كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
نملة سليمان  Support

 

 نملة سليمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 38
الموقع : الرياض

نملة سليمان  Empty
مُساهمةموضوع: نملة سليمان    نملة سليمان  Icon_minitimeالثلاثاء مايو 29, 2012 10:20 pm

(1)

صعد السلم متثاقلاً، فتح باب بيته، ترك حقيبة سفره، ارتمى في حضن أمه، جرت دموع اللقاء.

ـ حمد لله على السلامة يا ابني، الحمد لله ربنا مد في عمري لحد ما شوفتك.

سقطت عيناه الباحثة عن أثر السنين على ملامحها:

ـ ما أنت زي الفل أهو.

ـ فضل وعدل، أوضتك زي ما هي بحطة أيدك والصباح رباح.

حمل حقيبته ودخل حجرته، تبعته بكلمه وهو يختفي داخلها:

ـ عروستك عندي.


كانت حجرته مثلما تركها منذ عامين، شرفته المطلة على مراهقة حب بنت الجيران، تتوسط دواوين فاروق جويدة الشعرية مكتبته التي كونها من باعة الكتب المستعملة، معتبراً اصفرار ورائحة الورق عنصرين مكملين لمتعة القراءة، أسطوانات موسيقاه الكلاسيكية كما هي مبعثرة فوق مكتبه، وضع حقيبة سفره فوق سريره، حمل بعض ملابسه الجديدة، أصدرت ضلفة دولابه أزيزاً كالذي لم يسمعه منذ زمن وضع ملابسه على الرف .


استدار عائداً ليحضر المزيد، لمح صورة في عيد ميلاده لصقها يوماً ما على وجه الضلفة الداخلي، يقف فيها مقبلاً على مستقبله هو وزملاء الجامعة، كان بجواره في الصورة حب نشأ في قلبه منذ أول يوم بالجامعة، نظر إليها متحسراً، واستمر في إخراج ما في حقيبته ذهاباً وإياباً.. وكلما مر على صورتها تأمل ملامحها مخرجاً ما في جعبته من ذكريات.


كانت الأجمل على الإطلاق بين بنات "الدفعة"، لازمها دوماً ولو من بعيد حتى تكون في مرمى بصره، هجر مدرجه من أجل مجاورتها، أعترف لها بحبه .. اعترفت له بحبها حينما نبضت الأحرف على صفحات أجندة المحاضرات الشاهدة على اعترافهما الصامت، استمتعا بحياتهما الجامعية طولاً وعرضاً، قرءا جويدة معاً، استمعا لموسيقاهما معاً، خاضوا غمار رحلاتهما معاً، ذاكرا ونجحا معاً، كل شيء كان معاً، إلى أن جاء المحمل من الخليج بما لا قبل له به، والتقمها.. وسحقه.


لم ينتبه إليه كأنه نملة ساقها حظها العثر لأن تكون في طريقه كتلك التي كانت في طريق جيش سليمان والذي سمعها، لكن القادم بسطوة ماله قضى على من عشق وغزل شخصية معشوقته، راسماً مستقبلها ومستقبله.. سحقه من لم ينتبه أن في طريقه نملة ووطئها.


أغلق دولابه على ذكرياته، ركن حقيبة سفره خلف باب حجرته، واضعاً رأسه على وسادته..وغط في النوم.


(2)

حمل حقيبة المركونة خلف الباب، وضعها على سريره، فتح ضلفة دولابه مصدرة نفس الأزيز، حمل بعض ملابسه الجديدة التي لم يمنحه الوقت لأن يرتديها كلها خلال شهر مضى، بدأ في إعادتها ذهاباً وإياباً، مستذكراً ما حدث له في إجازته.


شاهد عروس رشحتها له أمه، رفضها لأن معايير أمه كانت غير معاييره لمن ستحمل اسمه، تكررت محاولات البحث عن بنت الحلال بالرغم من رفضه منطق التاجر القادر على شراء أي بضاعة وما عليه إلا أن "يلف ويشيل" .. هكذا رفض بعضهن..ورفضته بعضهن.


كانت محاولته الأخيرة قبيل نهاية إجازته من فتاة التقى اباها، رحب به ومنحه بعض الوقت للقاء ابنته، كانت نموذجاً مثالياً لتلك التي يتمناها استمت بالكثير من صفات حبه القديم، جذبه منطقها وثراء شخصيتها..إلا أنه لمح في عينها نظرة اغتراب احتار في تفسيرها، وجه إليها سؤالاً مباشراً:

ـ في حد في حياتك؟

أجابت دون أن ترفع عينيها عن موضع قدمها:

ـ أيوة.

ـ لسه موجود؟

ـ بابا رفضه علشان مش جاهز مادياً.. وقالي أدي نفسك فرصة.


زاغت عيناه مستغرباًً تبادل الأدوار، اليوم هو في موضع جيش سليمان.. والآخر مكان النملة، حاولت الهرب بسؤاله:

ـ أجيب لك شاي؟

ـ ياريت.


دار في ذهنه سؤالين لا ثالث لهما.. هل يحاول استمالتها ثأراً لكبرياءه الذي أهدر يوماً ما؟ أم يتحسس موضع قدمه .. ويستمع لصرخات نملة؟

ـ اتفضل، سكرك أيه؟

نهض من مقعده، ودعها بابتسامة حانية .. أغلق حقيبة سفره على محاولاته المترددة.


ارتمى في حضن أمه، جرت دموع الوداع.. حمل حقيبة سفره، أغلق باب بيته، نزل السلم متثاقلاً.

منقوووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نملة سليمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون
» عاوزه وزنك يخف؟ .. خلي نملة تقرصك!!
» فوائد قرصة نملة .. سبحان الله!!
» حمل فيلم صرخة نملة اول فيلم عن ثورة 25 يناير
» سوبر سليمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: إسلاميات :: قصص وعبر-
انتقل الى: