ويل للمطففين\أيمن الجندى

اليوم على الأرجح سوف تُعْلن نتائج انتخابات المرحلة الأولى، سيكون هناك
فائزون وخاسرون! ترى: هل سيهنّئ الخاسر الفائز ويتمنى له التوفيق، أم
سيسعى جهده ليُفْشل الأمر كله، ويتهم الانتخابات بالتزوير، ولسان حاله
يقول: «إذا بتُّ ظمآن فلا نزل القطر!» (أى المطر)؟ قبل أن أجيب عن سؤالى
الافتراضى دعنى أحك لك هذه الحكاية.
صلاة العشاء...
كان الليل
قد سقط على المدينة، وتوهجت النجوم فى القبة السماوية، ترنو إلينا معشر
البشر فى رثاء! وكأنها تتساءل: لماذا نُصرّ على أن نقضى رحلة عمرنا فى
شقاء! يهب الهواء البارد الجميل فيغسلنى من الداخل. ما أروع أن تتوضأ
بالهواء! أحب الشتاء بالوهج نفسه الذى أحببت به أول مرة فى حياتى، مرحبا
بالهواء المغسول بالندى، مرحبا بالهواء المُبلل بدموع العاشقين.
انتظمت
فى الصفّ، كان القارئ يتلو بصوته العذب: «ويل للمطففين»، فارتجفتُ من
الرهبة، لأننى وجدت هذا النذير «ويل للمطففين» ينطبق على أحوالنا فى مصر.
«وَيْلٌ
لِّلْمُطَفِّفِين. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ
يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ». لم
يساورنى شك فى أن هذا النذير ينطبق على الغش فى كل الموازين، وليس ميزان
الطعام فقط.
«ويل للمطففين»، ويلٌ لمن يحابى نفسه على حساب غيره، ويل
لمن يلتمس الأعذار لنفسه ويتعقّب زلات الآخرين! ويل لمن يلاحظ الشعرة فى
عيون غيره ولا يرى الخشبة فى عين نفسه! ويل لكل من لا يطبق على الجميع المعايير نفسها.
تنهدت
من قلب مثقل بالهموم، توعّد الله المطففين! ولكن ألسنا كلنا نصنع ذلك؟
ألسنا كلنا مُطفّفين؟ وأمرنا القرآن بأن نعدل حتى مع الذين صدونا عن المسجد
الحرام! فكانت النتيجة أننا لم نعدل حتى مع إخواننا فى الوطن والدين.
سبحانك ربنا وكأنك أنزلت هذه الآية علينا! من أجل أحوالنا فى مصر: مسلمين
ومسيحيين! علمانيين وإسلاميين! أهلى وزمالك! رجالاً ونساء! محامين وقضاة! شرطة ومدنيين.
ولو
وضع كل إنسان منا نفسه مكان الآخر لانتهت معظم مشاكلنا قبل أن تبدأ،
ولعرفنا أننا أضعف مما نتصور، وأن رحلة الحياة أقصر مما نتصور، وأننا فى
الحقيقة ضعفاء بؤساء، فقراء إلى ربنا، مساكين.
«أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ».
هذه
هى العلة! أننا نسينا لقاء الله! أننا نتعامل مع الدنيا وكأنها كل شىء،
وكأنها نهاية المطاف، مع أن الدنيا لا شىء، ولا تستحق منا كل هذا الحرص
والغلّ والتخوين!
لماذا نتبادل السباب؟ ولماذا لا نحب بعضنا البعض؟
ونتعاون فيما اتفقنا عليه، ونتجاوز عما اختلفنا فيه؟ وهل نحن مختلفون إلى
هذا الحد؟ ألسنا أعضاء فى الأسرة الكونية؟ ومشتركين فى رابطة الماء والطين؟
ومتفقين فى المبادئ الإنسانية، الفطرة التى فطرنا الله عليها، لا فارق بين
مسلم ومسيحى وعلمانى وإسلامى؟ ألا تنادينا هذه الفطرة بمساعدة الفقراء وحب المساكين! ألا يجمع بيننا هذا على الأقل؟
ويل للمطففين! ويل للمطففين!
كان
الإمام مستغرقاً فى القراءة بصوته العذب الحزين. ما أعظم كلام الله، وما
أعجب قدرته على وصف خبايا نفوسنا بكلام رهيف، كثيف، حاد، مسنون.
كان
الإمام قد أوشك على أن ينتهى من الصلاة، ولوهلة عاودنى حلمى القديم أن
يُصلح الله أحوال مصر، ويُذهب غيظ قلوبنا، وينصرنا على أنفسنا، فنحب
التوفيق لغيرنا، ونصبح جزءاً من الأسرة الكونية المتآلفة، نقضى رحلة حياتنا
فى مودة وسكينة، وحين يأتى الموت ترفرف أرواحنا إلى السماء الزرقاء
الصافية لنقدم فروض الشكر على نعمة الحياة لإلهنا العظيم.

شكرا لك ام شروق على الموضوع المهم بحق وجزاك الله خيرا
للاسف ظلم بعضنا بعضا وانتشر الطمع والجشع ضاع فيها الضعيف والشريف وعلا فيها اللئيم والوضيع واصبحت الدنيا هى الشغل الشاغل وضيعت الامانة
نَعِيْـبُ زَمَانَنَـا وَالعَيْـبَ فِينَـا وَمَـا لِزَمَانِنَـا عَيْـبٌ سِـوَانَا
وَنَهْجُـوا ذَا الزَّمَانِ بِغَيرِ ذَنْـبٍ وَلَوْ نَطَـقَ الزَّمَـانُ لَنَا هَجَـانَا
وَلَيْـسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْـبٍ وَيَأْكُـلُ بَعْضُـنَا بَعْضـاً عَيَـانَ
يقول تعالى
(كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما )
يقول النبى صلى الله عليه وسلم إنها ستأتي على الناس سنون خدّاعة ، يُصدَّق فيها الكاذب ، ويُكذَّب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّوَيْبِضَة " قيل وما الرُّوَيْبِضَة ؟ قال : السفيه يتكلم في أمر العامة ) رواه أحمد

وصدق سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم فيما تنبأ به
فد عم البلاء
وتكلم السفهاء وأتمن الخونة وتفرقت الامة
وكثر الهرج والمرج ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
شكرا استاذ محمد

المطففين كما اورد الدكتور ايمن الجندى ليسوا من

يكتالون بالميزان المادى وفقط ولكن من يكتالون

بكل الموازين الحيايتية ويريدون لأنفسهم الغلبة دوما

ولا ينظرون لغيرهم فلا تهمهم سوى مصلحتهم بغض

النظر عن مصالح الاخرين بل يسعون الى اكل مال

الناس بالباطل دون خوف او خشية من الله . شكرا

ام شروق على نقل المقال القيم .

شكرا سعيد
وكثر المطففين بل طغى وجودهم
وضعنا وسط الزحام