وقفة مع النفس

يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى ) والكيس : العاقل ,دان نفسه أى حاسبها . ونحن ندعوك أن تقف مع نفسك وقفتين :-





_ وقفة تحاسبها عما مضى



_ ووقفة تبصرها بالمقبل الآتى

الوقفة الأولى وقفة مع ما مضى :_ قف مع نفسك بين الفينة والأخرى ناظرا فى أمسك الغابر وتفكر فيما أودعته فى بياض نهارك من قول أو عمل وما تضمنه سواد ليلك من صمت أو فكر وأنظر إلى ما قدمته يداك وما تحرك به لسانك وما وقع عليه طرفك وما إستمعت إليه أذناك وما مشت إليه قدماك فأنت مسئول عن ذلك كله

{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء: آية_36. وأنظر إلى الحقوق التى كلفك الله بها فكانت عندك أمانة فهل
أديتها كما طلب منك أم أنك ضيعتها وغلبك طبعك الظلوم الجهول ؟ وأول هذة الحقوق التى يجب ان تنظر فيها حق سيدك وإلهك ومولاك
رب العباد فقد أمرك بأداء حقه بقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران:آية_102 وحقه تبارك وتعالى أن يطاع
ولا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يعبد وحده لا شريك له .
وكيف أنت فى أيامك الغابرة هل كنت من هذة التيارات التى تتصارع فيها عالم البشر
_أكان همك فى دنياك لقمة تأكلها و شربة تشربها ولباسا تلبسه ؟
_ أم كنت صاحب دعوة ورسالة تريد أن تقيم حياتك وفقها وتريد إبلاغها للعالمين ؟
_ ماالذى آلمك فى أيامك الماضية ؟
- منصب لم تستطيع تحصيله ؟ ودنيا لم تستطع إجتيازها ؟
أم أن دعوة الله هى التى تسيطر على كل خلجة فى نفسك ؟ فإذا علا منارها وإرتفع لوائها خفق القلب فرحا وتهادت النفس سرورا
وإذا أصابتها العواصف والأنواء دمعت العين وحزنت النفس وجأر اللسان يشكو لرب العباد ظلم العباد ؟
الوقفة الثانية وقفة مع الزمن المقبل
الوقفة الثانية التى نريدك أن تأخذ نفسك بها هى وقوفك مع نفسك فى الأيام الآتية التى تمثل عمرك الباقى وساعاتك القادمة فالماضى لا حيلة لك فى إرجاعه
وإن كنت تستطيع أن تصلح ما فسد منه بالتوبة والإنابة والإستغفار أما الآتى فإنك تملكه وتستطيع بالعزيمة والهمة العالية أن تستقيم على أمر الله
وتكون كما يريد الله . لذا يتوجب عليك أن تستغل الفرصة … إننا ندعوك أن تعمل فى يومك عمل من أيقن أن شمسه آذنت بالمغيب .
ونفوسنا تحتاج إلى ترويض كى تستقيم على طاعة الله فقد وصف الله الإنسان بأنه ظلوم جهول عجول :
{وَحَمَلَهَا الْإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} سورة الأحزاب: 72. {وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} الإسراء: آية_11.

ومفتاح النفس الإنسانية الذى تتهذب به جاء به الإسلام فإذا هديت إليه إنقادت نفسك وإستقام أمرك .

وفقنا الله وإياكم أن نكون عباد الله المخلصين الذين رضى عنهم وأرضاهم .



منقوووووول