ما حدود العلاقة مع خطيبتي؟

ما حدود العلاقة مع خطيبتي؟!






حائر- مصر الحبيبة:
أنا خاطب منذ فترة وعلاقتي بخطيبتي الحمد لله سليمة؛ ولكن لا تزيد على أنها مجرد علاقة عادية، فأصبحت أشعر بروتين في المعاملة بيننا، وأنا ملتزم والحمد لله وأهلها ملتزمون- فهي أخت تعمل في حقل الدعوة. إلا أن المشكلة تكمن في أنني أريد وأطلب منها أن تنفتح معي في المعاملة بعض الشيء؛ لكي نتعرف أكثر؛ ولكن في حدود الشرع فأنا لا أقبل بغيره، فمثلاً أريدها أن تشرب معي أو تأكل، ولكنها ترفض ذلك، وكنت لا أعرف السبب وقتها، وفوجئت بأن والدها هو الذي يرفض ويمنعها من ذلك!



فهل من حقي أن أطلب ذلك؟ وهل من حق والدها أن يرفض حتى وإن كانت هي تريد ذلك؟ أفيدوني حتى لا أقع في الخطأ، فأنا حائر وجزاكم الله خيرًا.



تجيب عنها الداعية سمية رمضان أحمد:

إلى حائر من مصر الحبيبة؛ أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو وأستغفره وأتوب إليه.

بدايةً، مبارك الخطبة، ويسر الله لك أمر زواجك، وجعل المودة والرحمة رباطكما، فالخطبة يا بني هي اتفاق مبدئي على الزواج، وموافقة أيضًا مبدئية من الطرفين، وبالطبع أحكام الخطبة تختلف تمامًا عن أحكام الزواج في كل شيء، وواضح علمك بذلك فلن أعيده على مسامعك.



وبالطبع أنت دخلت أسرة جديدة تزورها وتتعامل معها، وبالطبع أساس هذا التعامل يكون بالاحترام المتبادل، فأنت في هذا البيت ضيف، ومن آداب الضيافة ألا تجلس إلا في المكان الذي يحدده لك صاحب البيت، ولا يصح لك التنقل في أرجاء بيته إلا بإذنه، ومراعاة ما يحب ويكره، فلا يصح لك أن تفعل أي شيء ضد رغبته أو إرادته، وبالتأكيد فتاتك الآن ولي أمرها هو والدها فله الطاعة المطلقة، وتعينها على ذلك وتشجعها عليه، فهو تدريب لها على طاعتك بعد أن تصبح ولي أمرها.



فلا يصح أبدًا في مرحلة الخطوبة أن تجعل نفسك ندًّا لولي أمرها، وأنت الغريب عنها لا يربطك بها إلا وعد بالزواج، وتذكر أنك ملتزم وهذا ممتاز، فمن هذه النقطة سيكون حديثنا، فأنت ملتزم باحترام المنزل الذي أردت أن تناسبه، ملتزم باحترام كلمة ولي أمر هذا المنزل، ملتزم باحترام أمها، ملتزم باحترام رغبات خطيبتك التي ذكرت أيضًا أنها ملتزمة، أي لم يسبق لها التعامل مع الرجال أو التبسط معهم، وهي تطيع والدها جزاها الله خيرًا، فلماذا تختلق مشكلة، تريدها أن تأكل معك وتشرب وأنت الغريب عنها، وموضوع التبسُّط في المأكل والمشرب مع الزوج للملتزمة يأخذ بعض الوقت.



يا بني.. ستنتهي هذه الفترة، وستتمتع بكل شيء دون محاورات ولا استئذان، وكل فترة لها جمالها ومذاقها، وأنت في فترة رائعة، فلا تجعل الشيطان يتسرب إليك ويوسوس لأبيها، قال أمها فعلت.. فأنت مجرد تقول "بسم الله"، فلا تجعلهم يهابونك ويخافون من نسبك، خذ الأمر ببساطة وافعل في هذه الفترة ما يرغبون، واجعل تصرفاتك تزيد من راحتهم لك وإقبالهم على إتمام الزيجة.



فللأب أن يعترض على مشاركتها لك في طعام أو شراب في هذه الفترة، كما واجب على الأب الملتزم بتعاليم الشرع أن يعترض على خروجها معك بمفردها؛ ولكن أن تجلس معها في منزلها بصحبة والدها أو أحد محارمها، فلا بأس، مع ملاحظة ما لك وما عليك شرعًا، فلا تتعجل الأمور، ولا تجعل نفسك ندًّا لوالدها ما حييت، ما دام هو مَنْ ربَّى لك وأنفق وكافح؛ من أجل أن تكون- خطيبتك حاليًّا وزوجتك في المستقبل- عاملة في الحقل الدعوي، وحاول أن تكون باحترامك وتقديرك لهما ابنًا وليس ندًّا.



عمومًا، أنت سألت وقد أجبنا.. المهم أن تستجيب لتهنأ بإذن الله مع الأسرة ومع الفتاة، وإن شاء الله ما دامت الأسرة ملتزمة فبعد الزواج ستكون أنت ولي أمرها، ويأمرها أبوها بطاعتك.. تمتع بفترة حياء خطيبتك، وتمتع بفترة التزامك بحدود الله؛ لتؤجر عليها.



ولا تنس أن تحضر بعض الزهور لخطيبتك؛ لتدخل السرور على قلبها وستعبر لها عما يجيش بصدرك بصمت خاشع لرب حميد مجيد.. هنيئًا لك خطيبتك، وأتمَّ الله عليك الفضل والنعمة، وأعانك الرحمن على تأسيس بيت مسلم.



الصبر يوصف بأنه جميل، وهو كذلك فعلاً؛ فهو لا يأتي إلا بخير.. لا تتعجل تصل بسلام.. وسلامي إلى خطيبتك وأسرتها الكريمة.

منقووووووووول

يقول الدكتور محمد سيد احمد المسير الأستاذ بكلية اصول الدين بجامعة الأزهر:

عندما يلقي الله تعالى في قلب امرئ الرغبة في الزواج من فتاة معينة ويستقر الامر لديه يندب له شرعا أن ينظر منها إلى ما يؤكد رغبته ويزيده تعرفا بها من غير خلوة ولا مواقف طائشة أو رعونة عاطفية،

وفي الحديث الشريف أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “انظر اليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما”، أي: يحصل بينكما التوافق والمودة.


وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره انه تزوج امرأة من الأنصار فقال له الرسول الكريم: أنظرت إليها؟ قال الرجل: لا، قال عليه الصلاة والسلام: “اذهب فانظر اليها فإن في أعين الأنصار شيئا”.


هذا وهناك نقطة اخرى يحسن التنبيه اليها وهي أن بعض الناس يدخل إلى البيوت مدعيا الرغبة في الخطبة فينظر ويرى ويجلس ثم يولي وجهه إلى فتاة اخرى، وهكذا،

وتلك مفسدة كبيرة ولهذا ذهب بعض الأئمة إلى انه يستحب أن يكون نظره قبل الخطبة ودون علمها بذلك حتى إن تركها، تركها من غير ايذاء أو متاعب نفسية.


وإذا تم العقد وأصبحت المرأة زوجة للرجل وثبت لها نصف المهر بمجرد العقد فاذا خلا بها دون محرم اصبحت مدخولا بها عند بعض الأئمة وثبت لها المهر كله وترتبت كافة الحقوق الزوجية.


فما اسعد أن يلتقي الناس على الدين ويتعايشوا به، والله اعلم.

منقوووول