حدّثتْنى احدى الصّديقات, وكنت منها من المُقرَّبات ,فقالت
لي بافتخار, ان أحد التجار, يتودّد اليها ويهواها,وويفقد كل
ادراك حين مرآها, وما ابتاعت منه شيئا الا أرضاها ,هي ومن
صاحَبها ووالاها , فيجزل لها الهدايا, ويُكرمها بالعطايا
وفائق العناية,فقلت لها ومايبيع هذا الولهان, الذى يبخس
لاجلك الاثمان ؟قالت ثيابٌ ووحليّ وأقمشة من الهند وتركستان
,من أجود الانواع وأحلى الالوان ,فقلتُ في نفسي أَجزى لها
الثناء ,علها تصطحبنى حيث أشاء,وقلتُ أيْ ذات الجمال
الاصيل, كيف للتاجر ان لايميل, لهذا الرمش الكحيل, وهذا الخد
الاسيل .كيف له ان لا ينساق, امام هكذا اشراق, يتركه
ملتهب الاشواق,فتبسمتْ ولكي تُصدق, زدتُ انا فى التملّق,
..أيْ صديقة عمرى ,هل تصحبيني الى هذا المتجر, علي منه
اشترى ,مما اريد من لباسٍ جديد , فقالت بخيلاء,حسنا فى
المساء, امر عليك فاخذك وتشترين ,ولا تعودي حتى ترضين .
عدتُ للدار وكان زوجي ايضا من التجار, وجدته يجالس
الفايسبوك, فقلت له أما علمت وانت من رجال السوق,
والاعيان, ان لصديقتى عاشق ولهان, يبيعها
الاثواب بارخص الاثمان, ويُهديها لها بالمجان, قال وهل
تصدقين بهذا الافتراء, هذا من أكاذيب النساء, فاسرّيت
بموعد المساء, حتى لا يمنعنى صحبتها وفرصة الشراء .
وطرقتْ عليّ باب الدار, فوجدتنى بالانتظار, وقد لفحتنى منها
رائحة العطور, منذ مرت بالسّور ,فسلّمتْ وانطلقنا نسابق
الريح , حتى وصلنا والى متجرِ فسيح, مليئا بما تشتهى
العين والروح, قد صدقَتْ فى الثناء عليه والمديح, وانهمكتُ فى
التقليب والاختيار, ولم انتبه الا وصديقتى تُحدثُ احد
الرجال, كأنى اعرف صوته من يكون, عجبا!! انه زوجنا
المصون, وياتى معها من بعيد, وتُقدّمه الى وتقول, هذه
صديقتى انظر لها ما تريد ...وحين نظرت اليه والتقت عينيّ
بعينيه انعقد فيه اللسان واشار لي فقط بالبنان ,اهلا بك من
جديد!!!
م ن ق و ل