ميعاد مع ديك الفجر\سعيد شحاته

جوّا الليل الفارد طوله
ف قلب عيون الضلمة دخلت
كان الناى الحكّاى واصل
نحية تونس
قاعد يحكى حكاية يونس
يونس كان راجل غلبان
والناىكان شغّال فى السرد
الأغنيا فى بلاده تمللى تنام على حنّة
وتفرد فوقها لحاف الورد
مش حاسّين بصاحبنا النايم ع الأسفلت
يونس كان دايما متغطّى بتوب البرد
داخل مع أحلامه ف عركة
وضرب وهبد
وأمّا رذاذ الكون بيعاند
يقطع توبه
بينتر نفسه يقوم مش شايف
عايز يلضم ابرة همّه
ف خيط أحزانه ولكن خايف
خايف يبكى لدمعة عينه
تطول الأرض
ترن ف ودن الديب الواقف
ديب متخبّى ف صورة حارس
شايل فـ ايده عصاية طويلة
وعامل فارس
واقف طول الليل بيغنّى
وداير يبرم شنبه الشايب
حارس
فعلا فعلا خايب
وأمّا الوقت بدأيتأخّر
حطّ الحارس ايده ف جيبه
وحرّب نفسه شوية شوية
وشد وشخّر
حبّة بحبّة ويونس صاحى
وخوفه ف صدره بدأ يتلملم
قمت مشيت يمّيه بالراحة فنطّ وفطّ
وقام يتألم
جيت بشويش وسألته
ازيّك ؟
رد عليّا وقال مش – زيّك –
قلت له مالك ؟
أهلك فين أو حتى عيالك ؟
فإنفرطت من جوّاه دمعة وبص ما ردّش
قلت له مين فى الناس يقرب لك ؟
قال لى ما حدّش
واتسنّد فوق من أحزانه وقف بالراحة
ومدّ الراحة
فقمت وقفت
حطّ ايديه فى ايديّا وقال لى
- تمللى ف هجر –
بعد إذن الأستاذ
هستأذن
عندى ميعاد مع ديك الفجر
قبل الليل ما يشد ضفايره
رمالى بشايره وسابنى وسافر
قلت
- حرام يا بلادى يا ساكتة
ينام جوّاكى خسيس متغطّى
وجوّا البرد تعرّى معافر
يونس سابنى وشد وسافر
سابنى وعاشت صورته ف ننّى
ماشى وراه خايف يتغرّب
ويتوه منّى
شفت الناس
بتقابله تسبّه وتضرب راسه
كان دايما يضحك ويغنّى
وأمّا الليل كان يدخل حبّة
يشد حباله
وييجى مكانه يرتّب نفسه
يعبّى هموم الكون فى شواله
ويفضل يبكى
ويبكى ويبكى
لغيط ما ينام ولا حدّش حاسس
غير بنت السلطان الواقفة تمللى قباله
كانت كل الليل ما يليّل
ترفع ايدها تشاور يمّه
ولكن يسكت
كان يعمل مش واخد باله
يفرح حبّة ويضحك حبّة
ويرجع تانى يقول موّاله
- ليه يا بلادى بتاخدى دموعى
وتدّى الضحكة لناس مش هيّه
ناس مدهبها الزور والخسّة
وعايشة معاكى ورايحة وجايه
ليه يايلادى بحب أضحك لك
وأنتى تمللى تكشرى فيّا
أقسم بالرب اللى خلقنى يا ست العالم
لو يوم تحتاجى إنّى أهدى له
هخلع قلبى وأجيبه هديّة
عاشقك يا بلاد نايمة ف دمّى
وحطّه ف قلب الحرق ايديّا
بس قوليلى بحبك ليه
وأنتى لغيرى ومانتيش ليّا ؟
ليه يابلادى بتاخدى دموعى
وتدّى الضحكة لناس مش هيّه ؟-
كانت بنت السلطان دايما
تسمع منّه
كان الموّال يطلع منها
يعبّر عنّه
_ ليه يا فقيرغنيت لبلادك
عنّى عشانى
حبّك نام جوّايا ومدّد
هد كيانى
ليه يا فقير غنّيت لبلادك
غنّى عشانى _
كان يونس يسمع موّالها
وتقعد سارحة
يخطف لحظة بسيطة ويفرح
يفرح يفرح
لمّا يقوم ويطير
مـ الفرحة
وف ليلة الخوف جمّع نفسه
وجاله ف عشّه
كان لسّه بيبلع أحزانه عشان يتعشى
بلع الخوف والحزن جماعة
ولسّه هيبدأ يخطف لقمة
وياكل زى بقية خلقه
مطّع نفسه ومات بالراحة
وقالوا الناس كات لقمة ف حلقه
نزلت بنت السلطان تجرى
ونامت جنبه
حطّت ايدها
ف ايده
فصحصح
قام من موته
غنّوا وقالوا
_ يا كل العالم
قولوا تمللى
أميرة ويونس
واوعوا تقولوا
ياسين وبهيّة
ليه يا بلادنا بتاخدى دموعنا
وتدّى الضحكة لناس مش هيّه _
غنّوا وماتوا
وكل الناس مرصوصة جموع
اللى يفسّر
واللى يحلل
والمذكور
ميّت مـ الجوع

كلمات جميلة جدا وهى ليست قصة يونس وحده ولكن

قصة كل من احب بلاده بأخلاص ولم يجد منها ثمنا

لهذا الحب هو يعطيها وهى تُعطى غيره ولكن مرغمة

فلو انها تملك لأعطت من يستحق ولكن هى الحياة

لا تعطينا كل ما نريد فهى دانيه . شكرا ام شروق على

نقل القصيدة الجميلة للشاعر سعيد شحاتة

» للأمانة \سعيد شحاته
» إلا النبى \ سعيد حامد شحاته
» عااايش\ سعيد حامد شحاته
» كلام أخضر\ سعيد شحاته
» المجنون والجنية\سعيد شحاته