اتخذ من القانون والإسلام
جناحين.. حلق بالأول في سماء المحاماة وساحات القضاء.. وحلق بالثاني في
سماء الفكر الإسلامي.. نجح في خطف الأضواء وشغل العديد من المناصب ذات
الصبغتين القانونية والشرعية محليا وعالميا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والآن يريد الدكتور محمد سليم العوا أن يصبح رئيسا للجمهورية.
وهنا تختلف الرؤي.. هل يكون رصيد سنوات طويلة من العلم والفقه والعمل
القانوني والإسلامي شفيعا ووسيطا مضمونا لكرسي الرئاسة أم أن هذا الرصيد
نفسه يحوي مواضع مثيرة للجدل أو القلق وربما تكون مانعا للقبول الشعبي..
اتهامات كثيرة طالته بالتشيع والتحيز لإيران والدفاع عن رجال أعمال فاسدين
وتناقض مواقفه من الدستور والعداء مع الكنيسة... وغيرها
من هنا كان سعينا ليس فقط وراء حاضر أو مستقبل ووعود العوا وإنما وراء
تاريخ لشخصية تقف علي مشارف السبعين من العمر وعلي خط البداية لسباق
الرئاسة.
الاستبعاد المطلق لفكرة ترشحه لرئاسة الجمهورية كانت مسيطرة تماما علي
الدكتور العوا, أو هكذا أعلنها بتبرير يوحي بأنه شخص لا يملك أهم مقومات
الحكم وكانت جملته الشهيرة
أنا مش عارف أدير مكتبي اللي فيه12 واحد.. لا
لا بلاش الحكاية دي والنبي!) وفي موضع آخر انتقد العوا المرشحين من كبار
السن قائلا: لا نريد رئيسا يقضي فترة تقاعده في الرئاسة, وهو ماجعل البعض
ينتقده لأنه لم يعلن ترشحه للرئاسة قبل سقوط مبارك. بل إنه كان يعلن تأييده
لعمرو موسي حال ترشحه, وهو ما فسره العوا بأن المنافسة الحقيقية علي هذا
المنصب لم تكن لتتحقق وقتها وأن الدولة كانت تسيطر عليها توجهات وآراء لا
تتيح الإصلاح من الأساس وأشار كذلك لتدخل كثيرين ـ من مختلف الطبقات
والفئات ـ بالحث والمطالبة بترشحه.
صندوق للحياة الشخصية
بقدر ما تجد كتاب حياة العوا العلمية والإسلامية والوظيفية مفتوحا علي
مصراعيه بقدر ما تجد حياته الشخصية والعائلية كصندوق مغلق بإحكام ومرفوض
التطرق إليه مهما يكن الإلحاح شديدا ومجرد ذكر مذيعة شهيرة لاسم زوجة العوا
في لقاء تليفزيوني كان كفيلا بظهور علامات الغضب والاستنكار علي وجهه, وهو
شخصية شديدة الولع بالعمل يقول عن نفسه: من أربعين سنة لم أعرف يوم
الإجازة
وليس هناك ذكر لزوجته أم أبنائه سوي واقعة واحدة عن مرافقتها له في السفر
وترك مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بسبب ضيقه من التهم الموجهة إليه
وكيف أنه عندما قال لها نحن نسافر طلبا للحرية, أن ردت عليه قائلة: إحنا
نلف بلاد العالم ولو وجدنا دولة فيها حرية أكثر من مصر نقعد فيها ولو
مالقناش نرجع تاني, ويعلق العوا: كانت زوجتي رحمها الله ـ من أولياء الله
الصالحين.
ونرجع بالذاكرة لأصل سليم العوا الذي يجد البعض لقبه( العوا) غريبا علي
الثقافة المصرية, وكان هذا سؤالا تم توجيهه إليه فأباح بسر آخر من أسراره
كاشفا لنا عن الأصل السوري لعائلة العوا وأن الاسم شامي من أصل سوري من
دمشق من منطقة اسمها الغوطة.
الربط الذي حدث بين عائلة العوا في سوريا وبين مصر كان بهجرة الجد عبد
الله سليم العوا في أواخر القرن التاسع عشر إلي مصر نتيجة اضطهاد سياسي,
بعد كتابته في صحيفة كلاما لم يعجب الحكام فهرب من اللاذقية إلي الاسكندرية
علي ظهر سفينة, استقر الجد بالاسكندرية وعمل موظفا بالمجلس البلدي ولم ينس
الصحافة فعمل مراسلا لجريدة تصدر بالقاهرة, ثم اجتمع الشامي علي المغربي
بعد أن تزوج بامرأة صعيدية والدها جاء من المغرب.