قطعة من فؤادى

دعونى اليوم احدثكم عن اخص خصوصيات المرأة ومشاعرها
السخية اتعلمون مدى ارتباط الام بأبنائها


اتدركون ماهية
مشاعرها تجاههم كيف تكون وعلى اى نمط ومسار تمشى
وبرغم التفاوت والاختلاف من انثى لانثى فى درجة تحكمها فى مشاعرها الا ان فى النهاية تظل الأم هى الام ..دعونى
اليوم ابحر بكم نحو بطلة قصتى التى تقول
غريبة انا فى احوالى واطوارى تارة اشعر انى بلا احساس ولا احمل مشاعر الامومة الصادقة مثل اى ام واتهم نفسى بالتبلد وتارة اجدنى يكاد فؤادى ينفطر
تأثرا بأبنائى اذا استشعرت خطرا يقترب
منهم تارة استشعر انه يكفينى ما معى ولا
اريد اكثر مما معى واحمد الله وتارة اجدنى
يشتعل شوقى اذا رايت طفل صغير واحتويه بين احضانى للحظات استشعر فيها
السعادة حتى لو لم يكن ابنى


يوم ان قالت لى الطبيبة
مبروك انتى حامل...لم اصدقها ولم
افرح ...خفت ان افرح ثم يختطف حلمى فكتمت انفاسى ولم انفعل غير مصدقة ولا
عابئة بنظرات الفرح والتهانى من حولى كلهم تغمرهم السعادة والفرح وانا وحدى لا
اريد ان ارضخ لمشاعرى ظللت اسابيعا
على هذا الحال حتى مع حدوث اعراض الوحم التى تعترينى لازلت
اقنع نفسى ان لا اصدق وما انفعلت ولا تأثرت الا عندما رأيت جنينى باشعة السونار وحددت لى الطبيبة حجمه وطوله ونبضه يومها فقط فرحت انشرح قلبى وبدات استعد لقدوم فلذة كبدى استشعر نبضه اشعر اننى احادثه ويحادثنى بدأت فى تجهيز ملابسه احتضنها فرحة بها وكأنها تحويه هيأت له
سريره


العابه كل شىء ..كل شىء
اذا وقفت وتحركت من مكانى ابطىء من خطوتى متخيلة اياه يقول لى رفقا يا
اماه على مهلك على ...طبعا على مهلى يا نن عينى
هكذا اهمس لنفسى وانا اضحك
ارأيتم امرأة حاملا تحسب
ايام حملها بالساعات لا بالايام ...هذه
انا احسبها بالساعات وانام كثيرا لاصحوا اجد يوما قد مضى وبدا يوم جديد ...اليوم
جنينى عمره شهر ويومان ..اليوم عنده شهر
وثلاثة ايام وهكذا اعد واعد وأعد وأحسب
اخاف عليه من حركاتى وسكناتى والمح
صورته فى وجدانى ...لم تدم سعادتى كثيرا
فقد شعرت ببعض الآلام وذهبت الى الطبيبة
التى لم تشأ ان تصارحنى بشىء وقالت لى فقط
بشكل مقتضب ..جنينك ضعيف تحتاجين الى غذاء وصرفت لى بعض الادوية ..ولكنى شعرت بانقباض شديد وعكفت
اطعم وأشرب حتى مالم يستهوى نفسى
ولم اتذوقه من قبل اكلته من اجله ولكن مع
مرور الايام لم يحدث التحسن وذهبت على وجل
للطبيبة التى لم تخفى عنى هذه المرة
وصرعتنى بالخبر المشئوم


للاسف جنينك قد توقف نبضه من فترة ومات فى احشائك وعلينا
التخلص منه حتى لا تحدث مضاعفات


صاعقة من العيار الثقيل
تلقاها فؤادى غير مصدقة مستجدية
اياها ان تتحرى الدقة فيما تقول فطلبت تحويلى
لاجراء اشعات صوتية اكثر دقة ...اعترضت على الذهاب لاجراء الاشعة
وتلقى خبر مشئوم وانفعلت وصرخت فى الجميع اتركونى وشأنى لن اسقط جنينى حتى لو كان ميتا لن اتخلص منه اتركوه لى ومع محاولات التهدئة بت ليلتى فى صراع مرير مع الالم وفقدان الامل
ومع تزايد الآلام لم يجدوا بدا من الذهاب
لعمل الاشعات التى حسمت الامر برمته ان الجنين ميت وبقائه خطر على
....لماذا اذن ...لماذا سمحت لنفسى ان افرح وان احتويه بوجدانى اذا كان سيفارقنى


