إعادة اكتشاف أنفسنا بقلم: أشرف مفيد

استجابت الأم لطلب طفلتها
الوحيدة وأحضرت لها ورقة كبيرة وبعض أقلام الرسم الملونة وتركتها لتمارس
هوايتها في التعبير عما بداخلها‏..‏ وذهبت الي الغرفة الملحقة بحديقة
الفيلا واخذت الطعام الي حماها المسن الذي لم توافق علي بقائه معهم في
الفيلا الا بشرط أن يبقي في تلك الغرفة المتواضعة اعتقادا منها أنها





بذلك تريح نفسها من' وجع الدماغ'.
وما إن عادت الأم الي غرفة طفلتها بعد ادائها للواجب الذي تعتبره قمة
العطاء من جانبها لوالد زوجها, حتي فوجئت بطفلتها وقد انتهت هي أيضا من رسم
بيت كبير تحيطه حديقة جميلة مكسوة باللون الأخضر, فسألتها عن هذا البيت
فأجابتها الطفلة التي لم تتجاوز الأعوام الخمسة أن هذا هو بيتها الذي ستعيش
فيه هي وأولادها بعد ان تكبر وتتزوج وتنجب الأطفال, وسألتها عن هذا المكان
القبيح في أحد أركان الحديقة, فقالت الطفلة هذه هي الغرفة التي ستعيشين
فيها وسوف أحضر لك الطعام كما تقدمينه لجدي كل يوم.
هنا تحركت مشاعر الأم واعتصر قلبها الحزن علي ما بدر منها من تصرفات غير
لائقة في حق رجل مسن لا يستحق كل هذه المعاملة السيئة, و شعرت بما ستعيشه
من مهانة في المستقبل علي يد طفلتها.. فخرجت علي الفور وأعادت كل شيء الي
وضعه الطبيعي وعاش الجد في إحدي غرف الفيلا.
انها لحظة فارقة في حياة كل منا, يمنحها لنا القدر لنرسم بأنفسنا حياتنا
كما نحب أن نحياها فيما بعد, فليبحث كل منا بداخله عن نقطة انطلاق جديدة
فربما تكون هذه فرصة لإعادة اكتشاف أشياء جميلة بداخلنا.

قد يلفت صغارنا انتباهنا الى اشياء كانت غائبة عنا
فنصحح المسار
وهنا مربط الفرس
دوما ما وجب علينا تصحيح مسارتنا والتيقظ لأخطائنا
شكرا ابو جمال