رسالة إلى حواء
صالح طاهر الجندى
--------------------
مالي أرى حواء تبغي الحســـن في
ظــــل الخريف ترى عــــراه محاسنا
أوما تـرى حسن الربيــع وروحـــــــه؟
أم أنَّهـا رأت الظـــــــلام هــو الثنـــا؟
أم أنَّهـــا نظــــــرت إلـى مرآتـــــــها
فتخيلت كـون السفـــــور مفــاتنــا؟
إنِّي أرى إبيلـــس ينفـــث سمَّــــه
جهراً فلم يخشَ الــردى لـو أعلنــا
والغـربُ خلفه ناذراً قتــل الــحجــا
وأدَ البـــراءة والمحـاسن عنـدنــــا
والشمسُ من خلف الغيــــوم ترى
على وجناتها غضبا عاى هذا الفنا
فإليك يا حــواء يُســدى النصح من
قلبٍ يريدُ الخير كم لـــه قـد رنــــا
يبغي ضيـــاءً من غياهب ظلمـــةٍ
كالأرض لـــو أكــرمتها أتتِ المنى
فتذكري الجسم الـذي تزهي به
سيصير جيفة حفــرةٍ قـــد أنتنـــا
أم هل تناسيت الذي هو بالحشا
فمن الذي قتـل العقـــول فحطنـا
إنَّ الشبـــاب الغض يشبه زهــرةً
سرعان ما يبقي الثرى لها موطنا
فدعي التبرج والسفـــورَ كليهمــا
تنجي من الدنيـا إلى دار الهنـــــا