بقلم: أسماء الحسينى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أقدم حزب النور السلفى الذى
تخوفت من صعوده فئات كثيرة فى مصر على خطوة إيجابية للغاية مؤخرا، حينما
فصل نائبه بمجلس الشعب أنور البلكيمى من الحزب وطالب بإسقاط عضويته من
البرلمان بعد ثبوت كذبه فى واقعة تعرضه لحادث إغتيال،
والتأكد من أن جروحه كانت بسبب إجراء عملية تجميل فى أنفه وليس الإعتداء
،وكان يمكن للحزب أن يحاول تجاهل الأمر أوالتستر على ماحدث أو الإصرار على
الدفاع عن نائبه على طريقة "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما "التى يفهمها كثير
من الناس خطأ ،وليس كما فهمها المسلمون الحق بأنه نصرة للضعيف وأخذ على يد
الظالم .
ما فعله النائب هو الكذب ،وهو جريمة يستصغرها الناس فى بلادنا ،وهى لو
علمنا أس الفساد ومنبع كل بلاء ،وفى الدول المتقدمة يعتبرونها جريمة عظمى
،وما أطاح بالرئيس الأمريكى الأسبق فى قضية المتدربة بالبيت الأبيض مونيكا
لوينسكى كان كذبه ولاشىء آخر ،ولن تتقدم بلداننا إلا حين يصبح الكذب جريمة
كبرى كما فى الغرب يحاكم عليها القانون ،وعندما يصبح الصدق أيضا سلوك مجتمع
ومنهج حياة لكل الناس .
وقد قدم حزب النور نموذجا يستحق التحية عليه ،وإن كنا ننتقد بعض سلوكه
وأفكاره ،فقد جاءت خطوته الأخيرة هذه لتعطينا بصيص أمل بأن الجميع سيتطورون
فى ظل أجواء الديمقراطية الوليدة ،وما تحتمه من أجواء رقابة وشفافية
ومحاسبة ،وفى عصور النور المقبلة حتما إلى بلادنا فى ظل هذا الحراك
الديمقراطى وتحت الأضواء الكاشفة لإعلام نظيف وسلطة برلمانية تعبر عن ضمير
شعبها لن يستطيع فاسد أو كاذب أو منافق أن يتخفى أو يتجمل ،كما كان الحال
فى وزاراتنا وبرلماناتنا فى العهود السابقة .
وحبل الكذب قصير مهما غر صاحبه طوله ،والكذب ليس فقط هو الكذب المباشر
الساذج كما فعل نائب "النور" المقال ،فهناك الكذبة المحترفون من أدعياء
الوطنية ،ومدعى الثورة ومحترفى النضال والأكل على كل الموائد والإستفادة من
كل العصور ،دون أن يطرف لهم جفن أو يشعروا بأى وخز ضمير،ومعركتنا مع هؤلاء
أطول .