كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الغيبوبة  Support

 

 الغيبوبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الغيبوبة  Empty
مُساهمةموضوع: الغيبوبة    الغيبوبة  Icon_minitimeالإثنين مارس 26, 2012 9:28 pm


سقطت في شق الزمن, بين الحاضر والماضي, هربت من بوتقة الإدراك إلى فسحة في جدار اللاوعي.
ألقت مرساتها هناك.. استسلمت للنوم العميق مكتفية بقربة محاليل تُشرف على اعطائها لها كل يوم, ممرضة عجوز تربط جبينها بعصابةٍ سوداء...
ملقاة على السرير في غرفة شبه مظلمة تقع في آخر الزوايا عند انكسار الضوء المنبعث من أنوار بهو المنزل. غرفة فارغة لا يوجد فيها إلا السرير الذي يتوسطها وستارة على نافذة وحيدة متشمعة من أثر ما التصق بها من غبار السنين, لا أحد يأتي لزيارتها سوى ولدها أحمد, الذي لا يتذكر منها سوى هذا الجسد المتهالك على سرير كالتابوت في شكله وبرودته.
تتذمر المرأة العجوز كلما رأت أحمد, وتدعي أن ما تقوم به أكثر بكثير مما تأخذه مقابل عملها.. يضع أحمد في يد العجوز ما يرضيها, ثم يتجه إلى أمه.. يحدثها عن آخر أخبار الأسرة, وآخر أخبار البلاد أيضاً, وأحيانا يُلقي بعض النكات التي يسمعها من أترابه.. ثم ينهض بعد أن يهمس في أذنها: أمي أنا انتظرك...
.......
الأعياد موطن الفرح والتآلف الأُسري, ومن باب الواجب, ومراعاة لشعور أحمد, تتجمع العائلة في الأعياد حول الكيان الملقى على شرفة بعدٍ ثالث.... يلقون عليها التحية ويتمنون لها الشفاء.. يشربون القهوة.. يتحدثون لدقائق ثم ينصرف كل منهم إلى شأنه.
في هذا العيد الذي كان له مذاق مختلف, حيث صادف هذا العيد دخول فصل الربيع, أحضر أحمد بعض علب الحلوى وأعدت المرأة العجوز _ذات العصابة السوداء على رأسها_ بعض القهوة استعداداً لاستقبال بقية أفراد العائلة...
جلس أحمد قُرب أمه وراح يُحدثها إلى أن حضر الزوار, امتلأت الغُرفة بالحديث والضحكات وأحمد يحني رأسه بين اللحظة والأخرى, يهمس لأمه ببعض التعليقات الساخرة الذي يقولها الزوار حول بعضهم.
عندما أزف رحيلهم, أمسك أحمد بيد أمه واقترب من أذنها وهمس: إنه العيد, ألا يحرك هذا فيكِ شيئاً.. دمعت عيناه وقال ألا تريدين أن تريني ولو لمرة..... وقف شعر رأسه وكاد قلبه أن يتوقف عن الخفقان عندما رآها تفتح عينيها بصعوبة.. صاح: إنها تفتح عينيها!
تجمعوا حولها, تسمرت نظراتهم على العينين التي بدأت تدب فيهما الحياة.. نظرت إليهم, قالت في نفسها إنها نفس الوجوه الباهتة.. نفس الابتسامات الفقاعية.. لاشي تغير غير هذا الذي يحملونه في ايديهم.. حانت منها التفاته إلى الشاب الذي يجلس قربها, سألته: من أنت؟
أجاب أنا أحمد, ولدك الذي نمت وتركتيه وهو لا يزال يحبو..
أشارت إليه أن يقترب بوجهه أكثر.. ففعل.. حاولت تقبيله.. صاح أحدهم ألا تريدين أن تعرفي ماحصل خلال هذه السنين, أنظري, أصبحت الهواتف الآن تُحمل في الأيدي, وأصبح التلفاز فيه أكثر من ألف قناة..
نظرت إلى أحمد وطلبت منه أن ينحني لتعانقه فهي لا تستطيع النهوض...
وبعد أن فعلت.. أسدلت أجفانها لتعود إلى غيبوبتها, ولسان حالها يقول من يحتاج إلى هاتف في يده, بينما جسده تفترشه الأسقام..
هزها أحمد بكلتا يديه لا لا.. لن أسمح لكِ بالموت ثانية, ضل يصرخ..
أشفقت على ولدها.. أرادت النهوض لكنها لا تستطيع.. وبقيت بين عقلها الذي يشدها إلى غرف اللاوعي وفتاها الذي يدعوها للنهوض لترافقه في مسيرة دربه الربيعي....... مازالت مستلقيه بين النوم واليقظة.. ومازال أحمد يحاول... بينما ضلت المرأة العجوز تتمتم ببعض التعاويذ لتعود المرأة إلى غيبوبتها, كي تحتفظ بمكانها....

بقلم: أمل عبدربه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

الغيبوبة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغيبوبة    الغيبوبة  Icon_minitimeالأربعاء مارس 28, 2012 12:00 am

الأذان الأبدي






من أعجب المقاطع الي مرت علي ، يقال أنها لمؤذن في مدينة سراة عبيده منذ زمن بعيد وأصيب بغيبوبه مزمنه من تسع سنوات والى الآن. العجيب في الامر انه في حال دخل وقت الصلاة يقوم بالاذان ثم يعود في غيبوبته. سبحان الله العظيم الذي شرف المؤذنين عن غيرهم في الدنيا والاخره ، حيث يحشرون يوم القيامة وهم اطول الناس اعناقا تمييزا لهم كما ذكر ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اليكم المقطع :






ما من شجر أو حجر أو طير في الجزيرة العربية إلا وسمع الأذان، وكنّا - قبل الأذان الكهربائي - نسمع صوت المؤذن قبل أن ينطلق. كان في كل منّا توقيت داخلي روحي، كان في داخل كل منا مؤذن، عشنا ذلك الصوت، ذلك النداء، منذ الطفولة. وربما منذ الولادة. كان في القرية رجل يؤذن في آذان المواليد. وكنّا نسمي الآذان مسامع. وهو تعبير جميل ولائق. ومفرده «مسمع» ولكن ما الذي قادني للحديث عن الأذان وأنا في باريس.
قادني ما نقله صديقي وقريبي العزيز محمد آل عطيف حيث نشر قبل أيام حالة مؤذن من سراة عبيدة دخل الغيبوبة منذ ثماني سنوات.
في غيبوبته، يدعو للصلاة في مواقيتها الخمسة. ثم يفعل كذلك للإقامة بعد ربع ساعة.
يقول محمد «تسمعه» أي العم سعد مفرح آل مشاوى يؤذن للصلاة ويقيم لها في كل وقت من أوقاتها، هناك في أروقة مستشفى محافظة سراة عبيدة في عسير يقبع مسنّ فقد ذاكرته منذ ما يزيد عن ثماني سنوات دأب على هذه العادة، فتجد النساء اللاتي يتلقين العلاج في الجناح (A) في المستشفى يذرفن الدموع بعد كل مرة يؤذن ذلك المسنّ الذي اعتاد معظم سكان المحافظة على سماعه لدى دخولهم المستشفى».
ولكن ما الذي جاء بهذا المؤذن «الرجل» في قسم النساء؟ نعم إنه في غرفة رقم ٨ باطنية نساء.
الجواب عظيم وكبير بحجم طبيعة إنسان الجزيرة العربية. قبل التشوهات الأخيرة. تقول ابنته «أشكر - إدارة مستشفى سراة عبيدة وأقدر لإدارة المستشفى مراعاة ظروفنا كنساء مرافقات فقد ساعدونا بوضع والدنا في غرفة داخل جناح النساء لا يملك الإنسان إلا أن يشكر الإدارة على هذا الصنيع الرائع. برغم ما قد يسببه لهم بعض أصحاب الفتاوى المجانية من إزعاج.
إن صنيعهم هذا هو فتوانا جميعاً. أمام هذا الذي ما زال يؤذن ويقيم للصلاة وهو في غيبوبته. عله يوقظ البعض من غيبوبتهم. علّه يعيدهم معنا لسيرتنا الأولى. سيرة الثقة والإيمان البريء سيرة الأذان الأبدي.


منقووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغيبوبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مبارك خرج من الغيبوبة معتقداً انه لا زال الرئيس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: إسلاميات :: قصص وعبر-
انتقل الى: