كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
يقظة الأزهر Support

 

 يقظة الأزهر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

يقظة الأزهر Empty
مُساهمةموضوع: يقظة الأزهر   يقظة الأزهر Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 28, 2011 9:54 am

بقلم: د.عمار على حسن

كان الأزهر نائماً واستصرخناه ليستيقظ. كان تائهاً وبحثنا عنه طويلا ليعود. كان مستكينا فى زاوية النسيان، فاتحا ذراعيه لأى عابر وكأنه تكية طال زمانها واتسعت أبوابها فباتت مقصداً لكل الدراويش، بينما هجرها العلماء، إلا ما ندر.

كان الأزهر دوار شمس، أينما تسر السلطة يسر، إن اتجهت يمينا فهو معها، وإن سارت فى الطريق المقابل أسرع الخطى ليواكبها. الأزهر مطبعة لإصدار بيانات رخيصة، تبرر الاستبداد، وتتواطأ فى الفساد، وإن قيل له «أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» قال: صُمت أذنى وكُفّ بصرى، فلا شىء يعنينى، ولا كلام يضنينى.

الأزهر كان صفراً على الشمال. قشة فى مهب الريح. كان صرحا من علم وأدب، من فقه وفكر، فهوى فى جحيم السلطة، ونار المطامع العابرة، فركب ظهره عيال حفظوا سطوراً من الكتب الصفراء، وراحوا يرددونها كالببغاوات، رواية لا دراية، وحفظاً من غير فهم، وتبديداً لا تجديدا.

وراح هؤلاء الحفظة يتيهون على الناس بصفحاتهم القديمة، ويشككون فى الأزهر، ويقولون: خرج من التاريخ، بينما أتباعهم من صغار العقول والنفوس يقولون عنهم: هؤلاء هم العلماء.

أحد هؤلاء كان يعيش فى قريتى، ذهب ذات مرة إلى القاهرة، حاملا فى جيبه مبلغا جيدا من المال جمعه من «التجارة بالدين» وعاد مستبدلا النقود بحمل بعير من الكتب القديمة. صنع لها دولابا فى بيته. حفظ الفهارس، وبعض سطور كان يزين بها خطبه الزاعقة الناعقة التى لا تغادر سقما. وكان كلما قلت له الأزهر، قهقه حتى كاد يسقط على قفاه، وهو يشير إلى الدولاب، ويقول: أزهر، أى أزهر؟ هذا هو الأزهر، هنا فى بيتى.

كان هذا الرجل كغيره من الذين استضعفوا الأزهر واستهانوا به، واستخفوا بمكانته، واستبدلوه بفقهاء البادية، الذين ترعى الريح فى رؤوسهم، ويقولون ما لا يفعلون. باعوا الأزهر بحفنة من كلام مسجوع مرقوع، لا يستجيب لحاجة ولا يسد نقصا. كلام لا ينتمى إلى زماننا، ولا يفيد ديننا العظيم، الصالح لكل زمان ومكان. كلام يتقدس به رجال من الزمن الغابر، وما لهم فى الإسلام من قداسة.

كل هذا كان يتم بينما الأزهر يغط فى سبات عميق، وشخيره يصل إلى أسماع أرباع الفقهاء، بل أثمانهم، فتجلجل ضحكاتهم فى الصحارى المفتوحة على الغلظة والجلافة والغطرسة، أو فى الوديان الخضر، فتسقط لها الأزاهير والرياحين وتهرب الفراشات. ينحنون على الأرض فليتقطون أحجاراً وحصى يقذفون بها الأزهر، ولا تأخذهم به شفقة ولا رأفة، ولا يعملون فيه تلك النصيحة الغالية: ارحموا عزيز قوم ذل.

الآن الأزهر يحاول أن يستيقظ، «يتمطع» فى سريره التاريخى ويجلس على مهل، استعدادا للوقوف. فها هو يرمى بسهم فى الجدل الدائر حول وضع قواعد البيت المصرى الجديد، وها هو يسعى إلى أن يقطع الطريق على أدعياء الفقه وتجار الدين، وكأن شيخه، الفيلسوف الفقيه والفقيه الفيلسوف، يكفّر عن سيئات انضمامه إلى الحزب الوطنى الفاسد البائد، والسلطة الغادرة الفاجرة، التى نهبت أموال الناس وقهرتهم سنين، وكأنه يريد أن يغسل يديه، ويطهَّر قلبه من رجس الصمت والسكوت على ما كان يجرى، وكأنه يريد أن يمحو استئذانه ذات يوم للانصراف من الهيئة العليا للحزب الحاكم المستحكم، بعد أن تم تعيين فضيلته شيخاً للأزهر، جامعاً وجامعة.

الآن يستيقظ الأزهر، وهذا كلام لا مجاملة فيه، فحين يشرف شاب من خيرة العلماء هو الدكتور أسامة الأزهر صاحب السفر الرائع «أسانيد المصريين» على سلسلة تخرج عن الأزهر وتستهدف الشباب وغيرهم ليقفوا على صحيح الدين، فهذا معناه أن هناك خطوة أزهرية فى الطريق السليم. فقد جاءنى قبل أيام الباحث النابه الأستاذ حسين الشطورى، ومعه بعض من مطبوعات هذه السلسلة، فراق لى منظرها ومخبرها، ورأيت فيها وسيلة مهمة ليمارس الأزهر دوره فى دعوة الناس إلى العبادة ومكارم الأخلاق، من أجل روح ممتلئة بحب الله، ومعاملة متوافقة مع روح الإسلام ونهجه. نريد الأزهر أن يؤدى دوره، وأن يحمل على أكتافه العبء الثقيل الذى نلقيه عليه، وأن يلبى طموحاتنا التى طالما راودتنا، ويحقق آمالنا التى داعبتنا طويلا، فى أن تكون فى بلادنا مؤسسة دينية وسطية معتدلة، تجعل من التفكير المتواصل فريضة، ومن الاجتهاد الدائم فرض عين، ومن التجديد المستمر وسيلة مثلى لتحقيق ما يصبو إليه الناس فى دينهم، وما يرجونه من عقيدتهم.

إن الأزهر لن يستعيد دوره إلا إذا استقل عن السلطة، وهذا الاستقلال لن يتم إلا بقانون جديد يلغى ذلك المعمول به الآن، والذى ألحقه بالسلطان، وجعله مطية لأهوائه ونزواته، إلا قليلا. ولن يستعيد الأزهر دوره إلا إذا استحضر مصداقيته التى جرحت فى العقود الأخيرة، فيثق به الناس، ويقصدونه فى طلب العلم والمعرفة والفتوى. ولن يستعيد الأزهر دوره إلا إذا غيّر الكثير من مناهج الدراسات الدينية، فجددها وربطها أكثر بعصرنا الذى نحيا فيه.

ولن يستعيد الأزهر دوره إلا إذا أعطى كل ذى حق حقه من بين علمائه، فيرفع المجتهدين المجددين منهم، ويأخذ بيد التقليديين ويحثهم على الدراية قبل الرواية، ويفتح الأفق أمام الطلاب ليتزودوا من الآراء المستنيرة، والتصورات الحديثة المرتبطة بدراسة الدين، من جميع جوانبه، وليس فقط حبسه فى كتب بشرية عتيقة، مكان الكثير منها المتحف، إلى جانب الفأس البرونزية والنورج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

يقظة الأزهر Empty
مُساهمةموضوع: رد: يقظة الأزهر   يقظة الأزهر Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 28, 2011 10:29 pm

بالفعل لن يستعيد الازهر مكانته الا ذا انفصل عن السلطة

واعطى كل ذى حق حقه ونتمنى ان يكون سعى شيخ الازهر

دوما الى تحقيق هذه المطالب الهامة وهى الاستقلال والعدالة

حتى يكون الازهر فى المكانه التى نريده ان يكون عليها وان

يعود لسابق عهده . شكرا ام شروق على المقال القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يقظة الأزهر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إجتماع شيخ الأزهر مع المثقفين لإعادة دور الأزهر فى قيادة الأمة الإسلامية
» المسيرة المليونية لدعم شيخ الأزهر الجمعة 1-4-2011 من الجامع الأزهر
» شيخ الأزهر وتخريج دفعه جديده من طلاب الأزهر الوافدين من الخارج
» تحفة شيخ الأزهر
» الأزهر يفتتح الموسم الثقافى الاول لمشيخة الأزهر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم خاص بساحة الشيخ محمد الطيب الحسانى-
انتقل الى: