كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مذكرات امرأة معذبة  Support

 

 مذكرات امرأة معذبة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

مذكرات امرأة معذبة  Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات امرأة معذبة    مذكرات امرأة معذبة  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 10, 2012 8:58 pm


سارت حنان في ذلك الشارع ، قرب فندق الأمل الواقع في ضواحي البصرة القديمة ،
كانت تنظر لمنظر الطيور التي هبت لتحط قرب النهر ذو الأمواج الفضية الموجود في
الناحية الأخرى ، ثم تدير عيونها صوب منظر أشراقة الشمس التي بدأت تعانق الأفول، لم
تكن تعلم أنها ستلقى ذلك الدفتر .. دفتر مذكرات خاص ، تذكرته فقط عند أوبتها
لمنزلها ، شيء ما دفعها لتفتح ذلك الدفتر .. بدى أنه مذكرات أمرأة في عقدها الثالث
.. كانت تلك المرأة قد أستهلت كلماتها بعبارات بسيطة .. عبارات لا تعدو كونها من
قلب أمرأة أرهقتها الحياة ... أسترسلت حنان بتلك الكلمات ، أخذت تقرأ بعفوية ..
كانت تفكر لما حملت ذلك الدفتر .. كان أحرى بها أن تتركه وحيداً يصارع التلاشي في
أزقة الشوارع ، لكن شيئا غريباً دفعها لتراه ..

بعدما ضاقت كل السبل في الحصول على فرصة عمل ، فكرت كثيرا
في هذا اليوم .. فكرت في كل الأمور الواجب فعلها ، ولست أدرك ما يخبأ مصيري في غدي
، أنا أمرأة تجابه المشقة بالصبر ، وتحيا بابتسامة أبنتها .. فيا أيتها الحياة مهما
قسوت علينا لنا رب يرأف بنا ..
3\7\2008


مرة أخرى أعود وأحتضن دفتري وقلمي ، كمشتاق بعيد عن وطنه ،
كزهرة تترقب قطرات الأمل من فم الصباح الندي ، تمضي حياتي ولست أشعر بوجودي أو
تداخل أفكاري مع ذاتي التي بت أشعر بإنها هاربه عن هذا الوجود .. يا ليتها إستطاعت
بيوم أن تهرب من قرارات الوجود الحتمية ، حيث لا عناء يكابد يومي ، ولا أرق يقعدني
عن سفر حزني .. أنظر لهيئة أبنتي فتنتابني الصراعات والأكدار ، ثم تضحمل الأحزان
بسحر ابتسامتها ، كنت أجلس في هذا اليوم وأقول مع نفسي ، لما لا تكون الحياة معنا
كابتسامة طفل لحظة انبثاق الألم داخل روحنا المشتاقة ؟ لماذا لا تصبح تلك الأحزان
مجرد أوهام سرعان ما تخطفها كفوف اليقظة ؟ ظلت تساؤلات عديدة لا تنفك ترواد خيالي
.. ولم أزل أنتظر رحمة ربي التي وسعت كل شيء ...


5\7\2008
قرأت حنان تلك الكلمات ، جعلها تدرك عمق
الألم الذي بدى واضح في سطور الكلمات ، همت تقرأ ما تبق ، لعلها تدرك وتفهم ما معنى
أن يحيا المرء وسط المعاناة .. شيء وحيد لم يحضر بفكر حنان ، يا ترى هل ما زالت على
قيد الحياة ؟ لعل حظها من الدنيا قليل ، ولم تكن قادرة على التحمل لأنها أمرأة !
وكيف يمكنها أن تحيا أمرأة وسط مجتمع لا يعدها سوى نقمة على الوجود .. كانت حنان
حصلت على حوافز مالية ، فكرت وقتها أن إهداء المال لتلك المرأة أكثر شيء يسعد قلبها
،فهمت من خلال الكلمات بأن زوجها رحل إلى عالم الأبدية .. تاركاً خلفه أمرأة وأبنة
رهينة للحياة القاسية .. كانت تقرأ حنان ، لدرجة شعرت بعمق الألم الذي يجوب روحه
تلك البائسة ، حتى غالبتها دمعة سقطت من محجر عيونها كانت رافضة أن تصمد لهول
الكلمات ...
****
عندما حدقت صوب أبنتي وكانت أفكاري قبل
ساعة ، بأن أقتل نفسي، لتحظى كل منا بحياة أهنأ بكثير من هذه الحياة ، حيث العدل
السماوي ، والأبدية التي أرتضيها لنفسي بقرب زوجي الراحل .. لكني تذكرت قضاء الله
وحكمه ، ثم تفرست في وجه أبنتي ، فلم أجد سوى الحنين إليها ، لم أجد سوى قلب يهفو
كلما لمحني ، جاءت وأحتضنتي بقوة ، وسألت فيما إذ كان هناك عودة لأبيها !!، ذلك
السؤال قد أرتاعت له أحاسسي ، لأني أيضاً سألت نفسي ، هل يعود زوجي بعد التحرر من
هذه الدنيا ... لكني بحق لم أرغب لزوجي بأن يلقاني بهذه الحياة ، فالمحبة واللقاء
في عالم الأدية أجمل ما يكون في ذلك العالم ...


***
في صباح الأثنين .. إردت
كتابة أية شيء بعدما أغتالتني يد الوجود ، فلم يبق لدي سوى هذا الدفتر وكلماتي ، لم
يبق مني سوى قلب يتضعضع كلما أقفرت الحياة وأسودت في وجه الانتظار .. رحلت بالأمس
لعمي ، طردني لمجرد أن سمع صوتي يتخلل مسامعه ، لست ناقمة من شيء ، سوى أني ظننت أن
عاطفة القرابة ستؤجج الرحمة في قلبه ، ولكن القلب الذي أكتسى بحب المظاهر والمادة ،
أنى له أن يبصر ديمومة المحبة والرأفة ...


***
بعد مرور شهرين على أخر
أمل أعتنق فؤادي .. لم يبق سوى انتظار الهلاك البطيء .. أو الأحتضار الذي يأبى
أستقبال الموت ، أحوالي تزداد سوءاً ، لا أملك نقوداً أسد بها احتياجاتي .. فقدت
الأمل .. فمن ذا يرحم بحالي غيرك أيها الرب
..
**********************
كانت تلك الكلمات مذيلة بتأريخ حديث ، كان
الليل مطبق على جوف الصمت .. فكرت حنان أن تخرج وتبحث في ذلك الليل الحالك عن تلك
المرأة، لكنها لم تكن قادرة على فعل أي شيء .. لا تعرف من تكون ؟ لا يمكنها الوصول
إليها .. ما أصعب على المرأة التي تقرأ في روح أمرأة أخرى معاناة ليس لها نهاية ..
ما أقرب ذلك الشعور حين يتحد لحظة أتقاد الخواطر .. لا أحد يشعر بتلاطم أمواج مشاعر
المرأة سوى المرأة ! تلاقت روح حنان في عالم الخيال معها، مدت يدها صوبها تحتضنها
.. استفاقت لتجد أنها ما زالت ترقد فوق سريرها الوثير .. أما تلك المسكينة ، فلم
تكن قادرة على اعالة نفسها ، لعلها الآن شردت وأخذت تفترش الأرض وسادة لها ولأبنتها
فقررت بذلك رمي ذلك الدفتر لعل ماراً يقرأ معاناتها فيرحمها،ظلت طوال الليل تفكر هل
كانت جريمتي أن أحمل ذلك الدفتر ؟ فكرت أن تعود مرة أخرى لتقرأ أي شيء يدلها في ذلك
الدفتر .. قلبت ذلك الدفتر ورقة ورقة .. سطر سطر ، لم تجد أي شيء يدلها عليها
..طالتها الأحزان بعمر السنين المنقضية .. أستسلمت لمشاعرها الدافقة فأخذت تبكي دون
شعور ...
**********
لم تطبق أجفان حنان حتى أشرقت شمس الصباح على عيون
المؤرقين ..، خرجت باكراً بوجه متجهم ، لم تفكر في الذهاب لعملها .. ، خرجت صوب
المكتبة القريبة من منزلها ، إرادت ان تقرأ شيء ...تناولت أحد الكتب وجلست تتصفح
الكتاب في أحد المقاعد الموجودة في جوانب المكتبة ، لكنها لم تكن قادرة على القراءة
كالعادة .. لذلك قررت ترك الكتاب والعودة إلى المنزل .. أتجهت صوب عاملة المكتبة ،
وقالت : لا أشعر برغبة القراءة هذا اليوم فهلا أعدتي هذا الكتاب لمكانه سيدتي ..
كانت تلك العاملة أمرأة تخطت عقد الأربعين .. فهمت ترد .. لما تتصنعوا الثقافة
وأنتم لا تقرؤون شيء .. أحدث ذلك ردة فعل داخل روح حنان المضطربة ، فقالت لها يا
سيدتي قد بكون المزاج أحياناً سبباً في ذلك .. سامحيني .. ، ردت وهل جميع الناس
أصبحوا بمزاج عكر ، يأتون إلى هنا من اجل الجلوس لحظات ثم يرحلوا دون قراءة شيء !
تعجبت من تلك اللهجة حنان وقد بدى امتقاع وجهها واضح .. فقالت سيدتي وهل فعل ذلك
أشخاص قبلي ؟ فقالت السيدة .. نعم جاءت بالأمس أمرأة ، وفعلت مثلما فعلتي .. صمتت
حنان للحظات .. كانت تشعر بالخجل لتطلب منها تفاصيل اكثر ، شعرت حنان أن تلك
المرأة هي ذاتها صاحبة المذكرات .. إجابت حنان ، ماذا قالت لك ؟ ألم تكن أيضاً
بمزاج لا يسمح بذلك .. ردت العاملة .. جاءت إلى هنا مرتين .. وفي المرة الاخيرة بدى
عليها الحزن العميق .. سألتني فيما إذ وجدت دفتر مذكرات !! .. فلم أفهم لما قالت
ذلك ؟ لعلها كانت تحاول أن تصنع حديثاً ، فقالت تلك الكلمات .. تجمدت حنان لحظة نطق
تلك الكلمات ، .. سيدتي هل من الممكن أن أبحث في سجل الأسماء الذين قدموا أمس ..،
إجابت عالمة المكتبة بتثاقل _ تفضلي .. اخذت حنان تقرأ الإسماء .. لكنها لم تجد إسم
أمرأة ، شعرت أنه امل سرعان ما خفتت أنواره ...

****
ثم لمحت ذلك الإسم .. أمينة .. بحثت عن عنوانها .. ، كانت الفرحة عامرة
لما قرأت كلمات تدلها عن مكان أقامتها ، كانت العادة بأن يضع الشخص شيء يدل عليه في
تلك المكتبة .. في حال أحتاج لأي شيء من المكتبة .. حلقت روح حنان وهي غير مصدقة ما
ترى، خرجت من المكتبة والبهجة تتراقص في خيالها .. حمدت الله بأن جعلها تصل لمكانها
.. ثم تفطنت لدراية الرب وكيفية إحطاته لعباده بالرحمه ... وصلت حنان إلى ذلك
المنزل .. وقفت أمام عتبة الباب مترددة قليلاً .. مع بعض القلق الذي لا يمكنه
الرحيل في تلك اللحظات ، كانت تخشى أن لا تكون هذه المراة هي نفسها صاحبة المذكرات
.. طرقت الباب ودقات القلب تكاد تتوقف كلما تذكرت كلماتها .. ثم انفتح الباب ..
ظهرت خلفه فتاة كالقمر .. فتاة صغيرة .. خاطبتها حنان أين أمك .. قالت انها في
الداخل .. إجابتها حنان ناديني أمك .. قولي لها .. ان شخص محب جاء ليراها ؟ أنتظرت
حنان قرب الباب لحظات حتى قدمت أمينة .. وتلاقى الأثنان .. وقفت حنان بلا كلمات ،
اما أمينة فقالت هل اعرفك سيدتي ؟.. هل بعثوك أصحاب الدار لطردي من هنا ؟ أنا جاهزة
لكي أستقبل ضوء الشارع .. ثم سقطت دمعة من مآق عيونها ، لم تجب حنان بإية كلمات ..
أخرجت الدفتر من حقيبتها مشهرة إياه بعطف ومودة .. مسحت دموعها أمينة وهي تقول كيف
عرفتي أنه لي سيدتي ، أخذت دفترها واحتضنته وهي تقول كم أشتقت إليك مؤنس وحدتي ؟
قالت حنان أنها قصة طويلة سيدتي .. أعذريني لأني قرأت ما موجود به ، فما كان من بد
إلا أن امد يد العون إليك .. فلا تفكري بعد اليوم بأن احد سوف يخرجك من منزلك ..
أشكري الله لأنه لم ينساك .. أشكريه لانه جعلني أراك وأصل إليك .. أحتضنت حنان
أمينة دون دون شعور .. واخذ الأثنان يبكي في محراب القداسة الروحية .

**




منقووول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

مذكرات امرأة معذبة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات امرأة معذبة    مذكرات امرأة معذبة  Icon_minitimeالأربعاء يناير 11, 2012 9:00 am

الموضوع جميل جدا ورائع ولكن هل نحتاج الى ان نقرأ

كل مذكرات انسان معذب حتى ننهض لمساعدته اما ينبغى

على كل مقتدر ان ينهض لمساعدة كل فقير ان استطاع

الى ذلك سبيلا ام ان الفقير كُتب عليه ان يشكو الامه واحزانه

ويستعطف الناس كى يساعدوه . لما لا تكون البداية من

الاغنياء وتكون يد البدء من عندهم لا من الفقراء . اعلم

تماما ان من يحتاج شىء فهو من يقدم يده طالبا المساعدة

ولكن حتى الغنى يحتاج الى ثمرات ما قدمت يداه من خير

فالغنى فى حاجة الى رحمة الله ولحسنات يتوج بها اعماله

اكثر من احتياج الفقير للحاجات المادية الزائلة وما نقص

مال من صدقة . شكرا ام شروق على الموضوع القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

مذكرات امرأة معذبة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات امرأة معذبة    مذكرات امرأة معذبة  Icon_minitimeالأربعاء يناير 11, 2012 7:15 pm

شكرا سعيد
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
 
مذكرات امرأة معذبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من مذكرات رجل قرأ هوامش النكسة واسهم في كتابة أسفار النصر‏
» مذكرات سوزان مبارك
» بالمقلوب \مذكرات أستاذ
» امرأة تضع صور أصدقاء "فيس بوك" وشم على ذراعها
» مذكرات تحية عبد الناصر زوجة الزعيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: