كل شىء عن حواء .. مقال أعجبنى

قالت السيدة الحكيمة والعلامة الفريدة لمن جاء يسألها عمن يختارها عروسا تشاركه الحياة ويغلبها بالمال تغلبه بالعيال ، اسمع يا ابني ( دعك من الجمال والمال والشهادات فليست وحدها هي المقياس ولكن تأكد من فتاتك باختبار واحد أسميه ( اختبار الحماه الناصحة لمعرفة العروس الناصعة ) ثم أخذت تعد قهوتها وتركت الشاب علي نار .

وعندما رأت علامات الشوق واللهفة في عيني الشاب تنهدت وقالت ( ماهو رد فعل الفتاة في حالة وجودها في مكان يموج بالفوضي ؟ ) احتار الشاب وسكت .

أقول لك عن خبرة هناك ثلاثة اختيارات الأول : تظهر عليها علامات الاستياء والغضب وتقول ما هذه الفوضي ؟ ومن المسئول عنها ؟ ويعلو صوتها وتظل تلقي الاتهامات وتصعد المشكلة حتي تجعلك تعتقد أن هناك منظمة دولية أو أيدي خفية هي المسئولة عن هذا العبث لتعكير صفوها وتجعلك تتمني أن ينتهي الموقف بأي طريقة ، هذه الفتاة غارقة دائما في انفعالاتها وهي تجر من معها لنفس حالتها ولا تفعل شيئا بنفسها ، ربما تصلح للعمل في الجيش أو البوليس أو أي مكان تخيف الناس فيه بصوتها وآخر ما تصلح له هو إدارة البيوت ، فهي تضيف علي المشاكل الحالية مشكلة وجودها نفسه ولا تمد يدها بالإصلاح وفي النهاية تشكو من كل شئ وتعتقد أنها مظلومة .

الثاني : أن تجلس مستكينة لا تعرف ما تفعله ولكن لو وجدت من يرشدها فإنها تقوم وتفعل أقصي ما في وسعها ، هذه الفتاة طيبة وهادئة ومستسلمة لانفعالاتها ستكون زوجة مطيعة ويمكنها تحمل طباع زوجها والتكيف معه أيا كانت ، بداخلها كنوز تحتاج من يستخرجها ، تحتاج زوجا قائدا يأخذ بيدها فتتبعه لنهاية العالم وتكون علي استعداد دائم لتصديقه والإعجاب به ، سوف تحب أبناءها حبا مفرطا وتحتاج لمن يقول لها دائما يكفي هذا ويشير لها للخطوة التالية فتفعلها بإخلاص ، وإذا شعرت بالأمان تزداد ثقتها بنفسها و تتفجر مواهبها الكامنة وتتألق ، كثير من الزوجات الطيبات من هذه الفئة ولكن مشكلتها فقط رهافة إحساسها وسهولة جرح مشاعرها ، إنها قارورة جميلة فرفقا بها ، خاصة أنها تحب زوجها حبا جما .

الثالث : تظل محافظة علي ابتسامتها ورباطة جأشها ، وتبدأ فورا في ترتيب المكان ببساطة وحرص وقدرة عالية علي التنظيم ، سوف تقترح مكانا أفضل للكرسي الكبير وسوف تنتبه لتغيير ماء آنية الزهور وسوف تكتشف العيب البسيط الذي يجعل بعض المصابيح لا تضيئ وتصلحه برفق ، ستفعل كل ذلك بهدوء وهي تتحدث بلباقة عن أمور شيقة ومبهجة ومفيدة ، سوف تأتي في المرة القادمة ومعها مفرش مناسب للمنضدة وتابلوه رقيق رغم أن سعره معقول للحائط الذي فيه الشرخ ، في صحبتها الحياة أجمل ولا مشاكل بل دائما حلول واقتراحات تجميلية واقتصادية لكل شئ ، فنانة ومبدعة وذكية الوجدان ، ومسيطرة تماما علي انفعالاتها حتي أنها لن تفسد جو الحفل الذي دعيت له وحدثت مشادة بسيطة فيه ، سوف تحتوي الموقف وتدير دفة الحديث في اتجاه آخر وتمرر الموقف بسلام ، إنها الزوجة الرائعة التي تحسن إدارة حياتك كلها لو وجدتها ارتبط بها فورا وقبل يد والدتك فقد دعت لك في ليلة القدر بالزوجة الصالحة .

( ترتيب الفوضي ) مهارة في يد الجميع تعلمها وهي تنسحب علي كل مناحي الحياة ، ترتيب الوقت وإدارة المال وتنظيم الأولويات وتوزيع الحب نفسه بشكل عادل بين الزوج والأهل والأولاد ، (السيطرة علي الانفعال) مهارة فائقة تعتبر قمة التحضر والرقي الإنساني ومنها تتفرع فضيلة الصبر والانضباط ،مثل هذه الزوجة المال في يدها يساوي أضعاف المال في يد غيرها بحسن تدبيره ووضعه في موضعه وليس المال فقط بل الجمال أيضا تخيل . !

سوف تحرص علي نظافتها وهندامها وصحتها وتبرز جمالها دائما بشكل متزن ومع حب زوجها وسعادته بها سوف يزداد تقديره لجمالها عاما بعد عام ، يشتاق لابتسامتها التي تنير وجهها دائما ويحب صفاتها هي، إن كانت سمراء صار لونها هو المفضل لديه، وإن كانت طويلة أو قصيرة ممتلئة أو نحيلة صارت مواصفاتها هي المحددة لأميرة أحلامه لأن سعادته دائما تنبع من بين يديها .

دائما تسبق الأحداث بخطوة ولذلك لا ترتبك عند عودة زوجها ومعه ضيف مفاجئ فبيتها مرتب وفي الفريزر طعام نصف مجهز تعده بمهارة وسرعة وتثير فخر زوجها أمام ضيوفه ، وعند مرور زوجها بضائقة مالية تفاجئه بما ادخرت للطوارئ تربي أولادها بالقدوة والترغيب وليس بالصراخ والقلق ، مهما رأي زوجها من حسناوات يهتف قلبه عندما يراها ( هذه هي حواء )

ترتيب الفوضي ليس قاصرا علي العمل المنزلي وحده بل هو تحليل يؤكد ويبرز إبداع المرأة وتميزها ، مثل اللوحة البديعة التي تتأملها منبهرا بها وهي عبارة عن انتقاء لمناظر في الطبيعة وترتيب ألوانها وظلالها بشكل ساحر جميل .

أنهت السيدة كلامها كما بدأته بتنهيدة ثم بدأت تحتسي قهوتها علي مهل

ايمان القدوسى .

مقارنة رائعة من الكاتبة ايمان القدوسى التى دوما ماتتسم مقالاتها بالعقلانية

الشديدة ووضع الفوضى كمعيار للمقارنة بين ثلاث فتيات من حيث نمط التفكير

واسلوب التصرف هى مقارنة جميلة فقد وضعت مقياس معين لقياس مدى

صلاحية الفتيات للمعيشة الزوجية وهو اسلوب علمى بحت ويوضح بدرجة

كبيرة ودقة عالية امكانية الاختيار عن طريق اسلوب علمى منظم .شكرا

ام شروق على حُسن اختيار الموضوع وكل الشكر للكاتبة الاستاذة ايمان

القدوسى على المقال الرائع والاسلوب الجميل

هى فعلا اسلوبها متميز جدا يا سعيد

فى كل كتاباتها

شكرا سعيد