السلفيون فى ضيافة الازهر

الدعوة الكريمة التى وجهها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر د./ أحمد الطيب لكبار مشايخ السلفيين فى القاهرة والإسكندرية للالتقاء به اليوم فى الأزهر الشريف تثبت يوماً بعد الآخر أن الأزهر فى عهد د./ أحمد الطيب سيختلف عن الأزهر قبله خاصة فى العشر سنوات الأخيرة والتى شهدت تراجعاً كبيراً فى دور الأزهر ومكانته العلمية والدعوية .

ومن ناحية أخرى فهى تعيد بث الروح فى أوصال العلاقة بين الأزهر من ناحية والحركة الإسلامية من ناحية أخرى وهى العلاقة التى شهدت جفاء طيلة العقود الماضية غير مقبول ولا مبرر خاصة وأن الطرفين يجمعهما هم مشترك وهدف واحد وهو دعوة الخلائق وتعريف الخلق على ربهم سبحانه وشريعته السمحة .

ولا أنكر أن الأنظمة السلطوية المتعاقبة عملت على إضعاف العلاقة بين الجانبين فى إطار سياستها الرامية إلى إضعاف المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة فى الأزهر الشريف وضرب المؤسسة الدينية الشعبية الممثلة فى الحركة الإسلامية ، ولكن علينا أيضاً أن نعترف أن الخطأ قد شاب الطرفين نتيجة النظرة الخاطئة من كل طرف للآخر فالأزهر طالما نظر إلى الحركة الإسلامية على اعتبارها منافساً له وأنهم مجموعة من الشباب المتهور تعاملوا معهم من " عل " مع أن الأزهر كان يجب أن يعلم أن الحركة الإسلامية هى مكمل رئيس لدوره الدعوى خاصة فى أوقات ضعفه وتآمر السلطة على تكبيل حركته كما أن الحركة الإسلامية ومن واقع تحررها من الإطار الرسمى استطاعت مجابهة الحكام بكثير من المثالب وأن تجعل قضية التطبيق الكامل للإسلام قضية حية ومحورية .

ومن ناحية أخرى فإن الحركة الإسلامية لطالما نظر شبابها إلى مشايخ الأزهر على أنهم من " علماء السلطة " وهو وصف سيىء ونظرة ضيقة حرمت الكثير من شباب الدعوة من الاستفادة من علم الأزهر وخبرته كما أن الواجب يقتضى على الحركة أن تعترف دائماً للأزهر بريادته وإمامته وحمله مشعل الوطنية فى مصر لعقود طويلة .

الفرصة الآن سانحة لتجاوز سلبيات الماضى خاصة فى ظل القيادة الحكيمة للدكتور / أحمد الطيب الذى أعاد للأزهر بهاءه ورونقه ويسعى إلى فك ارتباطه بالسلطة عن طريق قانون جديد يسمح بانتخاب شيخ الأزهر عن طريق هيئة كبار العلماء التى ألغيت منذ الستينات ، كما أن الأزهر يحتاج إلى عودة أوقافه أسوة بالكنيسة المصرية للنهوض بأعباء الدعوة والتعليم .

لقاء شيخ الأزهر اليوم بشيوخ السلفية يأتى عقب مؤتمر الإصلاح الصوفى الذى عقد تحت رعاية شيخ الجامع الأزهر وهى فرصة لحدوث التلاقى بين الفكر السلفى والفكر الصوفى على قاعدة الكتاب والسنة ولتكن البداية حديث شيخ الأزهر فى المؤتمر المذكور والذى أكد فيه على أن الصوفية تحتاج إلى معالجة البدع والخرافات التى تخالف الكتاب والسنة وهى مهمة يجب أن يضطلع بها شيوخ الصوفية المتبعين لرسم الكتاب والسنة .

وعلى الطرف الآخر فإن السلفية فى احتياج إلى تخفيف حدة الهجوم على الصوفية وجمعهم فى وعاء واحد مع أن أئمة سلفنا الصالح كانوا من كبار الصوفية كالحسن البصرى والجنيد والجيلانى وغيرهم فعلينا أن نفرق بين الفكر الصوفى القائم على الكتاب وصحيح السنة والهادف إلى تزكية النفس وتهذيب الأخلاق وبين الفكر الصوفى الذى اختلط بالفلسفات الباطنية والبدع الخرافية فالأول مطلوب وبشدة أما الآخر فلا يلزمنا فى شىء ووجب على أئمة الصوفية أن يسعوا لتطهير الفكر الصوفى وتنقيته من البدع . فكل من السلفية والصوفية يحتاج منهما للآخر فالصوفية فى حاجة إلى " تسلف " كما أن السلفية فى احتياج إلى " تصوف " كما كان يقول الشيخ الغزالى رحمه الله .

فلعلها بادرة الخير التى تفتح باب التلاقى والائتلاف على مصراعيه .

فشكرا لشيخ الأزهر على دعوته الكريمة .

المصدر : المصريون

دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عددًا من الدعاة والشيوخ المنتمين للتيار السلفي وفي مقدمتهم الشيخ محمد حسان للالتقاء يوم الخميس المقبل تحت مظلة الأزهر في مقر المشيخة عقب صلاة العشاء.
وقالت تقارير صحافية مصرية إن دعوة شيخ الأزهر لدعاة السلفية تأتي في إطار جهود الأزهر من أجل لم الشمل ووحدة الكلمة وتكاتف الجهود وترشيد مسيرة العمل الإسلامى فى مصر.
وفي مايو الماضي، التقى الشيخ محمد حسان، المشرف العام على قناة الرحمة الفضائية، مع شيخ الأزهر، فى لقاء استمر ساعة كاملة، بمقر مشيخة الأزهر.
وقال الداعية الإسلامي، الشيخ محمد حسان، الذي يعد واحدًا من أبرز رموز التيار السلفي في مصر، في تصريح صحافي، عقب اجتماعه مع الدكتور الطيب: إنه تم التأكيد على ضرورة التعاون والتكامل بين جميع التيارات الدينية، للالتقاء على الأصول والبعد عن أي خلاف، ولتعزيز دور الأئمة والدعاة، لتبصير الناس بدينهم المعتدل وإعلاء المنهج الأزهري الوسطي.
وأشاد الشيخ حسان بدور الأزهر في مصر والعالم، والذي يقوم على الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو.
من جانبه، رحّب شيخ الأزهر بالتعاون مع التيار السلفي وكافة التيارات الدعوية، من أجل وضع خطاب إسلامي موحد للتصدي للفتاوى المتضاربة والمتشددة التي تثير البلبة والخلافات فى هذه المرحلة الحرجة.
وأشار إلى أن الأزهر حريص أن يلتقي الجميع على الأصول التى تسع كافة التيارات الدعوية وتنحية الخلافات حول الفروع والجزئيات والقضايا الفرعية التى تؤدي إلى بروز تلك الخلافات.