كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ولدت لاابقي Support

 

 ولدت لاابقي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو حسام
المراقب العام للمنتدي
ابو حسام


عدد المساهمات : 9558
العمر : 42
الموقع : القاهرة

ولدت لاابقي Empty
مُساهمةموضوع: ولدت لاابقي   ولدت لاابقي Icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 10:17 pm

ولدت لأبقى

يوماً ما كان السكون يملأ داخلي . . عواطفي . . وكل جزء من نفسي . .

تخرجي من الجامعة والتحاقي بعمل رائع كان يزيد هذا الإحساس الجميل بداخلي يوماً بعد يوم . .

كنت
وسأظل أرسم حلماً كبيراً لحياتي . . هدفاً جميلاً يحركني ويشعل في
أعماقي قوة هائلة تزيل دائماً ما يعلق في طريقي من آلام وأحزان . . كنت
دائماً وحتى الآن أهرب من واقعي الصاخب إلى حيث الهدوء والسكينة . . إلى
صلاتي . . راحتي وسعادتي . . بعض من حولي لا يلتفت إلى هذه السعادة . .
لذلك هم دائماً يحسدونني على هذا الرضا والأمان الذي يتخلل أنفاسي . .


ولدت لاابقي Ah-t-38

ذات
صباح رسمت الحلم مرة ثانية ولكنه اليوم أقوى من أن يُرسَم.. إنه يوم
تعييني رئيسة القسم في المستشفى.. ارتديت ملابسي وركبت السيارة وكلمات
المدير التي تثني على اتقاني وتفاني في عملي تحيك الحلم بألوان ذهبية
أخرى..

كان أبي يرمقني ونحن في السيارة.. نظرات أبي لم تكن تعجبني.. ترى ما الأمر؟.. لم كل هذا التوجس والقلق في عيني أبي؟..
وأخيراً تكلم أبي.. خلود!.. تنزلين الآن وتقدمين استقالتك فوراً!
نزلت هذه الكلمات عليّ كالصاعقة.. ماذا؟!.. استقالتي!.. لماذا؟ ماذا حصل؟.. ماذا هناك؟ لماذا أستقيل من عملي؟
لم يسمع أبي هذه الكلمات وهو يسبقني إلى مكتب المدير العام ليطلب منه شخصياً استقالتي..
تفاجأ المدير جداً.. خلود تطلب الاستقالة؟!.. لماذا؟ ماذا حصل؟..
نفس الكلمات أيضاً لم تلق إجابة من والدي..
واستقلت..
هذا الذي عرفته لمدة يومين.. أني استقلت فحسب..
بعد هذا الموقف العصيب شعرت بتعب شديد.. أخبرت أمي برغبتي في الذهاب إلى الطبيبة.. تغير وجه أمي.. الطبيبة؟.. لماذا؟!
عادي.. أشعر بتعب شديد.. لعله بسبب ما تعرضت له من صدمة..
لم ترد عليّ أمي.. إلا أنها أصرت على الذهاب معي..
وبعد الكشف.. أخبرتني الطبيبة أني مصابة بفقر حاد في الدم.. هنا تفاجأت بسؤال أمي.. فقط فقر دم ... هل أنت متأكدة؟

نعم
.. أجابت الطبيبة ... وعيني لا تكاد تفارق وجه أمي .. ترى لماذا هذا
السؤال.. ولماذا كل هذا الخوف في ملامح أمي .. كما أني طوال حياتي وأنا
اذهب للطبيبة وحدي .. لماذا أصرت أمي أن تذهب معي هذه المرة؟


أسئلة كثيرة أخذت تدور في رأسي دون أن أجد لها أي تفسير ...

دخلت
عليّ أختي في هذه الأثناء .. وفجأة وبدون أي مقدمات رمتني بكلمة كادت أن
تقتلني .. (ماذا بك؟ .. كل هذا التفكير من أجله؟.. فقدته وافتقدت التنزه
معه؟)


هنا فقط توقفت أخيراً فقد خرج أحد من الصمت المطبق الذي يحيرني وبلا شعور مني صرخت فيها بقوة
- ماذا تقولين؟

- أمرك انكشف لأبي وأمي.. وصلهم من أكثر من قريب أنك تخرجين مع أحد زملائك في عملك وعلاقتك به قوية ... لا داعي للإنكار..

