بركان الغضب

كان عهد الآخرين به دائما الطيبة والسمحاة والبشاشة فى وجه من يعرفه ومن لا يعرفه

لا يسمع له صوتا ولا يبادر بإيلام الآخرين ولا يحب ان يجرح احد او يتعدى على خصوصية احد

تغاضى بقدر ما تغاضى عن سفاهات المحيطين وانتهاكهم لحقوقه ليس ضعفا او خنوعا ولكن تضحية وايثارا

اعتاد الجميع على ذلك منه وكان يظن انهم يقدرون صنيعه ويتفهمونه وما خطر بباله انهم كانوا يستضعفونه

مرت السنون وهو يعطى ويعطى وقلبه ما حوى الا الصفاء والوفاء حتى لغير اهل الوفاء ولشد ما عانى من ضربات غير اهل الوفاء

حتى مضت الايام ورأى نفسه بأعينهم وكيف كانوا ينظرون اليه فشق ذلك على نفسه وقرر الا يكون لقمة سائغة فى فم احد

وان ينحى القلب جانبا وان يرعى نفسه نفسه وفقط ماله وللآخرين

ولشد ما كان هذا القرار قاسيا فقد اخذ فى طريقه الجميع لأنه بساطه رأى الجميع بوجوه مزيفة صعب التواجد معها

لم يقسوا قلبه ولكنه غلفه فقط بغلاف رقيق حتى لا يعلق به الغبار وعاش لا يرى احد

حتى جاء اليوم الذى تمكن فيه القلب من نزع الغلاف ووجده قد انخرط فى معاملة الآخرين والتفاعل معهم بحجة

انه وجد ناس غير الناس وقلوبا غير القلوب وصدقه المسكين ...تارة فتارة تفاعل ورجع الى ما مضى من عهده

ويال المهزلة حين اكتشف ان النظرة هى النظرة والناس هى الناس وانه فى عيونهم هو ذاك الضعيف الخانع

ترى هل التوحش وقلة الادب هى الحل لمثل هذا الرجل صاحب المآساة

وهل أخطأ حين ترك قلبه يتعامل مع الآخرين وثقل عليه الهموم

الى اى مدى تكون العزلة عن الخلق ناجحة ومثمرة

والى اى مدى تكون مساحة الناس لديك محدودة وبقدر

حتى نعيد توجيه هذا التعيس

كثيرا ما يسئ الناس الفهم مع من يعاملهم بأحترام وادب وعطف

فيهزئون منه ويعتبرونه ضعيف وعلي العكس يكنوا كل الاحترام

لمن يعاملهم بسب وتطاول وعصبية ولكن هل معني هذا ان العيب

في من يتعامل بأدب واحترام ؟ وان من يتعامل بهمجية وتطاول هو الصح ؟

بالتأكيد لا فالعيب في البشر اللذين ملئ قلوبهم الخوف وتغيرت طباعهم

وذاد ضعفهم فانقلبت الموازين عندهم فاصبحوا يقيموا الناس تقييم خاطئ

لان من ضعف قلبه ووهن فكره واضمحلت اخلاقه اصبح يري الضعف

قوة والقوة ضعف واصبح يري الخير شر والشر خير.

وانا اري ان ذلك الذي تنعتينه بالتعيس لا يحتاج لتوجيه لان

الناس هم من يحتاجون لتوجيه لانهم هم التعساء وليس هو .

شكرا ام شروق علي هذا الموضوع الرائع

والله يا ايمن اختلفت الموازين

وانا نعته بالتعيس لأنه حقا تعيس وسط غابة لا يحترف العيش وسط من فيها

وفى نفس الوقت يحاول ان يفهمهم لغته ولكنه يفشل

شكرا ايمن

للأسف الشديد هذه المعاناة يشعر بها الكثير من الناس

فكل انسان منا يظن انه لا يجرح ولا يؤلم الاخرين

ولكن جميعنا نخطىء حتى فى حق انفسنا وقبل ان ينظر

المرء منا الى ما يفعله الاخرين به يجب ان ينظر ايضا

الى ما يفعله هو بالاخرين .فمن الممكن ان يراه هينا

ويراه الاخرون عظيم .من الممكن ان يظن انه يضحى

من اجلهم فى الوقت الذى تكون تضحيات الاخرين

اكبر .للأسف الشديد نحن فى عالم مليىء بالتعساء

فكل منا لا يستطيع ان يفهم سوى ذاته ويظن انه

المظلوم الوحيد فى هذا الكون على الرغم من ان

جميع من حوله يشعرون هذا الشعور .شكرا

ام شروق على الموضوع القيم ونسأل المولى

عزوجل الا نظلم أو نُظلم وأن يهدينا جميعا الى

الحق اين كان وحيث كان .