلاق ابيض ان يقص شعري , نعم لقد كان ايماني بان ما
لقيته على يد هذا الحلاق انما هو جزاء وفاق على ما نقترفه نحن في الهند
سببا في انني لم اثر و لم اغضب وقتها على ذلك
----------
اكره ان اتستر على سوءات مواطني او اطالب بحقوقهم الا اذا تطهروا منها
-----------
لا
سبيل لك الى حمل جماعات الناس على عمل شيء تريده الا بكثير من الصبر
والاناة فالمصلح هو الذي يتحمس للاصلاح لا المجتمع الذي يراد اصلاحه , لذلك
كان على المصلح الا ينتظر وهو في سبيل الدعوة الى الاصلاح غير المعارضة و
الكراهية والاضطهاد المميت في بعض الاحيان
-----------
ان الرجل الذي يعمل في خدمة المجتمع لا يجوز له ان يتقبل الهدايا الثمينة
---------
من واجب الشباب الوثاب , اذا ضاقت بهم سبل الحياة في بلدهم ان يهاجروا الى غيرها
---------
لا
ينبغي علينا ان ننتظر جزاء على عملاً , وانا مؤمن مع ذلك ايمانا قاطعا بان
كل عمل طيب لابد ان يؤتي ثمره في النهاية , فلننس الماضي ولنفكر في
المستقبل !
--------
ان عمل المحامي له من القيمة ما لعمل
الحلاق تماما , من حيث ان كليهما له حق مماثل لحق الاخر في ان يكسب معاشه
عن طريق العمل الذي يؤديه
---------
ان الحياة الكادحة التي
تقوم على جهد الفرد مثال ذلك حياة الفلاح الذي يعمل في فلاحة ارضه او
الصانع الذي يزاول صناعته هي وحدها الحياة الجديرة بأن يحياها الانسان
----------
ان
الموانع و النواهي اذا فرضت من الخارج نادرا ما تنجح , اما اذا فرضها
الانسان على نفسه بنفسه فان اثرها يكون في العادة صالحا و مفيداً
----------
ان
الصوم المادي الذي يقتصر على الامتناع عن الطعام ولا يصحبه صوم عقلي يهدف
الى تنقية الروح من الادران , لا بد ان ينتهي بصاحبه الى النفاق ويجلب عليه
كثيراًُ من الكوراث
----------
كل تعليم تعوزه الثقافة الروحية هو تعليم لا جدوى منه . بل هو تعليم قد يكون محفوفاً بكثير من الاضرار
----------
ان
أيديكم لا تمتد بالآذى لأحد , لطالما وددت لو انكم لجأتم الى العنف لعرفنا
اذن كيف نتصرف معكم .. ولكنكم لم تخرجوا يوماً عن حدود اللياقة والمروءة
وهذا ما يجعلنا ضعافاً امامكم
----------
من واجب الناس قبل ان يمارسوا العصيان المدني ان يتفهموا مقتضياته و أن يقفوا على كنهه وحدوده
----------
ان من يقولون بأن الدين لا شأن له بالسياسة لا يعرفون كنه الدين
----------
لن يستطيع المرء ان يتعرف على كل شيء حي الا اذا طهر نفسه من ادرانها
-----------