حسناء تنتظر فارسها

بقلم: د. أيمن الجندى

تشبه مصر
حسناء، آية فى الجمال. كحيلة العينين، ضافية الأهداب، فى وجهها بهاء، وفى
عينيها صفاء، وفى قوامها استقامة.

حسناء حالها هكذا، من الطبيعى أن يكثر خطّابها. لكن المدهش أن أحدا من الراغبين
فيها لم ينل إعجابها. لأنهم دخلوا عليها بمنطق الاقتحام لا الغرام. أحدهم دخل بمنطق
السلطة والنفوذ، وأجرى تحالفات مع الجيران والأغراب. والآن يخطبونها بقوة السلاح،
وهيمنة العسكر. جميعهم لم يطرقوا قلب الحسناء. لم يفكروا فى أنها تعيش فى عالم
مخملى، رومانسى، مرهف، رقيق. تنتظر فارسها الأمين على حصانه الأبيض. تريد أن تشعر
معه بالأمان، بلمسات الحنان، بالرقة المخملية.

لم يفهموا قط أن الرسائل الغرامية أحظى عندها من المجوهرات، وزهرة أجمل عندها من
فراء. الحسناء لا تمنح قلبها إلا لمن يدق الباب برفق، بنبل الفرسان، برقة الغرام،
بالمشاعر الدافئة الحقيقية.

حينما أتأمل الماضى القريب أشعر بالدهشة. لقد أتيحت الفرصة عدة مرات للفوز بقلب
الحسناء. خذ عندك
جمال مبارك مثلا: كان راغبا بشدة فى الفوز بالحسناء. لكنه لم يسلك الطريق
المستقيم إلى قلبها، بل سلك أوعر الطرق وأبعدها عن نوال حظوتها. مع أن طريقه كان
ممهدا. كان بحكم الأمر الواقع يملك سلطة الإصلاح. وكان الوزراء والمسؤولون يرتعدون
منه.

لو كان قد خلع سترته الأنيقة وربطة العنق ونظارته السوداء! لو كان قد التحم
بصفوف الشعب، لو كان قد استغل سلطته فى الإصلاح، لو كان الناس يستيقظون فيجدونه
واقفا فى الشارع يتابع الإنجاز. لو أشعر الحسناء بأنه يحبها حقا، لكان المطلوب لا
الطالب. ما كان أسهل أن يفوز بقلب الحسناء!. لكنه لم يفهم. لم يكتب لها رسالة غرام
واحدة.

لم يفاجئها بهدايا ملونة وأقراص نعناع. لم ينتظرها فى برد الشتاء تحت الشرفة. لم
يهمس لها بكلام دافئ من القلب. لم يُشعرها لحظة بالأمان. وإنما ذهب ليسترضى الجيران
الأقوياء، ويقيم التحالفات، ويتعاقد مع البلطجية. جمال مبارك بث العيون، وأحصى
عليها الكلمة والهمسة، وأشعرها بالحصار. صرخت الحسناء: «لا.. زواجى من جمال مبارك
مُحال».

واليوم ما أشبه الليلة بالبارحة. تسعة شهور انقضت على تنحى مبارك، حكمنا فيها
العسكر. قالوا إنهم غير معنيين بخطبة الحسناء، وصدقناهم! ولو أن جمالها يفوق
الحياة! تُذهل! تُسبى. لكن الحوادث جعلتنا نرتاب. لماذا يؤخرون تسليم السلطة! هل من
المعقول أن تمتد الفترة الانتقالية فوق العامين؟ ولماذا تشيع فى ربوع البلاد
الفوضى؟!

سنفترض- مجرد فرض- أنهم راغبون فى الحسناء. لماذا يكررون الأخطاء القديمة، وكان
بوسعهم أن تطلبهم الحسناء بنفسها، لو أشعروها بالأمان والرقة والحنان. من يملك
السلطة يملك الإصلاح.

قرارات بسيطة جدا كانت تخطب ود الحسناء: فرض الإقامة الجبرية على جميع المسؤولين
السابقين وقطع الاتصالات عنهم حتى تتم المحاكمة- استرداد الثروات المنهوبة- تحديد
حد أقصى للأجور لا يزيد على 16 مثل الحد الأدنى- الإعلان بشفافية عن رواتب
المسؤولين- تخفيف الاحتقان الطائفى من المنبع- اعتقال جميع البلطجية وفرض
الأمن والانضباط فى الشارع- إرساء هيبة القانون وإخضاع الجميع للعدالة- حسن اختيار
المحافظين لإصلاح المدن وتنظيفها- إلغاء مجلس الشورى ونسبة الخمسين فى المائة.

قرارات لم تكن تستغرق غير جرة قلم، تسبقها الإرادة. لو تم اتخاذها بمجرد تسلم
الحكم لشعرت الحسناء بالأمان، وما حدثت الفوضى والاحتجاجات والمطالبات والوقفات
المليونية.

الحسناء تستغرب من حظها العاثر، وتتساءل عن فارسها المخبوء فى عالم الغيب، الذى
سيشعرها بالأمان، فتسلمه قلبها الثمين الذى حافظت عليه طويلا.

الحسناء تنتظر فارسها، فهل سيطول انتظارها؟

لن يطول الانتظار ان شاء الله

وان طال فان حسن الاختيار احسن من الوقوع

في شراك المخادعين...ولكن

اصبحت الحسناء الان واعيه وتمتلك قرار نفسها

حتي اذا وقعت في شراك احدهم فانها تستطيع

خلعه ببساطه شديده جدا ...كما خلعت غيره

شكرا للكاتب وشكرا لزهره ...
..............

الكل يطمع فى الحسناء ولكن من يفوز بها هو من يستطيع

ان يمتلك قلبها ويدخل لها من باب الخادم لا باب المالك

فمصر لا تحب من يمتلكها ولكنها تعشق من يعشقها ويخدم

اهلها . شكرا ام شروق على نقل المقال القيم

يامصر انتى البدايه والنهايه

والحكايه

وأنتى السطور فى حياتنا لازم تكتبيها من جديد

اقلعى توب الحداد قومى البسى لك توب جديد

يكفيكى فخرا أسمك فى وسط كتابه أيه

__________

شكرا استاذه زهره والشكر موصول للكاتب الجميل د/ايمن الجندى

الحسناء تستحق للوصول اليها الكثير من التعب والعناء

ولن يكون الوصول اليها ممهدا بالورود ولكنه مفروش

بالاشواك فلا بد ان يتخطاها فارس الاحلام حتي

يصل الي الحسناء ويكون جديرا بالفوز بها

شكرا ام شروق

» حسناء وقراءة خاشعة من سورة النمل
» اذا اصبحت لا تنتظر المساء
» أنثر بذورك ‎‎.. ولا تنتظر ((قصة رائعة))