رد عقلي .. إمضاء محدود الدخل

رد عقلي .. إمضاء محدود الدخل
العنوان مستوحى من عنوان الفيلم العربي رد قلبي والذي يحكى عن الفترة الإنتقالية بين النظام الملكي والنظام العسكري الذي تحكم فى مصر منذ تلك الفترة الزمنية وما حدث فيه من مصائب تشيب من هولها الولدان حيث استبدلت الديكتاتورية الملكية بأخرى عسكرية تتحكم فى أنحاء البلاد وفى مصائر العباد فما أكثر الذين حطمت أحلامهم وسفهت آمالهم ودمرت حياتهم وسجنوا ظلما بغير ذنب وعذبوا وشتتت أسرهم بدعوى الحفاظ على سلامة الوطن وأمنه. لم يتم رد القلب المصرى الذي فطره ظلم الإحتلال على مر مئات السنين واستباحته الملكية المستهترة وحكم الصبيان ولم يتم بل ريق المواطن المصرى الأصيل, الحافر فى الطين, الناحت فى الصخر، الصابر على ظلم السفاحين، الراضي بأقل مما يسد الرمق ويكفى لعيش بئيس ولم يتم سد رمقه ولا كفاية جوعه ولا تحقيق معشار حلمه الدفين فى ثنايا الطين مخلوطاً بعرق ودم وكفاح السنين.
لم يزل المواطن الصابر يتلقى الوعود التي لا تنفذ ويسمع التصريحات الرنانة والقرارات الطنانة بلا جدوى ولا تحقيق ولا حتى أمل صغير فى حياة كريمة لمن يسموا بمحدودي الدخل وهم لمن لا يدرى يمثلون الغالبية العظمى من الشعب فهم ليسوا مجرد شريحة ولكنهم فى الحقيقة هم الشعب المصرى الحقيقي الأصيل حين يعز الأصل، وهم الصابرون حين ينعدم الصبر, وهم المكافحون حين يندر الرجال، وهم العاملون الساهرون حين تقل التضحيات، وهم الباكون على حبات تراب هذا الوطن العظيم، هم من حاربوا الصهاينة الأشرار الملاعين وهزموهم بإذن الله تعالى فى سيناء الحبيبة، وهم من رفعوا بسواعدهم السد العالي وهم من حفروا بأظافرهم قناة السويس وماتوا ودفنوا فى ترابها من التعذيب والجوع. محدودو الدخل لمن لا يدرى هم مصر الحقيقية، وهم المتبرعون بدمائهم لضحايا الحوادث والأمراض عندما يهرب ذوو الملايين من مثل هذه المواقف، وهم من يطفئون الحرائق العاتية ويواجهون السيول الجامحة والزلازل الفادحة بصدورهم وأجسادهم حيث ينامون فى مبان آيلة للسقوط وفى منازل طينية مهترئة تعيش على أثاث قديم بال ومع ذلك يخرج منهم الطبيب والمهندس والمدرس والعامل والعالم.
محدودو الدخل هم مصر يا سادة وليسوا حائط مبكى لكل من يريد أن يضيع وقته هباءاً بغير نتائج فاعلة فهم السواعد القوية، والعضلات الفتية التي تبنى حضارة مصر القديمة والحالية والمستقبلية، وهم قلوب مصر النابضة بحبها، وهم من ذهبوا لدول الخليج وليبيا والعراق وعادوا لمصر بمليارات الدولارات ورفعوا أسمها وشأنها وشاركوا فى رفعة قيمتها فى كل أنحاء العالم، هم الموظفون والعاملون والعساكر فى جيش مصر وشرطتها وهم الأطباء والمدرسون والمهندسون والمحاسبون والسائقون والبائعون والصانعون والزارعون والحاصدون. فمن يرد عقلي الذي قفز خارج جسمي؟ من يهدئ من روعي ومن يهدهد على كتفي حتى يهدأ غضبى وينتهي حزني وينقشع ألمي على محدودي الدخل فى مصر كلهم يعانى الديون الغزيرة، ودخله لا يلبى ربع حاجاته، وراتبه مصدر حسرته وحزنه وألمه وهو الذي جعله يعيش بائساً مطأطأ الرأس فى بيته وبين أبناء قومه فليس هناك فيهم شخص واحد لم يمد له اليد للإقتراض فى وقت الشدة وما أدراك ما وقت الشدة إن كل الوقت تقريباً تحول إلى وقت شدة فالمرض مهما كان بسيطاً هو شدة , وسداد الجزار والبقال والفكهانى آخر الشهر وقت شدة، وأجر الشقة وقت شدة، والمواصلات المعطوبة الغالية السعر شدة, والملابس التافهة بالمقارنة بملابس أصحاب الفلوس وقت شدة، ويا حسرتاه لو كان لديه عيال ووا حزناه لو كان عددهم أكثر من أثنين فصدقوني يا سادة أن محدود الدخل لو لم يكن لديه حياء لجلس ومد يده أمام المساجد وفى مخارج مترو الأنفاق ومداخل الأسواق.
هذا المصرى الصابر الشريف الذي يسمى محدود الدخل هو فعلاً محدود الدخل ولكنه ليس محدود الصبر ولا محدود الرجولة ولا محدود الفتوة ولا محدود الذكاء، وقد يكون قصير اليد ولكنه ليس قصير النظر ولا قصير الكرم، وقد يكون قليل الحيلة بسبب قلة الفلوس ولكنه كثير الحيل للخروج من مآزقه المتكررة يومياً ومشاكله المعروفة فهو يعرف كيف يغمز صاحب الفرن حتى يبيع له كمية اكبر من الخبز تكفى عياله، وهو حلو اللسان ويستطيع أن يستحلب صبر البقال والجزار فيجعلهم أصدقاءأ له فلا يثقلون عليه فى طلب حقوقهم حتى يفرجها الله من عنده . محدود الدخل يا سادة هو شخص عبقري فى ترميم زمانه وكفكفة حيطانه حتى لا تسقط عليه، وهو الذي يداعب الصعاب ويغازل الأهوال حتى يمر يومه خالياً من مسببات الكآبة ومعطيات المرض النفسي وهو من يتعامل برفق مع موظفي الفواتير فيلاطفهم ويكلمهم بذكاء فقد يأتى الواحد منهم بفاتورة قد لا يكون معه قرش واحد من ثمنها ولكنه بذكائه الحاد يجعل الموظف يتحمله بعض الأيام حتى يوفر ثمن الفواتير، وعندما يحتاج للمستشفيات فإنه يخلق صداقة جديدة بذكاء نادر بينه وبين الطبيب والممرض والعامل فيحصل بهدوء على الخدمة دون عناء أو عنت.
محدود الدخل شخص حنكته الظروف وعلمته الأهوال وأدبته الحياة فهو الذي يتأثر برفع سعر كيلو السكر وعبوة الشاي ولتر الجاز والبنزين وهو الذي يرتعد من الكلام عن رفع الدعم عن رغيف الخبز والدقيق والزيت ومواد التموين وأنبوبة الغاز، وهو من يرتجف لو مرض أحد أفراد أسرته ويموت فى جلده من ثمن روشتة العلاج وسعر كيلو اللحم وكيلو الدجاج، وهو من يتألم وحده ولا يراه غير الله الواحد القهار، وهو من يحمل هموم الوطن فى قلبه وعلى كتفيه بينما يتمتع أصحاب الفلوس بكل شيء وينظرون له نظرة دنيا ولو تعرض لهم بنقد بخلهم وإظهار نرجسيتهم وأنا نيتهم اتهموه بالحقد والضغائن وعدم القدرة على الفهم وأن هذه طبيعة الحياة أن يكون هناك غنى وفقير.
هو لا يعارض فى وجود الأغنياء ولكنه ضد وجود الذين يسرقون عرقه وقوته وجهده ويهزؤون منه بإعطائه راتباً ضئيلاً يتسبب فى ذله وفقره وحاجته لكل من هب ودب، هو لا يعرف الحقد أبداً ولكنه تعلمه من الأنانيين والنرجسيين والناظرين له من عليين هو يتمنى وجود نظام التكافل الإجتماعى الذي لا يقهر الفقير فيه ولا يطغى الغنى ولا يفترى ويتمنى تأميناً على صحته وصحة أسرته مقابل نسبة من دخله تتناسب مع نفس النسبة من دخول أصحاب الملايين فتحدث المعجزة ويتم علاج الفقير والغنى فى نفس الجناح وتحت رعاية نفس الأطباء. هو - محدود الدخل - يحلم بدولة ينفذ فيها القانون على كل الطبقات دون تفرقة بسبب المال أو الجاه أو المنصب أو الدين أو اللون أو العرق، ويحلم بقانون لا يقف فيه الفقير مرتجفاً أمام أهل القانون بينما يجلس الغنى أو ذو السلطان واضعاً رجلاً على رجل، ويحلم بدولة تحترم الإنسان لكونه إنساناً وتحترم المصرى أكثر من إحترامها لكنوز العالم ويحلم بعدالة هى حقه الطبيعي لأنها ستحقق له حلمه القديم فى حياة كريمة ودخل يفى بمتطلباته وكرامة له أمام السلطات وأهل السلطان، كرامة بكفالة القانون وليس بموافقة الأشخاص، يحلم بدولة يتساوى فيها البشر ولا تتم المفاضلة بينهم إلا بعظائم الأعمال التي ترفع من شأن الوطن وقيمة المواطن، يحلم بدولة ترد عقله الذي يوشك أن يغيب فى متاهات الظلم والإنتهاك والحرمان، يحلم بدولة تكرمه عندما ينجح ويبدع وتعلمه عندما يخطئ كيف يتلاشى الأخطاء وتساوى فى تطبيق القوانين بين كل فئات الوطن. إنه محدود الدخل الذي يبنى ويعمر ويعطى بغير حدود ويقبض القليل، إنه أمل مصر وحلمها كان هذا الحلم عام 2005 وتم طرحه فى وقتها فهل يلق صدى لدى أحرار ثورة 25 يناير 2011 إمضاء محدود الدخل.
من قلم: د. حسن أحمد عمر .. نقلا عن عرب تايمز

انه حقا محدود الدخل وهذه هى احلامه البسيطة فهل تقف الحكومات عاجزة دوما

عن تحقيق مايطمح اليه محدودى الدخل على الرغم من انهم اكبر شريحة فى

المجتمع .هل سنظل ننادى بالتوازن بين طبقات المجتمع طيلة الحياة الفقير

لايحقد على الغنى ولكن هو يحلم بأن ينال حقه الطبيعى فى مجتمعه الذى

يعيش فيه فهل هذا حرام؟ شكرا استاذنا الحاج حمادة على نقل المقال القيم

الينا ونتمنى ان يتم تحقيق العدل الاجتماعى بين طبقات المجتمع

حقيقي هذه المقالة رائعة وأتت في وقتها،
يا أستاذ/ سعيد من حيث المبدأ فإن الملايين التي
قامت بالثورة هم نفسهم محدودي الدخل ولولاهم لما
نجحت الثــــورة وســؤال الكاتب مشروع كيف نرد لهم
الجميل فما رأيكم باقتراح خط للفقر تقوم الحكومة بإعطاء
راتب لمن ينزل عن هذا الخط ثم يرتفع خط الفقر مع التحسن
الاقتصادي الذي لا أشك في حدوثه بانتهاء الفساد .. قانون
مثل هذا لو نجح وقام عدد كبير من المثقفين بالمناداة به
وفرضه على الحكومة هو أحسن مكافأة نقدمها للفقراء
مع تحياتي وشكري لك ولكاتب المقال وهذا يدل
على رهافة المشاعر

من يرد عقلي الي راسي

شكرا حاج حماده

كلنا امل ان تتغير الاوضاع الي الاحسن ان شاء الله

وان يولي علينا من يعدل

وان يضرب بيد من حديد علي الفساد والمفسدين

وان يرد لهؤلاء المقهورين والمستضعفين معيشيا شيئا من احلامهم البسيطه

كجزء من رد الجميل الي من يستحق

شكرا جزيلا لك
............

بارك الله فيك
أستاذ/ عبدالفتاح عبدالشافي
تحية طيبة ملؤها المحبة والإحترام لشخصكم الكريم،
كلامـــــك طيب وجميل يا أستاذنا ونتعشــــــم
إن شاء الله أن تتحسن الأمـــــــور إلي
الأحسن ودوام الحال من المحال
خالص تحياتي

» قلبي عشق طير واخد عقلي وشيل بيه
» 1500 وحدة سكينة لمحدودى الدخل والاخلاء الادارى
» مواطن يقدم للمسؤولين فكرة مدينة سكنية لمحدودى الدخل تكتفى ذاتياً من الغذاء