واسقطت الجنين
حملته على كفى وسط اعيائى تحققت
الامنية وحملته على كفى ولكن حملته ميتا لا روح فيه


تأملت ملامحه ..عينيه...فمه...رأسه...يداه...قدماه




...كله كله تأملته والدموع تحجرت فى عيناى لكنه قضاء المولى عز وجل ...كم من انثى
تسقط جنينها وينتهى من الذاكرة لكننى ومع
مضى الشهور والاعوام استشعره وافتقده
..افتقده بشدة واحن اليه وكلما هبت رياح الذكرى تتساقط الدموع من عيناى فأخفيها
...ترى هل لو كان عاش كنت سأحبه هذا الحب
واتلهف عليه هذه اللهفة ...لا ادرى ولكن كل ما اعلمه اننى اكتشفت ان ارتباط الام بابنها ليس من اول
لحظة من لحظات نزوله من بطنها انما الارتباط به يأتى من اول يوم يعلق فيه فى رحمها







زهرة

دوما ما تكون قصصك مؤثرة يا ام شروق

والوصف غاية فى الابداع وهذه مشاعر تعيشها

العديد من الامهات وخاصة من لا يوفقها المولى

عز وجل للانجاب .فحين ياتى الحمل فجأة وتفقده

تشعر انها فقدت روحها معه وتعيش حياتها فى

حزن دائم لا تغيره اى سعادة ولا تنسيه الايام

والسنون ولكنه قضاء الله وعسى ان يكره المرء

شيئا وهو خيرا له وعسى ان يحب شىء وهو

شر له . فالله وحده العالم بحال عباده وما على

العبد الا الرضا والقبول .شكرا ام شروق على

الطرح القيم

الواقع مليىء بالكثير من الصور المريرة
وداخل الانسان قد يحوى الكثير والكثير من الآلام الدفينه
ولنتذكر الآية الكريمة
وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب

كذلك النفس البشرية يراها الناس مرحة مبتسمة ثابتة
وهى تتقطع خلاياها من الداخل
صنع الله
شكرا سعيد

ابو جمال
انا مش عارفه اقول ايه
تحليلك يصور لى كأنك دخلت فى انسجة القصة نفسها وشعرت بآلام بطلتها واحاسيسها الداخلية الدقيقة
والتحليل اروع من القصة نفسها القصة التى طرحت مواجيد ام ممزوجة بآلام دفينه
لا يعيها غيرها
جزيل الشكر ابو جمال ...وشديد الاسف على الدراما المتكرره

لا املك الا ان اقول
الله الله الله الله
تسلم ايدك يازهرة بجد المره دي والله
قصه جميله ومؤثرة جدا لدرجة ان الواحد هو وبيشوفها بيتخيلها
ويرسم ملامح وخطوات السرد بصور من خياله ويتابعها
وخاصه في تنقلك من فقره الي اخري وسردك للقصه وانت متعايشه معها وكأنك تحيكين لنا فيلم درامي من الواقع الذي
نعيشه بالفعل لدرجة التصور الجميل بانها تحادث طفلها
ولحظه تماسكها هنا اثبتي لنا بالفعل ان السيدات اكثر مقدرة عن الرجال
في معظم الاحيان لااخفاء المشاعر والاحاسيس التي تدور بداخلهم حتي وان كانت فرح او حزن وشجون
بصراحه مش لاقي كلام اقوله لاني كمان قرأت تفسير وتحليل الرائع عمنا ابو جمال
الذي غاص بنا في شرحه وتحليله للقصه بطريقه تكاد ان تقول
لنا انكم نسجتم خيوطها سوياً هو بقلمه وعقله وتحليله المنطقي
وانتي بمشاعرك الجميله والتي اندمجت بمشاعر وحنان الامومه وقلمك المعطاء
تصفيق حار جدا جدا جدا
لاحرمنا الله منك ولا من قلمك الرائع اختنا وزهرتنا الغاليه

يمكن علشان بتخاطب الشعور الانسانى الذى فطر الله الانسان عليه
وبتفصح عن بعض مكنونات وخبايا المرأة التى خلقها الله بهذه العواطف وهذا الانفعال
ويمكن علشان اندمجت فيها شويه واختصرتها بشكل شجى
معلتش يا عبقر نصيبكم كده لا احسن سوى كتابة الدراما