موسم الاختيار الجد

موسم الاختيار الجد

عرب تايمز - بقلم: غريب المنسي.
وظيفة الاعلام الحقيقية هي تمثيل الرأي العام, والاعلام في بلادنا موجه بدرجة كبيرة لخدمة صاحبه, فهو إن لم يكن موجها من الدولة ونظامها فهو موجه من صاحب الوسيلة الإعلامية الذى هو بدوره يحاول أن يجامل النظام الحاكم حتى يسمح له هذا النظام في الاستمرار, وحتى وأن حاول هذا الإعلام الخاص أن يبدو أعلاما حراً إلا أنه في نهاية اليوم ليس حراً بالدرجة المطلوبة لخدمة المواطنين والتعبير عن طموحاتهم. ونحن هنا نتكلم عن الإعلام المثالي كما ذكر في الكتب ولكن على ما يبدو أن عصر المثالية هو إفتراض جدلي.
والإعلام مثله مثل باقي القطاعات الآخرى يتأثر بالظروف السياسية والاجتماعية المحيطة حتى في الغرب فهو يظهر حراً ولكن إذا دققنا وجدناه إعلاما مزيفاً له غرض غير برئ وبالذات في السياسات الخارجية للدول الغربية, والذى يمنع الإعلام الغربي من التدليس المحلى على مواطنيه كالإعلام العربي هو ارتفاع مستوى التعليم والوعى لدى المواطن المستقبل وأيضا أن طبيعة النظام الإجتماعي والسياسي في الدول الغربية يعتمد بالدرجة الأولى على مواجهة الفساد لأن الدولة بالأساس قائمة على المسؤولية المشتركة بين المؤسسات المحلية الحاكمة والمواطن الذى هو الممول الأول لسبل معيشته ولو سمحت الدولة بانتشار الفساد المحلى والتغطية عليه لغرقت السفينة بمن عليها وبالتالي فالإعلام في الغرب - بالنسبة للشئون المحلية - هو مجازاً فرع من فروع البوليس العام.
أنا هنا لست بصدد المقارنة بين الإعلام الغربي والشرقي فهذا موضوع قد يطول شرحه ويحتاج إلى دراسات متعمقة ولكنى أريد أن أركز على دور الإعلام العربي بعد الربيع العربي والذى أراه أنه إعلام غير مهيئ بالمرة للارتقاء بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه في ظل التغيير السريع الذى حدث في عقلية المواطن العربي الذى هو بدوره يريد حرية وديموقراطية وحياة مستقرة وفى نفس الوقت هو مواطن متقاعس عن أداء دوره الطبيعي في معاقبة الإعلام الرخيص الكذاب. وطبعا هذا لا ينفى أن لدينا العديد من الاعلاميين الوطنيين ولكن نسبتهم ضئيلة بالقياس بالكم الهائل من جحافل المدلسين.
والإعلاميين على افتراض أنهم أعلى وعيا من المواطن العادي يجب أن تكون لهم توجهات تخدم رجل الشارع في المقام الأول ويمكننا أن نشبه دور الإعلامي بالشخص الذى يحاول أن يساعد كفيف على عبور الطريق فمن الأمانة والإنسانية أن يساعده على الوصول إلى الجانب الآخر من الطريق بكل أمان, ولكن إذا حدث العكس وترك الإعلامي المواطن الكفيف في منتصف الطريق معرضا للمخاطر فإننا نشك في قدرتهم وإنسانيتهم وصدقهم ويصبح الإعلام كالأعمش الذى يحاول أن يساعد أعور في عبور الطريق.
وبالنسبة لانتخابات الرئاسة في مصر وهى دولة تعدادها ثمانين مليون شخص مفتح وواعى وفاهم في كل شيء ليست شيء هين, فالمصري البسيط يفهم في الطب والصيدلة والسباكة والدهان والقانون والدستور والدين والفلسفة والسياسة وعلوم الفلك ولكن فهمه لكل هذه الأشياء يمكن تشبيهه بفهم اينشتاين في الزراعة, وبالتالي فدور الإعلام مهم جداً في تمثيل كل هؤلاء الفهيمة في اختيار الرئيس الذى سيحكمهم من خلال وضع معايير معينة يمكن بها أن نحدد من هو الشخص المناسب لحكم هذه الجحافل التى تفهم على السريع وبالفكاكة في كل شيء.
طبعا مشيرنا مع مرشدنا وضعوا سوياً الخطوط العريضة لتقسيم التورتة, فمشيرنا يريده رئيسا من خارج دائرة الجلباب والقبقاب حتى يحافظ على البريستيج وحتى يكون شكلنا حلو مع العالم الخارجي, ومرشدنا يوافق تماما على هذه الفكرة طالما أن الزبيبه واللحية هي من نصيب الداخل, فالداخل هو ما يهمه على الأقل في الظروف الحالية.
وبناء على هذا الكلام العسل في شهر العسل بين مرشدنا ومشيرنا نحن نرى أن الأوراق قد اختلطت ولم نعد قادرين على الفرز بين من هو الأصلح للمنصب فكل اختيارات مشيرنا فلول وكل اختيارات مرشدنا جلاليب وسبح وصنادل.
وهنا يأتي دور الإعلام المتخصص في عملية الفرز وتوضيح الرؤية للناس فليس كل من أرتدى بدلة فهو استاذ وليس كل من التحى فهو شيخ علامة ولكن الأسئلة الذكية هي التى ستكشف على الملاء من يبيع ماذا!! وعليه فيمكن أعداد مجموعة أسئلة محددة توجه لكل مرشح والاجابة عليها هي التى ستحدد قدرته بغض النظر عن شكله وعن توجهاته.
من نافلة القول أن نذكركم بأنه في الولايات المتحدة يقع الاختيار على أعلامي متميز يساعده فريق ضخم ليتم وضع أسئلة تغطى كل الشؤون الداخلية والخارجية وكل مرشح له فرصة كاملة لعرض وجهة نظره في كل مشكلة وبعد المناظرة يقوم فريق من الإعلاميين بتحليل الردود والاجابات لمساعدة المواطن على فهم نقاط قوة وضعف كل مرشح.
ليتنا نطبق هذا النظام في مصر حتى نعرف على وجه الدقة ما هي مواقف كل مرشح من مشاكلنا الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية ومواقفهم من سياساتنا الخارجية والعالم الخارجي وبالتالي لا نندم أو نفاجئ بعد الانتخابات بشخص مختلف تماما عن الشخص الطيب المتواضع الذى باس القدم وأبدى الندم حتى يفوز بالكرسي.