أسرعت إلى أمي وأنا أكاد أسقط من هول الصدمة..
- نعم أختك قالت الحقيقة! هذا ما حصل بالطبع ... وأخر اتصال وصلني من خالتك .. تطلب مني أن أخرجك من هذا العمل حالا لهذا السبب..

دافعت عن نفسي كثيراً .. كثيراً جداً.. لكن .. هل صدقني أهلي بعد كل ذلك ... لا أدري ..

وبعد هذا الموقف العصيب بكيت كثيراً .. الآن عرفت سر إصرار والدتي على الذهاب معي للمستشفى كانت تريد أن تتأكد أني لست حاملاً..

أغلقت عليّ غرفتي لأيام طويلة ..

ذات
ليلة كان السكون يملأ أرجاء غرفتي الهادئة ... وكعادتي أشعلت شمعة غرفتي
الصامدة التي لم تحترق حتى الآن .. تنفست بهدوء .. شعرت أني افتقدت
شيئاً غالياً انه أنيس حياتي .. إنها سجادة صلاتي التي من حبي لها دائما
تبقى في مكانها ولا تتغير.. صليت كثيرا ودعوت الله كثيراً.. حينئذ بدأت نفس
المشاعر والأحاسيس الدافئة تعود رويداً رويداً إلى نفسي تهدؤها
وتسكنها.. أخذت ورقة وقلماً وبدأت أكتب..


ولدت
في هذه الحياة لأبقى بإذن الله صامدة وقوية.. أبني نفسي وأسير في طريق
حياتي مهما حدث .. وما زلت لن أحيد عن ذلك فلن أتوقف لأي سبب كان ..


بعدها
.. واجهت مواقف قوية من أهلي ترفض عودتي إلى ساحة العمل مرة أخرى ..
لكني صبرت وحاولت مرارا ... وبفضل من الله نجحت .. والتحقت بعمل أروع من
السابق ... اثبت فيه وجودي وكياني ..


والآن
وبعد مضي ما يقارب أربع سنوات على هذه الحادثة أصبحت اشغل منصب نائبة
المديرة العامة في إحدى المؤسسات .. وبما أن الحقيقة لابد بإذن الله أن
تظهر يوما ما فقد ذهبت إلى عملي السابق أبارك لإحدى صديقاتي زواجها.. هنا
فاجأتني أنها تريد أن تخبرني بأمر هام وهو أن قريبي الذي توسط لي لأدخل
إلى عملي السابق وتجاهلت اتصالاته التي لا داعي لها.. هو من أظهر هذه
الإشاعة البغيضة وهو من نشرها في أوساط عائلتي..


هل أخبر أهلي..؟

سؤال سألته نفسي طوال طريق عودتي للمنزل..

- أبي..! أريد أن أخبرك شيئاً..

فرح أبي وقال..
- هاه يا خلود.. طلع الراتب؟

ضحكت بلا شعور مني..
- غداً يا أبي (إن شاء الله)..

قبلت رأس أبي الذي اعتاد أن أعطيه بعض المال منذ تقاعد..
تراجعت وسكت وأنا أردد في سري..
حسبي الله ونعم الوكيل.. وكفى..

ــــ ـــــــ ــــ ـــــــ

لن أيأس يا أمي ..

مع حلول أذان العصر ..
بدأت أمي تحزم أمتعتها للسفر.. وكنت صغيرة لم أفهم ما تفعل.. كنت أخاطبها..
- أمي أين تذهبين؟ لماذا تحملين حقائبك؟
أمي لا ترحلي..

كان عمري آنذاك ثمان سنوات..

وقبيل أذان المغرب.. أخذت أصرخ وأبكي.. أمي.. أرجوك.. لا تتركيني..!

لكن أمي لم ترد..
قبلتني واحتضنتني.. ثم وضعت حقائبها في السيارة، وذهب بها أخي إلى المطار..

جلست في حديقتنا أعاني بعد أمي..
وفي ذلك الوقت.. بدأت أشعر بالمسؤولية.. أخذت أبكي.. وأفكر كيف سأعيش في هذه الحياة القاسية..
كيف سأنام وحدي بعد أن تعودت أن أنام بجانب أمي وفي حضنها الدافئ؟

نظرت إلى الشمس وهي تغرب وتختفي.. كما اختفت أمي عن عيني..

ولم أنم في تلك الليلة حتى آذان الفجر.. تذكرت أمي.. وتذكرت كلماتها..
(هيا إلى الصلاة) فالله يحب الصلاة..
عندها.. قمت وتوضأت وصليت.. ودعوت الله أن تعود أمي كما عادت الشمس وأشرقت..

أريد أن أنام.. ولكن لم أستطع.. لم أتعود النوم وحدي.. وما زلت أدعو الله أن تعود أمي.. وأملي بالله كبير..

حاولت
النوم مرة أخرى لكن لم أستطع.. وبقيت يقظة حتى موعد الذهاب إلى
المدرسة.. قمت وجهزت نفسي.. كان أول يوم أجهز فيه نفسي بمفردي..


كان البرد قارساً.. أخذت معطفي، ولبست حذائي.. ومشطت شعري..

ثم نهض أبي من نومه ليذهب بي إلى المدرسة..

لاحظت زميلاتي حزني.. فأين تلك الطالبة المجتهدة التي كانت تملأ حياتها حباً ونشاطاً وحيوية؟؟

أقبلت زميلاتي عليَّ ليسألنني .. ما بك يا (جيهان)؟ .. لم أجب..
ثم قلت.. مجرد إرهاق بسيط..
فقلن لي.. تعالي والعبي معنا، فقلت لا.. فأنا متعبة..

لاحظت صديقتي المخلصة أنني أكذب ولأول مرة.. فقالت:

- ما بك يا (جيهان)؟ أنت لست متعبة.. أجيبي بصراحة .. وجهك شاحب وعيناك
حمراوان، ثم ما هذا الذي ترتدينه؟ فالبرد قارس وعادة ما تلبسك أمك ما
يدفئك...


فعاودت البكاء ثانية، فقالت: ألم أقل لك أنك تحملين هماً بداخلك.. ماذا يحزنك؟
حكيت لها الحكاية.. وخففت من همي وحزني.. ثم قالت لي.. لا داعي للبكاء فلن يفيدك في شيء..
وأخذت تشغلني لأنسى الأمر.. ولكن من الصعب ذلك..

عدت للبيت.. دخلت المطبخ أبحث عن أمي.. أتخيلها وهي تجهز طعامي..

واستمرت حياتي على هذا الحال.. وعانيت بعدها سنيناً وأياماً..

خلالها تدني مستواي الدراسي عن السابق ولكن ليس تماماً فقد كانت أمي مهتمة بي كثيراً خاصة وأني أصغر إخوتي..

بعد ذلك.. تزوجت أختاي.. وعشت بعدهم وحيدة في المنزل مع أبي..

وحيدة أصبحت.. فلا أجد من أشكو إليه همي أو أتحدث إليه..

لكني
إلى الآن لم أفقد الأمل ولله الحمد فما زلت أدعو الله أن تعود أمي وتعود
الحياة جميلة.. فأعود للفرح.. أعود الطفلة التي كانت تملأ البيت سعادة
بصراخها ولعبها..


أريد أن أذكر كلمة (أمي) مرة أخرى..

(أمي) أنا جــائعــة! أمي لدينا حفل في المدرسة..

(أمي) ما أجمل هذه الكلمة التي تتمتع بها كل فتاة في مثل عمري..

وما زلت أدعو الله من كل قلبي وبكل الشوق أن تعود أمي إليَّ.. وأملي بالله كبير..


منقووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net/
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

ولدت لاابقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولدت لاابقي   ولدت لاابقي Icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 6:13 pm

رغم كل مشاكل الحياة ومتاعبها والظلم فيها الا انها مستمرة

والقصتين يربط بينهما الاحساس بالظلم وفقدان الامان ولكن

الحياة مستمرة رغم كل شىء .شكرا ابوحسام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو حسام
المراقب العام للمنتدي
ابو حسام


عدد المساهمات : 9558
العمر : 42
الموقع : القاهرة

ولدت لاابقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولدت لاابقي   ولدت لاابقي Icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 7:51 pm

تشرفت بزيارتك العطره يا معالي السفير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net/
 
ولدت لاابقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إمرأه ولدت وهي داخل القبر!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: إسلاميات :: قصص وعبر-
انتقل الى: