كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
فدوى طوقان واجمل قصائدها Support

 

 فدوى طوقان واجمل قصائدها

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:18 am


أشواق حائرة
( فدوى طوقان )


ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي
ترتجّ أهوائي و أشواقي
بي ألف إحساس يحرّقني
متدافع التيار ، د فّاق
ألف انفعال ، ألف عاطفة
محمومة بدمي ، بأعراقي
ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً
حيران يغمر كلّ آفاقي
جفت له شفتاي و ارتعشت
أظلاله العطشى بأحداقي
نفسي موزّعة ، معذّبة
بحنينها ، بغموض لهفتها
شوقٌ إلى المجهول يدفعها
متقحمّاً جدران عزلتها
شوقي الى ما لست أفهمه
يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟
أهي الحياة تهيب بابنتها؟
ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ
عن نفسها ، تشقى بحيرتها
قلبي تفور به الحياة و قد
عمقت ومد ّت فيه كالامد..
فتهتزّ أغواري نوازعه
صخّابةً ، فاقة المدد
و يظل منتظراً على شغف
و يظل مرتقباً على وقد
أحلام محروم تساوره
متوحد في العيش منفرد
و يود لو تمضي الحياة به
للحب ،مصدر فيضها الابدي!
و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي
شوق إليها لاهف عارم
فأحس إحساس الغريب طغى
ظمأ الحنين بروحه الهائم
و أرى كواكبها تعانقني
بضيائها المترجرج الحالم
تهمي على روحي أشعتها
وتلفّه بجناحها الناعم
فأودّ لو أفنى و أدمج في
عمق السماء و نورها الباسم
مالي يزعزعني ويعصف بي
قلق عتيٌ جائح الألم
تتضارب الأشواق حائرة
في غور روحي ، في شعاب دمي
الأرض تعلق بي و تجذ بني
و تشدّ قبضتها على قد مي
و هناك روحي هائم شغف
بالنور فوق رفارف السدم
مستحقراً الأرض ، تفزعه
دنيا التراب ، وهوّة العدم
روحي يلوب بدار غربته
عطشاً الى ينبوعه السامي
فهناك أصداد يسلسلها
صوت السماء بروحي الظامي
وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي
صوت يقيّد خطو أقدامي
صوتان .. كم لجلجت بينهما
يتنازعان شراع أيامي
أنا كيان تائه قلق
يطوي الوجود حنانه الظامي !

منقوووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:23 am


أعطنا حباً
( فدوى طوقان )


الاهداء
(( إلى الهاربين من القلق والضياع))
فدوى
- - -
عام 1957
-1-
انتهينا منه ، شيعناه ، لم نأسف عليه
وحمدنا ظلّه حين توارى
دون رجعة
لم نصعد زفرةً خلف خطاه
لم نرق بين يديه
دمعةً ، أو بعض دمعه
بعد أن جرّعنا من كأسه المرّ الحقود
بعد أن أوسعنا لؤماً وغدراً
وجحود
غاب عنّا وجهه الممقوت ، لا عاد لنا
كان شريراً ، أمات الشّعر فينا
والمنى
كان شرّيراً ، وكانت
عينيه تنضح قسوة
كرع اللذّة من آلامنا
وأتى قتلاً وتمزيقاً على أحلامنا
وعلى أشلائنا نقّل خطوة
عصفت هبّاته الهوج بأشواق رؤانا
بعثرت آمالنا عبر الدروب المغلقة
أوصدت باب الغد المأمول في وجه منانا
وثنت خطواتنا المنطلقة
انتهى ، ما كان إلاّ نزوات وجنونا
كان ارهاقا وتعذيبا وهونا
وانتهينا منه ، شيعناه ، لم نأسف عليه
لم نرقرق دمعةً واحدةً بين يديه
آخر ديسمبر 1957
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:25 am


أنا والسر الضائع
( فدوى طوقان )


ما زلت والدرب بعيد طويل
أبحث في المجهول عبر الزمان
عن ضائع أبحث ، عن سرّ
ظننته أنأى من المستحيل
ما انفك يجري خلفه عمري
وهو وراء الغيب في لا مكان
كان دعاني صوته المفعم
والعمر فجرٌ والصّبا برعم
ولم يزل يعمر قلبي صداه
عذباً ، قوياً، فائراً كالحياة
مستغلقاً ، كأنه طلسم
ولم أزل أبحث عنه سدى
في ألف وجه من وجوه الحياة
في الليل ، في الإعصار ، في الانجم
وهو يناديني وينأى مداه
ولم أزل أبحث حتى رمى
بي اليأس في ظلامه المعتم
وسرت والايام أمشي إلى
لا غاية ، لا مأمل ، لا رجاء
وسرت شيئاً ميّت الروح لا
أبحث عن شيء،
وفي نفسي
ثلج وليل ، ووطأة اليأس
تخنق في نفسي بقايا النداء
وكان يوم ، كان صبح رطيب
فتحت عيني على ضوئه
وخلف أجفاني حلمٌ قريب :
وجه أليف ومكان غريب
تفتّحت روحي في فيئه
وثلج قلبي ذاب في دفئه
فتحت عينيّ وكان النهار
صافي المجالي ضاحك الشمس
وكان بي حسّ خفي الدبيب
توقّعٌ مستبهم ، وانتظار
مأتاهما من أين ؟
لم أدر . .
لم أدر إلا أن في صدري
يداً من الغيب مضت كفّها
تمسح عنه عتمة اليأس
ورحت ، في نفسي صفاء وفي
قلبي حنين وانجذاب خفي
وبغتة ، في لفتة عابرة
لقيته يملأ دربي سناه
لقيته ، لم أدر من ساقه
إليّ ، من وجّه نحوي خطاه
لقيته لا حلماً ، إنما
حقيقة ساطعة باهرة
عانقت فيها حين عانقتها
الله والحبّ وسرّ الحياة
يا جذل الروح ونعمى الوصول
لقيت سرّي الضائع المبهما
لقيت سرّي بغتةً بعدما
ظننته أنأى من المستحيل

***************



أنشودةٌ للحبِّ
( فدوى طوقان )


كان وراء البنت الطفلةِ
عشرةُ أعوامْ
حين دعته بصوتٍ مخنوقٍ بالدمعِ:
حنانك خذني
كن لي أنت الأبَ
كن لي الأمّ
وكن لي الأهلْ
وحدي أنا
لا شيء أنا
أنا ظلّ
وحدي في كون مهجور
فيه الحبُّ تجمّدْ
فيه الحسُّ تبلّدْ
وأنا الطفلةُ تصبو للحبِّ وتهفو
للفرحِ الطفْليِّ الساذجْ
للنطّ على الحبلِ
وللغوصِ بماءِ البركةِ
للّهو مع الأطفالْ
لتسلّق أشجارِ الدارْ
القمعُ يعذبني
والسطوة ترهبني
والجسم سقيمٌ منهار
أرفعُ وجهي نحو سماءِ الليلْ
أهتفُ
أرجُو
أتوسّل:
ظلّلني تحت جناحيكَ
أغثني
خذني من عشرة أعوامِي
من ظلمةِ أيامي خذنِي
وسّعْ لي حضنَك دَعْني
أتوسَّدُ صدرَك امنحني
أمنًا وسلام
يا بلسمَ جرحِ المطحونينْ
وخلاص المنبوذين المحرومينْ
خذني!
خذني!
يجري نهرُ الأيام يمرُّ العامُ
وراءَ العامِ وراءَ العامِ
الطفلةُ تكبَرُ والأنثى
وردةُ بستانْ
تتفتّح والأطيارُ تطوفْ
وتحوم رفوفًا حول الوردةِ
بعد رفوفْ
الزّمنُ الصعْبُ يصالحها
ومجالي الكوْن تضاحكها
والحبُّ يفيضُ عليها
من كلّ جهات الدنيا
ويطوّقها بتمائمه
ويباركها بشعائِرِه
ويساقيها من كوثرِهِ
ما أحلى الحبّ وما أبهاه!
الأنثى الوردةُ بعد سُراها
وتخبّطها في ليلِ متاههْ
تتربَّعُ في ملكوتِ الحبّْ
تصير إلههْ
هالاتُ النورِ تتوّجُها
وتلاطفها قُبَلُ الأنسامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
فيه الليلُ سماءٌ تَهْمِي
تُمطر موسيقى وقصائدْ
وقناديلُ الكلماتِ تصبُّ
الضوءَ على أملٍ واعدْ
ما أحلى الحبّْ!
تتفتح فيه عيون القلبْ
ما أحلاه حين يمسُّ شغافَ القلبِ
فيبصرُ ما لا يبصرهُ العقلُ ويدرِكُ
ما لا يدركه الفكرُ ويسبرُ ما لا
تبلغُهُ الأفهامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
كونٌ مكتملٌ ومعافى
لم يتشظَّ ولم يتمزَّقْ
يتناسق فيه العمرُ ويمسي
إيقاعًا كونيّ الأنغامْ
تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ)
تزهو بحوارٍ موصولٍ
حتى في الصمتْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
يحيا بين يديْه رميمْ
تندى أرضٌ, تحضرُّ عظامْ
فيه الزمنُ المسحورُ يقاسُ
بدقّاتِ القلبِ المبهورْ
لا بالسَّاعاتِ يُقاس ولا
بتوالي الأشهرِ والأعوامْ
ما أحلى الحبّْ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:27 am


أوهام في الزيتون
( فدوى طوقان )


في السفح الغربي من جبل
(جرزيم) حيث تملأ مغارس الزيتون
القلوب و العيون ، هناك ، ألفت
القعود في أصل كل يوم عند زيتونة
مباركة تحنو على نفسي ظلالها،و تمسح
على رأسي غذ بات أغصانها : و طالما
خيل الي أنها تبادلني الألفة و المحبة،
فتحس أحساسي و تشعر بشعوري.
و في ظلال هذه الزيتونة الشاعرة،
كم حلمت أحلاماً ، و وهمت أوهاماً !.))
هنا،هنا، في ظل زيتونتي
تحطّم الروح قيود الثرى
و تخلد النفس الى عزلة
يخنق فيها الصمت لَغوَ الورى
هنا، هنا، في ظل زيتونتي
في ضفة الوادي . يسفح الجبل
أصغي الى الكون و لمّا تزل
آياته تروي حديث الأزل
هنا يهتم القلب في عالم
تخلقه أحلامي المبهمه
لأفقه في ناظري روعة
و للرؤى في مسمعي هيمنه
عالم أشواق سماويةٍ
تطلق روحي في الرحاب الفساح
خفيفةً لا الأرض تثنى لها
خطوا و لا الجسم يهيض الجناح
واهاً : هنا يهفو على مجلسي
في عالم الأشواق روحٌ حبيب
لم تره عيناي لكنني
أحسه مني قريباً قريب !
أكاد بالوهم أراه معي
يغمر قلبي بالحنان الدّ فيق
يمضي به نحو سماء الهوى
على جناح من شعاع طليق
زيتونتي ،الله كم هاجسٍ
أوحت به أشواقي الحائره.
وكم خيالات وعى خاطري
تدري بها أغصانك الشاعرة
نجيّتي أنت و قد عزّني
نجيُ روحي يا عروس الجبل
دعي فؤادي يشتكي بثّه
لعل في النجوى شفاءً ، لعلّ !
يا ليت شعري أن مضت بي غداً
عنك يد الموت الى حفرتي
تراك تنسين مقامي هنا
و أنت تحنين على مهجتي ؟!
تراك تنسين فؤداً وعت
اسراره أغصانك الراحمات
باركها الله ! فكم ناغمت
وهدهدت أشواقه الصارخات
زيتونتي ، بالله إما هفت
نحوك بعدي النسمة الهائمة
فاذ ّكري كم نفحتنا معاً
عطورها الغامرة الفاغمة
و حين يستهويك طير الربى
بنغمةٍ ترعش منك الغصون
فاذّ كري كم طائرٍ شاعرٍ
ألهمه شدودي شجّي اللحون!
تذكّرني كلما شعشعت
أوراقك الخضراء شمس الأصيل
فكم أصيل فيه شيعتها
بمهجة حرّى و طرف كليل
إن يزوها المغرب عن عرشها
فالمشرق الزاهي بها يرجعُ
لكنني ،آها !غداً تنزوي
شمس حياتي ثم لا تطلع !
ويحي؟ أتطويني الليالي غداً
وتحتويني داجيات القبور
فأين تمضي خفقات الهوى
وأين تمضي خلجات الشعور
ونور قلبي ،والرؤى والمنى
وهذه النار بأعماقيه
هل تتلاشى بدداً كلها
كأنها ما ألهبت ذاتيه؟!
أما لهذا القلب من رجعة
للوجد ،للشعر ، لوحي الخيال؟
ايخمد المشبوب من ناره؟
واشقوة القلب بهذا المآل !
يا ربّ ، إما حان حين الردى
و انعتقت روحي من هيكلي
و أعنقت نحوك مشتاقةً
تهفو الى ينبوعها الأول
و بات هذا الجسم رهن الثرى
لقىًعلى أيدي البلى الجائرة
فلتبعث القدرة من تربتي
زيتونة ملهمةً... شاعره !.
جذورها تمتصّ من هيكلي
ولم يزل بعدُ طرياً رطيب
تعبّ من قلبي أنواره
ومنه تستلهم سرّ اللهيب !.
حتى إذا يا خالقي أفعمت
عناصري أعصابها و الجذور
انتفضت تهتز أوراقها
من وقدة الحسّ و وهج الشعور
و أفرعت غيناء فينانة
مما تروّت من رحيق الحياة
نشوى بهذا البعث ما تأتلي
تذكر حلماً قد تلاشت روءاه
حلم حياة سربت و انطوت
طفّاحة بالوهم .. بالنشوة
لم تك إلاّ نغماً شاجياً
على رباب الشوق و الصبوة!


**********************


إلى أين ؟
( فدوى طوقان )


إلى أين تنأين عن جاذبية شيءٍ مقدّرْ
يشدك قسرًا إليه?
رويدك مَهْمَا تشبثت أنت بذيل القرار
ما من مفرْ
بأي جناحين أنت تطيرين هاربة منه
طيري كما شئت نحو أقاصي المدى
جناحاك من طينةِ الشمعِ الشمسُ
ملء الأقاصي وما من مفرْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:29 am


إلى المغرد السجين
( فدوى طوقان )


(( هدية إلى الصديق الشاعر كمال ناصر في محنته ))
- - -
محلّقاً رغم انغلاق الرحاب
يا طائري السجين فاصدح لنا
من خلف جدران الدجى والعذاب
غنّ ، فقضبان الحديد التي
لن تحجب الغناء عن سمعنا
يا طائري .
غنّ ، فدرب الرجاء
ما زال يمتد مشعّ الضياء
رغم انطباق الليل منحولنا
ارجعني شدوك يا طائري
إلى زمان قد طواه الزمان
أيّام كانت ظلّة الياسمين
تحضننا ، وأنت تشدو لنا
شعر المنى والزهو والعنفوان
فتقرب النجوم من أرضنا
تصغي إلى اللحن ونصغي ،
وكان
ملء اغانيك اخضرار المروج
ونضرة السفح ، وبوح الأريج
وملئها كان هدير الرياح
وكان فيها من شموخ الجبال
في وطني ،
وعزّةٌ لا تنال
إلا مع النّصر وفوز الكفاح
يا طائري السجين اصدح لنا
رغم هوان القيد رغم الظلام
فالأفق ما زال غنيّ المنى
ينتظر الشمس وراء القتام
المجد للنور ، فلا تبتئس
والنصر للحرية الرائعة
وغدنا موطن أحلامنا
فلا تقل أحلامنا ضائعة
يا طائري ، هناك درب الرجاء
هناك يمتدّ مشعّ الضياء
رغم انطباق الليل من حولنا
01/01/1958
هناك يمتدّ مشعّ الضياء
رغم انطباق الليل من حولنا
01/01/1958

********************

إلى صورة
( فدوى طوقان )


(( لاتتكلم ، إن التفسير يقلل من طرافة الموضوع ! ))
اذهبي ، واعبري الصحارى إليه
فإذا ما احتواك بين يديه
ولمحت الأشواق في مقلتيه
مائجات أشعةً وظلالا
مفعمات ضراعةً وابتهالا
فإذا الليل سفّ منه الجناح
ومضت في انسراحها الأرواح
تتلاقى على مهاد الأثير
عبر آفاق عالم مسحور اللاشعور
عالم الحلم ، مسبح اللاشعور
فاسبقني أنت كل حلم إليه
واستقرّي هناك في جفنيه
عانقي روحه ، ورفّي عليه
انشديه شعري وغنّي لحوني
في هواه ،
بثّيه كلّ شجوني
صورّي لهفتي له وحنيني
حدّثيه . . حتى يلوح الصباح
فاذا قبّل النى عينيه
وصحا ، لم يجد هناك لديه
غير (( لا شيء)) ماثلاً في يديه
وارجعي أنت صورةً بكماء
وجهها خامدٌ بلا تعبير
ميّت القلب والهوى والشعور !.
هكذا وليظل حبّي سرا
غامضاً ،
إن للغموض لسحرا
آسراً ، يجذب النفوس اليه
حيث تبقى مشدودة في يديه
ليس تقوي على الفكاك
فكوني
أنت مثلي لديه عمقاً وغورا
هكذا ، وليظلّ نهب الظنون
تائها بين شكه واليقين!.
أنت روح طائر . . يشدو على كل الغصون . .
يرتوي من خمرة الحب ، ومن نبع الفتون
وأنا روح سجين قصّت الدنيا جناحي
نغمي ينبيك عني ، عن مدى عمق جراحي !
رحمة يا شاعري ، وانظر الى اصداء روحي
إنها في شعري الباكي استغاثات ذبيح!
إنها يا شاعري أنات مظلوم طريد
إنها غصّات مخنوق بأطواق الحديد
كلّما ضمّك حضن الليل في صمت وحزن
ومضى قلبك حيران الهوى يسأل عني . .
أرهف السمع ، تجد روحي مجروح النداء .
ضارعاً في ألمٍ:
رحماك لا تظلم وفائي!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:31 am



اسطورة الوفاء
( فدوى طوقان )


و تسأل : أين الوفاء ؟
أما من وفاء ؟ !
و أضحك في وجهك المتجهم
اسأل مثلك :
أين الوفاء ؟
و ماذا عن الأوفياء
و أين هواك القديم ،
و أين النساء . . .
مئات النساء اللّواتي حببْت
وكلّ امرأه
تظنك ملك يديها
وتحسب حبّك وقفا عليها
تظنّ غرامك أبقى من الشمس
أرسخ من راسيات الجبال
وتأبى تصدّق ان الوفاء
يظلّ خرافه
يظلّ خيالاً ووهْما
وإسماً لغير مسمّى
وشيئاً محال
نريد من الآخرين الوفاء
نصفّدهم نحن ، تربطهم بالرجاءْ
بحبل سراب كذوب
ببرق خلوب
و نمضي لنشرب كأساً جديد
و نمضي لنطعم لوناً جديد
لنحيا غراماً جديداً
لنعيد وجهاً جديد
و نرجع نسأل :
أين الوفاء ؟ ؟
* *
نريد من الآخرين البقاء
على عاطفة
ذوت و تلاشت
بأعماقنا و استحالت
إلى صورة زائفة
أنانية يا رفيقي تعشش فينا
تسير رغباتنا في الخفاء
و تحجبها بنقاب كثيف
نسمّيه نحن ،
وفاء !!
* *
بلى يا رفيقي
بلى ، قد يطل
هنالك ظلّ
لبعض رفات
رفات غرام تلاشى ومات
يطلّ و نجهل كيف يطلّ
فنوقد شمعه
لديه و نحضن ذكراه فتره
و نرجع من بعد نؤويه قبره
و ندفنه من جديد
و ما في المحاجر دمعه
و لا في الجوانح لوعه
و نمضي نلي النداء القوي
و كلّ اتجاه
و ننسى القديم
و نحيا الجديد
و نرجع نسأل :
أين الوفاء ؟ !
أما من وفاء ؟؟!

****************

الأطياف السجينة
( فدوى طوقان )


مع الليل قمت ألملم أطياف
حلمٍ هنيءٍ تفيّأ هدبي
خشيت إذا الصبح مرّ عليها
تفرّ مع الصبح في كل درب
وجمعتها بأكفّ الحنان
وضمّختها برشاش العبير
وحمّمتها في ينابيع قلبي
ودفأتها بلهيب شعوري
وزنت غدائرها الناعمات
بوردٍ نما في جبال بلادي
وطوّقتها بأقاحي الروابي
وزنّرتها بغصون الوهاد
ودرت عليها وقلبي يغني
بكأسي ودنّ خموري العتيقة
خموري عصير كرومي وكانت
مخبّأة في كهوفي السحيقة
وأودعتها قفصاً دافئاً
كقلبي صاغته أيدي الجمال
تعانق في جوّه العاطفي
وضوح السنى وغموض الظلال
مشت ريشة الفن في أفقه
ودارت بلمستها الخاطفة
تلوّن انحناءه ، كل لون
يعبّر بالسر عن عاطفة
بقضبانه يستسرّ و يكمن
روح خفيّ كروح الوتر
إذا النسمات مررن عليها
حملن صدى نغم مبتكر
هناك بدنيا يموج بها الفن
والسحر ، دنيا الجمال السعيدة
هناك سجنت طيوفي الغوالي
ونمت وتحت وسادي قصيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:35 am


الانفصال
( فدوى طوقان )


الى اين أهرب منك وتهرب مني
إلى أين أمضي وتمضي
ونحن نعيش بسجن
من العشق .
سجن بنيناه نحن اختيارا
ورحنا يداً في يد
نرسّخ في الأرض أركانه
ونعلي ونرفع جدرانه
من العشق شدناه ، من لبنات الأماني
ورسم خطوط الغد
ومن الف رائحةٍ الف لون
من الذكريات
من العاطفات
من العبرات بنيناه من
تفجّر ضحكاتنا الهانئة
وفيض مشاعرنا الدافئة
ومن كلمات لنا لا تعدّ
ومن رغبات لنا لا تحدّ
من الانتصار
سكرنا معاً بمراراته
من الرأي إذ نلتقي عنده يا حبيبي
من الفكرة الواحدة
من الشعلة العذبة الخالدة
ومن ألف حلم ندي جميل
وأشياء أخرى تقاسمتها
واياك نسيانها مستحيل
إلى أين أهرب منك وتهرب مني
إلى أين أمضي وتمضي
ونحن نعيش بسجن
نحاول منه انعتاقاً عسانا
نلاقي الخلاص كلانا
إلى أن تخور قوانا
وننهار عجزاً ، وتبقى أمامي
وأبقى أمامك وجه لوجه
وفي شفتينا
لهاث أوام
وفي وجنتينا
ظلال ضرام
ونلقي السلاح وتمضي يدانا
تلفّ هوانا
بحبٍ وعطفٍ تلفّ هوانا
ونفنى رضىً ونذوب حنانا
فكيف الفرار حبيبي وأننا
ونحن ندور ونجري ونهرب
منّا الينا
سدى ومحال
سدى لا انعتاق لنا لا انفصال
محالٌ حبيبي محال

*******************


الروض المستباح
( فدوى طوقان )


أين الغناء العذب يا طائري
تسبق فيه كلّ شادٍ طروب
وأين أفراح الصبّا الزاخر
باللهو ، أم أين المراح الدؤوب
مالك تلقي نظرة الحائر
يريد يستجلي خفايا الغيوب ؟
وما الذي في قلبك الشاعر
قل لي ، فإن البثّ يشفي القلوب
ما ترى حولك همس الورق
يسكبه في أذن الجدول
كأنه نجوى محبٍ سرق
هنيهةً من غفلة العذ ّل
والزّهر الرفاف إما عبق
عبيره يسري مع الشمأل
وهذه الدنيا ، وهذا الألق
فمتّع النفس ولا تهمل
بين الفراشات وزهر الربيع
هيمنة الصبّ ، إذا يعتب
ويح الفرشات ، هواها خدوع
تلهو بهذا ، و بذا تلعب
كم توهم الزهر هيام الولوع
و قلبها يا طائري قلّب
فيها إلى التبديل طبع نزوع
و الطبع غلاّب فما يغلب
وهذه الوردة ذات الرّواء
كم تشتهي لحنك في حبها
بلبلها اليوم إليها أفاء
وأرسل العطر إلى قلبها
وفيّ لها ، تلقى الوفاء
أجمل ما تهداه من صحبها
غنّّ ومتّعها بهذا الصفاء
أو ، لا، فلن تنجو من عتبها
سوا عجبي ! صمتك رهيب
يا طائري ، ضمّن معنى الحذر
ترمي بلحظ الصقر نحو الدروب
كأنما أنذرت منها بشر
ما تأتلي ترقب كالمستريب
أشعر من حوليه وشك الخطر
أقعى ، على أهبته للوثوب ،
في كبرياء تتحدّى القدر!
ماذا أرى ؟ هذاك (بومٌ) غريب
منطلق ، حبهم المحيا ، وقاح
يحوم في الروضة حوماً مريب
غدوّه متّهم .. والرواح
يطلّ من عينيه قلب جديب
لكنه أرعن ، فيه جماح
اقتحم الباب اقتحام الغصوب
وجاس في الروض طليق الجناح !
عيناه إذ ر أرأتا جمرتان
قد شبّتا ، ما تطمعان الكرى
عن وكرك المطول لا تحسران
تطلّعاً يا طائري منكراً ..
أشرع منقاراً كحد السنان
مضاؤه ، ملتوياً أحمرا
ومخلباً يصرع قلب الأمان
يا ضيعة الوكر وقد أشهرا
ما شأن ذيّاك الدعيّ الدخيل
في الروض ، والروض حماك الحبيب
وكيف يغدو مستباحا ذليل
أو غرضاً يرمي بسهمٍ غريب
أغضيت عن روضك دهراً طويل
يا طائري ، مغرىً بحلم كذوب
واليوم تصحو عن خيالٍ جميل
مضى مع السّحرة ، غبّ الهبوب !
أنفض جناحيك من الرقدة
يا طائري ، أخشى عليك المصير
لا تمكن (البوم ) من الروضة
أرى لذاك (البوم ) شأناً خطير
أضبّ اليوم للوكر على شرّة
فيما أراه ، وأذى مستطير
عليك بالحذر ، فكم غفلة
يؤخذ منها المرء أخذاً نكير
ويلك ، لا تأمن غريب الديار
فخلفه من مثله معشر
يا طائري ، إنّ وراء البحار
مثل عديد الذرّ لو تنظر
تربّصوا في لهفة وانتظار
ودبّروا للأمر ما دبّروا . .
تحفزهم تلك الأماني الكبار
وأنت أنت المطمع الأكبر

*******************
الشاعرة والفراشة
( فدوى طوقان )


هناك فوق الربوة العالية
هناك في الأصائل الساجيه
فتاة أحلام خالية
تسبح في أجوائها النائيه
الصمت والظلّ وأفكارها
رفاقها ، والسرحة الحانية
*
حياتها قصيدة فذّة
منبعها الحسّ ونيرانه
وحلم محيّر تائه
من قلق اللهمة ألوانه . .
حياتها بحر نأى غوره
وإن بدت للعين شطآنه
*
رنت فتاة الشعر مأخوذةً
بصور الطبيعة الخالية
والأفق الغربي تطفو به
ألوانه الورديه اللّاهبه
كأنه أرض خرافيّةٌ
هوت اليها شمسه الغاربه
*
ودّت وفيها لهفٌ كاسح
لو تأخذ الكون الى صدرها
تحضنه وتشبع الروح من
آياته الكبرى ومن سحرها
تعانق الأرض . . تضمُ السنا
تقبّل الغيوم في سيرها
*
ودفعت بعينها في المدى
تنهبه بالنظرة الواغله
ما أجمل الوجود ! واستغرقت
في نشوة فائضة شامله
تلتهم الكون بإحساسها
بقلبها، بروحها الذّاهلة
*
ما أجمل الوجود !! لكنها
أيقظها من حلو أحساسها
فراشة تجدَ لت في الثرى
تودعه آخر أنفاسها
تموت في صمت كأن لم تفض
مسارح الروض بأعراسها
*
دنت إليها و انثنت فوقها
ترفعها مشفقة حانيه:
أختاه ، ماذا ؟هل جفاك الندى
فمتّ في أيامك الزاهية ؟
هل صدّ عنك الزهر ؟هل ضيّعت
هواك أنسام الربى اللاهيه؟
*
كم أشعلت روحك حمّى الصبى
وأنت سكرى بالشذى و الرضاب
طافرةً بين رياض الهوى
راقصة فوق الربى و الهضاب
توشوشين الزهر حتى يُرى
منفعلاً من هذيانِ الشباب
*
كم بلبل بالورد ذي صبوةٍ
ألهبت فيه الغيرة السّاعرة
كم زنبق عانقته كم شذى
روّيت منه روحك الفائره.
فأين منك الآن دنيا الهوى
وأين أحلام الهوى الساحره!!
*
ماذا ؟ تموتين ؟ فوا حسرتا
على عروس الروض بنت الربيع
أهكذا في فوران الصّبى
يطويك إعصار الفناء المريع
وحيدةً ، لا شيّعتك الربى
ولا بكى الروض بقلب صديع
أختاه لا تأسي فهذي أنا
أبكيك بالشعر الحنون الرقيق
قد أنطوي مثلك منسيّةً
لا صاحب يذكرني أو رفيق
أواه : ما أقسى الردى ينتهي
بنا الى كهف الفناء السحيق !
واضطربت اعماقها مثلما
دوّم إعصارٌ بقلب الخضم
و انتفضت مذعورة في أسىً
و ارتعدت مرعوبة في ألم
فلم يكن يصدم أحلامها
إلا رؤى الموت وطيف العدم
وحدّقت في غير شيء وقد
حوّمت الأشباح في رأسها
ولا صور الوجود خلابة
تنبعث النشوة في نفسها
ولا رؤى الخيال رفّافة
تخدّر المحموم من هجسها
و دفق الليل كبحر طغى
فانحدرت تحت عباب المساء
تخبط في الدرب و قد غمغمت
شاخصة المقلة نحو السماء
يا مبدع الوجود ، لو صنته
من عبث الموت و طيش الفناء !.

******************

الصخرة
( فدوى طوقان )


أنظر هنا ،
الصخرة السوداء شدّت فوق صدري
بسلاسل القدر العتيّ
بسلاسل الزمن الغبيّ
انظر إليها كيف تطحن تحتها
ثمري وزهري
نحتت مع الأيام ذاتي
سحقت مع الدنيا حياتي
دعني فلن نقوى عليها
لن تفكّ قيود أسري
سأظل وحدي
في انطواء
ما دام سجّاني القضاء
دعني
سأبقى هكذا
لا نور
لا غد
لا رجاء
الصخرة السوداء ما من مهرب
ما من مفرّ
عبثاً أزحزح ثقلها عنّي
بنسياني لنفسي
كم خضت في
قلب الحياة
وضربت في
كل اتجاه
ألهو
أغني
في ينابيع الشباب
أعط كأسي
وأعبّ في نهمٍ شديد
حتى أغيب عن الوجود
دنيا المباهج كم خدعت
بحضنها ألمي وبؤسي
فهربت من
دنيا شعوري
ورقصت في
نزق الطيور
وأنا أقهقه في جنون ، ثم من
أعماق يأسي
يرتجّ في روحي نداء
ويظلّ يرعد في الخفاء :
لن تهربي
إني هنا
لن تهربي
ما من مفرّ
ويهبّ
طيف الصخرة السوداء
ممسوخ الصور
عبثاً أزحزحها
سدى أبغي الهروب
فلا مفر
كم جست في أرض الشقاء
أشتفّ إكسير العزاء
من شقوة السجناء أمثالي
ومن أسرى القدر
فولجت ما
بين الجموع
حيث المآسي
والدموع
حيث السياط تؤزّ . تهوي
فوق قطعان البشر
فوق الظهور العارية
فوق الرقاب العانية
حيث العبيد
مسخّرون
تدافعوا زمراً
زمر
من كلّ منسق غرق
بالدمع
بالدم
بالعرق
وبقيت التمس العزاء
من الشقاء
ولا مفرّ
فالصخرة السوداء
لعنه
ولدت معي
لتظلّ محنه
بكماء
تلحقني
يتابع ظلّها خطوات عمري
انظرهنا كيف استقرت
في عتوٍ
فوق صدري
دعني
فلن نقوى عليها
لن تفكّ قيود أسري
ستظلّ روحي
في انقفال
سأظل وحدي
في نضال
وحدي
مع الألم الكبير
مع الزمان
مع القدر
وحدي
وهذي الصخرة السوداء
تطحن
لا مفر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:39 am

العودة
( فدوى طوقان )


وأطلّ وجهك مشرقاً من خلف عام
عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام
عام ظللت أجرّه خلفي وأزحف في الظلام
وعواصف ثلجية تصطكّ حولي والطريق
كانت تضيق كأنها أمل يضيق
ويضيع في تيه القتام
عام طويل ظلّ يفصلنا به بحر صموت
بحر دجت أمواجه و تجمدت ، بحر تموت
فيه الحياة و تغرق الجلجات في برد السكوت
و أنا على شط الأصم
أنا و الفراغ و ليل وهمي
أصغي لعل صدى يمر
بي ، علّ شيئاً منك ، همس ، نبأة ،
شيئاً يمر
بي منك عبر مدى السكوت
لا شيء ، إلا وطأة ثقلت و صمتٌ مستمر
عام ، و دبت بعده بعده في البحر معجزة الحياة
لم أدر كيف ، هناك رفّت بغتة فوق المياه
و هفت حمامه
زرقاء ، في طهر السماء ، هفت إلي على غمامه
و طوت جناحيها وقرت في يديه
و رنت إليه
و تنفست دفئاً و عطراً
و شممت فيها منك شيئاً هاجني وجداً و ذكرى
فمضيت ألثم ريشها
و جعلت صدري عشها
و شعرت أنك عدت ، أنك في الطريق
و اجتاحني فرح الغريق
حضنته شطآن النجاة
و أطل وجهك من بعيد
حلواً يرف على وجودي
و رأيت أحزاني تموت على تعانق راحتينا
و أضاء في فمك ابتسام
البسمة الجذلى التي أحببتها منذ التقينا
عادت تضيء كأنها قلب النهار
و تصب في نفسي فيشربها دمي
و يعبها قلبي الظمي
و نسيت آلامي الكبار
و نسيت في فرح اللقاء عذاب عام
عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام

*******************


الفدائي و الأرض
( فدوى طوقان )


-1
أجلس كي أكتبَ,ماذا أكتب؟
ما جدوى القول؟
يا أهلي,يا بلدي,يا شعبي
ما أحقر أن أجلس كي أكتب
في هذا اليوم
هل أحمي أهلي بالكلمة؟
هل أنقذ بلدي با لكلمة؟
كل الكلمات اليوم
ملحُ لا يروق أو يزهر
في هذا الليل...
-2
في بهرة الذّهول و الضياع
أضاء قنديل ءالهيٌ حنايا قلبه
وشعّ في العينين وهج جمرتين
وأطبق المفكّرة
وهبّ,مازن ,الفتى الشّجاع
يحمل عبء حبّه
وكلّ همّ أرضه و شعبه
و كلّ أشتات المنى المبعثرة!!
* * *
-: ماضٍ أنا أماّه
ماضٍ مع الرفاق
لموعدي
راضٍ عن المصير
أحمله كصخرةٍ مشدودةٍ بعنقي
فمن هنا منطلقي
وكلّ ما لديّ,كل كلّ النبض
والحب والإيثار والعبادة
أبذله لأجلها,للأرض
مهراً,فما أعزّ منك يا
أماه إلا الأرض
-: يا ولدي!
يا كبدي!-:أماه موكب الفرح
لم يأت بعد
لكنّه لا بدّ أن يجيء
يحدو خطاه المجد
-: يا ولدي!
يا ......
-: لا تحزن إذا سقطت قبل -
موعد الوصول
فدربنا طويلة شقيّة
و دون موعد الوصول ترتمي على المدى
سواحل الليل الجهنمية
نعبرها على مشاعل الدماء
لكن لن يجيء بعدنا الفرح
لابدّ من مجيئه هذا الفرح
فيتساوى لأخذ و العطاء
- :يا و لدي
اذهب!
وحوّطته أمه بسورتي قرآن
اذهب!
وعوّذته باسم الله و الفرقان
كان مازن الفتى الأمير سيد الفرسان
كان مجدها وكبرياءها و كان
عطاءها الكبير للأوطان
* * *
في خيمة الليل
وفي رحابة العراء
قامت تصلّي
ورفعت إلى السماء وجهها
وكانت السماء
تطفح بالنجوم والألغاز
. . . . . . . . .
يا يوم أسلمته للحياة
عجينةًَ صغيرةً مطيّبة
بكل ما في أرضنا من طيب
يا يوم ألقمته ثديها الخصيب
و عانقت نشوتها
واكتشفت معنى وجودها
في درّة حليب
. . . . . . . .
. . . . . . .
(يا ولدي
يا كبدي
من أجل هذا اليوم
من أجله ولدتك
من أجله أرضعتك
من أجله منحتك
دمي و كلّ النبض
وكلّ ما يمكن أن تمنحه أمومة
يا ولدي,يا غرسةً كريمة
اقتلعت من أرضها الكريمة
اذهب,فما أعزّمنك يا
بنيّ الاّ الأرض
* * *
-3
((طوباس)) وراء الربوات
آذانٌ تتوتّر في الكلمات
وعيون هاجر منها النوم
الريح وراء حدود الصّمت
تلهث خلف النّفس الضائع
تركض في دائرة الموت!
. . . . . . . .
يا ألف هلا با لموت!
واحترق النجم الهاوي و مرق
عبر الربوات
برقاً مشتعل الصوت
زارعاً الإشعاع الحيّ على-
الربوات
في أرضٍ لن يقهرها الموت!
أبداًُ لن يقهرها الموت.

***************


القصيدة الأولى
( فدوى طوقان )


(( ... و سألها : اتحبينني ؟
و رنت اليه و لم تجب ))
لا ،لا تسلني ، لن أبوح به
سيظلّ حبك سرّ أغواري
أعطيه من ذاتي ، و امنحه
ما عشت عاطفتي و إيثاري
أسقيه من عطري ، أوّسده
صدري ، أناغيه بأشعاريٍٍٍٍٍٍٍٍ
لهواك كل مواسمي امتلأت
و سخت بفيض جنىً و أزهار
لهواك آفاقي مرصعّة
يزهو السّنا في صدرها العاري
لهواك هذا الليل أسهره
نشوى ، أبيح الليل أسراري
أمضي مع الذكرى فتحملني
بجناحها للّدرب ، للدار
و اضمّ أجفاني على حلم
متوهج الأنفاس ، معطار
ها أنت ، في عينيك عاصفة
تجتاحني ، و هبوب إعصار
ها أنت بحرٌ راح يأخذني
في موجتيه أخذ جبار
ها أنت ، ها أنا ،
قصة بدأت
مكتوبة في سفر أقداري
. . . . . .
لا ، لا تسلني ، لن أبوح به
سيظلّ حبك سرّ أسراري

*****************

القيود الغالية
( فدوى طوقان )


اضيق ، اضيق بأغلال حبي
فأمضي و تمضي معي ثورتي
أحاول تحطيم تلك القيود
و يمضي خيالي
فيخلق لي عنك قصة غدر
لكيما أبرز عنك انفصالي
و أقضيك عني بعيداً بعيد
لعلي أعانق حريتي
و أقطع ما بيننا
غير أني
أحس إذا ما انفصلنا
كأني
لُفظت وراء حدود الوجود
و يثقل قلبي
و تنقص روحي
و تصبح مبثورة رازجه
و أكره أهلي
و أكره نفسي
و تعرى الحياة و تمسي
قفاراً بغير جمال
بغير ظلال
و يصبح عيشي بغير مذاق
فلا طعم ، لا لون ، ولا رائحه
ويسألني عنك قلبي
ويصرخ في ألم في احتراق :
لماذا جننت فأقضيته؟
لماذا ؟
لماذا ؟
تراه يعود
وحين تعود
يعود الوجود
يمد ذراعين مفتوحتين
إليّ ، ويصبح قلبي خفيفاً
يغني كطير سعيدٍ
بنى عشه في ربى الجنة
وروحي التي بترت يا حبيبي
ترد بقيتها الضائعه
إليها ،
وتخضب حولي الحياه
وتبدو ملونة رائعه
وأمضي وتمضي معي فرحتي
أعانق فيك عبوديتي
وأحضن أحضن تلك القيود
حبيبي بما بيننا من عهود
بضحكة عينيك
إذا أنا ضقت بأغلال حبي
وثرت عليها وثرت عليك
فلا تعطني أنت حريتي
فقلبي قلب امرأة
من الشوق ... يعشق حتى الفناء
ويؤمن في حبه بالقيود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:44 am

الكوكب الأرضي
( فدوى طوقان )


هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ
***
لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
من شر خيار صعبْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع عن هذا الكوكبْ
كابوس الحربْ
أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أقصيه إلى أبعد كوكبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذا الكوكبْ
بصمات الفقرْ
وأحرّره من أسْر القهرْ
لو بيدي
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف في هذا الكوكبْ
أنهار الدمْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
لكن ما بيدي شيْء
إلاّ لكنْ

******************
اليقظة
( فدوى طوقان )


أيها الشرق ، أي نور جديد
لاح في عتمة الليالي السود
لف شمّ الجبال والسهل والحزن ، وهام الربى ورمل البيد
وإذا أنت يفتح النور عينك ، فتصحو على الضياء الوليد
وتمطيت من طويل خمودٍ ومسحت الجفون بعد هجود
وتطلعت في حماك ، حمى الأمجاد ، ربع العروبة الممدود
عجباً ! أين أين ما وطّدوه
من صروحٍ شمٍ وملك عتيد
وتلمست يا أبا الصيد فيه
أوجه الغرّ من بينك الصيد
الميا من بواقي ((المثنى))
و((المعنّى )) في فيلق ((ابن الوليد))
تتساقى الحتوف دون حماها
وتهزّ السيوف تحت البنود
وإذا أنت لا ترى غير عانٍ
وطليحٍ مجرّحٍ ، وشهيد
البنون البنون صرعى الرزايا
يا قلب الأبوّة المفؤود !
يا لها الله صرخةً منك دوّت
في شعاب وأغورٍ ونجودٍ
يا لها صرخةً أهابت فأحيت
عزماتٍ وطوّحت بقيود
نفخت في بنيك ، فانطلق العاني ، وهبّ الكابي ، وحيّ المودي
وتداعوا من ههنا وهنا ، وانتظموا تحت بندك المعقود
ما تراهم تسايلوا بين عينيك خفاقاً ، من قاهم ونجيد
نفروا نفرة الأبيّ وقد ضيم ، وهبّوا بعزمه المشدود
بعث الهامدون ، آمنت بالبعث ، بآيات يومه المشهود !
يا بني الشرق ، يمّن الله يوماً
قمتم فيه من هوان القعود
أتم الطيبون ، صيّابة العرب ، حماة الحمى ، بقايا الجدود
هو ذا العيد أقبل اليوم محدوّ اً بروح في بردتيه جديد
فيه شيء من اعتزاز قديم
عرفته له خوالي العهود
يوم لعرب مقعد في النجوم الزهر ، يزهو بركنه الموطود
في فؤاد القدس الجريح اهتزاز
لكم رغم جدّه المنكود
انثنى ، موجعاً على الجرح يشدو
ويحيّي أفراحكم في العيد
قام يزجي لكم عذارى القوافي
راقصاتٍ موقّعات النشيد
قدّس الشعر ، إنما الشعر أنّات شقيّ أو أغنيات سعيد!

**********************

اليه بعيداً
( فدوى طوقان )



غبت ؟ و لو غبت ، فما زال في
دمي عبير منك يرويني
يخصبني ، يملأ كوني غنى
يمنحني أجمل ما في الدنّى
الشعر ، و الحلم ، و دفء المنى
غبت فأيامي رؤى و انتظار
حلو على الرجاء يطويني
و حين يؤوي الليل أهل الهوى
أحضن أشواقي و أغفو على
ذكرى توافيني
ذكرى هنيهاتٍ ملاءٍ قصار
أحملها في سر تكويني
تعود لي ، تعود لي في غدٍ
و ترجع الدرب تناديني
فأصحب الشمس إلى موعدي
أصحبها و في دمي يقظةٌ
يبعثها الحب فتعطيني
تذوقّ الحياة ، حسّ الجمال
الوهج الضاحك فوق التلال
الخضرة الريا بحضن الجبال
روائح الأرض ، ارتعاشاتها
نكهتها ، ألوانها ، كلّ ما
في الدرب من جمال
ملّون الظلال
يعود لي ، يعود لي في غدٍ
إذ ترجع الدّرب تناديني

****************


بعد الكارثة
( فدوى طوقان )


يا وطني ، مالك يخني على
روحك معنى الموت ، معنى العدم
أمضّك الجرح الذي خانه
أسأته في المأزق المحتدم
جرحك ؛ ما أعمق أغواره
كم يتنزّى تحت ناب الألم
أين الألى استصرختم ضارعاً
تحسبهم ذراك والمعتصم
ما بالهم قد حال من دونهم
ودون مأساتك حسٌ أصم
قلبّت فيهم طرف مستنجد
فعزّك المندفع المقتحم . . .
واخلجتا ! حتّام أهواؤهم
تغرقهم في لجّها الملتطم!!
هم الأنانيون . . قد أغلقوا
قلوبهم دون البلاء الملم
لا روح يستنهض من عزمهم
لا نخوة تحفزهم ، لا همم !
أحنوا رقاب الذل ، يا ضعفهم
واستسلموا للقادر المحتكم
يا هذه الأقدار لا ترحمي
فرائس الضعف ، بقايا الرمم
بالمعول المحموم أهوي على
تلك الجذوع الناخرات الحطم
كوني أتياً عارماً واجرفي
كل ضعيف الروح ، واهي القدم
كوني كما شئت ، لظىً يغتلي
أو عاصفاً يقذف حمر الحمم
واكتسحي أنقاض هذا الحمى
من كل ركن خائرٍ . . منهدم
اكتسحيها وانفضي أمّتي ممّا
علاها من رماد القدم !
ستنجلي الغمرة يا موطني
ويمسح الفجر غواشي الظلم
والأمل الظامىء مهما ذوى
لسوف يروى بلهيب ودم
فالجوهر الكامن في أمتي
ما يأتلي يحمل معنى الضرم
هو الشباب الحر ، ذخر الحمى
اليقظ المستوفز المنتقم
غلّوا جناحيه وقالوا : انطلق
وشارف الأفق وجز بالقمم
واستنهضوه لاقتحام اللظى . .
والقيد ، ياللقيد ، يدمي القدم
لكن للثأر غداً هبّةً
جارفة الهول ، عصوفاً عمم
فالضربة الصماء قد ألهبت
في كل حرٍ جذوةً تضطرم
لن يقعد الأحرار عن ثأرهم
وفي دم الأحرار تغلي النقم !
مع لاجئة في العيد
أختاه ، هذا العيد رفّ سناه في روح الوجود
وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد
وأراك مابين الخيام قبعت تمثالا شقيا
متهالكاً ، يطوي وراء جموده ألماً عتيّا
يرنو الى اللاشيء . . منسرحاً مع الافق البعيد
أختاه ، مالك إن نظرت الى الجموع العابرين
ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفين . .
من كل راقصة الخطي كادت بنشوتها تطير
العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرور
أطرقت واجمة كأنك صورة الألم الدفين ؟
أختاه ، أيّ الذكريات طغت عليك بفيضها
وتدّفعت صوراً تثيرك في تلاحق نبضها
حتى طفا منها سحاب مظلم في مقلتيك
يهمي دموعاً أو مضت وترجرجت في وجنتيك
يا للدموع البيض ! ماذا خلف رعشة ومضها؟
أترى ذكرت مباهج الاعياد في (يافا) الجميلة ؟
أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفوله؟
اذ أنت كالحسون تنطلقين في زهوٍ غرير
والعقدة الحمراء قد رفّت على الرأس الصغير
والشعر منسدلٌ على الكتفين ، الجديلة ؟
إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيب
تتراكضين مع اللّدات بموكب فرح طروب
طوراً الى ارجوحة نصبت هناك على الرمال
طوراً الى ظل المغارس في كنوز البرتقال
والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوب ؟
واليوم ؛ ماذا اليوم غير الذكريات ونارها ؟
واليوم ، ماذا غير قصة بؤسكنّ وعارها
لا الدار دارٌ ، لا ، ولا كالأمس ، هذا العيد عيد
هل يعرف الأعياد أو أفراحها روحٌ طريد
عان ، تقلبّه الحياة على جحيم قفارها ؟
أختاه ، هذا العيد عيد المترفين الهانئين
عيد الألى بقصورهم وبروحهم متنعمين
عيد الألى لا العار حرّكهم ، ولا ذلّ المصير
فكأنهم جثث هناك بال حياة او شعور
أختاه ، لا تبكي ، فهذا العيد عيد الميّتين!

*********************

تشكّ بحبي
( فدوى طوقان )


تشكّ بحبي
وكنت مع الآخرين وحيده
بعيداً هناك
بعيداً بتلك الأقاصي البعيده
وزادي منك كتاب وصوره
تنام بصدري
وزادي منك زجاجة عطر
ينثّ بأعماق روحي عبيره
ويبعث حولي هناك
روائح دنيا هواك
وحين رجعت إليك
رجعت بكل تعطّش قلبي
لأنشر ظلّي عليك
لأعطيك حبّي
وكانت بعينيك نظرة عتب
وشكّ وريب
وقلت : نسيت هواي
عرفت هناك سواي
تمرّ دهور ولا تكتبين
ولا تسألين
ألا تعرفين
جنوني وكيف يثار
وكيف أغار
وغيرة حبي دمار ونار
ألا تعرفين ؟
تشكّ بحبي ؟
لأني حجبت رسائل قلبيى
كأنك تجهل أسباب صمتي
تغار ؟ أحبّ أحبّ تغار
ولكن لماذا ، لماذا تغار
أنت الحياه
وتعرف أنك أنت الحياه
وأنك لي منتهى مأملي
وأن اسمك الحلو ما يأتلي
يرفّ صداه
على شفتي تمتمات عباده
وهمس صلاه
وفيض سعاده
يفيض على حاضري موجها
ويغمر مستقبلي
وها أنا بين يديك
بكل حنيني إليك
بكل تعطّش قلبي
وترتاب بعد بحبي ؟!

*****************

تلك القصيدة
( فدوى طوقان )


(( الا ليتني يا هواي الحبيب
عرفتك من قبل تلك القصيدة ))
و تحضن ديوان شعري يداك
و تقرأ لي من قصيدة حب
كتبت سخافاتها في سواك
و ما كان حباً ، و لكنه
حماقة شيء توّهمه
و حين انجلى الوهم أبغضته
و أبغضت تلك القصيدة
و أنت تظلّ تؤكد لي أن
أجمل شعري تلك القصيدة
فألعن نفسي
و ألعن طيشي القديم
و غلطة امس
و ألعن تلك القصيدة
و أمضي أتفه أبياتها
و أكشف زيف انفعالتها
و ألوانها الباهتات البليده
و لكن سدى
و تظل تعيد
و تقرأ لي أنت القصيدة
و في منتهى حنقي يا حبيبي
و فورة غيظي أهب اليك
و أسعى لديوان شعري
فأنزعه من يديك
أهم بتمزيق تلك القصيدة
أودّ لو أن القصيدة تمسي
هباءً ذرته اكف الرياح
أود لو أن القصيدة شيء
يموت و يطمر في قاع رمس
و تضحك من حنقي يا حبيبي
و ثورة نفسي
و تمضي بمكر لذيذ بريء
تؤكد لي ان أجمل شعري
و ألطف شعري تلك القصيدة
و ترونو اليّ ، و أرنو إليك
و في ندمي ، ندمي و انخذالي
أروح أغمغم بين يديك :
الا ليتني يا هواي الحبيب
عرفتك من قبل تلك القصيد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:49 am

تهويمة صوفية
( فدوى طوقان )


أي لحن مسلسل رقراق
راح ينساب في مدى الآفاق
أيقظ الكون حين منبثق الفجر على غمرةٍ من الأشواق
وإذا الحب ملء هذا الوجود الرحب يسري في روعة وانطلاق
وإذا الكائنات يغرقها الوجد الإلهيّ في سنى الاشراق !
السموات من حنين ووجدٍ
خاشعات خلف الغيوم الرقاق
والجبال الشّماء تشخص نحو الله سكرى في ذهلة المشتاق
وندى الفجر في الرياض الحوالي
أدمع الشوق رقرقت في المآقي
كلّ ما في الوجود من روعة اسم الله في نشوةٍ وفي استغراق !
أي لحن مخلّد سرمديّ
من لحون الآزال و الآباد
أي لحن قد صيّر الكون أغرودة حب رخيمة الإنشاد
يا لهذا النشيد تنطلق الأرواح فيه من ربقة الأجساد
يا لهذا النشيد أوغل في أعماق ذاتي محطّماً أصفادي
يا لقيدي الارضيّ يسحقه اللحن ويذروه حفنةً من رماد
وإذا الروح في تجرده يسمو مشعّاً كالكوكب الوقّاد
عانق اللحن مصعداً وتوارى يتخطى شواسع الأبعاد
غارقاً في صفائه ، قد تغشّته غواشي غيبوبةٍ وامتداد
كلّما رنّ في السكون صدى تسبيحة الله رائع الترديد
و سرت في الأثير الطهر و أوغلن في الفضاء البعيد
أهطعت أنفس و ذابت قلوب
يزهيها الفناء في المبعود !
و تسامىالشعور يلهب فيها
خلجات الأيمان و التمجيد
يا لهذا الصفاء ..يا لتجّلي الله .. يا روعة الجلال الفريد!
لكأني بالكون يهتف : يا رب ، و يمضي مستغرقاً في الشرود
لكأني أحسّ و شك اتصالي .. لكأني أشم عطر الخلود!
أنا يا رب ّ قطرة منك تاهت
فوق أرض الشقاء و التنكيد
فمتى أهتدي الىمنبعي الأسمى و أفنى في فيضه المنشود
ضاق روحي بالأرض ،بالأسر ،بالقيد ،فحرر روحي و فك قيودي
ضمني ، ضمني ،فقد طال انفصالي ،و طال بي تشريدي

************************



حتى أكون معه
( فدوى طوقان )


يفتح قلب الربيع
بمنحدرات السفوح وفوق نهود التلال
ويهمي السنى ويموج
على ضحكات المروج
يعانق فيها العبير ويحضن الظلال
وتمضي جموع الحساسين في وثبات الفرح
تغني وتنفض جذلى جناح قوس قزح
وترسل ملء الفضاء
نداءً وراء نداء
إلى شرب خمر الحياة ، إلى عبّ خمر المرح
وأصد قلبي أنا
كراهبة ناسكه
وأبقى بديري هنا
وراء الدنى الضاحكه
إلى أن تدقّ يداه
على عزلتي المغلقه
إلى أن يهلّ سناه
على روحي المرهقه
فإني على موعد
ولن ، لن ألبي النداء
نداء انتفاض الحياه
نداء جمال الوجود حتى أكون معه
وإن كنت وحدي هنا
بأمسية باردة
و قد حال ما بيننا
مدى ، بل و ألف مدى
و أسفر وجه الردى
بعين له جامده
و أشرع نحوي يدا
بمنجله الأعقف
فسوف أصيح به
بملء كياني :
قفِ !
تراجع و لا تقرب
سدى ما تروم سدى
فإني على موعد
و لن ينطفي كوكبي
و لن تحتويني يداك حتى أكون معه

************************

حلم الذكرى
( فدوى طوقان )


إلى روح شقيقي إبراهيم
أخي ، يا أحب نداء يرفّ
على شفتيّ مثقلاً بالحنان
أخي ، لك نجواي مهما ارتطمت
بقيد المكان وقيد الزمان
أحقاً يحول الردى بيننا
ويفصلني عنك سجن كياني
فمالي إذا ما ذكرتك أشعر
إنك حولي بكل مكان
أحسّ وجودك أؤمن أنك
تسمع صوتي هنا وتراني
وكم طائف منك طاف بروحي
إذا ما الكرى لفّني واحتواني
أخي ، أمس والليل يعمق غورا
ويحضن قلب الوجود الكبير
وذكراك تعمر أقطار نفسي
وتملأ قلبي بفيض غمير
تفلّت بين انعتاق الرؤى
خيالك في غفوة من شعوري
تحدّر من فاشرت الخلود
على هودج من غمام وثير
وقوس السحاب على الأفق تحتك
تطويه معبر لون ونور
كأن يد الله مدّته درباً
إلى الخلد بين حقول الأثير
أخي ! وهتفت بها واندفعت
إليك بكل حناني وحبي
أخي ! غير أنك رحت تصوّب
عينيك نحو المدى المشرئبّ
وكنت حزيناً وكانت على
جبينك مسحة غمّ وكرب
وجرح عتيق بجنبك يدمى
شعرت به يتنزّى بجنبي
وأرسلت عينيّ حيث رنوت
وقد دبّ ثقل خقيّ بقلبي
خلال دخان علا واستدار
رأيت الحمى خربةً ماحله
على العتبات تدبّ هوام
وتعبر قافلة قافلة
وبين الزوايا عناكب تحبو
وتمعن في زحفها واغلة
وأبصرت أشلاء قومي هنا
وهناك على طرق السابلة
عيون مفقّأة بعثرت
على الأرض حباتها السائله
وأيدٍ مقطّعة ووجوه
غزا الترب ألوانها الحائلة
وكان هناك وراء الدخان
قطيع تشتت في كل بيد
قطيع وديع . . . بقية قومي
فهذا شريد وهذا طريد
تظللهم في العراء الخيام
وقد أخلدوا في هدوء بليد
براكين خامدة لا تفور
استحال اللظى في حشاها جليد
قصارى مطامحهم لقمة
مغمّسة بهوان العبيد
تجود بها كفّ جلادهم
لتخديرهم كل صبح جديد
وأرجعت نحوك طرفأً ثقيلاً
وفي شفتيّ سؤال كئيب :
(( أخي أرأيت القضية كيف
انتهت ، أرأيت المصير الرهيب
أتذكر إذ أنت ترسل شعرك
يطوي الحمى عاصفاً من لهيب
تحذّرهم من هوان المآل
كأنك تقرأ لوح الغيوب ))
ولكن طيفك كان يغيب
وراء المدى صامتاً لا يجيب
وجرحك يقطر أزكى دماء
همت في حواشي غمام خضيب
وراحت تعانق جرح الحمى
حمانا المسمّر فوق الصليب

********************


حياة
( فدوى طوقان )


حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر، وعود
حياتي ، حياتي أسىً كلهّا
اذا ما تلاشى غداً ظلّها
سيبقى على الأرض منه صدى
يردد صوتي هنا منشداً :
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر ، وعود
بليل الشجون
وعمق السكون
تمر أمامي كحلم سرى
طيوف أحبّاي تحت الثرى
فتزعج ناري خلف الرماد
ويغرق سيل الدموع وسادي
دموع الحنين
الى راحلين
مضوا وطواهم ظلام اللحود
بقلبي اليتيم
تنادي كلومي
أطلّ بروحك يا والدي
لتنظر من أفقك الخالد
فموتك ذلٌ لنا أيّ ذلّ
ونحن هنا بين أفعى وصل
ونفث سموم
وكيد خصوم
بدنيا العقوق ، بدنيا الجحود
ويبدو خيال
بغفو الليالي
خيال أبي شقّ حجب الغيوب
بعينيه ظلّ شعورٍ كئيب
أراه فتهم له أدمعي
ويحنو علي ويبكي معي
وأدعو : تعال
رحيلك طال
بمن نستظل وانت بعيد!
وفي ليل سهدي
يحرّك وجدي
اخٌ كان نبع حنانٍ وحبّ
وكان الضياء لعيني وقلبي
وهبّت رياح الردى العاتية
واطفأت الشعلة الغالية
وأصبحت وحدي
ولا نور يهدي
ألجلج حيري بهذا الوجود
وهذا شبابي
أمان كوابي
شباب سقاه الأسى ورواه
اذا ما دعته إليها الحياه
وأشواقها ، شدّه ألف غلّ
وطوّقه ألف طوق مذلّ
شباب عذاب
رهين اغتراب
يضيع شذاه بأسر القيود :
واطرق رأسي
بوحشة يأسي
وفي الروح تصخب أشواقها
وفي النفس ترعد آفاقها
وأفزع للشعر سلوة روحي
أصور أشواق عمر ذبيح . .
فيهدأ حسي
وتخشع نفسي
وتسكن لهفة روحي الشريد
وأجذب عودي
لقلبي الوحيد
فتخفق أوتاره باللحون
تهدهد قلبي وتجلو شجوني
بفنّي وشعري والحان عودي
أصارع آلام عمر شهيد
وهذا نشيدي
نشيد وجودي
سيبقى ورائي صداه يعيد :
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر ، وعود!

*********************

خريف ومساء
( فدوى طوقان )


ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف
عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف
تعس الإعصار ، كم جار على اشراقها
جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها
عريت ، لا زهر ، لا أفياء ، لا همس حفيف
*
ها هي الريح مضت تحسر عن وجه الشتاءِ
وعروق النور آلت لضمورٍ وانطفاء !
الفضاء الخالد اربدَ وغشَاه السحابُ
وبنفسي ، مثله ، يجثم غيم وضباب
وظلالٌ عكستها فيَ أشباح المساء !
*
وأنا في شرفتي ، أصغي الى اللحن الأخير
وقَعته في وداع النور أجواق الطيور
فيثير اللحن في نفسي غمَا واكتئابا
ويشيع اللحن في روحي ارتباكا واضطرابا
أي أصداء له تصدم أغوار شعوري !
*
الخريف الجهم ، والريح ، وأشجان الغروب
ووداع الطير للنور وللروض الكئيب
كلها تمثل في نفسي رمزاً لانتهائي !
رمز عمرٍ يتهاوى غاربا نحو الفناء
فترةً ، ثم تلفّ العمر ، أستار المغيب
*
سيعود الروض للنضرة والخصب السّريّ
سيعود النور رفّافاً مع الفجر الطّريّ
غير أني حينما أذوي وتذوي زهراتي
غير أني حينما يخبو غداً نور حياتي
كيف بعثي من ذبولي وانطفائي الأبديّ ؟!
*
آه يا موت ! ترى ما أنت ؟ قاس أم حنون
أبشوش أنت أم جهمٌ ؟ وفيٌّ أم خؤون ؟!
يا ترى من أي آفاق ستنقضّ عليّه؟
يا ترى ما كنه كأسٍ سوف تزجيها !!
قل ، أبن ، ما لونها ؟ ما طعمها ؟ كيف تكون ؟
*
ذاك جسمي تأكل الأيم منه والليّالي
وغداً تلقى الى القبر بقاياه الغوالي
وي ! كأني ألمح الدود وقد غشّى رفاتي
ساعياً فوق حطام كان يوما بعض ذاتي
عائثاً في الهيكل الناخر ، يا تعس مآلي !
*
كلّه يأكل ، لا يشبع ، من جسمي المذاب
من جفوني ، من شغافي ، من عروقي ، من غهابي
وأنا في ضجعتي الكبرى ، وحضن الارض مهدي
لا شعورٌ ، لا انفعالات ، ولا نبضات وجد
جثّة تنحل في صمتٍ ، لتنفى في التراب
*
ليت شعري ، ما مصير الروح ، والجسم هباء ؟!
أتراها سوف تبلى ويلاشيها الفناء ؟
أم تراها سوف تنجو من دياجير العدم . .
حيث تمضي حرّةً خالدةً عبر السُدم . .
ساط النور مرغاها ، ومأواها السماء ؟!
*
عجباً ، ما قصة البعث وما لغز الخلود ؟
هل تعود الروح للجسم الملقّى في اللحود ؟
ذلك الجسم الذي كان لها يوما حجابا !
ذلك الجسم الذي في الأرض قد حال ترابا !
أو تهوى الروح بعد العتق عودا للقيود ؟!
*
حيرةٌ حائرةٌ كم خالطت ظنّي وهجسي
عكست ألوانها السود على فكري وحسّي
كم تطلعت ؛ وكم ساءلت : من أين ابتدائي؟
ولكم ناديت بالغيب : الى أين انتهائي؟
قلقٌ شوَش في نفسي طمأنينة نفسي!

**********************
دوامة الغبار
( فدوى طوقان )


عامٌ قريب
كانت حياتي قبله
شبحاً يدب على جديب
متعثراً بالصخر ، بالأشواك
بالقدر الرهيب
حتى رآك
روحي تهل على كآبته
فتترعه يداك
فرحاً و اشعاعاً غريب
عامٌ قصير
سرنا معاً فيه على دربي الوعير
جنباً الى جنب ، و ملء عيوننا
دفء الشعور
و العاطفة
و إذا الحياة على صدى
خطواتنا المتآلفة
خضراء تورق في الصخور
عام و مر
و دجا غبارٌ حولنا
هاجت به ريح القدر
و تلمستك يدي و في عيني ليل معتكر
و ارتاع قلبي
رجعت إلي يدي ميبّسة الدماء
بثلج رعبي لا صوت منك و لا أثر
و وقفت وحدي
في وحشة التوهان . في يتم الغريب
وقفت وحدي
تصطك روحي في فراغ الدرب من ذعر و برد
و على فمي
إشراقةٌ ماتت . و في قلبي
تنبؤ ملهم
أني سأبقى العمر وحدي
لا تبعد
و بعثتها من غور يأسي
في الفضاء المربد
و بقيت أهتف من قرارة وحشتي :
تبعد
نا خائفة
لمبي الوحيد يحسّ ، يسمع
مدمات العاصفة
ملف الفراغ الأسود
أمسك يدي
سر بي ، غبار الأرض منعقدٌ على دنيا غدي
يعمي خطاي المجفلات على طريقي الموصد
هذا الغبار
دوّامة دارت بها حولي
أعاصير القفار
تلوي بعمري المجهد
كيف الهروب
و العاصف الجبار يسقي الدرب وحشي الهبوب
شرس الجناح يسوط أقدامي
على القفر الرهيب
و الهاوية
تصغي على البعد القريب
إلى صدى أقداميه
بين التواءات الدروب
لا تبعد !
و بقيت اصرخ من قرارة وحشتي :
لا تبعد !
فتبدّد الريح النداء مع الصدى المتدّد
و بقيت وحدي
حيري ، أدور ، أصارع الدوامة الهوجاء
وحدي
عبر الطريق الموصد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 12:55 am

رجاءً لا تمُتْ
( فدوى طوقان )


يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ
أو فخُذْ روحي معك
ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما
يوجع قلبك
لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه
صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك
يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ
نقطةُ الضوءِ بعمري أنت
نبراسي المضيء
ابْقَ لي أرجوك
ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى
وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري
وّجَت آخرَ عمري
حلمٌ
حلمتُ...
رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها
تموت واحدة بعد أخرى
حزنتُ... وقمت إليها
ألملمها جثثًا ورفاتْ
بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ
وسلّمتها لمهب الرياحْ
رجعت بخفي حنينْ
بكفين فارغتين
وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ
وذكرى
بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه
ويضئُ الشموع
لذكرى قصائد ماتتْ
وليس لها من رجوعْ

***********************
رقية
( فدوى طوقان )


من صور النكبة
تدلّت عن الأفق أمّ الضياء
ملفّعة باصفرارٍ كئيب
وقد لملمت عن صدور الهضاب
وهام التلال ذيول الغروب
وجرّت خطاها رويداً رويداً
وأومت إلى شرفات المغيب
فأطبقن دون رحاب الوجود
وأغرقنه في الظلام الرهيب
وغشّى الدجى مهجاتٍ نبضن
بشوق الحياة ، بوهج اللهيب
وأخرى تلاعب ثلج السنين
بها فخبت في حنايا الجنوب
وأوغل في حاليات القصور
وأوغل في كل كوخ سليب
فمدّ الجناح على بسمات الشفاه ، وفوق جراح القلوب
وضمّ السعيد بأحلامه ، وضمّ أخا البؤس نضو الكروب
وفي وحشة الليل ، ليل المواجع ،ليل المواجد ، ليل الهموم
وللريح ولولة في الشعاب
وللرعد جلجلة في الغيوم
وللبرق خفق توالى دراكاً
يشق حجاب الظلام البهيم
بدا ( جبل النار ) ترب الخلود
له روعة الأزليّ القديم
تعالى أشمّ أمام السماء
تجاذب منها حواشي الأديم
كأنّ ذراه رفعن هناك ،
على الأفق ، متكأ للنجوم
وكان وراء غواشي الدجى
رهيب السكون عميق الوجوم
تحسّ به رجفة الكبرياء الجريحة والعنفوان الكليم
وفي قلبه النار مكبوتة الزفير ، فيا للّهيب الكظيم !!
هنالك ، في سفح البطولات ، والمجد ، والوثبات الكبر. !
هنالك ؛ تحت الضباب المسفّ ، والأرض غرقى بدفق المطر
كأن الرحاب العلى بعيون السحائب تبكي شقاء البشر. .
هنالك ضمّ (رقيّة) كهف
رغيب عميق كجرح القدر
تدور به لفحات الصقيع
فيوشك يصطكّ حتى الصخر
وتجمد حتى عروق الحياة
ويطفأ فيها الدم المستعر
(رقية) يا قصة من مآسي الحمى سطّرتها أكفّ الغير
ويا صورةً من رسوم التشرد ، الذل ، والصدعات الأخر
طغى القرّ ، فانطرحت هيكلاً
شقيً الظلال ، شقي الصور !!
تعلّق شيء كفرخٍ مهيضٍ
على صدرها الواهن المرتعد
وقد وسّدت رأسه ساعداً
وشدّت بآخر حول الجسد
ولو قدرت أودعته حنايا الضلوع ، وضمّت عليه الكبد !
عساها تقيه بدفء الحنان
ضراوة ذاك المساء الصّرد
وعانقها هو يصغي الى
تلاحق أنفاسها المطّرد
وكانت خلال الدجى مقلتاه
كنجمتين ضاءا بصدر الجلد
تشعان في قلبها المدلهم
فيوشك في جنبها يتّقد
وغمغم : أمّ؛ وراحت يداه
تعثيان ما بين نحرٍ وخد
فأهوت على الطفل تشتمّ فيه
روائح فردوسها المفتقد
وفي مثل تهوية الحالمين
وغيبوبة الانفس الصافية
أطّلت على أفق الذكريات
وفي عمقها لهفة ظاميه
تعانق بالروح طيف الديار
وتلثم تربتها الزاكية . .
وأفياءها الدافئات وتلك الدهاليز في الروضة الحالية
وإلف الحياة يشيع الحياة
بأجواء جنّتها الهانيه
فيا دار ما فعلته الليالي
بأشيائك الحلوه الغالية
وربّك ، كيف تهاوت به
يد البغي والقوة الجانيه؟
ومرّ على قلبها طيف يومٍ
دجى الضحى ، عاصف مربد
وقد نفرت في جموع الإباء
نسور الحمى للحمى تفتدي
دعاها نفير العلى والجهاد
فهبّت خفاقاً الى الموعد
تذود عن الشرف المستباح
وتدفع عنه يد المعتدي
وتقتحم الهول مستحكماً
وتسخر باللهب الموقد
فتنقضّ مثل القضاء المتاح
وتهبط كالأجل المرصد
وليست تبالي وجوه الردى
كوالح في الموقف الأربد
فيا للحمى ، كم حميّ أبيّ
تجدّل فيه ، وكم أصيد
أباجوا له المهج الغايات
وأسقوا ثراه دم الأكبد
وطالعها في رؤى الذكريات
فتاها ، نجيّ العلى والطماح
إباء الرجولة في بردتيه
وزهو البطولة ملء الوشاح
يشدّ على الغاضب المستبد ويضرب دون الحمى المستباح
ويلقي عراك المنايا وجاهاً
ويكسح الهول أي اكتساح
وتعرف منه الوغى كاسراً
قوى الجناح ، عنيد الجماح
يخط على صفحات الجهاد
سطور الفدى بدماء الجراح
نبيل الكفاح اذا الخصم راغ
ومن شرف الحرب نبل الكفاح
فيا من رأى النسر تجتاحه
وتلوي به بفتات الرياح
تهاوى صريعاً وأرخى على
حطام أمانيه ريش الجناح !
وفاضت لواعجها ، لا أنيناً
جريحاً ، ولا عبرة زافره
ولكن زعافاً من الحقد والبغض والضغن والنقم الغامره ؟
متى يشتفي الثأر ؟ يا للضحايا
أ تهدر تلك الدماء الطاهره
ويا للحمى ! من يجيب النداء
نداء جراحاته النافره
وقد أغمد السيف ، لا ردّ حقاً
ولا أطفأ الغلة الساعره !.
تململ في حضنها فرخها
فضمّته محمومةً ثائره . .
ومالت عليه وفي صدرها
مشاعر وحشيةٌ هادرة . .
لترضعه من لظى حقدها
ونار ضغائنها الفائره . .
وتسكب من سمّ خلجاتها
بأعماقه دفقةً زاخره !.
هنا جبل (النار) كان يطوّف
حلم بأجفانه الساهره
تغاديه فيه طيوف نسورٍ
تغلّ بأفق العلى طائره
مخالبها راعفات . . وملء
جوانحها نشوة ظافره
وبرد التشفي بثاراتها
وراء مناسرها الكاسره!

*********************
ساعة في الجزيرة
( فدوى طوقان )


بعيدان نحن هنا في الجزيره
بحضن الظهيره
ونافورة الماء تنثر فضّه
هنا يا رفيق حياتي أنا
وأنت أمامي ، أمامي هنا
وهذا المكان
يلفّ الغرام سماه وأرضه
وهذا الأمان
وهذا الرضى ، كل هذا لنا
هنا نحن ، هذي يدي في يديك
ونار الحياه
تدبّ وتسرب منك إليّ
ومنّي إليك
هنا نحن بعد الطواف البعيد
معاً نستريح ،
معاً نستزيد
هوانا الجديد
هوانا الوليد
وشمس الشتاء
حنون الضياء
تضمّ كلينا
وتحنو علينا
وتقضي إلينا
بسرٍ جديد
لذيذ ، نخبّئه في دمانا
فيذكي هوانا
ويربطنا بشعور سعيد
سيأتي الغد
ويتلوه ما بعده
ويجيء سواه
وآخر يتبع آخر
ويعبر عام
وعام
وآخر
غداً تتبدل أحلامنا
غداً تتحول أيامنا
غداً نتغيّر. .
فلا أنت من بعد أنت
ولا أنا ما كنت قبل ،
غداً نتغيّر
وقد أنتهي
بنفسك يوماً فلا من أثر
بنفسك منّي ولا من صور
كأن لم أكن عالماً تزدهي
بكونك تملك آفاقه
بكونك تلهب أشواقه
وقد تنتهي
بنفسي ،
بلى ، أنت قد تنتهي
بنفسي
وتمسي
بقايا هشيم ذرتها الرياح
بكل مهبّ
فيفرغ قلبي
ويصبح حبي
رفاتاً بقبر الزمان اندثر
وقد يا رفيق حياتي أموت أنا
أو تموت ، وأبقى أنا
لأصبح ظلاً لماضٍ طواه
زمان يدور ويطوي الحياة
وقد يا رفيق حياتي وقد
ومهما توالى ،
ومهما استجدّ
فساعتنا هذه في الجزيرة
بحضن الظهيرة
ستبقى تعيش بروحي دقيقة
وراء دقيقة
وتحيا كروحي بقلب الأبد

************************

سموّ
( فدوى طوقان )


أحبّك للفنّ ، يسمو هواك بنفسي نحو الرحاب العلى
فيدني إليها معاني السماء ، وينأى بها عن معاني الثرى
سموت بقلبي وروحي فراحا يفيضان بالشعر شعر الهوى
ونضّرت عيشي ، فأمسى غضيراً ترف عليه زهور المنى
ورفرف في القلب حلم سعيد جميل الخيالات حلو الرؤى
وقد كنت في وحشة لا أرى لي أليفاً يبدّد عنّي الأسى
فلا النفس يسعدها فيض حب ، ولا القلب يسطع فيه السنى
الى ان تجليت روحاً مشعاً كنجم تلألأ لأبن السّرى
فضوّ أت أيامي الحالكات وأفغمتها بذكيّ الشذى
وأحييت نفسي بأسمى هوى هو الخلد أو نفحات السما
وأرويت روحي بصوب الحنان كالروض أرواه صوب الحيا.
ومن عجب أنني لا أراك ولكن أحسك روحاً هفا
يحن إليّ ويحنو عليّ وينساب حولي هنا أو هنا
إذا ما صحوت ، اذا ما غفوت ، اذا ضجّ يومي وليلي سجا
رقيقاً شفيفا كنور الصباح زكياً نقياً كقطر الندى
فيا أيها الروح ، ما أنت ؟ قل لي ، أأنت من الله روح الرضى ؟
وهل أنت ظلّ الأمان الظليل دنا ليّ من سدرة المنتهى ؟
ترى شعّ نور الإله بنفسي ليجلو الطريق ويهدي الخطى ؟
وهل للملائك الحان حبٍ فأنت بقلبي رجع الصدى ؟
فإني أحسّك روح الرضى وظلّ الأمان ونور الهدى
وأصغي لدقّات قلبي لحناً طهوراً بعيد المدى
يوقعه حبك المستفيض فيذهلني وقعه المشتهى
وتغمرني سكرات التجلي كأن الإله لعيني بدا ! . .
أخالك صورة حبس كبير
جلاها لعيني وحي السما
تهيئ روحي لصوفيّةٍ
وتنفض عنها غبار الثرى

**************************

على القبر
( فدوى طوقان )


(( الى روح ابراهيم))
آه يا قبر ، هنا كم طاف روحي
هائماً حولك كالطير الذبيح
أو ما أبصرته دامي الجروح
يتنزّى فرط تبريحٍ ويأس
مرهقاً مما يعنّيه الحنين
وهنا يا قبره أشوق نفسي
يا لأشواق على تربك حبس
وهنا قبلة أحلامي وهجسي
قرّبتني الدار ، أو طال نزوحي
فخيالي بك رهنٌ كل حين
إن نأى بي البعد ردّتني اليك
لاعجات ما تني وجداً عليك
لست تدري أي دنيا في يديك
من حنان وبشاشاتٍ وأنسٍ
يا قلبي ! أصبحت في الهامدين
آه يا قبراً له إشعاع نور
لا أرى أجمل منه في القبور !
فيك دنياي ، وفي قلبي الكبير
مأتم ما انفكّ مذ بات لديك
قائماً يأخذ منه بالوتين
وإذا ينزف دمع المقل
يجهش القلب أسىً ما يأتلي
نادباً عندك أغلى أمل
باكياً فيك نصيري وظهيري
ساكباً من ذوبه غير ضنين
أوحش السامر من ذاك السمير
غير أصداء فؤادٍ وشعور
نغم أفعم أمواج الأثير
بالاماني والهوى والغزل
وترامى بين أحضان السنين
زهرة عطّرت الدنيا بنشر
ثم مالت بين أحلام وشعر
وذوت عن عمر للزهر نضر
هكذا تنفذ أعمار الزهور
و الشذا باقٍ بروح العابرين
كلما أشرق في الليل القمر
مترعاً بالنور أعصاب الزهر
أظلمت نفسي و هاجتني الذكر
كيف غيّبتك في ظلمة قبر
كيف أسلمتك للترب المهين
وإذا ران على الدنيا هجود
وغفا فيها شقيٌّ وسعيد
لم يزل يهتف بي صوتٌ بعيد
من وراء الغيب وافى وظهر
ومضى يهمس همس العاتبين
عتبه أخذي بأسباب البقاء
أتملّى من وجودٍ وضياء
وعديل الروح في وادي الفناء
السّنى ضنّ عليه والوجود
فهو بالحرمان لم يبرح رهين
أيها الهاتف من خلف الغيوب
ما ترى نبع حياتي في نضوب ؟
لم أزل أضرب في عيش جديب
موحشٍ كالقفر ، موصول الشقاء
منذ أمسى نجمه في الآفلين
أين إبراهيم مني ، أين أين؟!
حبة القلب ونور الناظرين
أنا من عيشٍ وموت بين بين
فلعل الحين موفٍ عن قريب
يمسح الجرح والآم الحنين

************************


في محراب الأشواق
( فدوى طوقان )


هذا مكانك ، ههنا محراب أشواقي وحبّي
كم جئته والدمع ، دمع الشوق مختلج بهدبي
كم جئته والذكريات تفيض من روحي وقلبي
يمددن حولي ظلهن ، وينتفضن بكل درب
هذا مكانك ، كم أتيت الى مكانك موهنا
تمضي بي الساعات لا أدري بها ، وأنا هنا
روح أصاخ لهتفة الذكرى ، وللماضي رنا
يتنسم الجوّ الحبيب ، ويستعيد رؤى المنى
هذا مكانك ، مثل روحي ، فيه إحساس كئيب
متحسرٌ . . يصبو الى الماضي ، الى الامس الحبيب
متسائل عن شاعرين ، هواهما حلم غريب
كم رنّحا بالشعر جوّهما ، ففاض جوى مهيب
هذا مكانك ، أين أنت ؟ وأين أطياف الفنون ؟!
المقعد الخالي يحنّ إليك مرفقه الحنون . .
أسوان ، يرمقني وقد أهويت أنشج في سكون
ومواجدي ملهوفة الثيران ، تهدر في جنون ؟
ذنبي الذي قد هاج ثورة قلبك المرتفع
كَِفَرت عنه بأدمعي ، بتنهدي بتوجعي
كفرت عنه بما ترى من ذلتي و تخشعي
و يخفض قمة كبريائي الشامخ المتمنع !
ذنبي ؟ و ما ذنبي ألا ويلاه من ظلم القيود !
ما حيلتي و الغل في عنقي على حبل الوريد
أواه ؛ حتى انت لم تنصف قلبي الشهيد؟!
أواه؛ حتى أنت تضلمني مع القدر العنيد؟!
قلبي يئن، يلوب في ألم ، يسائل في شرود:
لم لا يعود ؟ فلا يجيب سوى صدى : (لم لا يعود )
و أروح ، في شفتي أشعار، و في كفي عود
و أععاتب الأيام ..و الزمن المفّرق ..و الوجود !..
لم لا تعود ؟ أنا هنا وحدي بهيكل ذكرياتي
وحدي ، و لكني أحسّك في دمي ، في عاطفاتي
أصغي لصوتك ، للصدى المنغوم في أغوار ذاتي
و أراك من حولي ، و في ّ ،و ملء آفاق الحياة !.

*************************

في مصر
( فدوى طوقان )


يا مصر ، حلم ساحر الألوان ، رافق كل عمري
كم داعبت روحي رؤاه فرفّ روحي خلف صدري
حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر
أن اجتلي هذا الحمى . . . واضمه قلباً وعين. .
واليوم ، في حلم أنا ، أم يقظةٍ ، أم بين بين !؟
صدحت بقلبي إذ وطئت ثراك أنغامٌ سواحر
فكأنما في قلبي المأخوذ غنّى الف طائر
وغرقت في أمواج إحساسٍ بعيد الغور فائر
أأنا هنا ؟ في مصر ، في الوادي النبيل ؟!
أأنا هنا في النيل ، في الأهرام ، في ظل النخيل ؟!
وتلفتت عيناي في دهشٍ ، وفي لهف غريب . .
ماذا ؟ هنا الدنيا الخلوب تثير أهواء القلوب . .
ماذا ؟ هنا نار الحياة تؤجّ صارخة اللهيب . .
في كل مجلىً فتنةٌ رقصت ، وسحرٌ مدّ ظلّه
ماذا ؟ أمصرٌ أم رؤى أسطورةٍ من ألف ليله!؟
كيف اتجهت تجاوبٌ وصدىً لموسيقى الوجود
في النيل يعزف لحنة الأبدي للشط السعيد
في وشوشات النسمة المعطار ، في النخل الميود
حتى النجوم هنا أحسّ لهنّ الحاناً شجيّه
حتى السحاب أخاله تحدوه موسيقى خفيّه
يا مصر ، بي عطش الى فرح الحياة . . الى الصفاء . .
يا مصر ، نحن هناك أمواتٌ بمقبرة الشقاء
لا يطمئن بنا قرارٌ . . . لا يعانقنا رجاء . . .
لا شيء إلا ضحكة الهزء المرير على المباسم !
كالضحكة الخرساء قد يبست على فك الجماجم!!
نفسي مصدّعة . . فضميني لأنسى فيك نفسي
قست الحياة وأترعت بمرارة الآلام كأسي
والظلمة السوداء مطبقة على روحي وحسي
فاحني عليّ وزوّديني من مفاتنك الجميله . . .
هي نهزة لم أدر كيف سخت بها الدنيا البخيله !
يا ليتني يا مصر نجم في سمائك يخفق
يا ليتني في نيلك الأزليّ موجٌ يدفق
يا ليتني لغزٌ ، أبو الهول احتواه ، مغلق . . .
تهوى وتنسق الدهور مواكباً ، وأنا هنا
بعض خفيٌ من كيانك لست أدرك ما أنا !!
يا مصر حلم ساحر الألوان رافق كل عمري
كم داعبت روحي رؤاه ، فرف روحي خاف صدري
حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر
أن أجتلي هذا الحمى وأضمّه قلباً وعين
واليوم في حلم أنا ؟ أم يقظة ؟ أم بين بين ؟!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 1:04 am

قصة الموعد
( فدوى طوقان )


هنا في جوانحي الخافقة
هنا ملء مهجتي العاشقة
نما أمل العمر يا شاعري
تغذيه لهفي الحارقة
و ترويه أشواقي الدفقة
و راحت مع الأمل المسعد
ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ،لقاء الغد
و كنت أقول لقلبي اللهيف :
و راحت مع الأمل المسعد
ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ، لقاء الغد
وكنت أقول لقلبي اللهيف :
رويدك يا قلبي ، ماذ دهاك
رويدك ، أي جنون عراك
وأي اصطخاب وأي اندفاع
وكأنك مستقبل في عراك
تصارع فيه انتظار السنين !
رويدك زعزعت صدري الضعيف
بهذا الخفوق القويّ الضعيف
بهذا الوثوب، بهذا الصراع
وكنت أقول لأشواقه :
تحملت دهراً عذاب الفراق
وأنت على ظمأ واحتراق
فما بالك اليوم لا تصبرين
فما وقف الفلك الدائر
ولا اليوم ليس له آخر
مساء و يمضي و يأتي الغد يجمعنا الموعد
ونلقاه ، أوّاه كم تهدرين
رويدك عصفت بأضلاعه
وقطّعت أنفاسي الواهيه
ورحت بأشواقي الجامحات
أشق السحاب وأطوي السما
ورائي تموت ليالي العذاب
أمامي ترفّ مجالي الهناء
ونفسي سكرى بحلم اللقاء
تشعشع من فرح باللقاء
فكنت أحس بها تتألق في روعة .. في سنىً .. في بهاء ..
تذرّ على الكون أنوارها
وتغمره ببحار الضياء ..
فما كنت أعلم هل أنا ذاتي ، أم أنا نجم يجوب الفضاء !! أفي الحب قوّة خلق تحيل نفوس الحبين كيف تشاء ؟
ترى ما الهوى ؟ أهو روح الحياة ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو سر البقاء
أتعرف ما هو ؟ قل لي ، لا ، لا تقل لي ودع سرّه في انطواء
فسحر الهوى هو هذا الغموض وسحر الهوى هو هذا الخفاء
كفافي بأن الهوى قد أحال فراغ حياتي غنىً وامتلاء
وإني وإياك قصة حبّ
يخلّدها الشعر رغم الفناء !
وكان الغد الحلو يا شاعري
تنسمت في جوّه الناضر
شذى الموعد المقبل الساحر
وقلبي في نزق ثائر
يعدّ خطى الزمن السائر
ويرقص في خفة الطائر ..
وأقبلت .. روح هوى خافقاً
يلاقيه دربٌ ويطويه درب
أحث خطاي وملء كياني
رؤى لاهثات وشعر وحب
وهل أنا إلا ّخيال يشبّ
وهل أنا إلاّ شعورٌ وقلب
وكان يصوّر قلبي اللقاء
وماسيجيء .. وما سيكون !
وكيف ستلقى العيون العيون
وكيف سيصرخ فيها النداء
نداء الحنين .. نداء السنين
فنخنقه تحت خفض الجفون
وكيف سترجف أشواقنا
وكيف سترعش كفٌ بكف
وقلبي وقلبيك معتنقان
على راحتنا بشوق ولهف !!
كطيرين راحا معاً يلهثان انبهارا ، وفرط اختلاج ورفّ.
فيا لخيالات حرمانيه!
ويا لخرافة ميعاديه!
فما كنت أعلم شاعري
بأن يد القدر الجانيه
تلوح لي برؤى المستحيل
وتصنع منهنّ حلمي الجميل
لتحكم ضربتها القاسية
وتلهو بمأساتي الدّاميه . .
فها أنا بالدار ، ماذا ؟ فراغٌ يمد ووحشة صمت كئيب
وقفل ثقيل ، يعض على الباب كالوحش ، أبكم لا يستجيب
تمثّل لي قدراً راصداً
يحدّ جني بجمود رهيب
تراجعت ، أين أنا ؟ أين أنت ؟ فواحيرتي في المكان الغريب
ويا صعقة الروح ؛ ماذا ؟ ضللت طريقي ، وغمّت عليّ الدروب
فما كانت الدرب درب اللقاء ولا كانت الدار دار الحبيب !
وأحسست في أفق روحي ظلاماً وأحسست في غور قلبي دويّا
دوّي فراديس حلم اللقاء تنهار فيه وتهوي هويا !!
وأطرقت . . يعقد يأسي المرير سحابة دمع ٍعلى مقلتيا
. . . . . . .
هناك على شاطىء كم حواك
و كم ضم من ذكريات هواك
تململ قلبي فوق الرمال
يعانق ذرّاتها في ابتهال
و أجهشت في وله ضارع
و قد بتّ من يأسي الفاجع
أفتش عن عالمي الضائع !!
هنا و انتهت قصة الموعد
و لا شيء من أملي في يدي
سوى غصص اليقظة القاسية
تبدّد أحلام أشواقيه
و تنقض وحشية ضارية
على قلبي التائه المجهد!!

********************
كلما نادتني
( فدوى طوقان )


كلما نادتني
يا حبيبي كلما نادتني
هاتفاً عبر المسافات : تعالي
عبقت في خاطري يا جنتي
جنّة ، و انهلّ ضوءٌ في خيالي
و بدا لي
عالم ريّان ، وردي الظلال
من شباب و فيون و غوى
أسكرت آفاقه خمر الهوى
و تعرت فيه أطياف الجمال
كلما صوتك ناداني إلى
موعد يحضنه صدر الأمان
عانقت روحي روءى أمسية
كم تساقى الحب فيها و الحنان
عاشقان
نسيا الدنيا عليها و الزمان
ليلة فيها حصرنا العمر ، ليله
أخذت ألوانها من ألف ليله
من أساطير جواريها الحسان
كلما صوتك نادى من بعيد
دافىء الغنّة منغوم الصدى
فتح الفردوس لي محرابه
و الأماني فرشت لي مرقداً
من عبير وبدا
لي فجرٌ هلّ رطباً مسعدا
ناعم الأنفاس مفترّ الضياء
لفّنا حلماً على مهد لقاء
واحتوانا فيه دفئاً وندى
نادني من آخر الدنيا ألبّي
كل درب لك يفضي فهو دربي
يا حبيبي أنت تحيا لتنادي
يا حبيبي أنا أحيا لألبّي
صوت حبي
أنت حبّي
أنت دنيا دنيا ملء قلبي
كلما ناديتني جئت إليك
بكنوزي كلها ملك يديك
بينابيعي ، بأثماري ، بخصبي
يا حبيبي

*******************

لن أبيع حبه
( فدوى طوقان )


لن أبيع حبه
مهداة الى الشاعر الإيطالي
سلفاتور كوازيمودو
Salvatore Quasimodo
- - -
صدفة كالحلم حلوه
جمعتنا ههنا في هذه الأرض القصية
نحن روحان غريبان هنا
ألّفت ما بيننا
ربة الفن ، و قد طافت بنا
فإذا الروحان غنوه
سبحت في لحن ( موزارت ) و دنياه الغنية
قلت : في عينيك عمق ،
أنت حلوه
قلتها في رغبة مهموسة الجرس .
فما كنا نجلوه
و بعينيك نداء
و بأعماقي نشوه
أي نشوه
أنا أنثى فاغتفر للقلب زهوة
كلما دغدغه همسك : في عينيك عمق
أنت حلوه
أنا يا شاعر لي في وطني
وطني الغالي حبيب ينتظر
انه ابن بلادي لن أضيع
قلبه
انه ابن بلادي لن أبيع
حبّه
بكنوز الأرض
بالأنجم زهراً
بالقمر
غير اني تعتري قلبي نشوه
حينما تطفو ظلال الحب في عينيك
أو تومض دعوه
أنا أنثى ، فاغتفر للقلب زهوه
كلما دغدغه همسك : في عينيك عمقٌ
أنت حلوه
أنت حلوه
أنت حلوه
أنت حلوه

*********************


ليل وقلب
( فدوى طوقان )


هو الليل يا قلب ، فانتشر شراعك ، و اعبر خضّم الظلام العميق
وجذف بأوهامك الراعشات في زورق ما به من رفيق
وأنك كالليل شيء كبير ..
بعيد القرار سحيق سحيق
وفيك كألغازة المبهمات
أفانين من كل لغز دقيق
هواجس مختلفات رؤاها
تهوّم طوراً و طوراً تفيق
ولليل يا قلب أي امتدادٍ
يحيط بهذا الوجود العظيم
سرى و احتوى الكون في عمقه
فلف ّالبحار ولفّ الأديم
وكالليل أنت ، حويت وجوداً
من العاطفات كبيراً جسم
ففيك السماء ، وفيك الخضمّ، وفيك الجديد ، وفيك القديم !
وتنتظم الكون في خفقةٍ
وأنت بجنبي هنا لا تريم !
و دونك يا قلب هذا الفضاء
تجوز به السحب العابرة
مراكب تمخر إثر مراكب
تدفها قوّة قاهرة
كأني أرى في شكول السحاب
نواتيّ أبصارهم حائره
أضلّوا المنار فهم تائهون
يغذون في اللجج الكافره
كذلك أنت ببحر الحياة
توهان في ظلم سادره
ورجرجة النجم كم ساجلتك
بصدر السماء خفوق الحنين
أبا النجم ما بك من لهفة
أبا النجم مثلك شوق دفين؟
أتجهش في قلبه الذكريات
وتأخذ منه بحبل الوتين؟
فما باله قلقاً خافقاً يراعي الدجى في سهوم حزين
لعلّ أليفاً له قد هوى
وبات كخذنك في الآفلين!
وأصغ معي في السكون الرياض
وقد لفّها غسق الغيهب
طيور توشوش جنح الدجى
وتكشف عن همّها المختبي
فهذا الخريف تدبّ خطاه
ليعصف بالزهر المعجب
ويخنق ألحان أشواقها
ويلوي بترجيعها المطرب
و كيف تغنّي لزهر ذوى
بروضٍ سليب الحلى مجذب
وأنت ... وأنت تخاف الخريف
و تشفق من ريحه العاتيه
تخاف على زهرات الصبّى
تبدّدها كفّه القاسيه
فلا نور يشتاق طل الصباح
و يوحي بأنغامك الظاميه
تخاف تزايلك الملهبات
و تخمد أشواقك الطاغيه ...
ويفرغ نايك من لحنه
ويثوى حطاماً بأضلاعه
وسعت عوالم يا قلب ماجت
يحم الطيوف وشتّى الصور
أحاسيس حيرى تهيج وتطغى
هياج العباب اذا ما غمر
وأخرى تهبّ ، هبوب النسيم
تنفّس في جانحيه الزهر
وتظلم يا قلب حتى كأنك
ليل بصدري الكظيم اعتكر
وتشرق حتى إخال الضياء
بأقطار نفسي منك انتشر
وتخصب طوراً فكلك حبّ
يعانق قلب الوجود الرحيب
تفيض سلاما كأن يد الله مرّت عليك بنفخ رطيب
تحبّ العدوّ وتحنو عليه
وخنجره منك دام خضيب
وطوراً تغيض سوى من رواسب كرهٍ عصيٍ وبغض رهيب
كأنّ أكفّ الشياطين غلغلن فيك فأنت مخوف جديب . .
فيا قلب ، يا أحد الأصغرين ، كيف اتسّعت لهذا الوجود
وكيف احتمالك هذا الزحام ومن خلجاتٍ كثار العديد . .
تحبّ وتبغض حراً طليقاً
فلا من سدود ولا من قيود
تصدّ نداء المحب القريب
وتهوى نداء العدو البعيد !
فيا لك أعمى يقود زمامي
كما شاء فعل اللجوج العنيد !
هو الليل يا قلب ، فانشر شراعك واعبر خضمّ الظلام العميق
وجذف بأوهامك الراعشات في زورقٍ ما به من رفيق


**********************

ماذا ؟
( فدوى طوقان )


الحلم تفلت من عيني ، هنا عادت حولي
الغرفة تقبع و الجدران هنا و فراغ منظور
انهد الكون المسحور
منهاراً في قلب الليل

*************************
مع سنابل القمح
( فدوى طوقان )


أوت الى الحقل كطيف كئيب
يرسو بعينها أسى غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب
وقلق مستبهم ، خائر . . .
غامضة ، في العمق أغوارها
فيض انفعالات وإحساس
صيّرها شذوذ أطوارها
غريبة في عالم الناس
تأملت في السنبل الوادع
يموج في الحقل زكيّا نماه
تكاد في سكونها الخاشع
تسمع في السنبل نبض الحياه
وفي رؤى خيالها الشارد
منجذباً بروعة السنبل
لاحت لعينيها يد الحاصد
يخفق فيها شبح المنجل
رأت رغيفا جبلته دموع
دموع مكدودين مستضفين
أنضاء حرمان وبؤس وجوع
هانوا على الرحمة والراحمين
رأته في كفّ غنيّ بخيل
سطت عليه يده الجانيه
الخبز في كيانه يستحيل
خلجات شح كزّةً قاسية
ومدّت الأفكار أظلالها
فلم تزل شاخصة في وجوم
من أبصر استغراقها خالها
مخبولة تهيم فوق الغيوم
كانت تناجي ما وراء الفضاء
قوى القضاء الغامض المبهم :
من يمطر الرزق على ذي الثراء
ويمسك الرزق عن المعدم ؟
كم بائس ، كم جائع ، كم فقير
يكدح لا يجني سوى بؤسه
ومترف يلهو بدنيا الفجور
قد حصر الحياة في كأسه
أرحمه الله بعليا سماء
تقول أن يكتظّ جوف الثري ؟!
ويحرم المعوز قوت الحياة
في عيشه المضطرب الأعسر
أليس في قدرته القادره
أن يمسح البؤس ويمحو الشقاء !
أليس في قوّته القاهره
أن يغمر الأرض بعدل السماء !
وراعها صوت عميق مثير
جلجل فيها مثل صوت القدر :
لم تحبس السماء رزق الفقير لكنه في الأرض ظلم البشر . .
وأطرقت ، نهباً لشك مريب
يملؤها منه أسىً غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب
وقلق مستبهم ، حائر!..

************************

من الأعماق
( فدوى طوقان )


سرت وحدي في غربة العمر ، في التيه المعمّى ، تيه الحياة السحيق
لا أرى غاية لسيري . . ولا أبصر قصداً يوفي إليه طريقي
ملل في صميم روحي ينساب ، وفيض من الظلام الدفوق
وأنا في توحّشي ، تنفض الحيرة حولي حولي أشباح رعب محيق
سرت وحدي ، في التيه ، لا قلب يهتزُّ صدى خفقه بقلبي الوحيد
سرت وحدي ، لا وقع خطو سوى خطوي على المجهل المخوف البعيد
لا رفيق ، لا صاحب لا دليل ، غير يأسي ووحدتي وشرودي
وجمود الحياة يضفي على عمري طلّ الفناء . . . طل الهمود
والتقينا . . لم أدر أي قوىً ساقتك حتى عبرت درب حياتي
كيف كان اللقاء ؟ من ذا هدى خطوك ؟ كيف انبعث في طرقاتي
لست ادري لكن رأيتك روحاً يوقظ الشوق في مسارب ذاتي
ويذرّي الرماد عن روحي الخابي ، ويذكي ناري ، ويحي مواتي
حدّقت مقلتاك فيّ ، وآلامي يغشّي ضبابها مقلتيّه
لست أدري ما استجلتاه ولا ما رأتا خلف وحدتي الأبديّه . . .
غير أني أبصرت روحك تهتّز انعطافاً ، في رقة علويّه
وهنا خلتني شعرت بروح الله رفّت من السماء عليّه!
وافترقنا ، و بين كفّي رسمٌ
لم يزل كلّ زاد روحي المتيّم
كم تلمّست عمق عينيك فيه
و بعينيّ أدمعٌ تتضرّم ...
يا لقلبي ، كم راح بين يديه
يهتك الحجب عن هواه المكتّم..
أصغ ، تسمع عبر الصحارى صداه
يترامى إليك شعراً مرنّم !




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 1:10 am

من وراء الجدران
( فدوى طوقان )


من وراء الجدران
بنته يد الظلم سجناً رهيباً
لوأد البريئات أمثاليه
وكرّت دهور عليه وما زال يمثل كاللعنة الباقيه
وقفت بجدرانه العابسات
وقد عفّرت بتراب القرون
وصحت بها : يا بنات الظلام
ويا بدعه الظلم والظالمين
لعنت ؛ احجبي نور حريتي
وسدّي عليّ رحاب الفضاء
ولكن قلبي هذا المغرّد
لن تطفئي فيه روح الغناء
فقلبي يد الله صاغته لحناً
تدفقّ من عمق نبع الحياه
ورغم شموخك يا مجرمات
يرنّ على كل أفق صداه
لعنت ؛ اختفي كل حلم ينضر قلبي ويغذوه عطراً ونور
فأحلام قلبي لن تنتهي
ولو حجبته زوايا القبور !
وإني وإن أوثقتني لديك
بألف وثاق أكفّ الغباء ..
فلي من خيالي وفنّي ودنياي ألف جناح وألف سماه
ألا كم براعم قلبي نمتها
لديك هنا لعنات القدر
ذوت تحت أصفادها وانحلت
على ذاتها أملأ منتحر
كما انحطم الناي واللحن فيه
حبيس فما رفّ يوماً بفم
كذلك كانت تموت وفيها
نشيد الحياة حبيس النغم
وكانت تموت وفي قلبها
خيال الغدير وصوت الخرير
وأنت هنا كالألى شيّدوك
أنانيةٌ مات فيك الشعور
لعنت ، سواي أمامك تعنو
وتخرسها غضبات الطغاه
ولكن مثلي ستبقى برغمك
بنت الطبيعة ،بنت الحياه!
أغني ولو سحقني القيود
أغاريد نفسي وأشواقها
تبارك لحني أمي الحياة
فلحني من عمق أعماقها


*****************
نار و نار
( فدوى طوقان )


بجسمي قفقفة و انخذال
فيا نار زيدي لظى و اشتعال
و مدّي يجوّي دفيء الجناح
فللبرد عربدة و اجتياح
و أما تسعين احتدام النضال
نضال العواصف فوق الجبال
وأنت اعصفي ، واملئي ليلني
بدفء بهدّيء من رعدتي
فحولي يدب صقيع الشتاء
فبثّي الحرارة في غرفتي
ألا يا إبنة الأعصر البائدة
ألا قدّست روحك الخالدة
ثبي وازفري ، ننضنضي والهبي
بلى ، هكذا ، هكذا واسربي
بروحك في عزلتي الهامدة
وفي قلب جدرانها الباردة
بلى ، هكذا عانقي ذاتية
بموجة أنفاسك الدافيه
أحسّ بقرب لظاك الحبيب
شعوراً غريب
خفياً كألغازك الخافيه
فها أنا أطفىء مصباحيه
وأعنو لغمرة إحساسيه
فتحملني نحو ماضٍ سحيق
وأرنو هناك لطيف رقيق
لطيف طفولتي الفانيه
بأيامها المرة القاسية
وإذ أنا يا نار شيء صغير
يفتش عن نبع حب كبير
سدّي ، ويظل لقىً مهملا
فيمضي الي
رؤاه ، وفي أفقهنّ يطير
وإذ انت دنيا غموض تلوح
لعين خيالي الطليق السبوح
فكنت رفيقة أوهاميه
ومسرح أحلام يقظاتيه
وادفع نحوك جسماً وروح
وأخشع قرب لظاك الجموح
وأمضي ، وفيّ انجذاب عميق
أحدّق مأخوذة بالحريق
وأرقب في سكرة وانذهال
جموح الظلال
ترجرج فوق الجدار العتيق
وألمح خلف اشتعال الحطب
وقد شبّ في ثورة والتهب
خيالا لدوحٍ قديم وريف
نمته الحياة بغابٍ كثيف
قد ازدحمت في حشاه الحقب
. . . وكنت إخال كأن اللهب
تعانق فيه ضياء القمر
ولون الغروب ، ولون السحر
وكل شعاع على الدوح مر
وظل عبر
قد ارتدّ في اللهب المستعر
وفي سبحاتي بدنيا الأوار
تباغتني حزمة من شرار
قد انقذفت من فم الموقد
تؤزّ ؛ فأرسل فيها يدي
هنا وهناك بشوقٍ مثار
لأخطف تلك النجوم الصغار
فكانت تروغ وتركض في
مداها ، وسرعان ما تختفي
وأسأل نفسي : أين يغيب
شرار اللهيب
وهل تحزن النار إذ ينطفي
وها أنا يا نار لو تعلمين
فتاة طوت حزمةً من سنين
وما زلت رغم العهود الطوال
تثيرين فيها جموح الخيال
وحين تفورين أو تزفرين
كأنك نفسٌ تقاسي الحنين
أغوص الى عمق أغواريه
أجوس عوالمها القاسيه
فألمس فيها أواراً غريب!
وما من لهب !
أوار شعوري وإحساسيه!
أمن عنصر النار أعماقيه؟
أروحك يا نار بي ثاويه
فما هذه العاطفات الحرار
لها في الجوانح أيّ استعار
وما هذه اللهفة العاتيه
تشب فتلهب خلجاتيه
وتعكس وهجاً على مقلتيّه
وتلفح لفحاً على شفتيّه
وهذا الحنين ، وهذا القلق
وهذي الحرق
كأن بذاتي ّ ناراً خفيّه!
مضى الليل غير هزيع قصير
و أنت همدت كأهل القبور
و حبّات جمرك بعد اتّقاد
خبت و استحالت تلول رماد
أتخمد مثلك نار شعوري
غدا ، و تؤول لهذا المصير ؟
أيغشى أواري رماد السنين ؟
أيهمد قلبي كما تهمدين ؟
لماذا ؟ أتدرين ؟ أم أنت مثلي
أسيرة جهل
أجيبي أجيبي، أما تسمعين ؟!

********************

ندم
( فدوى طوقان )


كم يسألون
لمن ترى تنشدين
هذي الأغاني الناعمات الحنون
دافئةً مشرقة كالضياء
مثقلة بالعطاء
ومن هواك الكبير
هذا الذي تسفحين
وتبذلين
له كنوز الشعور
من ذاتك المليئة الخيّره
من روحك النضيرة المزهره
لعله أطيب إنسان
لعلّه أجدر إنسان
بكل هذا البذل ، هذا السخاء
وأخفض الطرف وأبقى على
صمتي المريب
غامضة لا أجيب
لكن صوتاً ساخراً في ألم
منبعثاً من قلب جرح الندم
ينصبّ في أغواري المبهمه
مرد ّداً في عنّة مفعمه
بالهزء ، بالضحك الحزين المرير .
لعله أطيب إنسان
لعله أجدر إنسان
بكل هذا البذل هذا السخاء
واخجلي !
واخجلي لو أنهم يعلمون
ما أنت أو من تكون

***************
نيسان
( فدوى طوقان )


لقيتك أمس ، ولكن عينيّ
أنكرتاك ، فلم تعرفاك
وهل مرّ حقاً عليه هواك
تلمّست جدرانه علّ فيها
فما نبضت من غرامك ذكرى
هناك ، ولا لاح منه أثر
تصافحك ، كنت أي غريب
ورحت أمدّ إليك أصابع
وحين تعثّر اسمك في –
شفتيّ وأرسلته في صعوبة
يلوّنه ، لا صدىً ، لا عذوبة
أحقاً حببتك يوماً؟ وكيف ؟
أم كنت طيفاً بحلم عبر
وهب كنت طيفاً تعشقه
فكيف تلاشى الهوى واندثر
أما من بقايا ؟
تذكّرت . كنت رفعك يوماً
إلى قممي الشامخات المضيئة
وقد ضاع وجهك بين الزحام –
الوجوه بأفق حياتي المليئة
أما من بقايا ؟
أما من بقايا ؟
تذكّرت . كنت رفعك يوماً
إلى قممي الشامخات المضيئة
وقد ضاع وجهك بين الزحام –
الوجوه بأفق حياتي المليئة

**********************

هروب
( فدوى طوقان )


كرهت حقائق دنيا الورى
وهمت بأوهام دنيا الخيال
فما يتصبّاك إلا الرؤى
وسحر الطيوف وسحر الظلال
متى يا ابنة الوهم تستيقظين
متى ينجلي عنك هذا الخيال
أفيقي ، كفاك ، لقد طال مسراك
عطشى وراء سراب الرمال
تعيشين في ذهلة الحالمين
بعيداً بآفاق كون عجيب !
ويملأ روحك في قيده
حنين المشوق وشجو الغريب
ومن فلك الأرض كم تطلقين
خيالك فوق الفضاء الرحيب
يجوز مدار النجوم ويمعن
في اللانهائيات ، عبر الغيوب
قفي ، أين تمضين ؟ فيم اندفاعك ، من ذا ترين بأفق الشرود
وما هذه ؟ رجفة في كيانك ممّا تشدّ عليه القيود
تمرّد روحك في سجنه
يريد يحطّم تلك السدود
ليسمو طليقاً خفيف الجناح
وراء الزمان ، وراء الحدود
قفي ؟ أين تمضين ؟ من ذا ترين
هنالك عبر الفضاء العظيم ؟
وماذا يشوقك ؟ أم من ينادي
ويومئ من شرفات السديم ؟
تمر امامك هذي الحياة
مواكب مختلفات الرسوم
فتلوين وجهك لا تنظرين ..
وفي مقلتيك ظلال الوجوم
ألا كم تهمين في عالم
تناءى بعيداً بعيداً مداه
وفي عمق روحك شوق ملح
جموح لظاه ، عنيف ظماه
تراك هنالك تستلهمين السموات سرّ الردى والحياه
تراك هنالك تستطلعين خفايا الوجود وكنه الإله ؟!
ألست في الارض ؟ فيم انخطافك ؟ فيم انجذابك نحو الاعالي
أأنكرت في الارض هول الفناء ، وظلم القضاء ، وجور الليالي
تراك افتقدت جمال العدالة فيها ، فهمت بأفق الخيال
محيّرة ولهاء ، تنشدين الحقيقة في غامضات المجالي
أراعك في الأرض سيل الدماء وبطش القوى والرزايا الكبر
أراعك فيها شقاء الحياة ؟
اراعك فيها صراع البشر ؟
أمن صرخات القلوب الدوامي
تعضّ عليها نيوب القدر
تلوذين في لهف ضارعٍ . .
بكونٍ تسامى نقيّ الصور
بلى ن هي هذي المآسي الكبار تعذّب فيك الشعور الرقيق
فتنأين عن واقع راعبٍ
الى عالم عبقريّ سحيق . .
هو الوهم ، عالمك الشاعريّ ، المثاليّ ، مسرى الخيال الطليق
توحّدت فيه بأشواقك الحيارى ، بهذا الحنين العميق!

**********************


هل تذكر ؟
( فدوى طوقان )


لقاؤنا و دربنا الأرحب
و شاطىء النهر
و العش في حديقة الزهر
و حارس الحديقة الطيب
و المعد الأخضر
هل تذكر ؟
لقاؤنا إذ تسبق الموعدا
خطاي تستهدف عبر المدى
ركناً هناك
على رصيف الشارع الاصاخب
و حيث ألقاك
سبقت مثلي ساعة الموعد
هناك تغدو فرحتي فرحتين
و أقطع الشارع في لمحتين
كأن في خطوي جناحين
هناك ألقاك
في قلق الأنتظار
منفعلاً مستشار
تهتف . ابطأت !
و في خطفه
يفقدنا الرصيف روحين مع الهوى طائرين
و ننثني نحو المدى الأبعد
قلباً إلى قلب ، يداً في يد
هل تذكر ؟
و نعبر الجسر و نمضي إلى
طريقنا الثاني على الشاطىء
طريقنا المنسرح الهادىء
نمشي و نمشي و ملء قلبينا
فيض هناء ما له حد
و دربنا المسحوريمتد
درب رؤوم الظل ، درب طويل
كنت أرى مثله بأحلامي
قبل اللقاء
أيام كان اللقاء
وهماً جميل
كالمستحيل
هل تذكر ؟
و تحتوينا
في قلبيها المخضوضر االحاني
هناك في حديقة الزهر
عرشة ترعى أماسينا
كأنها عشّ العصافير
و حولنا من روح نيسان
شيء خفي الا يحاء كالسحر
يومىء عبر الظلل و الانور
هناك ننأى
في عشنا المنعزل المعشب
عن حارس الحديقة الطيب
و تلتقي في نظرة ظمأى
للنبع عينانا
و في انجذاب تلتف روحانا
على عناق شغف ملتصق
لا ينتهي
و نشتهي
لو حجّرتنا ربّة الحب
و نحن فوق المقعد الأخضر
قلباً إلى قلب فلا نفترق
هل تذكر ؟

********************


هل كان صدفة ؟
( فدوى طوقان )


. . . وجمعتنا الصالة المحتشدة
وحسب الآخرون
لقاءنا محض صدفة
دخلتها في غفوة حلوةٍ
من غفوات الزمان
وامتدّ طريقي هناك
ودار في خطفه
يبحث عن عينين
ضحّاكتين
ولم يكن ضمّك بعد المكان
ما أوحش ا لفردوس إن لم تكن
فيه ،
وأقبلت فيا بهجتي
ورفّ قلبي حين مسّت خطاك
أوتاره ألف رفّه
لم ألتفت نحوك ، لا بسمه
شعّت على الشفاه
لا كلمه
لا عين ناغت عين
وبيننا خطوة
وكنت لي في وهمهم ، ماذا؟
لا شيء . . .
مخلوق غريب الديار
لا أمل يربط قلبينا
لا حب لا أسرار
من أين يدري سرّنا الآخرون
وسرنا ثروة
مخبوءة في عمق روحينا
هم يحسبون
لقاءنا محض صدفة
هل كان صدفة ؟
من قال ؟ من أين همو يعلمون ؟ أنت الذي يعلم
واحمر الشفاه
والعطر والمرآه
وزينتي هي التي تعلم
لا همو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 1:13 am

هو و هي
( فدوى طوقان )


هي والمصباح والليل وأحلام هواها
هي تلك الذرّة الحيرى التي تاهت خطاها
في قفاز الزمن الجبّار ، في لامنتهاها
ذرّةٌ ضاعت فما تعرف في الكون اتجاها
هي والمصباح ، عتيق نصف موقد
شاحب الضوء من الجوع ، على الليل مسهّد
مدّ في المخدع طرفاً
راعش النظرة مجهد
كلما أنبّت على النافذة الريح تنهّد
هي والمصباح والليل رفيق الحائرين
فيلسوف الزمن الوامي تحاريب القرون
لفها تحت جناحيه برفق وسكون
واحتواها ابنة أشواق وفنّ وشجون
لم تزل غائبة تصغي الى صوت فريد
صوته النفّاذ يسترسل في نبر شديد
ضمّ سرّ الأبد الخافي ، حوى لغز الوجود
وطوى الآماد يدعوها لمجهول بعيد :
- : أنا من يناديك هل تسمعيني
أنا من رماني عليك القدر
طويت حياتك نفساً تلوب
وروحاً محيّرة تنتظر
وكنت بقلبك لم تعرفيني
سوى حلم في الضباب اغتمر
تحسبينني ظمأً في وجودك
شوقاً إلى مبهم منتظر
وكم هفّ حولك منّي عبير
وكم ضمّ حلمك منّي صور
وها أنا يا ليل ها أنا جئت
كيأناً تجسّد ، روحاً حضر
أجيبي ندائي أنا من يريدك
جسماً وروحاً ، خيالاً وشعر
أنا فافهميني ، اسمعيني ، أجيبي
حرارة صوتي بصوت أحسرّ
قرأتك يا ليل شعراً تفجّر
ناراً مدوّمة زافرة
فأدركت أيّة روح جموح
وراء أناشيدك الهادرة
تحدّيت مجتمعاً زائفاً
يمثّل اكذوبة ماكرة
فضيلته خدعة ضخمة
وتقواه شعوذة فاجرة
خرجت على الناس يا ليل نفساً
كما هي عارية سافرة
فلم تلبسيها ثياب النفاق
ولم تخدعي نفسك الطاهرة
وكنت كما أنت ، بنت الطبيعة
كنت حقيقتك الباهرة
فأحببت صدقك يا ليل في شعرك . .
الحيّ ، في روحه الفائرة
وأقبل يوم رأيتك فيه
يظلّل وجهك لون الألم
بأمواج عينيك تدنو وتبعد
أصداء لحن حزين النغم
فأحسست جذباً غريباً اليك
يشدّ كياني روحاً ودم
ومرّ بقلبي نداء العناصر
في خطفة عبرت كالحلم
بأن المقادير قد وضعتني
أمامك .
يا ليل هذا قسم :
سيهواك قلبي ، سيهواك ما
تنفّس عرق به واضطرم
هوى سوف يرويه جيل لجيل
قصائد حب تحدّى العدم
الا فاعلمي الآن انك لي ، لي
لأنانيتي ، لهواي العرم
وقفت وارتفقت نافذةً غرقى بأنفاس القمر
وعلى أهدابها رفات حلمٍ مستمر
كامنٍ يرسب في أعماقها
جائع يقتات من أشواقها
وأطلّت والدجى المقمر غاشٍ صمته
لم يكن في قلبها ينبض إلا صوته
كانت الدنيا بعينيها نداءً يترامى
فيه من رقة انداء السماء
فيه من دفء قلوب الشعراء
وأطلّت وبعينيها مع الحلم ظلال
تتكسّر
لجواب لاهثٍ يطفو على وعي مخدّر :
خذني بعيداً ، انطلق بي على
أجنحة الأشواق ، خذني إلى
ركن من الدنيا وراء البعيد
خذني إلى ركن ٍ من الأرض
لم تنطلق في جوه الفضّيّ
هذي الظلال السود من حولي
ركن نقيّ الافق لا تحبو
للآدميين عليه ظلال
سكانة الطير وأنفاسه
النور والسلام والحبّ
ملوّن حرّ كدنيا الخيال
خذني إلى الركن من الأرض
لم يمش فيه شبح البغض
لا أعين بسمّها تنضح
فيه ولا ألسنة ٌ تجرح
هناك في الصفاء تبني لنا
يد الهوى منزلاً
مثل عشاش الطير ثرّ الغنى
ينهل من جدرانه الضوء
و العطر و الدفء
خذني بعيداً انطلق بي الى
ركن من الدنيا وراء البعيد
. . . . . . . . . .
و أتاه صوتها النابض بالشوق بنجوى حبه
ينشر الفرحة يلقي نورها في قلبه
و انثنى منفعلاً جذلان مهتزاً بأفراح هواه
ينشد الدنيا على قيثارة لحن الهوى لحن الحياة
و مضى مسترسلاً عبر صحارى
و جبال و فضاء
ضارعاً يسألها في نبرة ملهوفة هذا الرجاء :
اجلسي ليلى إلى مرآتك الآن و شعري
في يديك
اقرأيه و اشعري بي
اشعري يا ليل بالقلب الذي يصرخ :
ظمآن إليك
قلب فنان غريب
أشعري بالوهج اللافح يسري في سطوري
من شعوري
فإذا أبصرت لون الورد في خديك مرّ
من حياء و خفر
فاعلمي ان بأعماقك أغلى خمرة
بين خموري
لم أزل أنشدها منذ بعيد
خمرة يسأل عنها ألمي
خمرة يطلبها روحي الظمي
ليل ، يا كرمتي الخضراء ، يا كنزي الوحيد
ليل ، يستحلفك القلب الشريد
بالحنان الثرّ ، بالرحمة فيك
رحمة الانثى التي في قلبك الخصب الفريد
احفضي خمرتك العذراء حتى نلتقي
احفضيها لي ، فقد أفزعت كأسي
و ستبقى أبداً فارغة
في انتظارك
أنا مهما رمت و الاقدار بي حائلة
دون مزارك
فهنا ملء شعوري ملء حسيّ
املٌ يحيا معي ، تحياه نفسي
أمل يهتف بي انك لي
يا أملي
. . . . . . . . . . .
و هنا اعتنق الروحان في سكر غريب لغريبه
هي في (جرزيم ) تقصيها النوى و هو (بطيبه )
و على حلم الفراديس البعيده
خلف أسوار السماء
و هناك
بي روء ى حلمها رفّت غلالات صباح لؤلؤيّ
و بدا عشّ على تفاحة خلف سياج ذهبيّ
عند ينبوع ضياء
طفقاً بالظن و الوهم يعبّان رحيقه
و يغيبان مع السكرة في دنيا سحيقه
. . . . . . . . . .
مرّ عامان وما زال الهوى حلماً غريب
يصل اثنين على نأي ، حبيباً بحبيب
المدى أقصاهما جسمين لا يلتقيان
والهوى ضمّهما روحين في كل مكان
. وأخيراً جمعت بينهما قوة حبّ لا تلين
قوة أقوى من البعد وجدران السجون
تحطم الأقفال و الأبوب ، تلوي القيود
تغلب السجان ، تدني نحوها كل بعيد
لم تكن لقياهما في الشطّ وهمْا ً وخيال
لم تكن لقياهما رؤيا على أفق الليال
ها هما الآن على النهر الكبير الخالد
شاعران اعتنقا واتحدا في واحد
. . . . . . .
وفي غبطة سمّرت مقلتيها
على وجهه الصارم الاسمر
وقال وفي همسه رفّه -
الهناء وهف الغرام الطري :
أحقاً سخا باللقاء الزمان
أحقاً نحن هنا جنباً لجنب !
وراح يمرّ يداً تتندّى
على خدّها بافتتان وحبّ
وعانق فيها اشتعال الشباب
وعانق فيها اضطرام الحياة
ونيسان حولهما يتنفّس
في الشطّ عطراً نموهماً شذاه
وقد سكنت في المكان الظلال
واضطجعت فوق مهد الضياء
وأغفت دروب الحدائق في الشمس
ناعمة ، وارتخت في انتشاء
وكان هنالك برعم زهرٍ
يفتّح قرّت عليه فراشه
ومدّت عليه جناحين تعرو
سكونهما رجفة وارتعاشه
مشاهد حين استراحت عليها
عيون الحبيبين عبر الضياء
بدت لهما صورة لتفتّح
نفسيهما للهوى والهناء
............................
رجعت ترنو الى وجه فتاها
كان في الوجه الرقيق الضامر
طائف من ألم حيّ ومن حزن بعيد
قنّعته الكبرياء
في تحدٍ وإباء
وكسته قسوة الصخر العنيد
والجبين العربي المتعالي
حفرت كف النضال
فوقه قصة عمرٍ عاصفٍ جهم الظلال
جامح خشن ، جريء كالرياح
دوّمت فيه أعاصير الكفاح
قصة نارية الأحرف شعثاء السطور
يتوارى تحتها ينبوع شعر وشعور
ورأت في شعره الجعد تهاويل غريبه
غابة صامته ، غامضة الجو كئيبة
لوّحتها الريح والشمس على صحراء ( طيبة )
رآها تحدّق في وجهه
وقد رسمت مقلتاها سؤال
أحسّ به ، فمضى بانفعال
يفضّ صحائف أيّامه
وينفض عالم أحلامه
ويكشف بين يديها زوايا د
حياة متوّجه بالنضال
حياة تعمّقها التجربة
ويخصبها الفن والموهبة :
هو - : حياتي يا ليل قصة كدح
طويل أسلحه بالجلد
فلست كمن ولدوا في مهاد -
الحرير وفوق أكفّ الرغد
أتيت الحياة فقيراً ورحت
طريداً على نارها أحترق
وأركض خلف رغيفي وقوتي
وفوق جبيني الضنى والعرق
وكان لي الفنّ والشعر صوتاً
يجلجل في ثورة لا تلين
على الغاصبين حقوق الفقير
على السارقين جنى الكادحين
وفتحت عيني على أمّة
نمتني وفي عنقها ألف نير
تناضل رغم قيود الجديد
لأجل الحياة لأجل المصير
فكنت ابن جيل حبا فوق أرض
يخصّبها كل يوم شهيد
ضحايا يعبّ دماها الطغاة
ويروي بها الحاكمون العبيد
وقمت أثور مع الثائرين
لأحطم نير عبوديتي
وارخص تحت عجاج الكفاح
دمائي من أجل حريتي
وحاربت يا ليل ، حاربت من أجل
حرية الوطن العربيّ
وهذي جراحي فلسطين تعلم
كيف سقتها بكأس رويّ
سأبقى أكافح صلب الجناح
بوجه الحياة جريء القدم
وان حطمتني الحياة فحسبي
أني صمدت فلم أنهزم
حياتي قصة جيل شقيٍ
وعى ذاته فهو ما يأتلي
يكافح مثلي لأجل الخلاص
ويرنو إلى عالم أفضل
وطغى بينهما صمت عميق مفعم
وهي في استغراقها يحتاجها موج شعور أبكم
فيه ألوان من الرحمة والعشق وتقديس البطولة
فيه إحساس العبادة
والتقت عيناهما في نظرة دامعة جذلى طويلة
حين مرّت بحنو راحتها
فوق جرح كم تمنّت لو يداه
لفتّا في ساحة الحرب ضماده
مرّ حينٌ ، رفّت بسؤال شفتاها
همسته في حياء :
هي - : والنساء ؟!
هو - : عرفت النساء وليمة لهو
أعدّت لإشباع جوع الجسد
كرعت هواهنّ خمراً رخيصاً
وأدمنتهن شراباً فسد
ولكن روحي ظلّ يحوم
بعيداً كطير أضاع ربوعه
فما كان يا ليل حبة برٍ
هنالك لديهنّ تشبع جوعه
وما زال يقطع أيامه
على ظمأ في هجير الحياة
يهيم يتيماً بفقر سحيق
المجاهل ، ليس يرى منتهاه
إلى أن طلعت على الافق روحاً
غريباً كغربته الحائرة
فكنت له الزاد والخمر والنور
والواحة الخصبة الباهرة
ورحت ، وأنت خيال بعيد
وشعر أراك بمرآة نفسي
فجسدت روحك في لوحةٍ
ولونته بشعوري وحسّي
سكبت بعينيك حزني وأسقيت
خدّيك من فرحي المفعم
وفي شفتيك صببت حنيني
وروّيت لونهما من دمي
ستأتي سنون وتمضي سنون
ونطوى مع الأعصر البائدة
ووجهك يا ليل باقٍ يرف
مدى الدهر في لوحتي الخالدة
لقد كنت أول حب نقي
لقلبي ومطهر ماضٍ ضرير
على عتبات هواك غسلت
خطاياي في ندم مستجير
وما كان يملأ غربة روحي
ويرضي هواي الكبير الطموح
سوى أن تكوني لقلبي وحبي
بكل كيانك جسماً وروح
تتمّ حياتك لحن حياتي
فقد كنت نغمته الضائعة
وان نحن متنا احتواها الدهور
أنشودةً فذةً رائعة
لقد جمع الشعر ما بيننا
ولاقى به كل روح قرينه
وكان الهوى وطناً في حماه -
الامين عرفنا الرضى والسكينة
فيا ليل عيشي معي قاسميني
حياتي ، فنحن هنا توأمان
كلانا يلجلج عبر زحام -
الوجود وحيداً غريب المكان
كان في نبرته صدق وإحساس مليء
عبّ منه قلبها دفئاً ربيعياً مضيء
واستفاضت في حديثٍ عاشق عينيهما
لغة صامتة فهمها روحاهما
فترة ، ثم طواها في جناحيه وأدناها إليه
واستكانت نفسها في راحة بين يديه
وترامى صوتها في سمعه همساً نديّ النبرات :
هي : - أنت تحيا العمر في ملحمة صاخبة أما حياتي . .
هو - : حدثيني ليلى فما زال في عمرك شيء
ملفّع تكتمينه
ان في شعرك الجريء ظلالاً
كمنت خلفها شجون دفينة
كم تساءلت كلما حركت قلبي أصداء
شعرك المحزونة
ما الذي لفّ بالكآبة أيامك ما سرّك الذي
تطوينه
حدثيني ليلى . .
هي - : حياتي يا عباس حلم
مروّع الاشباح
حلم أطبقت عليّ به جدران سجن
داجٍ رهيب النواحي
عشت فيه مخنوقة الروح ظمأى
لندى الفجر ، للشذى ، للنور
الهواء الثقيل يكتم أنفاسي وقيدي
يغل دفق شعوري
كلما ضقت بالظلام وبالكبت تلفتّ
مثل طير مكبّل
علّ فجر الخلاص يلمح ، لا شيء سوى الليل
ليل سجني المقفل
وإذا انشقّ باب سجني أطلّت
منه عينا وحش رهب كبير
هو جلّادي اللئيم ربيب الحقد
والعنف والأذى والشرور
مستبد بالحكم ن يسكره الشّر
وتعذيب كل روح ضعيفة
كان لي من شذوذه كلّ يوم
محنةٌ سلّطت عليّ مخيفه
ولقد كنت انزوي و الأسى يطحن
نفسي الطموحة المخذولة
و وراء الجدران تصخب دنيا الأنطلاقات
و الحياة الجميلة
الحياة التي بملء اندفاعات خطاها
تسير نشوى غنيّه
لا تبالي بنا ، تسير و لا تثني خطاها
مأساتنا الفرديه . .
و تعلمت كيف تختلط الثورة و البغض
في دم المظلوم
و بأعماقي التربّص يخفيه هدوئي
في صمته المسموم
أرقب اللحظة التي كم تطلعت إليها
في شوقي المكبوح
لحظة العتق و الفرار إلى آفاق حريّتي
و دنيا طموحي
هو _ : و عرفت الهوى بسجنك ؟
هي : لم لا
و لقد كان رحمة لحياتي
أيّ سجنٍ لا يقحم الحب يا عبّاس
أبواب سوره المغلقات
كان لي الحب مهرباً أحتمي فيه
إليه أفرّ من مأساتي
كان دنيا في أفقها الرحب أسترجع حريتي
أحقّق ذاتي
يا لقلبي المؤتور كم رنّحته
نشوة الانتقام من جلادي
و أنا في مشاعر الحب غرقي
و هو خلف الأبواب بالمرصاد
أبوسع السجون خنق الأحاسيس
و قتل الحياة في الأعماق ؟
من يصد الشلال عن سيره الكاسح
عن اندفاعه الدفاق ؟
هو - : عبثاً . . .
هي -: وانطلقت أودع شعري
خلجاتي الحرّى ونبض شعوري
وأغني الحياة أشواق روحي
من وراء الأغلال من تحت نيري
أتحدى السجان ، أسخر بالعرف
بما شادت التقاليد حولي
من جدار ضخم مضت أغنياتي
تتخطاه في تحدّ مثلي
كم فتاه رأت بشعري انتفاضات
رؤاها الحبيسة المكتومة
كان شعري مرآة كل فتاه
وأد الظلم روحها المحرومة
هو -: سوف لا تعرف المخاوف والآلام درباً
إلى حياتك ليلى
سوف تنسينها ، ستنزاح عن عمرك
تلك الأشباح ظلاً فظلاّ
فيرفّ الهناء حولك في عشّي
وتهفو روح الهوى والحنان
وتغنّين للصفاء ، لنور الفجر
للحبّ ، للرضى ، للأمان
وسنمضي معاً ، ضياؤك يهدي
خطواتي إلى طريق صعودي
وحناني يسقيك من نبعه الثرّ كحبّي
هي -: عباس
هو -: كلّ وجودي
سوف ألقيه في يديك ، حياتك ومصيري
هي -: عباس حسبك حسبي
هو -: ليلى ماذا أرى بعينيك ، دمع؟
فيم تبكين
هي -: لست أدري ، بقلبي
ندمٌ حارق أحس به يأكل قلبي
يمرّ طعم هنائي
يا حبيبي تراك تغفر لي حباً بريئاً
ثوى رفاتاً ورائي
هو -: ليل لا تحزني ، ألم تغفري لي
لن تكوني يا ليل أسمح منّي
أمس متنا فيه ومات ونحن اليوم
نحيا بعثاً جديد اللون
حبنا الحبّ ، كل حبّ سواه
كان وهماً يطوف في قلبينا
نحن كنّا من قبل نبحث عنّا
في سوانا يا ليل حتى التقينا
اضحكي ليلى ، اضحكي لي .
وأهوت
شفتاه على ندى جفنيها
في هوى تمسحان آخر ظلّ
مدّه أمسها على مقلتيها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 1:15 am

وأنا وحدي
( فدوى طوقان )


في الليل ، إذ تهبط روح الظلام
مرسلة فيه الرؤى الهائمة
يطيف بي في يقظتي الحالمه
طيف ولكن ما له شكل
يحضنه جفني ، ولا ظلّ
وإنما بحسّي الملهم
أعيه شيئاً ملغزاً مبهم
كأنما طلسمه الليل
وكلما رفعت في وحدتي
له مصابيحي انزوى في القتام
في الليل ، اذ تنعس روح الوجود
يخطفني شيء وراء الفضاء
كأنما تحملني في الخفاء
ضبابة تسير في تيه
لا لمعة تجلو دياجيه
لكن روحاً غير منظور
وإراده دوني ألف ديجور
أحسّه في لا تناهي المدى
يشّدني الى بعيد بعيد
في الليل إذ تخشع روح السكون
أسمع في الهدأة صوتاً غريب
صوتاً له طعم ولون رطيب
طعم ، ولكن غير أرضي
لون ، ولكن غير مرئي
طيب ، ولكن . .
لا ، فما أدري
ما كنهه ، كأنما يسري
من عالم هناك غيبيّ
تظل روحي وهي مأخوذة
تصغي اليه من وراء الدجون
ما أنت يا من في ظلال الليال
احسّه ملء حنايا الوجود
في الأرض ، في الأثير في اللاحدود
في قلب قلبي في سماواتي
هلاّ توضّحت لآفاقي ؟!
هلاّ تجسّدت لأشواقي ؟!
هلاّ ؟
ولكن كيف ؟
هيهات
فأنت مثل الغيب ما تنجلي
يا لغز . . يا حقيقة كالخيال !

**************************
وانتظرني
( فدوى طوقان )


حين تبدو الحياة في يومك المقفر مني –
كئيبة مملوله
ويلحّ الشوق اللجوج فتدعوني ودوني –
مجاهل وبراري
وأماني شوامخ الأسوار
فامض نحو الجسر الكبير مع الذكرى
ورعشاتها العذاب الجميلة
ستراني هناك أمشي إلى جنبك
أنت استغراقتي وابتهالي
وأنا كنزك الذي تحتويه
بيدي باخلٍ وحرص ضنين
وتواريه عن فضول العيون
والاصيل الملوّن الحلو يطوينا –
حبيبين ناسجي آمال
وسنمضي معاً الى الضفة الأخرى –
بعيداً عن اصطخاب المدينة
في الطريق الممدود نمشي وللصمت خشوعٌ –
يلفّ جوّ هوانا
ليس إلا النجوى ووقع خطانا
وطمأنينة تكلل روحينا وأمنٌ –
واحة وسكينة
وسنمشي ونحن نجهل من يدفعنا –
في المدى وما سنلاقي
وسنمشي معاً بعيداً ولا ندري –
متى ينتهي الطريق الوثير
أو إلى أين سوف يفضي المسير
ونداء المجهول صوت خفي
هاتف من قرارة الأعماق
وسنبقى هناك نمشي ولا نعلم إلا –
شيئاً يحسه قلبانا
هو ايماننا المقدّس بالحب –
ثوى في أغوارنا المجهولة
وحدانا على الدروب الطويلة
وزكا شعلة تضيء بعينينا –
فنمضي على سناها كلانا
هكذا كلما ألحّ عليك الشوق
عد للماضي ، وعش في الذكرى
واحي أيامنا ونحن على النهر –
ونيسان ضاحك في الضفاف
راقص الظل رائع الأطياف
وانتظري ، غداً سيجمعنا الحبّ –
شتيتين في حماه استقرّا

*********************

وجدتها
( فدوى طوقان )


وجدتها في يوم صحو جميل
وجدتها بعد ضياع طويل
جديدة التربة مخضوضرة
نديانة مزهرة
وجدتها والشمس عبر النخيل
تنثر في الحدائق المعشبة
باقاتها المذهبة
وكان نيسان السخّي المريع
والحب والدفء وشمس الربيع
وجدتها بعد ضياع طويل
غصناً طرياً دائم الاخضرار
تأوى له الاطيار
فيحتويها في حماه الظليل
إن عبرت يوماً به عاصفة
راعدة من حوله راجفة
مال خفيفاً تحتها وانحنى
أمامها ليّنا
وتهدأ الزوبعة القاصفة
ويستوي الغصن كما كانا
مشعشع الأوراق ريّانا
لم تنحطم أعصافه اللدنة
تحت يد الريح
ويمضي كما
كان ، كأن لم تثنه محنه
يضاحك الجمال في كل ما
يراه ، في إشراقه النجمة
في هفة النسمة
في الشمس في الانداء في الغيمة
وجدتها في يوم صحو جميل
بعد ضياع بعد بحث طويل
بحيرة رائقة ساجية
ان ولغت مرة
في قلبها الصافي ذئاب البشر
أو عبثت فيها رياح القدر
تعكرت فترة
ثم صفت صفاء بلّور
ورجعت مرآة وجه القمر
ومسبح الزرقة والنور
ومستحمّ الانجم الهادية
وجدتها ، يا عاصفات اعصفي
وقنّعي بالسحب وجه السما
ما شئت ، يا أيام دوري كما
قدّر لي ، مشمسةً ضاحكه
أو جهمة حالكة
فان أنواري لا تنطفئ
وكل ما قد كان من ظل
يمتد مسوداً على عمري
يلفه ليلاً على ليل
مضى ، ثوى في هوّة الأمس
يوم اهتدت نفسي الى نفسي

*********************
وجود
( فدوى طوقان )


كنت على الدنيا سؤالا شريد
في الغيهب المسدول
جوابه استتر
وكنت لي إشراق نور جديد
من عتمة المجهول
أطلعه قدر
دار به الفلك
ودار مرتين . .
حتى انتهى إلي
إشعاعه الفريد
وانقشع الحلك
وفي انتفاضتين
وجدت في يدي
جوابي الفقيد
يا انت ، يا أنت القريب البعيد
لا تذكر الأفول
روحك يستعر
الكون لي ولك
لنا ، لشاعرين
رغم المدى القصي
ضمّتها وجود !!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 1:18 am

يتيم وأم
( فدوى طوقان )


هاضه الوهن ، وأعياه الألم
وسطا الضعف عليه والسقم
خاشع الأطراف من إعيائه
ما به يقلب كفّاً أو قدم
متداعٍ جسمه ، منخذلٌ ، لجّت الحمى عليه فاضطرم
ساكن الأوصال إلا بصراً
زائغاً ، يطرف حيناً ، ويجم
ابن سبع برّح اليتيم به
رحمة الله له نضو يتم
كسرت من طرفه مسكنةٌ
لبست هيأته منذ انفطم
وا حناناه لأمٍ أيّمٍ
طوت النفس على خوف وغم
فنضت عنها الثياب السود ؛ لا
لا تظنوا جرحها الدامي التأم
بل لدفع الشؤم عن واحدها
يا لقلب الأم إن أشعر هم !
وبدت في اليبض من أثوابها
من رأى إحدى حمامات الحرم
عطفت من رحمة تحضنه
إنما دنيا اليتامى حضن أم
ومضت تمسح بالكف على
جبهةٍ رهن اشتعال وضرم
ولقد تندى فتخضّل له
وفرة ٌ مثل الظلام المدلهم
نظر الطفل اليها صامتاً
وبعينيه حديث وكلم . . .
ليت شعري ، ما به ؟ ما يبتغي
أبنفس الطفل سؤلٌ مكتتم ؟
لو أراد النجم لاحتالت له
كل سؤل هيّن ، مهما عظم
وحنت تسأل عن طلبته
فرنت عين له ، وافترّ فم . .
قال : يا أمي . واسأليه رجعةً
فلكم يفرح قلبي لو قدم !
لا تسل عن جرحها كيف مضى
من هنا أو من هنا ينزف دم
ضمّت الطفل اليها بيدٍ
وبأخرى مسحت دمعاً سجم
عزّ ما يطلبه ، يا رحمتا
كيف تأتي برفات ورمم !؟
قلّب البؤس على أوجهه
لن ترى كاليتيم بؤساً محتكم
ينشأ الطفل ولا ركن له
ركنه من صغر السن انهدم
خائضاً في لجج العيش على
ضعفه ، والعيش بحر محتدم
تائهاً في ظلمٍ ما تنتهي
حائراً يخبط في تلك الظلم
ليس في الدنيا ولا في ناسها
فهو يحيا في وجود كالعدم

*************

يزورنا
( فدوى طوقان )


كان وعد بزياة ،
و إذا بالبحر الميت يصخب ،
و إذا بقوس قزح يعانق
الأفق امامنا
قال ، و درب البحر تمضي بنا
يزورنا
يزورنا في الجمعة المقبلة . . .
الله ! هذا الوعد ما أجمله !
و اختجلت عبر المدى اعماق
راعشة بلمسات الفرح
و امتد قوس قزح
يلّون الآفاق
و اصطخب الموج على الساحل
اذ قال لي
يزورنا
يزورنا
و لفّني دفء و رفت منى
خضراء كالموج في قلبي
يا ربة الحب
مدّي على الدرب بساطاً حرير
و جدولاً من عبير
يحمل من أهوى إلى دارنا
يزورنا !
يا شجر النارنج في دارنا
أزهر و عطر ظلك الأخضر
و أمرع
و افرح معي
ففرحتي من السما أكبر
يزورنا في الجمعة المقبلة
و ددت لو أفرش عيني له
وددت ، كم وددت لو في يدي
مملكة الضياء ، لو في يدي
أشيد من نجومها سلماً
لدارنا
أشيده من أجله حينما
يزورنا
وددت ، كم وددت ، لكنّما
هذي أنا
ما في يدي من أجله الاّ
قصيدة جذلى

***************

يوم الثلوج
( فدوى طوقان )


ما زال في نفسي يوم الثلوج
أغنية بيضاء
عميقة الأصداء
أعيشها أحيا ارتعاشها
أملك لحظاتها
الله ، ما أحلاه يوم الثلوج
حين انطلقنا في مدى الدرب
نعبره جنباً إلى جنب
طبقين كناّ و انهمار الثلوج
يمسح عبر الدرب آثارنا
يطمر أسرارنا
و كنت لي يا فتنتي الكبرى
قصيدة كبرى
تنبض في أعماقي الخافية
و توقظ المشاعر الغافية
الله ، ما أغلاه يوم الثلوج
و يومها يا فتنتي ، يومها
لم نقل الكثير ، لكنّما
كان لنا كل انفعال الحياة
و كانت الحياه تبدو لنا
مليئة ، مشتهاه
تمنحنا أعطيات
تغمرا بالهبات
الله ، ما أسخاه يوم الثلوج
و يومها ، أحسستني يومها
أعانق الحياة في مجدها
وجدتني أبلغ ذرواتها
رأيتني أملك ثرواتها
و كان حسبي يومها حسبي
إن رحت أحيا منتهى حبّي
الله لو يرجع لي مرة
في عمري المقبل يوم الثلوج


المصدر: منتديات كنــــــــوز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد ابو عاصم
مشرف منتدى الادب والفنون
مشرف منتدى الادب والفنون
احمد ابو عاصم


عدد المساهمات : 1387
العمر : 46
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 5:52 am

الشاعره الجميله ونبذه عن حياتها



-ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس الفلسطينية سنة 1917 م لأسرة مثقفة وغنية لها حظوة كبيرة في المجتمع الاردني وهي تحمل الجنسية الاردنية. ابنة عبد الفتاح آغا طوقان وفوزية أمين بيك عسقلان.



-ذكرت بعض المصادر، بأن آل طوقان (في فلسطين والأردن) هم أسرة من عشائر التركمان الذين استوطنوا جنين ونابلس قديماً منذ العهد السلجوقي، وقد استعربوا من حيث اللغة حتى باتوا يعرفون في فلسطين بـ(عرب التركمان)، وأن الغالبية العظمى من سكان جنين هم من هؤلاء التركمان، ومنهم آل طوقان وطوقان كلمة محرفة عن دوغان (دوكان) وهو اسم تركي لنوعٍ من الصقور، ومنه اسم "أر دوغان" كان آل طوقان زعماء عشائريين منذ استيطانهم في فلسطين، وقد أصبحوا في العهد العثماني في القرن الثاني عشر الهجري أمراء نابلس و حكامها المحليون.



-وفي مصادر اخرى، فأن آل طوقان من عرب الموالي الذين كانوا يتخذون من معرة النعمان قرب حلب وطناً، وينتسب الموالي لقبيلة طيء المشهورة.



-تلقت تعليمها حتى المرحلة الابتدائية حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مقبول فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها ثم درست على يد أخيها الشاعر إبراهيم طوقان الذي نمى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر ثم شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية.



-فقد أخرجت من المدرسة لأسباب اجتماعية قاسية، جعلتها تتلقى أول ضربة في حياتها عندما ألقى القدر في طريقها بشاب صغير رماها بوردة فل تعبيراً عن إعجابه بها، وقد وصفت فدوى تلك الحادثة: "كان هناك من يراقب المتابعة، فوشى بالأمر لأخي يوسف، ودخل يوسف علي كزوبعة هائجة (قولي الصدق)... وقلت الصدق لأنجو من اللغة الوحيدة التي كان يخاطب بها الآخرين، العنف والضرب بقبضتين حديديتين، وكان يتمتع بقوة بدنية كبيرة لفرط ممارسته رياضة حمل الأثقال.

أصدر حكمَه القاضي بالإقامة الجبرية في البيت حتى يوم مماتي كما هدد بالقتل إذا ما تخطيت عتبة المنزل، وخرج من الدار لتأديب الغلام.

قبعت داخل الحدود الجغرافية التي حددها لي يوسفـ، ذاهلةً لا أكاد أصدق ما حدث. ما أشد الضرر الذي يصيب الطبيعة الأصلية للصغار والمراهقين بفعل خطأ التربية وسوء الفهم".



-عانت فدوى طوقان قسوة الواقع الاجتماعي الذي قذف بها بعيداً بين جدران البيت السماوي في البلدة القديمة من مدينة نابلس، تنظر إلى نفسها بشيء من الخجل والاتهام، لقد فقدت أحب شيء إلى نفسها (المدرسة) التي أرادت أن تثبت نفسها من خلالها، وحرمت منها وهي في أمس الحاجة لها تصف فدوى طوقان موقف أبيها منها الذي لا يخاطبها مباشرة على عادة الرجال في زمانه- وإنما يخاطب أمها إذا أراد أن يبلغها شيئاً، ثم تقوم أمها بعد ذلك بتوصيل ما يريده أبوها منها، تقول:

"عاد أبي ذات صباح إلى البيت لبعض شأنه وكنت أساعد أمي في ترتيب أسرة النوم. وحين رآني سأل امي: لماذ لا تذهب البنت إلى المدرسة؟"



قالت: تكثر في هذه الأيام القصص حول البنات فمن الأفضل وقد بلغت هذه السن أن تبقى في البيت . "قال أبي:" حسناً" وخرج!



كان أحياناً إذا أراد أن يبلغني أمراً يستعمل صيغة الغائب ولوكنت حاضرة بين عينيه، كان يقول لأمي: قولي للبنت تفعل كذا وكذا... وقولي للبنت إنها تكثر من شرب القهوة، فلا أراها إلا وهي تحتسي القهوة ليلاً ونهاراً وهكذا.



-كان أشد ما عانيته حرماني من الذهاب الى المدرسة وانقطاعي عن الدراسة.

كانت أختي أديبة تجلس في المساء لتحضير دروس اليوم التالي، تفتح حقيبة كتبها وتنشر دفاترها حولها، وتشرع في الدراسة وعمل التمارين المقررة.

وهماً كنت أهرب إلى فراشي لأخفي دموعي تحت الغطاء، وبدأ يتكشف لدي الشعور الساحق بالظلم.



-وفي وقت متأخر من ليل الجمعة الثالث عشر من ديسمبر لعام ألفين وثلاثة رحلت فدوى طوقان عن عمر يناهز الخامسة والثمانين من عمرها، بعد رحلة عطاء طويلة أصلت فيها لمرحلة جديدة من تاريخ الشعر الفلسطيني بشكل خاص والشعر العربي بشكل عام.



علاقة فدوى بأخيها إبراهيم:

بدأت علاقة الشاعرة بأخيها إبراهيم منذ وقت مبكر من حياتها، وكان بالنسبة لها الأمل الوحيد المتبقي في عالمها المثقل بعذابات المرأة وظلم المجتمع، ورأت فيه الضوء الذي يطل عليها من خلف أستار العتمة والوحشة والوحدة.



وشكلت عودة إبراهيم من بيروت إلى نابلس، في تموز 1929 ، بعد أن أكمل دراسته وحصل على شهادته من الجامعة الأمريكية ببيروت، عاملاً مساعداً لإعادة بعض الفرح، إن لم نقل الفرح كله، إلى حياة فدوى طوقان، ورأت في قربه منها عاملاً مساعداً في إعادة ثقتها بنفسها، وترسيخ خطواتها على درب التعليم الذاتي الذي ألزمت نفسها به بعد أن أجبرت على ترك المدرسة، تقول:

كانت عاطفة حبي له قد تكونت من تجمع عدة انفعالات طفولية سعيدة كان هو مسببها وباعثها.

أول هدية تلقيتها في صغري كانت منه

أول سفر من أسفار حياتي كان برفقته

كان هو الوحيد الذي ملأ فراغ النفس الذي عانيته بعد فقدان عمي، والطفولة التي كانت تبحث عن أب آخر يحتضنها بصورة أفضل وأجمل وجدت الأب الضائع مع الهدية الأولى والقبلة الأولى التي رافقتها.

إن تلك الهدية بالذات، التي كانت قد أحضرها إلي من القدس أيام كان تلميذاً في مدرسة المطران، تلك الهدية التي كانت أول أسباب تعلقي بإبراهيم ذلك التعلق الذي راح يتكشف فيما بعد بصورة قوية.

كان تعامله معي يعطيني انطباعاً بأنه معني بإسعادي وإشاعة الفرح في قلبي، لا سيما حين كان يصطحبني في مشاويره إلى الجانب الغربي من سفح جبل عيبال”.

وبعد إقامة إبراهيم في نابلس بدأ سطر جديد في حياة فدوى طوقان فنذرت نفسها لخدمته والاعتناء به، وتهيئة شؤونه، ورأت في ذلك غاية سعادتها ومنتهى طموحها، وقد بلغ من تعلقها بأخيها أنها كانت تخاف عليه المرض والأذى، فهو الهواء الذي تتنفسه رئتاي كما تقول وكان إبراهيم يبادلها حباً بحب، يأخذ بيدها، ويحاول تخفيف معاناتها، بخاصة عندما عرف بقصتها، وما حل بها من فقدان المدرسة والتزام البيت، تقول: "كان قد علم من أمي سبب قعودي في البيت، لكنه وهو الإنسان الواسع الأفق، الحنون، العالم بدخائل النفس البشرية، نظر إلى ذلك الأمر نظرة سبقت الزمن خمسين سنة إلى الأمام لم يتدخل، ولم يفرض إرادته على يوسف العنيف، لكنه راح يعاملني بالحب والحنو الغامر.

وظلت تتجمع الأمور الصغيرة لتصبح جسراً ينقلني من حال إلى حال".



ولم يترك القدر لفدوى هذا السراج الذي لاح مضيئاً في سمائها المظلم، فقد أقيل أخوها من عمله في القسم العربي في الإذاعه الفلسطينية وغادر مع عائلته إلى العراق بضعة أشهر مرض فيها هناك، ثم عاد إلى نابلس ومات فيها، تقول فدوى: "وتوفي شقيقي إبراهيم فكانت وفاته ضربة أهوى بها القدر على قلبي ففجر فيه ينبوع ألم لا ينطفئ ومن هذا الينبوع تتفجر أشعاري على اختلاف موضوعاتها:".

وانكسر شيء في أعماقي، وسكنتني حرقة اليتم.



فدوى طوقان والشعر:

كانت فدوى تتابع أخاها إبراهيم في كتابته للشعر، وتوجيهه للطلاب الذين كانوا يكتبونه، وقد سمعته مرة وهو يحدث أمه عن تلميذين من تلاميذه قد جاءا إليه بقصائد من نظمهما خالية من عيوب الوزن والقافية، فقالت "نيالهم".



وعندما سمعها إبراهيم، وهي تتكلم بحسرة، كأنها تلومه على عطائه مع تلاميذه وتقصيره معها، فنظر إليها وصمت، ثم قال فجأة: سأعلمك نظم الشعر، هيا معي. كانت أمي قد سكبت له الطعام، ولكنه ترك الغرفة، ولحقت به، وارتقينا معاً السلم المؤدي إلى الطابق الثاني حيث غرفته ومكتبته. وقف أمام رفوف الكتب وراح ينقل عينيه فيها باحثاً عن كتاب معين. أما أنا فكان قلبي يتواثب في صدري، وقد كتمت أنفاسي اللاهثة، دقيقتين، وأقبل علي وفي يده كتاب الحماسة لأبي تمام، نظر في الفهرس ثم فتح الكتاب عند صفحته بالذات، قال: هذه القصيدة سأقرؤها لك وأفسرها بيتاً بيتاً ثم تنقلينها إلى دفتر خاص وتحفظينها غيباً، لأسمعها منك هذا المساء عن ظهر قلب.



ولم يكن اختيار إبراهيم مجرد اختيار عشوائي فقد اختار لها شعراً لامرأة ترثي أخاها، ثم يقول: لقد تعمدت أن أختار لك هذا الشعر لتري كيف كانت نساء العرب تكتب الشعر الجميل، وبدأت رحلة فدوى طوقان مع الشعر تحفظ القصائد التي يختارها لها إبراهيم، وبدأت تتعلم من جديد في مدرستها التي فتح إبراهيم إبوابها، تقول:

“هـا أنا أعود إلى الدفاتر والأقلام والدراسة والحفظ، ها أنا أعود إلى جنتي المفقودة، وعلى غلاف دفتر المحفوظات تلألأت بعيني هذه الكلمات التي كتبتها بخطي الردىء، خط تلميذة في الثالثة عشرة من العمر، الاسم: فدوى طوقان. الصف: شطبت الكلمة وكتبت بدلاً منها المعلم: إبراهيم طوقان. الموضوع: تعلم الشعر. المدرسة: البيت.



وبدت مرحلة جديدة في حياة فدوى طوقان، مرحلة تشعر فيها بذاتيتها وإنسانيتها وحقها في التعلم، وتجدد معها ثقتها بنفسها "أصبحت خفيفة كالطائر، لم أعد مثقلة القلب بالهم والتعب والنفس، في لحظة واحدة انزاح جبل الهوان وابتلعه العدم. وامتدت مكانه في نفسي مساحات مستقبل شاسع مضيئة خضراء كمروج القمح في الربيع".



وحاول المعلم أن يختبر رغبة أخته الصغرى في تعلم الشعر، فتوقف عن مراجعتها لفترة محدودة دون أية كلمة عن الدروس، وفي اليوم الرابع راجعته بصوت مرتعش: هل غيرت رأيك؟ ويأتي الجواب منه سريعاً: لم أغير رأيي، ولكنني توقفت لأتأكد من صدق رغبتك في التعلم، سنواصل اليوم الدرس.



بدأت فدوى طوقان تكتب على منوال الشعر العمودي، ومالت بعد ذلك إلى الشعر الحر.







مجموعة اعمال جميله جدا



شكرا استاذ سعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

فدوى طوقان واجمل قصائدها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فدوى طوقان واجمل قصائدها   فدوى طوقان واجمل قصائدها Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 8:17 am

شكرا ابومرح على المرور الجميل وعلى الاضافة

الاكثر من رائعة والاروع هو تشريفك للموضوع

اخى الحبيب ابومرح

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فدوى طوقان واجمل قصائدها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انا راحل (فدوى طوقان)
» وجدتها - فدوى طوقان
» كلما ناديتنى \ فدوى طوقان
» سمعتم عن فدوى عبيد
» القيود الغالية لفدوى طوقان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: الشعر العربي والزجل-
انتقل الى: