أنواع أخرى من البونبون

بقلم: د. أيمن الجندى

أعتقد أنكم ستشاركوننى الإعجاب بهذه الرسالة الرائعة من القارئ محمد فوزى هلال. تقول الرسالة:

فى يوم 28/9/2011 تحت عنوان (بنبون)، كتبتَ عن رجل وجد السعادة فى كبشة من البنبون يعطيها للأطفال المحرومين، وهذا ما دفعنى لأقص عليك كيف وجدت بنبونى ومنجم سعادتى.

قبل عدة أعوام، وقبل شهر رمضان المعظم، أمرتنى أمى بأن أشترى فانوس رمضان الكبير، لزوم البلكونة! وأنت تعرف كم هو شىء مُحبّب بألوانه المضيئة الساطعة خلال ليالى رمضان الساحرة.

ذهبت إلى ميدان السيدة زينب قاصدا عشرات المحال التى تبيع هذا التراث الجميل، وبدأت أنتقى الأنسب سعرا والأفضل شكلا. ولكنى وجدت ضمن كل هذه الفوانيس الجميلة فانوسا صغيرا من المعدن، له قاعدة حديدية، تُخلع لكى تضع بها شمعة. يا له من فانوس جميل وبه كل الأصالة! إنها قطعة جميلة من الحديد المُطعّم بالزجاج الملون، تتحدى كل الفوانيس البلاستيكية المستوردة!

أعجبتنى الفكرة وقررت اقتناء فانوسين لجمال شكليهما، وبعد أن اشتريت الفانوس العملاق وفانوسى المُحبّبين ركبت الأتوبيس فى طريقى للمنزل، وقبل نزولى من الأتوبيس رأيت سيدة تنظر للفانوس كبير الحجم، بارز المعالم، بعين الإعجاب! وبعد لحظات من التردد بدأت تسألنى من أين تستطيع الحصول على واحد مثله؟ وأجبتها بكل التفاصيل، فقد كانت سيدة غير مصرية، وعرفت منها أنها من سوريا الشقيقة. كانت هذه المرأة تنظر إلى الفانوس بإعجاب جعلنى أُخرج من الشنطة البلاستيكية أحد الفانوسين الصغيرين وأقول لها باسما: «وما رأيك فى هذا؟».

وفجأة رأيت طفلا صغيرا يقفز من عينيها، وكأنها رأت شيئا كانت تنتظره منذ سنين! وأُعجبت جدا بفرحة هذه السيدة، وقدمت لها الفانوس وأنا أقول مبتسما: (كل سنة وإنت طيبة). السيدة رفضت فى بادئ الأمر، ولكن إعجابها بهذا الفانوس لم يجعلها تقاوم كثيرا وشكرتنى جدا، وأنا فى المقابل أحسست بسعادة كبيرة جدا، كونى تسببت فى سعادة شخص لا أعرفه.

جاءت محطتى وودعتنى المرأة قائلة: (كل سنة وإنت طيب)، وأنا رددت التحية بكل سعادة.. ياه! كم هو إحساس رائع، مختلف، باعث على البهجة!

نزلتُ من الأتوبيس وقابلت رجلاً يبدو عليه أنه أجنبى. تكلم معى بالإنجليزية، طالبا معرفه كيفية الوصول إلى مكتب المرور، ولأننى كنت ممتلئا بالتجربة الجميلة الطازجة مع هذه السيدة فقد عرضت عليه أن أوصله إلى المكان المطلوب. أثناء سيرنا تحدثنا عن رمضان، وعن التقاليد المصرية الحميمة فى هذا الشهر المبارك، ولاشك أن مشهد الفانوس الضخم قد لفت انتباهه، فتكلمنا عن هذا الفانوس أيضا، ومع الإعجاب أخرجت له الفانوس الصغير الآخر، وإذا بى ألمح نفس الطفل الذى قفز من عينى السيدة السورية، ولم أتردد لحظة فى أن أعطيه هذا الفانوس. امتنع هو الآخر فى البداية، ولكن الطفل داخله لم يستطع مقاومة سحر الفانوس!

****

لا أستطيع أن أصف لك قدر سعادتى الغامرة حين وصلت البيت! كنت أمشى كأننى أقفز! وأقفز كأننى أطير، وقررت وقتها أن أقول لكل من حولى، «كل عام وأنت بخير» بطريقة جديدة مبتكرة، لذلك ذهبت فى اليوم التالى إلى السيدة زينب مرة أخرى واشتريت أكثر من خمسة عشر فانوسا، وزعتها على كل من وجدت الطفل فى عيونهم!

ومنذ ذلك الحين فى كل عام أشترى الفوانيس! حتى وصلتْ إلى خمسين فانوسا فى العام الواحد. وكانت تلك هى متعتى السرية! كم من طفل اقتنصته فى أعين نساء ورجال، أطفال وعواجيز!

وكان هذا يا سيدى هو منجم سعادتى الذى اكتشفته بالمصادفة ولن أُفرّط فيه أبدا!

تحدث الدكتور ايمن الجندى فعلا فى مقالته السابقة عن الشخص

الذى وجد سعادته فى البنبونى الذى يقدمه للأطفال فيرى السعادة

فى عيونهم فيشعر انه حقق السعادة لغيره فيسعد هو الاخر وهاهو

الدكتور ايمن يحدثنا عن البنبونى الذى يقدمه هو وهو عبارة عن

فانوس رمضان والاجمل انه يُسعد به الكبير والصغير وهذا هو

الجمال بعينه . ليتنا نجد البنبونى الخاص بنا لنسعد الاخرين

فنسعد مثلهم . شكرا ام شروق على المقال الرائع وكل الشكر

للدكتور ايمن الجندى الذى دوما ما تسعدنا كتاباته

البونبونى امام اعيننا كثير يا سعيد
وبألوان ونكهات مختلفة
ويمكننا اسعاد الغير حتى من دون ان نشعر
المهم النية صدق النية والتوجه هو مفتاح اى باب لاسعاد قلوب الآخرين
شكرا سعيد