طرح رائع كالعاده ومتميز منك
عمنا الغالي الحاج حماده دياب
بارك الله لنا فيك ولا حرمنا تواجدك العطر

شكرا لك
حبيبنا الغالي/ أبو حسام
أسعدني وشرفني أيضا مرورك
الجميل وردك الرائــــــــــع والطيب
جمل الله حالك يابشمهندس
دمتم برعاية الله

حين كنت اقرا الموضوع وقبل ان اصل الي موضوع المناظره

بالفعل خطرت علي نفسي مناظرات رؤساء الولايات المتحده

عن ترشيحهم لمنصب الرئيس

واذ بي اجد الكاتب الرائع قد اوردها بالفعل لتكون فيصلا بين

المترشحين

من خلال اسئلة في كل ما يهم القضايا المصريه في الداخل والخارج

شكرا ابو محمد علي نقل هذا الموضوع القيم

وليتهم يفعلونها
............

بــــــارك الله فيكِ
أستاذنا الفاضل/ أبو جمال
جعلنا الله وإياكم وأخواننا المسلمين
ممن تبيض وجوههم يـــوم القيامـــة
يوم تبيض وجـــوه ... وتسود وجــوه
ومن النافعين المقبولين والمفيدين لخلقه
وجعلـه الله في الميزان إن شــاء الله
جزاكم الله خيرا وغفر الله لنا ولكم
اللهم آمين .. كل الشكر والود
تحياتي ودعواتي

لا وجه للمقارنة بين الاعلام العربى والاعلام الغربى وعلى الرغم

من ان الفارق ادبيا نقطة الا ان الفارق واقعيا بحور . ولكن نحن فعلا

فى موسم الاختيار الفعلى التى يجب ان يراعى فيها الانسان البرنامج

الذى يقدمه كل مرشح ويحاول ان يختار الافضل والثقة بعيدا عن اى

مؤثرات اعلامية او من ذوى النفوذ الحاليين .شكرا استاذنا الحاج

حمادة على حُسن الاختيار

بارك الله فيك
أستاذ/ سعيد العارف
اللهم أصلـح أحوالنــا وأحوالكـم
وأحوال جميــــــــــــــع المسلمين
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
يارب طهر قلوبنا ونور دروبنا وأجعل
لنا في كل خطوة سلامـة جـزاك الله
الفردوس الأعلــــــــى من الجنة
أسعــدكم الله فــي الـدارين
تحياتي الطيبة

» في كل الظروف نكون قادرين على الاختيار
» تعلم حسن الاختيار وفنون الإبحار