كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Support

 

 الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 19, 2011 11:31 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 19, 2011 12:07 pm

شكرا ام شروق على الموضوع القيم والمجهود الجميل

واعمال احمد شوقى تستحق منا الاهتمام والمتابعة

فهو امير الشعراء بلامنازع .جزاكِ الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 19, 2011 7:52 pm

شكرا سعيد

واعمال شوقى تستحق التحميل فعلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
محمد ابوالعبادى
مشرف المنتدى العام
مشرف المنتدى العام



عدد المساهمات : 933
العمر : 59

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 19, 2011 8:16 pm


شكرا عزيزتى زهرة

على حسن الاختيار

تقبلى تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 19, 2011 9:44 pm

شكرا استاذ محمد

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:19 am

يا ربِّ، ما حكمكَ؟ ماذا ترى
( أحمد شوقي )

يا ربِّ، ما حكمكَ؟ ماذا ترى
في ذلك الحلمِ العريضِ الطويلْ؟
قد قام غليومٌ خطيباً، فما
أعطاكَ من ملككَ إلا القليل!
شيَّد في جنبكَ ملكاً له
ملككَ إن قيسَ إليهِ الضَّئيل
قد وَرَّثَ العالَم حيّاً، فما
غادرَ من فجٍّ، ولا من سبيل
فالنصفُ للجرمانِ في زعمه
والنصفُ للرومان فيما يقول
يا رَبِّ، قلْ: سيْفُكَ أَم سَيْفُه؟
أيُّهما - ياربِّ - ماضِ ثقيل؟!
إن صدقتْ - يا ربِّ - أحلامه
فإنَّ خطْبَ المسلمين الجليل
لا نحنُ جرمانُ لنا حصَّة ٌ
ولا برومانَ فتعطى فتيل
يا رَبِّ، لا تنسَ رعاياك في
يومٍ رعاياك الفريقُ الذليل
جناية ُ الجهلِ على أهله
قديمة ٌ، والجهلُ بئسَ الدليل
يا ليتَ لم نمددْ بشرٍّ يداً
وليتَ ظلَّ السلمِ باقٍ ظليل!
جنى علينا عصبة ٌ جازفوا
فحسبنا الله، ونعمَ الوكيل!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:19 am


وقفَ الهُدْهُدُ في با
( أحمد شوقي )

وقفَ الهُدْهُدُ في با
بِ سليمانَ بذلِّهْ
قال: يا مولايَ، كن لي
عشتي صارت مملَّه
متُّ من حَبَّة ِ بُرٍّ
أحدثتْ في الصدر علَّه
لا مياهُ النيلِ ترويـ
ـها، ولا أَمواهُ دِجْله
وإذا دامت قليلا
قتلتْني شرَّ قِتْلَه
فأشار السيد العا
لي غلى من كان حوله:
قد جنى الهدهدُ ذنباً
وأتى في اللؤوم فعله
تِلك نارُ الإثمِ في الصَّدْ
رِ، وذي الشكوى تَعِلَّه
ما أرى الحبة إلا
سُرِقت من بيتِ نمله
إن للظالم صَدْراً
يشتكي من غير عله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:20 am



هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ
( أحمد شوقي )

هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ
وهْي للبيتِ حليفهْ
هي ما لم تتحركْ
دمية البيتِ الظريفه
فإذا جاءتْ وراحتْ
زِيدَ في البيتِ وصِيفه
شغلها الفارُ: تنقِّي الرَّ
فَّ منه والسَّقيفَهْ
وتقومُ الظهرَ والعصـ
ـرَ بأورادٍ شريفه
ومن الأَثوابِ لم تملِـ
ـكْ سوى فروٍ قطيفه
كلما استوسخَ، أو آ
وى البراغيثَ المطيفه
غسَلَتْه، وكوَتْه
بأَساليبَ لطيفه
وحَّدَتْ ما هو كالحمَّا
م والماءِ وظيفه
صيَّرَتْ ريقتَها الصَّا
بونَ، والشاربَ ليفه
لا تمرَّنَّ على العين
ولا بالأنفِ جيفه
وتعوَّدْ أن تلاقى
حسنَ الثوبِ نظيفه
إنما الثوْبُ على الإنـ
ـانِ عنوانُ الصحيفه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:22 am


هل تيم البانُ فؤاد الحمام
( أحمد شوقي )

هل تيم البانُ فؤاد الحمام
فناح فاسْتبكى جفونَ الغمام؟
أَم شَفَّه ما شفَّني فانثنى
مُبَلْبَلَ البالِ شريدَ المنام؟
يهزه الأيكُ إلى إلفه
هَزَّ الفراش المدنفَ المستهام
وتُوقِدُ الذكرى بأَحشائه
جمراً من الشوق حثيث الشرام
كذلك العاشق عند الدجى
يا للهوى مما يثير الظلام !
له إذا هبَّ الجوى صرعة ٌ
من دونها السحرُ وفعلُ المدام
يا عادي البينِ ، كفى قسوة ً
روعتَ حتى مهجات الحَمام
تلك قلوب الطيرِ حَمَّلْتَها
ما ضعفتْ عنه قلوبُ الأَنام
لا ضرب المقدور أحبابنا
ولا أَعادينا بهذا الحُسام
يا زمن الوصل ، لأنت المنى
وللمُنى عِقْد، وأَنت النظام
لله عيشٌ لي وعيشٌ لها
كنتَ به سمحاً رخِيَّ الزِّمام
وأنسُ أوقاتٍ ظفرنا بها
في غفلة الأَيام، لو دُمْتَ دام
لكنه الدهر قليلُ الجدى
مضيعُ العهد ، لئيم الذمام
لو سامحتنا في السلام النوى
لطال حتى الحشرِ ذاك السلام
ولانقضى العمران في وقفة
نسلو بها الغمض ونسلو الطعام
قالت وقد كاد يَميد الثرى
من هَدَّة ِ الصبر وهَوْلِ المقام
وغابت الأعينُ في دمعها
ونالت الألسن إلا الكلام :
يا بينُ، وَلَّى جَلدي فاتَّئِدْ
ويا زماني ، بعض هذا حرام
فقلت والصبرُ يجاري الأَسى
واللبُّ مأْخوذٌ، ودمعي انسجام
إن كان لي عندك هذا الهوى
بأيما قلت كتمت الغرام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:26 am


يا أيها الدمعُ الوفيُّ ، بدارِ
( أحمد شوقي )

يا أيها الدمعُ الوفيُّ ، بدارِ
نقضي حقوقَ الرفقة ِ الأَخيار
أَنا إن أَهنتُك في ثراهم فالهوى
والعهدُ أن يبكوا بدمعٍ جاري
هانوا وكانوا الأكرمين ، وعودروا
بالقَفْر بعدَ منازلٍ وديار
لهفي عليهم؛ أُسْكِنوا دورَ الثرى
من بعد سكنى السمع والأبصار
أين البشاشة ُ في وسم وجهوهم
والبشرُ للندماءِ والسُّمّار؟
كنا من الدنيا بهم في رَوْضة ٍ
مروا بها كنسائم الأسحار
عطفاً عليهم بالبكاءِ وبالأَسى
فتعهدُ الموتى من الإيثار
يا غائبينَ وفي الجوانح طيفهم
أَبكيكُمُ من غُيَّبٍ حُضَّار
بيني وبينكمُ وإن طال المدى
سفرٌ سأزمعُه من الأسفار
إني أَكادُ أَرى محلِّيَ بينكم
هذا قَرارُكُمُ، وذاك قَراري
أوَ كلَّما سمح الزمان وبشِّرتْ
مصرٌ بفردٍ في الرجال مَنار
فُجعَتْ به، فكأَنه وكأَنها
نجمُ الهداية لم يدمْ للساري ؟
إنّ المصيبة َ في الأَمين عظيمة ٌ
محمولة ٌ لمشيئة ِ الأقدار
في أَرْيَحيٍّ ماجدٍ مُسْتَعْظَمٌ
رُزْءُ الممالكِ فيه والأَمصار
أوفى الرجالِ لعهدهِ ولرأيهِ
وأبرّهم بصديقهِ والجار
وأَشَدُّهم صَبراً لمعتقَداتِه
وتأَدُّباً لمجادلٍ ومماري
يَسقي القرائحَ هادئاً مُتواضعاً
كالجَدول المُترقْرِقِ المتواري
قلْ للسَّماءِ تَغُضُّ من أَقمارها
تحت الترابِ أحاسنُ الأقمار
من كل وضَّاءِ المآثر فائتٍ
زُهرَ النجومِ بزهْره السيّار
تمضي الليالي لا تنال كماله
بمعيب نقصٍ أو مَشِينِ سرار
آثاره بعدَ المواتِ حياته
إنّ الخلودَ الحقَّ بالآثار
يا منْ تفرَّد بالقضاءِ وعلمهِ
إلا قضاءَ الواحد القهّار
ما زِلتَ ترجوه، وتخشى سهْمَه
حتَّى رمَى فأَحطْتَ بالأَسرار
هلا بُعثتَ فكنت أَفصحَ مخْبَراً
عمّا وراءَ الموتِ من لازار؟
انفضْ غبارَ الموتِ عنكَ وناجني
فعَسَايَ أَعلمُ ما يكون غُباري
هذا القضاءُ الجِدُّ، فارْوِ، وهات عن
حكمِ المنية ِ أصدقَ الأخبار
كلُّ وإن شغفتهُ دنياه هوى ً
يوماً مطلقها طلاقَ نوار
لله جامعة ٌ نَهضْتَ بأَمرها
هي في المشارقِ مَصدرُ الأَنوار
أمنية ُ العقلاءِ قد ظفروا بها
بعد اختلافِ حوادثٍ وطواري
والعقلُ غاية ُ جَرْيه لأَعنَّة ٍ
والجهلُ غاية ُ جريه لعثار
لو يعلمون عظيمَ ما ترجى له
خرجَ الشحيحُ لها من الدينار
تشْرِي الممالكُ بالدَّم استقلالَهَا
قوموا اشتروه بفضَّة ٍ ونُضار
بالعلم يُبنى الملكُ حقَّ بِنائه
وبه تُنال جلائلُ الأَخطار
ولقد يُشاد عليه من شُمِّ العُلا
ما لا يُشادُ على القنا الخطَّار
إن كان سَرَّك أَن أَقمتَ جِدارها
قد ساءَها أَن مالَ خيرُ جِدار
أضحت من الله الكريم بذمّة ٍ
مَرْموقة ِ الأَعوانِ والأَنصار
كُلِئَتْ بأَنظار العزيزِ، وحُصِّنَتْ
بفؤادَ: فهي مَنيعة الأَسوار
وإذا العزيزُ أَعارَ أَمراً نظرة ً
فاليمنُ أَعجلُ، والسُّعودُ جَواري
ماذا رأَيتَ من الحجاب وعُسرِه
فدعوتنا لترفُّقِ ويسارِ ؟
رأيٌ بَدا لك لم تجدْه مُخالفاً
ما في الكتاب وسنَّة ِ المختار
والباسِلان: شجاعُ قلبٍ في الوَغى
وشجاعُ رأيٍ في وغى الأفكار
أوددتُ لو صارتْ نساءُ النيلِ ما
كانت نساءُ قُضاعة ٍ ونِزار؟
يَجمعن في سلم الحياة ِ وحربِها
بأْسَ الرِّجالِ وخَشية َ الأَبكار
إن الحجابَ سماحة ٌ ويسارة ٌ
لولا وحوشٌ في الرجال ضواري
جَهِلوا حقيقتَه وحِكْمة حُكمه
فتجاوزوه إلى أَذى ً وضِرار
يا قبّة الغوري تحتكِ مأتمُ
تَبقى شعائرُه على الأَدهار
يُحييه قومٌ في القلوب على المدى
إن فاتهم إحياؤه في دار
هيهات! تُنسَى أُمة ٌ مدفونة ٌ
في أَربعين من الزمان قِصار
إن شئتَ يوماً أَو أَردت فحقبة ً
كلٌّ يمرُّ كليلة ٍ ونهار
هاتوا ابنَ ساعدة ً يؤبِّنُ قاسماً
وخذوا المراثِيَ فيه من بَشَّار
من كلِّ لائقة ٍ لباذخ قدرِه
عصماءَ بينَ قلائد الأشعار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:28 am


يا حسنه بين الحسانْ
( أحمد شوقي )

يا حسنه بين الحسانْ
في شكله إن قيل: بانْ
كالبدرِ تأْخذه العيو
نُ وما لهنّ به يَدان
مَلك الجوانحَ والفؤا
د ففي يديه الخافقان
ومنايَ منه نظرة ٌ
فعسى يُشير الحاجبان
فعَسى يُزَكِّي حُسْنَه
من لا له في الحسن ثان
فدعوه يعدلُ أو يجو
رُ، فإنه مَلكَ العِنان
حَقَّ الدلالُ لمن له
في كل جارحة مكان

*************************

وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ
( أحمد شوقي )

وجَدْتُ الحياة َ طريقَ الزُّمَرْ
إلى بعثة ٍ وشءون أخر
وما باطِلاً يَنزِلُ النازلون
ولا عبثاً يزمعون السَّفرْ
فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه
ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر
وخذْ لكَ زادينِ : من سيرة
ومن عملٍ صالحٍ يدخرَ
وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا
شريفَ السَّماعِ، كريمَ النظر
ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه
تَعشْ غيرَ عَبْدٍ، ولا مُحتَقَر
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ

******************************


يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ
( أحمد شوقي )

يا قلبُ، ويحكَ والمودة ُ ذمّة ٌ
ماذا صنَعْت بعهدِ عبدِ الله؟
جاذبتني جنبي عشية َ نعيهِ
وخفقتَ خفقة َ موجعٍ أوّاه
ولَوَ أنْ قلباً ذابَ إثرَ حَبيبِه
لهوَى بك الركنُ الضعيفُ الواهي
فعليكَ من حُسن المروءَة ِ آمرٌ
وعليك من حسن التجلَّدِ ناه
نزل الطويرُ في الترابِ منازلاً
تهوي المكارمُ نحوها بشفاه
عَرَصاتُها مَمطورَة ٌ بمدامعٍ
مَوْطوءَة ٌ بمفارِقٍ وجِباه
لولا يمينُ الموتِ فوقَ يمينه
فيها؛ لفاضَت من جَنًى ومياه
يا كابراً من كابرين، وطاهراً
من آلِ طهرٍ عارفٍ بالله
ومُحكِّماً عَلمَ القضاءِ مكانَه
في المقسطينَ الجلَّة ٍ الأنزاه
وحكيماً کسْتعصَتْ أَعِنَّتُه على
كذبِ النعيمِ، وتُرَّهاتِ الجاه
وأخاً سَقى الإخوانَ مِنْ راووقِه
بودادِ لا صَلِفٍ، ولا تَيّاه
قد كان شعري شغلَ نفسكَ، فاقترح
من كلِّ جائلة ٍ على الأفواه
أنزلتَ منه حينَ فاتكَ جمعه
في منزلٍ بهجٍ بنوركَ زاه
فاقرأ على حَسّانَ منه، لعله
بفتاه في مدحِ الرسولِ مُباه
وأنزل بنور الخلدِ جدّكَ، واتصلْ
بملائكٍ من آلهِ أَشباه
ناعيكَ ناعي حاتمٍ أو جعفرٍ
فالناسُ بين نوازِلٍ ودواهِ

*****************************


يا ليلة ً سمَّيتها ليلتي
( أحمد شوقي )

يا ليلة ً سمَّيتها ليلتي
لأَنها بالناس ما مَرَّتِ
أذكرُها ، والموتُ في ذكرها
على سبيلِ البَثِّ والعِبْرَة ِ
ليعلمَ الغافلُ ما أمسُه ؟
ما يومُهُ؟ ما مُنْتَهى العِيشة ِ؟
نَبَّهَني المقدورُ في جُنْحِها
وكنتُ بين النَّوْم واليَقْظة ِ
الموتُ عجلانٌ إلى والدي
والوضعُ مستعصٍ على زوجتِي
هذا فتى ً يُبْكَى على مِثلِه
وهذه في أوّلِ النَّشأة ِ
وتلك في مِصْرَ على حالِها
وذاكَ رَهْنُ الموْتِ والغُرْبَة ِ
والقلبُ ما بَينَهما حائرٌ
من بَلْدَة أَسْرى إلى بَلدة ِ
حتى بدا الصبحُ ، فولَّى أبي
وأقبلتْ بعدَ العناءِ ابنتي
فقلتُ أَحكامُكَ حِرنا لها
يا مُخرجَ الحيِّ منَ الميِّتِ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:31 am


يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ
( أحمد شوقي )

يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ
رأَى من الذِّئبِ صَفا الموَدَّه
فقال: يا منْ صانَ لي محلِّي
في حالتي ولا يتي وعزلي
إنْ عُدْتُ للأَرض بإذنِ الله
وعاد لي فيها قديمُ الجاهِ
أُعطيكَ عِجْليْنِ وأَلفَ شاة
ثم تكونُ واليَ الولاة ِ
وصاحِبَ اللِّواءِ في الذِّئابِ
وقاهرَ الرعاة ِ والكلابِ
حتى إذا ما تَمَّتِ الكرامَهْ
ووَطِىء الأَرضَ على السلاَمه
سعى إليه الذئبُ بعدَ شهرِ
وهوَ مطاعُ النهيِ ماضي الأمرِ
فقال: يا منْ لا تداسُ أرضه
ومنْ له طولُ الفلا وعرضه
قد نِلتَ ما نِلتَ منَ التكريمِ
وذا أَوان الموْعِدِ الكريمِ
قال: تجرَّأتَ وساءَ زعمكا
فمن تكونُ يا فتى ؟ وما اسمكا؟
أجابه: إن كان ظنِّي صادقا
فإنَّني والي الوُلاة ِ سابِقَا!

*************************


ياابنَ زيدونَ ، مرحبا
( أحمد شوقي )

ياابنَ زيدونَ ، مرحبا
قد أطلتَ التغيُّبا
إن ديوانَكَ الذي
ظلَّ سرًّ محجبَّا ،
يشتكي اليتيم درُّه
ويقاسي التَّغرُّبا. . .
. . . صار في كل بلدة ٍ
للأَلِبَّاءِ مَطْلبا
جاءنا كاملٌ به
عربيًّا مهذَّبا
تجدُ النَّصَّ معجبا
وترى الشَّرح أعجبا
أنتَ في القول كلِّه
أَجْملُ الناسِ مَذهبا
بأبي أنتَ هيكلاً
مِن فنونٍ مُركَّبا
شاعِراً أَم مُصَوِّراً
كنتَ ، أم كنتَ مطربا ؟
ترسل اللحنَ كلَّه
مبدعاً فيه ، مربا
أحسنَ الناس هاتفاً
بالغواني مشبِّبا
ونزيلَ المتوَّج
ـينَ، النديمَ المُقرَّبا
كم سقاهم بشعره
مِدْحَة ً أَو تَعَتُّبا
ومن المدحِ ما جزى
وأَذاعَ المناقِبا
وإذا الهجرُ هاجهُ
لمُعَاناته أبى
ورآه رذيلهً
لا تماشي التأدُّبا
ما رأَى الناسُ شاعِراً
فاضل الخُلْقِ طيِّبا
دَسَّ للناشقين في
زَنبَقِ الشعرِ عَقربا
جُلتَ في الخُلد جوْلة ً
هل عن الخلد مِنْ نَبا؟
صف لنا ما وراءه
من عيونٍ، ومن رُبَى
ونعيمٍ ونَضرة ٍ
وظلالٍ من الصِّبا
وصِفِ الحور موجزاً
قم ترى الأرضَ مثلما
كنتمو أمسِ ملعبا
وترى العيشَ لم يزلْ
لبني الموتِ مأربا
وترى ذَاكَ بالذي
عند هذا مُعَذَّبا
إنَّ مروانَ عصبة ٌ
يَصنعونَ العجائبَا
طوَّفوا الأَرض مَشرِقاً
بالأيادي ومغربا
هالة ٌ أَطلعتْكَ في
ذِروة المجدِ كوكبا
أَنت للفتحِ تنتمي
وكفى الفتحُ منصبا
لستُ أَرْضَى بغيره
لك جدًّا ولا أبا

***********************


يجري بأمرٍ ، أو يدور بضدِّه
( أحمد شوقي )

يجري بأمرٍ ، أو يدور بضدِّه
لا النقضُ يُعجزه، ولا الإمرار
تسحَبُ الفولاذ في مُلْتَطِمٍ
سُدِلَ الستارُ ، وهل شَهِدْتَ رواية ً
لم يعترضها في الفصول ستار؟
وعدَتْ فما حَوَتْ المدى الأَوطار
هو ينبوعُ البيانِ المنفَجِر
سُورٌ، ومن عِلْم الزمان إطار
وحضارة ٌ من منطق الوادي لها
أصلٌ ، ومن أدب البلاد نِجار
أعمى هوى الوطن العزيز عصابة
وأَتى الأَهرامَ من أُمِّ الحُجَر
يا سوءَ سُنَّتِهم وقُبحَ غُلُوِّهم
لا تقولوا: شاعرُ الوادي غَوَى
انظر الفُلْكَ أَمِنْهَا أَثرٌ؟
غابة ٌ تجري بسلطان الشَّرَى
أَين وادي الطَّلْحِ واللاَّئي به
لَقِيَ الرجالُ الحادثاتِ بصبرهم
حتى انجلَتْ غُمَمٌ لها وغِمار
الحقُّ أبلجُ ، والكنانة ُ حُرَّة ٌ
والعزُّ للدستور والإكبارُ
بنيانُ آباءٍ مشوا بسلاحهم
وبَنينَ لم يجدوا السلاحَ فثارو
لُجَجُ الدَّأْماءِ أَوطانٌ لكم
ومن المشانق والسجون جدار
يجرون بالرفق الأُمورَ وفُلْكها
الأُمة ُ انتلَفَتْ، ورَصَّ بناءها
عنها ، ولا تتناعس الأظفار
آية ً جانِبُه المُرْخَى السُّتُر
رَضَع الأَخلاقَ من أَلبانها
نَشَأَ النيلِ، إليكم سِيرة
ومن القُدْوَة ِ ما تُوحِي الصُّوَر

*****************************


يا ناعماً رقدت جُفونُه
( أحمد شوقي )

يا ناعماً رقدت جُفونُه
مضناك لا تهدا شجونه
حملَ الهوى لك كلَّه
إن لم تعنه فمنْ يعينه؟
عُدْ مُنعِماً، أَو لا تَعُدْ
أَوْدَعْتَ سرَّكَ مَن يصُونُه
بيني وبيكَ في الهوى
سببٌ سيجمعنا متينه
رشأ يعابُ الساحرو
ن وسحرهم ، إلا جفونه
الروحُ مِلْكُ يمينه
يَفديه ما مَلَكَتْ يَمِينه
ما البانُ إلاَّ قدُّه
لو تيمتْ قلباً غصونه
ويزين كلَّ يتيمة
فمُه، وتحسبُهَا تَزينُه
ما العمرُ إلا ليلة ٌ
كان الصباح لها جبينه
بات الغرامُ بديننا
فيها كما بتنا ندينه
بين الرقيب وبيننا
وادٍ تباعدُه حزونُه
تغتابه ونقول : لا
بَقِي الرقيبُ ولا عيونُه

************************


يمامة ٌ كانت بأَعلى الشَّجرهْ
( أحمد شوقي )

يمامة ٌ كانت بأَعلى الشَّجرهْ
آمنة ً في عشِّها مستتره
فأَقبلَ الصَّيّادُ ذات يَومِ
وحامَ حولَ الروضِ أيَّ حومِ
فلم يجِدْ للطَّيْر فيه ظِلاَّ
وهمَّ بالرحيلِ حينَ مَلاَّ
فبرزتْ من عشِّها الحمقاءُ
والحمقُ داءٌ ما له دواءُ
تقولُ جهلا بالذي سيحدثُ:
يا أيُّها الإنسانُ، عَمَّ تبحثُ؟
فکلتَفَتَ الصيادُ صوبَ الصوتِ
ونَحوهَ سدَّدَ سهْمَ الموتِ
فسَقَطَت من عرشِها المَكينِ
ووقعت في قبضة ِ السكينِ
تقول قولَ عارف محقق:
«مَلكْتُ نفْسِي لو مَلكْتُ مَنْطِقي!»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:34 am

يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ
( أحمد شوقي )

يمدُّ الدُّجى في لوعتي ويزيدُ
ويُبدِىء ُ بَثِّي في الهوى ويُعيدُ
إذا طال واستعصى فما هي ليلة
ولكنْ ليالٍ ما لهنّ عَدِيدُ
أَرِقْتُ وعادتني لذكرى أَحِبَّتي
شجونٌ قيامٌ بالضلوع قعودُ
ومَنْ يَحْمِلِ الأَشواقَ يتعَب، ويَختلفْ
عليهِ قديمٌ في الهوى ، وجديد
لقيت الذي لم يلق قلبٌ من الهوى
لك الله يا قلبي ، أأنت حديد؟
لم أَخْلُ من وجْدٍ عليك، ورِقَّة ٍ
إذا حلَّ غِيدٌ، أَو ترحَّل غِيدُ
وروضٍ كما شاء المحبون ، ظلهُ
لهم ولأسرار الغرام مديدُ
تظللنا والطيرَ في جنباتِه
غصونٌ قيامٌ للنسيم سجود
تمِيل إلى مُضْنَى الغرامِ وتارة ً
يعارضها مُضْنَى الصَّبا فتَحيد
مَشَى في حوَاشيها الأَصيلُ، فذُهِّبَتْ
ومارتْ عليها الحلْيُ وهْيَ تَميد
ويَقْتُلنا لَحْظٌ، ويأْسِر جِيدُ
بأهلٍ ، ومفقودُ الأليفِ وَحيد
وباكٍ ولا دمعٌ، وشاكٍ ولا جوى ً
وجذلانُ يشدو في الرُّبَي ويشيد
وذي كبْرَة ٍ لم يُعْطَ بالدهر خِبْرَة ً
وعُرْيان كاسٍ تَزْدَهيه مُهود
غشيناه والأيامُ تندى شبيبة ً
ويَقْطُر منها العيشُ وهْوَ رَغيد
رأَتْ شفقاً يَنْعى النهارَ مُضَرَّجاً
فقلتُ لها: حتى النهارُ شَهيد
فقالت : وما بالطير ؟ قلت : سكينة ٌ
فما هي ممّا نبتغي ونَصيد
أُحِلَّ لنا الصيدان: يومَ الهوى مَهاً
ويومَ تُسَلُّ المُرْهَفاتُ أُسودُ
يحطِّم رمحٌ دوننا ومهندٌ
ويقلنا لحظٌ ، ويأسر جيدُ
ونحكم حتى يقبلَ الدهرُ حُكْمَنا
ونحن لسلطان الغرام عبيد
أقول لأيام الصبا كلما نأتْ :
أما لكَ يا عهدَ الشباب مُعيد؟
وكيف نأَتْ والأَمسُ آخرُ عهدِها؟
لأمسُ كباقي الغابرات عهيد
جزعتُ ، فراعتني من الشيبِ بسمة ٌ
كأَني على دَرْبِ المشيبِ لَبيد
ومن عبث الدنيا وما عبثت سدى ً
شببنا وشبنا والزمانُ وليدُ


****************************

يموت في الغابِ أو في غيرِه الأسدُ
( أحمد شوقي )

يموت في الغابِ أو في غيرِه الأسدُ
كلُّ البلادِ وسادٌ حين تتَّسدُ
قد غيَّبَ الغربُ شمساً لا سقامً بها
كانت على جَنَباتِ الشرقِ تَتَّقِد
حدا بها الأجلُ المحتومُ فاغتربتْ
إن النفوسَ إلى آجالها تفد
كلُّ اغترابٍ متاعٌ في الحياة ِ سوى
يومٍ يفارقُ فيه المهجة َ الجسد
نعى الغمامَ إلى الوادي وساكنهِ
برقٌ تمايلَ منه السهلُ والجَلد
برقُ الفجيعة ِ لما ثار ثائِرُه
كادتْ كأَمسٍ له الأَحزابُ تَتَّحِد
قام الرجالُ حيارى منصتين له
حتى إذا هدَّ من آمالهم قعدوا
علا الصعيدَ نهارٌ كلُّه شجنٌ
وجلَّل الريفَ ليلٌ كلُّه سُهُدُ
لم يُبْقِ للضاحكين الموتُ ما وجدوا
ولم يَرُدَّ على الباكين ما فقدوا
وراءَ ريبِ الليالي أو فجاءتها
دمعٌ لكلِّ شماتٍ ضاحكٍ رصد
باتت على الفكِ في التابوتِ جوهرة ٌ
تكادُ بالليل في ظلِّ البِلَى تقِدُ
يفاخرُ النيلُ أصداف الخليج بها
وما يدبُّ إلى البحرين أَو يَرِدُ
إنّ الجواهر أسناها وأكرمها
مايقذفُ المهدُ ، لا ما يقذفُ الزَّبدُ
حتى إذا بلغ الفلكُ المدى انحدرتْ
كأنها في الأكفِّ الصارمُ الفرد
تلك القيَّة ُ من سيف الحمى كسرٌ
على السرير ، ومن رمح الحمى قصد
قد ضمّها فزكا نعشٌ يطاف به
مُقدَّمٌ كلِواءِ الحقِّ مُنفرِد
مشتْ على جانبيه مصرُ تَنْشُدُه
كما تدَلَّهَت الثَّكْلَى ، وتَفتقِد
وقد يموت كثيرٌ لا تحسُّهمُ
كأَنهم من هَوانِ الخطب ما وُجِدوا
ثكلُ البلاد له عقلٌ ، ونكبتها
هي النجابة ُ في الأولاد ، لا العدد
مكلِّل الهامِ بالتصريح ، ليس له
عودٌ من الهام يَحويه ولا نَضد
وصاحبُ الفضل في الأَعناقِ ليس له
من الصنائعِ أَو أَعناقهم سَنَد
خلا من المِدْفَع الجبَّارِ مَركَبُهُ
وحلّ فيه الهدى والرفقُ والرَّشَد
إن المدافِعَ لم يُخْلَقْ لصُحبتها
جندُ السلام، ولا قُوّادُه المُجُد
يا بانِيَ الصرح لم يَشغَله مُمتدِحٌ
عن البناءِ، ولم يصرفه مُنتقِد
أَصمَّ عن غضبٍ مِنْ حَوْلِه ورِضًى
في ثورة ٍ تَلِدُ الأَبطالَ أَو تَئِد
تصريحك الخطوة ُ الكبرى ومرحلة ٌ
يدنو على مثلها ، أو يبعد الأمد
الحقُّ والقوة ُ ارتدّا إلى حكمٍ
من القياصل ، ما في دينه أود
لولا سِفارتُك المهديّة ُ اختصما
وملَّ النِّضالِ الذئبُ والنَّقد
ما زِلْت تَطرقُ بابَ الصلح بينهما
تفتحت الأبوابُ والسُّدد
وجَدْتها فرصة ً تُلْقى الحِبالُ لها
إنَّ السياسة َ فيها الصَّيْدُ والطَّرَد
طلبْتَها عندَ هُوجِ الحادثاتِ كما
يمشي إلى الصيد تحتَ العاصفِ الأَسَد
لما وجدت مُعدّاتِ البناءِ بنَتْ
يداك للقوم ما ذمُّوا وما حمدوا
بنيت صرحك من جهد البلاد ، كما
تبنى من الصخرِ الآساسُ والعمد
فيه ضحايا من الأَبناءِ قَيِّمة ٌ
وفيه سَعْيٌ من الآباءِ مُطَّرِد
وفيه ألوية ٌ عزَّ الجهادُ بهم
لولا المنيَّة ُ ما مالوا، ولا رقدوا
رميْت في وَتَدِ الذلِّ القديمِ به
حتى تَزعزعَ من أسبابه الوتِد
طوى حِمايَتَهُ المحتَلُّ، وانبسطتْ
حماية ُ اللهِ ، فاستذرى بها البلد
نمْ غيرَ باكٍ على ما شدت من كرمٍ
ما شِيدَ للحقِّ فَهْوَ السَّرْمَدُ الأَبد
يا ثروة َ الوطنِ الغالي، كفَى عظة ً
للناس أنك كنزٌ في الثرى بدد
لم يطغك الحكمُ في شتَّى مظاهره
ولا استخفَّك لينُ العيشِ والرَّغد
تغْدُو على الله والتاريخِ في ثِقة ٍ
ترجو فتُقْدِمُ، أَو تخْشَى فتَتَّئِد
نشأتَ في جبهة ِ النيا ، وفي فمها
يدورُ حيثُ تَدور المجدُ والحسَد
لكلِّ يومٍ غَدٌ يمضي برَوْعَتِهِ
وما ليومكَ يا خيرَ اللداتِ غدُ
رَمَتْكَ في قنواتِ القلبِ فانصدعَتْ
منِيَّة ً ما لها قلبٌ، ولا كَبِد
لمّا أناختْ على تامورك انفجرتْ
أَزكَى من الورْدِ، أَو من مائه الوُرُد
ما كلُّ قلبٍ غدا أو راح في دمه
فيه الصديقُ وفيه الأَهلُ والولد
ولم تطاولكَ خوفاً أن يناضلها
منك الدهاءُ ورأيٌ منقذٌ نجد
فهل رثى الموت للبرِّ الذَّبِيحِ وهل
شجاه ذاك الحنانُ الساكنُ الهَمِد؟
هَيْهَات! لو وُجِدَتْ للموت عاطفة ٌ
لم يبك من آدمٍ أحبابه أحد
مَشَتْ تَذُودُ المنايا عن وَديعتها
مدينة ُ النُّور ، فارتدَّتْ بها رمد
لو يُدفع الموتُ رَدَّتْ عنك عادِيَهُ؟
للعلم حولكَ عينٌ لم تنمْ ويد
أبا عزيز سلامُ اللهِ ، رسلٌ
إليك تحمل تسليمي ، ولا بردُ
ونفحة ٌ من قوافي الشعر كنت لها
في مجلس الراحِ والريحانِ تحتشدِ
أرسلتها وبعثتُ الدمعَ يكفنها
كما تحدَّر حولَ السَّوسن البرد
عطفتُ فيك إلى الماضي ، وراجعني
ولا تغّير في أبياتها الشُّهد
حتى لمحتُكَ مَرموقَ الهلالِ على
حداثة ٍ تععدُ الأوطانَ ما تعد
والشعرُ دمعٌ، ووجدانٌ، وعاطفة ٌ
ياليت شعريَ هل قلتُ الذي أجد

*******************************



يَحكون أَن أُمَّة َ الأَرانِبِ
( أحمد شوقي )

يَحكون أَن أُمَّة َ الأَرانِبِ
قد أخذت من الثرى بجانبِ
وابتَهجَتْ بالوطنِ الكريمِ
ومثلِ العيالِ والحريمِ
فاختاره الفيلُ له طريقا
ممزِّقاً أصحابنا تمزيقا
وكان فيهم أرنبٌ لبيبُ
أذهبَ جلَّ صوفهِ التَّجريب
نادى بهم: يا مَعشرَ الأَرانبِ
من عالِمٍ، وشاعرٍ، وكاتب
اتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي
فالاتحادُ قوّة ُ الضِّعاف
فأقبلوا مستصوبين رايهْ
وعقدوا للاجتماعِ رايه
وانتخبوا من بينِهم ثلاثه
لا هَرَماً راعَوْا، ولا حَداثه
بل نظروا إلى كمالِ العقلِ
واعتَبروا في ذاك سِنَّ الفضْل
فنهض الأولُ للخطِاب
فقال : إنّ الرأيَ ذا الصواب
أن تُتركَ الأرضُ لذي الخرطومِ
كي نستريحَ من أَذى الغَشوم
فصاحت الأرانبُ الغوالي :
هذا أضرُّ من أبي الأهوال
ووثبَ الثاني فقال: إني
أَعهَدُ في الثعلبِ شيخَ الفنِّ
فلندْعُه يُمِدّنا بحِكمتِهْ
ويأخذ اثنيْنِ جزاءَ خدمتِه
فقيلَ : لا يا صاحبَ السموِّ
لا يدفعُ العدوُّ بالعدوِّ
وانتَدَبَ الثالثُ للكلامِ
فقال : يا معاشرَ الأقوامِ
اجتمِعوا؛ فالاجتِماع قوّه
ثم احفِروا على الطريق هُوَّه
يهوى إليها الفيلُ في مروره
فنستَريحُ الدهرَ من شرورِه
ثم يقولُ الجيلُ بعدَ الجيلِ
قد أَكلَ الأَرنبُ عقلَ الفيل
فاستصوبوا مقالهُ ، واستحسنوا
وعملوا من فورهم ، فأحسنوا
وهلكَ الفيلُ الرفيعُ الشَّانِ
فأَمستِ الأُمَّة ُ في أَمان
وأقبلتْ لصاحبِ التدبير
ساعية ً بالتاجِ والسرير
فقال : مهلا يا بني الأوطانِ
إنّ محلِّي للمحلُّ الثاني
فصاحبُ الصَّوتِ القويِّ الغالبِ
منْ قد دعا : يا معشرَ الأرانب

*********************************


يَدُ الملكِ العلَويّ الكريم
( أحمد شوقي )

يَدُ الملكِ العلَويّ الكريم
على العلم هزَّت أخاه الأدبْ
لسانُ الكنانة ِ في شكرها
وما هو إلا لسانُ العرب
قضَتْ مِصرُ حاجتَها يا عَليُّ
ونال بنوها الأرب
وهنَّأتُ بالرُّتبِ العبقريَّ
وهنَّأتُ بالعبقري الرُّتب
عليُّ ، لقد لقَّبتكَ البلادُ
بآسِي الجِراحِ، ونِعْمَ اللَّقَب
سِلاحُك من أَدواتِ الحياة ِ
وكلُّ سلاحٍ أَداة ُ العَطَب
ولفظُكَ بِنْجٌ، ولكنَّهُ
لطيفُ الصَّبا في جفون العصب
أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المسيح
أواسي الجراحِ ، مواحي النُّدب
تعالجُ كفَّاكَ بؤسَ الحياة ِ
فكفٌّ تداوي ، وكفٌّ تهب
ويستمسك الدَّمُ في راحَتَيْكَ
وفوقهما لا يقرُّ الذَّهب
كأَنك للموتِ مَوْتٌ أتيح
فلم ير وجهكَ إلا هرب !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:40 am

منكَ يا هاجرُ دائي
( أحمد شوقي )

منكَ يا هاجرُ دائي
وبكفَّيْكَ دَوائي
يا مُنَى روحي، ودنيا
يَ، وسُؤْلي، ورجائي
أَنت إن شئتَ نعيمي
وإذا شئتَ شقائي
ليس مِنْ عُمرِيَ يومٌ
لا ترى فيه لِقائي
وحياتي في التَّداني
ومماتي في التَّنائي
نَمْ على نسيان سُهدي
فيك، واضحكْ من بُكائي
كلُّ ما ترضاه يا مَو
لايَ يرضاه وَلائي
وكما تعلم حُبِّي
وكما تدري وَفائي
فيك يا راحة روحي
طال بالوشي عَنائي
وتواريتُ بدمعي
عن عيون الرُّقَباءِ
أَنا أَهواكَ، ولا أَرْ
ضَى الهوى مِن شُركائي
غِرْتُ، حتى لَترى أَر
ضِيَ غَيْرَي من سمائي
ليتني كنتُ رِداءً
لك، أو كنت ردائي
ليتني ماؤك في الغُـ
ـلَّة ِ، أَو ليتك مائي
***************************

أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا
( أحمد شوقي )

أحقُّ أنهم دفنوا عليَّا
وحطُّوا في الثرى المرءَ الزكيّا؟
فما تركوا من الأَخلاق سَمْحاً
على وجه التراب، ولا رضيَّا؟
مضوا بالضاحك الماضي وألقوا
إلى الحُفَر الخَفيفَ السَّمْهَرِيَّا
فَمَنْ عَوْنُ اللغاتِ على مُلِمٍّ
أصاب فصيحها والأعجميَّا؟
لقد فقدتْ مصرفها حنيناً
وبات مكانُه منها خَلِيَّا
ومن ينظرْ يرَ الفسطاطَ تبكي
بفائضة ٍ من العَبَرَاتِ رِيَّا
أَلم يَمْشِ الثرى قِحَة ً عليها
وكان رِكابُها نحوَ الثُّرَيّا؟
فنَقَّبَ عن مواضعها عَلِيٌّ
فجَدَّدَ دارساً، وجَلا خَفِيّا
ولولا جُهْدُهُ احتجَبَتْ رُسوماً
فلا دمناً تريكَ لا نؤيَّا
تلفَّتَتِ الفنونُ وقد تَوَلَّى
فلم تجد النصيرَ ولا الوليّا
سَلوا الآثارَ: مَنْ يَغدو يُغالي
بها، ويروحُ مُحتفِظاً حَفِيَّا؟
ويُنْزِلُها الرُّفوفَ كجوهريٍّ
يصففُ في خزائنها الحليَّا؟
وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها
ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
فتى ً عاف المشاربَ من دنايا
وصان عن القَذَى ماءَ المُحَيَّا
أبيُّ النفسِ في زمنٍ إذا ما
عَجَمْتَ بنيهِ لم تجِدِ الأَبِيَّا
تعوّدَ أن يراه الناس رأساً
وليس يرونه الذنبَ الدنيَّا
وَجَدْتُ العلمَ لا يبني نُفُوساً
ولا يغني عن الأخلاقِ شيَّا
ولم أَر في السلاح أَضلَّ حَدّاً
مِنَ الأَخلاق إنْ صَحِبَتْ غَوِيَّا
همَا كالسيف، لا تنصفهُ يفسدْ
عليكَ، وخُذْهُ مُكتمِلاً سَوِيَّا
غديرٌ أَترعَ الأَوطانَ خيراً
وإن لم تمتلىء منه دويَّا
وقد تأتي الجداولُ في خشوعٍ
بما قد يعجزُ السَّيلَ الأتيَّا
حياة ُ مُعَلِّمٍ طفِئَتْ، وكانتْ
سراجاً يعجبُ الساري وضيَّا
سبقتُ القابسين إلى سَناها
ورحتُ بنورها أحبو صبيَّا
أخذتُ على أريبٍ ألمعيٍّ
ومَنْ لكَ بالمعلِّم أَلْمَعِيَّا؟
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا
غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
إذا انتدب البنون لها سيوفاً
من الميلاد ردَّهُمُ عِصيَّا
إذا رشد المعلمُ خلوا وفاقوا
إلى الحرية کنساقُوا هديَّا
أناروا ظلمة َ الدنيا، وكانوا
وإن هو ضَلَّ كان السامِريَّا
أرقتُ وما نسيتُ بناتِ يومٍ
على «المطريّة » کندَفعَتْ بُكيّا
بكَتْ وتأَوَّهَتْ، فَوَهِمْتُ شَرّاً
وقبلي داخل الوهمُ الذَّكيا
قلبتُ لها الحذيَّ، وكان مني
ضلالاً أَن قلبتُ لها الحذيَّا
زعمتُ الغيبَ خلفَ لسانِ طيرٍ
جَهِلْتُ لسانَه فزعَمْتُ غيّا
أصاب الغيبَ عند الطير قومٌ
وصار البومُ بينهم نَبيّا
إذا غَنّاهمُ وجدوا سَطِيحاً
على فمه، وأفعى الجرهميَّا
رمى الغربانُ شيخَ تَنُوخَ قبلي
وراش من الطويل لها دَوِيَّا
نجا من ناجذيْهِ كلُّ لحمٍ
وغُودِرَ لحمهُنَّ به شَقِيَّا
نَعَسْتُ فما وجدتُ الغَمْضَ حتى
نَفَضْتُ على المَنَاحَة ِ مُقْلَتَيّا
فقلتُ: نذيرة ٌ وبلاغُ صدق
وحقٌّ لم يفاجىء مسمعيَّا
ولكنَّ الذي بكتِ البواكي
خليلٌ عزَّ مصرعه عليَّا
ومَن يُفجَعْ بِحُرٍّ عبقريٍّ
يجدْ ظلمَ المنيّة ِ عبقريَّا
ومن تَتراخَ مُدَّتُه فيُكثِرْ
من الأَحبابِ لا يُحْصِي النَّعِيَّا
أخي، أقبلْ عليَّ من المنايا
وهاتِ حديثك العذبَ الشهيَّا
فلم أَعدِم إذا ما الدُّورُ نامت
سميراً بالمقابر أَو نَجِيّا
يُذكِّرني الدُّجَى لِدَة ً حَمِيماً
هنالكَ باتَ، أو خلاًّ وفيَّا
نَشَدْتُكَ بالمنيّة وهْيَ حقٌّ
أَلم يَكُ زُخْرُفُ الدنيا فَرِيَّا
عَرفْتَ الموتَ معنى ً بعد لفظٍ
تكَّلمْ، وأكشفِ المعنى الخبيَّا
أتاك من الحياة الموتُ فانظرْ
أَكنتَ تموت لو لم تُلْفَ حَيَّا؟
وللأشياءِ أضدادٌ إليها
تصير إذا صَبَرْتَ لها مَليَّا
ومنقلبُ النجومِ إلى سكونِ
من الدَّوَرانِ يَطويهنّ طيَّا
فخبِّرني عن الماضين؛ إني
شددتُ الرحلَ أنتظرُ المضيَّا
وصفْ لي منزلاً حملوا إليه
وما لمحوا الطريقَ ولا المُطِيّا
وكيف أَتى الغنيُّ له فقيراً
وكيف ثوى الفقير به غنيَّا؟
لقد لَبِسوا له الأَزياءَ شتَّى
فلم يقبل سوى التَّجريدِ زِيَّا
سواءٌ فيه مَنْ وافى نهاراً
ومنْ قذف اليهودُ به عشيَّا
ومنْ قطع الحياة صداً وجوعاً
ومنْ مرتْ به شبعاً وريَّا
ومَيْتٌ ضَجَّتِ الدنيا عليه
وآخرُ ما تحسنُّ له نعيَّا

***************************


أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ
( أحمد شوقي )

أخذتْ نعشكِ مصرُ باليمينْ
وحوته من يد الرُّوح الأمينْ
لَقِيَتْ طُهْرَ بَقاياكِ كما
لَقِيَتْ يَثْرِبُ أُمَّ المؤمنين
في سواديها، وفي أحشائها
ووراءِ النَّحر من حبلِ الوتين
خرَجَتْ من قصرِكِ الباكي، إلى
رملة ِ الثغر، إلى القصرِ الحزين
أخذتْ بينَ اليتامى مذهباً
ومَشتْ في عَبَراتِ البائسين
ورَمتْ طَرْفاً إلى البحرِ ترى
من وراء الدمعِ أسرابَ السفين
فبدتْ جارية ٌ في حضنها
فننُ الوردِ وفرغُ الياسمين
وعلى جُؤْجُئِها نورُ الهدى
وعلى سكَّانها نورُ اليقين
حملتْ من شاطئي مرمرة ٍ
جوهرَ السُّؤددِ والكنزَ الثمين
وطَوَتْ بحراً ببحرٍ، وجَرَت
في الأحاج الملحِ بالعذب المعين
واستقلتْ درة ً كانت سنى
وسناءً في جباه المالكين
ذهَبَتْ عن عِلْيَة ٍ صِيدٍ، وعن
خرَّدٍ من خفزات البيتِ عين
والتقياتُ بناتُ المتقي
والآميناتُ بنيَّاتُ الأمين
لبستْ في مطلعِ العزِّ الضُّحى
ونضته كالشموس الآفلين
يدها بانية ٌ غارسة ٌ
كَيدِ الشمسِ وإن غاب الجبين
رَبّة العَرشَيْنِ في دولتها
قد رَكِبْتِ اليومَ عرشَ العالَمين
أُضْجِعَتْ قبلَكِ فيه مريمٌ
وتوارى بنساء المرسلين
إنه رحلُ الأواني شدَّهُ
لهمُ آدمُ رسلِ الآخرين
إخْلَعي الأَلقابَ إلا لقباً
عبقرياً، هو أمُّ المحسنين
ودَعِي المالَ يَسِرْ سُنَّتَه
يمضِ عن قومٍ لأيدي آخرين
واقْذِفي بالهمّ في وَجه الثَّرى
واطرحي من حالقٍ عبءَ السنين
واسخري من شانِىء ٍ أَو شامتٍ
ليس بالمخطيءِ يومُ الشامتين
وتعزّي عن عوادي دولة ٍ
لم تَدُمْ في وَلَدٍ أَو في قَرين
وازهدِي في موكبٍ لو شِئتِه
لتغطّى وَجهُها بالدارعين
ما الذي ردَّ على أصحابه؟
ليس يُحيي مَوكبُ الدّفنِ الدفين
رُبَّ محمولٍ على المِدفع ما
مَنَعَ الحَوْضَ، ولا حاط العَرين
باطلٌ من أُممٍ مَخدوعة ٍ
يَتحدَّوْنَ به الحقَّ المبين
في فروقٍ وربها مأتمٌ
ذرفتْ آماقها فيه العيون
قام فيها، من عَقِيلات الحِمى
مَلأٌ بُدِّلْنَ مِنْ عِزٍّ بهُون
أُسَرٌ مالت بها الدنيا، فلم
تَلْقَ إلا عندكِ الركنَ الركين
قد جلا بيبكُ من حاتمه
ومن الكاسين فيه الطاعمين
طارت النعمة ُ عن أيكته
وانقضى ما كان من خَفضٍ ولِين
اليتامى نوحٌ ناحية ً
والمساكينُ يمدُّونَ الرنين
دولة ٌ مالت، وسُلطانٌ خلا
دوولتْ نعماهُ بينَ الأقربين
مُنهضُ الشرقِ عَليٌّ لم يزل
من بينه سيِّدٌ في عابدين
يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ
فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين
أمَّ عباسٍ، ومالي لم أقلْ:
أمَّ مصرٍ من بناتٍ وبنين؟
كنتِ كالورد لهم، واستقبلوا
دولة َ الرَّيْحانِ حيناً بعدَ حِين
فيقال: الأُمُّ في موكبها
ويقالُ: الحرمُ العالي المصون
العفيفيُّ عفافٌ وهُدى ً
كالبقيعِ الطُّهرِ ضمّ الطاهرين
ادخلي الجنّة من رَوْضتِه
إنّ فيها غرفة ً للصابرين


****************************


أذعنَ للحسن عصيُّ العنانْ
( أحمد شوقي )

أذعنَ للحسن عصيُّ العنانْ
وحاولتْ عيناك أمراً فكان
يعيش جفناك لبَثِّ المُنى
أو الأسى في قلب راجٍ وعان
يا مسرفاً في التيه ما ينتهي
أخاف أن يفنى علينا الزمان
ويا كثيرَ الدَّلّ في عزه
لا تنس لي عزِّي قُبَيْلَ الهَوان
ويا شديد العجبِ ، مهلاً ، فما
مِنْ مُنكرٍ أَنك زينُ الحِسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:47 am


أمنيتي في عامها
( أحمد شوقي )

أمنيتي في عامها
الأوّلِ مثلُ الملكِ
صالحة ٌ للحبِّ منْ
كلٍّ، وللتَّبَرُّك
كم خفقَ القلبُ لها
عِندَ البُكا والضَّحِك
وكم رَعَتْها العَيْنُ في
في السكونِ والتَّحرُّكِ
فعندها من شدّة ِ الإشفاقِ
أن تأخذ الصغيرَ بالخناقِ
فإن مَشَتْ فخاطِري
يسبقها كالممسكِ
أَلحَظُها كأَنها
من بَصَرِي في شَرَك
فيا جَبينَ السَّعْدِ لي
ويا عُيُونَ الفَلَك
ويا بياضَ العيشِ في
الأيامِ ذاتِ الحلكِ
إنَّ الليالي وهيَ لا
تَنْفَكُّ حَرْبَ أَهلِكِ
لو أنصفتكِ طفلة ً
لكنت بنت الملك

****************************



ألا في سبيلِ الله ذاكَ الدمُ الغالي
( أحمد شوقي )

ألا في سبيلِ الله ذاكَ الدمُ الغالي
وللمجدِ ما أبقى من المثل العالي
وبعضُ المنايا هِمّة ٌ من ورائِها
حياة ٌ لأَقوامٍ، ودُنيا لأَجيال
أعينيَّ، جودا بالدموع على دمٍ
كريمِ المُصَفَّى من شبابٍ وآمال
تناهَتْ به الأَحداثُ من غُربة ِ النَّوَى
إلى حادثٍ من غُربة ِ الدهرِ قتّال
جرى أُرجُوانيّاً، كُمَيْتاً، مُشَعْشَعاً
بأَبيضَ من غِسْل الملائِكِ سَلْسَال
ولاذ بقُضبانِ الحديدِ شَهيدُه
فعادتْ رفيفاً من عيونٍ وأطلال
سلامٌ عليه في الحياة ِ، وهامداً
وفي العُصُرِ الخالي، وفي العالَمِ التالي
خَليلَيَّ، قُوما في رُبَى الغربِ، واسقيا
رياحينَ هامٍ في التراب، وأوصال
من الناعماتِ الراوياتِ من الصِّبا
ذوت بينَ حِلٍّ في البلاد وتَرحال
نعاها لنا الناعي، فمال على أَبٍ
هَلوعٍ، وأُمٍّ بالكنانة ِ مِثكال
طَوَى الغربَ نحوَ الشرقِ يعْدُو سُلَيْكُهُ
بمضطربٍ في البرِّ والبحر، مرقال
يُسِرُّ إلى النفس الأَسَى غيرَ هامسٍ
ويلقي على القلبِ الشَّجى غيرَ قَّوال
سماءُ الحمى بالشاطئينِ وأرضه
منانحة ُ أقمارٍ، ومأتمُ أشبال
تُرَى الريحُ تدرِي: ما الذي قد أعادهَا
بساطاً، ولكن من حديدٍ وأَثقال؟
يُقِلُّ من الفِتْيَانِ أَشبالَ غابة ٍ
غُداة ً على الأَخطار رُكَّابَ أَهوال
ثَنَتْهُ العوادي دونَ أُودِينَ، فانثنَى
بآخَرَ من دُهْمِ المقاديرِ ذَيّال
قد اعتنقا تحتَ الدّخانِ كما التقى
كَمِيّان في داجٍ من النقْعِ مُنجال
فسبحانَ منْ يرمي الحديدَ وبأسه
على ناعم غضٍّ من الزهر منهال
ومنْ يأخذُ السارين بالفجرِ طالعاً
طلوع المنايا من ثنَّيات آجال
ومَن يَجعلُ الأَسفارَ للناس هِمّة ً
إلى سفرٍ ينوونه غير قفَّال
فيا ناقليهم، لو تركتم رفاتهم
أقام يتيماً في حِراسة ِ لآلِ
وبينَ غَريبالْدي وكافورَ مَضْجَعٌ
لنُزَّاعِ أَمصارٍ على الحقِّ نُزَّال
فهل عَطَفتْكم رَنّة ُ الأَهْلِ والحِمَى
وضَجَّة ُ أَترابٍ عليهم وأَمثال؟
لئن فاتَ مصراً أن يموتوا بأرضها
لقد ظَفِرُوا بالبَعْث من تُرْبِهَا الغالي
وما شغلتهم عن هواها قيامة ٌ
إذا اعتلَّ رهنُ المحسينِ بأشغال
حملتم من الغرب الشموسَ لمشرقٍ
تَلَقَّى سناها مُظلماً كاسِفَ البال
عواثرَ لم تبلغْ صباها، ولم تنلْ
مداها، ولم توصلْ ضحاها بآصال
يطافُ في الأعناقِ تترى زكية ً
كتابوتِ موسى في مَناكب إسْرال
ملفَّفة في حلَّة ٍ شفقية ٍ
هِلالية ٍ من راية النيلِ تمثال
أَظَلّ جلالُ العلم والموتِ وَفدَها
فلم تلقَ إلا في خشوعٍ وإجلال
تُفارِقُ داراً من غُرورٍ وباطِلٍ
إلى منزل من جيرة ِ الحقِّ محلال
فيا حلبة ً رفَّتْ على البحر حلية ً
وهزّتْ بها حُلوانُ أعطافَ مُختال
جرتْ بين إيماضِ العواصمِ بالضُّحى
وبينَ ابتسامِ الثَّغرِ بالموكِبِ الحالي
كثيرة َ باغي السبقِ لم يُرَ مِثلُها
على عهدِ إسماعيلَ ذي الطَّوْلِ والنال
لكِ الله، هذا الخطبُ في الوهم لم يقع
وتلك المنايا لم يكنَّ على بال
بَلَى ، كلُّ ذي نَفسٍ أَخو الموتِ وابنُه
وإن جَرّ أَذيالَ الحداثة ِ والخال
وليس عجيباً أن يموتَ أخو الصِّبا
ولكن عجيبٌ عيشهُ عيشة َ السالي
وكلُّ شبابٍ أو مشيبٍ رهينة ٌ
بمُعترِضٍ من حادثِ الدهرِ مُغتال
وما الشيبُ من خَيْلِ العُلا؛ فارْكَبِ الصِّبا
إلى المجدِ ترْكَبْ مَتْنَ أَقدرِ جَوّال
يَسُنُّ الشبابُ البأْس والجودَ للفتى
إذا الشيبُ سنَّ البخلَ بالنفس والمال
ويا نشأ النيلِ الكريمِ، عزاءَكم
ولا تذكروا الأَقدارَ إلا بإجمال
فهذا هو الحقُّ الذي لا يرُدُّه
تأفُّفُ قالٍ، أو تلطُّفُ محتال
عليكم لواءَ العلم، فالفوزُ تحتهُ
وليس إذا الأَعلام خانت بخذَّال
إذا مالَ صفٌّ فاخلفوه بآخَرٍ
وَصولِ مَساعٍ، لا ملولٍ، ولا آل
ولا يصلُحُ الفِتيانُ لا علمَ عندَهم
ولا يجمعون الأمرَ أنصاف جهَّال
وليس لهم زادٌ إذا ما تزودوا
بياناً جُزَاف الكيل كالحَشَفِ البالي
إذا جزعَ الفتيانُ في وقعِ حادثٍ
فمَنْ لجليلِ الأَمرِ أَو مُعْضِلِ الحال؟
ولولا معانٍ في الفدى لم تعانهِ
نفوسُ الحواريِّين أو مهجُ الآل
فَغَنُّوا بهاتيك المصارعِ بينَكم
ترنُّمَ أبطالٍ بأيام أبطال
أَلستم بَني القومِ الذين تكبَّروا
على الضربات السّبعِ في الأَبدِ الخالي؟
رُدِدْتُم إلى فِرْعَوْنَ جَدّاً، ورُبما
رجعتم لعمٍّ في القبائل أو خال


******************************


أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها
( أحمد شوقي )

أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها
فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟
أنت البرية ، فاهنأ، وهْيَ أَنت، فمَنْ
دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها
عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما
عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها
فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها
ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها
ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها
كهالة ٍ زانتِ الدنيا دَراريها
إنّ العناية َ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ
ألا تكفَّ وأن تترى أياديها
بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه
من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها
يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به
عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها
ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها
عنِ السَّراة ِ الأَعالي من مواليها
الناهضين على كرسيِّ سؤددها
والقابضين على تاجيْ معاليها
والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها
وكأسها وحميَّاها وساقيها
مولايَ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها
بما رزقتَ، وأَن تهدي تهانيها
الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلة ً
بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها
أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها
مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها
منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها
عبدٌ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها
وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ
فهْيَ الفضيلة ُ، ما لي لا أُسمِّيها؟!
أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به
وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها
عالي الأَريكة ِ بين الجالسين، له
منَ المفاخر عاليها وغاليها
عباسُ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها
وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها
تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها
والله أَصدق وعداً، وهْوَ كافيها

*****************************


كنوز

البدايه
منتديات كنوز
كنوز الشعر
كنوز الطهى
كنوز الإنترنيت
كنوز الدعاء
كنوز الخيول
كنوز النبات
كنوز القانون
كنوز تفسير الأحلام
كنوز الأبراج
الدليل المفتوح
كلمات الأغانى
كنوز الأفلام



أنْدَلُسِيَّة ٌ
( أحمد شوقي )

أنْدَلُسِيَّة ٌ
أَنا مَنْ يترك للديَّـ
ملاعبٌ مَرحَتْ فيها مآربُنا
ـبئة ٌ عنها مُبينه
ب،َّا ، فلم نَخلُ من روح يراوحنا
أَسأَل الرحمنَ يُرْعِيـ
ممَّا نُرَدِّدُ فيه حين يُضوينا
إذِ الزمانُ بنا غيناءُ زاهية ٌ
وهْو في حُلْوَانَ زِينه
لو كان فيها وفاءٌ للمُصافينا
عهدُ الكرامِ ، وميثاقُ الوفيِّينا
ولا حوى السعدُ أطغى في أعنَّته
كنَّا جياداً ، ولا أرحى ميادينا
فيها إذا نَسيَ الوافي ، وباكينا

*****************************


أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟
( أحمد شوقي )

أَتغلبني ذاتُ الدلالِ على صبري؟
إذن أَنا أَولى بالقناع وبالخِدْر
تتيه ، ولي حلمٌ إذا مار كبته
رددتُ به أَمرَ الغرامِ إلى أَمري
وما دفعي اللوامَ فيها سآمة
ولكنّ نفسَ الحرّ أَزجرُ للحرّ
وليلٍ كانّ الحشرَ مطلعُ فجره
تراءَتْ دموعي فيه سابقة َ الفجر
سريت به طيفاً لى من أحبها
وهل بالسُّها في حُلَّة ِ السُّقمِ من نُكر
طرقْتُ حِماها بعدَ ما هبّ أَهلُها
أَخوضُ غِمارَ الظنِّ والنظرِ الشزْر
فما راعني إلاَّ نساءٌ لِقينَني
يبالِغن في زَجْري، ويُسرفن في نَهري
يقلْن لمن أَهوى وآنَسْنَ رِيبة ً:
نرى حالة ً بين الصَّبابة والسّحر
إليكنّ جاراتِ الحمى عن ملامتي
وذَرْنَ قضاءَ الله في خَلْقه يجري
وأَحْرَجني دمعي، فلما زجرتُه
رددتُ قلوبَ العاذِلاتِ إلى العُذْر
فساءَلْنها: ما اسمي؟ فسمَّتْ، فجئنني
يَقُلْنَ: أَماناً للعذارى من الشِّعر
فقلتُ: أَخافُ الله فِيكُنَّ، إنني
وجدتُ مقالَ الهُجْر يُزْرَى بأَن يُزْرِي
أَخذتُ بحَظٍّ من هواها وبينها
ومن يهو يعدلْ في الوصال وفي الهجر
إذا لم يكن المرءِ عن عيشة ٍ غنى ً
فلا بدّ من يُسر، ولا بد من عُسر
ومن يَخبُرِ الدنيا ويشربْ بكأْسها
يجدْ مُرَّها في الحلو، والحلوَ في المرّ
ومن كان يغزو بالتَّعِلاَّت فقرَه
فإني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقر
ومن يستعنْ في أمرهِ غير نفسه
يَخُنْه الرفيقُ العون في المسلك الوعْر
ومن لم يقم ستراً على عيبِ غيره
يعِش مستباحَ العِرْضِ، مُنهَتِك السّتر
ومن لم يجمِّل بالتواضع فضله
يَبِنْ فضلُه عنه، ويَعْطَلْ من الفخر


**************************


أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ
( أحمد شوقي )

أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ
فقال: يا مولايَ، إني مذنبْ
قد سوَّدتْ صحيفتي الذنوبُ
وإن وجدْتُ شافعاً أَتوب
فاسألْ إلهي عفوهُ الجليلا
لتائبٍ قد جاءهُ ذليلا
وإنني وإن أسأتُ السيرا
عملتُ شرَّا، وعملتُ خيرا
فقد أتاني ذاتَ يومٍ أرنبُ
يرتَعُ تحتَ منزلي ويَلعَبُ
ولم يكن مراقِبٌ هُنالكا
لكنَّني تَركتُهُ معْ ذلكا
إذ عفتُ في افتراسهِ الدناءهْ
فلم يصلهُ من يدي مساءهْ
وكان في المجلس ذاكَ الأرنبُ
يسمعُ ما يبدي هناكَ الثعلبُ
فقال لمَّا انقطعَ الحديثُ:
قد كان ذاكَ الزهدُ يا خبيث
وأنت بينَ الموتِ والحياة ِ
من تُخمة ٍ أَلقتْك في الفلاة ِ!


****************************




أرى شجراً في السماء احتجبْ
( أحمد شوقي )

أرى شجراً في السماء احتجبْ
وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ
ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ
ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ
نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ
ـلَّة ِ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ
إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى
وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ
من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحة ٍ
من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ
مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها
على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً
تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ
أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ
وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي
ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ
ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟!
أليس حراماً خلوُّ القصا
ئدِ من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ
كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة ُ المعيلِ
جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ
حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ
وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل    الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل  Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 10:49 am


إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى
( أحمد شوقي )

إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى
وقرارة ِ التاريخِ والآثارِ
فالصُّبحُ في منفٍ وثيبة واضحٌ
مَنْ ذا يُلاقي الصُّبحَ بالإنكار؟
بالهَيْلِ مِن مَنْفٍ ومن أَرباضِها
مَجْدُوعُ أَنفٍ في الرّمالِ كُفارِي
خَلَتِ الدُّهُورُ وما التَقَتْ أَجفانُه
وأتتْ عليه كليلة ٍ ونهار
ما فَلَّ ساعِدَه الزمانُ، ولم يَنَلْ
منه اختلافُ جَوارِفٍ وذَوار
كالدَّهرِ لو ملكَ القيامَ لفتكة ٍ
أَو كان غيرَ مُقَلَّمِ الأَظفار
وثلاثة ٍ شبَّ الزمانُ حيالها
شُمٍّ على مَرّ الزَّمانِ، كِبار
قامت على النيلِ العَهِيدِ عَهِيدة ً
تكسوه ثوبَ الفخرِ وهيَ عوار
من كلِّ مركوزٍ كرَضْوَى في الثَّرَى
متطاولٍ في الجوَّ كالإعصار
الجنُّ في جنباتها مطروة ٌ
ببدائع البنَّاءِ والحفَّار
والأَرضُ أضْيَعُ حِيلة ً في نَزْعِها
من حيلة ِ المصلوبِ في المسمار
تلكَ القبورُ أضنَّ من غيب بما
أَخفَتْ منَ الأَعلاق والأَذخار
نام الملوك بها الدُّهورَ طويلة ً
يجِدون أَروحَ ضَجْعَة ٍ وقرار
كلُّ كأهلِ الكهف فوقَ سريره
والدهرُ دونَ سَريرِه بهِجَار
أملاكُ مصرَ القاهرون على الورى
المنزَلون منازلَ الأَقمار
هَتَكَ الزمان حِجابَهم، وأَزالهم
بعدَ الصِّيانِ إزالة َ الأسرار
هيهاتَ! لم يلمسْ جلالهمو البلى
إلا بأَيدٍ في الرَّغام قِصار
كانوا وطرفُ الدهر لا يسمو لهم
ما بالهمْ عرضول على النُّظَّار؟
لو أُمهلوا حتى النُّشُورِ بِدُورِهم
قاموا لخالقهم بعير غبار!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأعمال الكاملة لأحمد شوقى للتحميل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اعترافات كذاب لأحمد مطر
» قصيدة قلم رصاص لأحمد مطر
» نص كلمة لأحمد رجب فى اعياد النصر
» إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
» شوقى سعى بى الى المدينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: مكتبة السها للكتب والتراثيات-
انتقل الى: