نهايات متكررة لمسرحية واحدة

بقلم: د. أيمن الجندى
مسرح. ميدان متسع. تجمعات قليلة من الناس
ما بين نائم ومستيقظ. أشعة الضياء المبلول بالندى تغسل الوجوه التى لاتزال
عليها آثار النوم. بعض الباعة المتجولين يعدّون بضاعتهم فى همّة. قوم بيض
الثياب يتجولون فى أرجاء المسرح، يتحركون فى وفرة وحرية، وقد بدا واضحا أن
الناس لا يرونهم.
«حوار جانبى بين فتى أبيض منفعل، وشيخ أبيض هادئ،
ورجل أبيض حزين». يقول الفتى حديث السن فى انفعال: «ترى ماذا سيحدث
اليوم؟». فيرد الشيخ الأبيض فى هدوء: «كالمعتاد، سيتجمعون ويهتفون، ثم تنشب
معركة». قاطعه رجل أبيض قائلا فى حزن شديد: «ويسقط ضحايا». يقاطعه الفتى الأبيض فى حماس: «تقصد شهداء!». يبدو التأثر الشديد على الرجل الأبيض، ويتحرك بعيدا.
النشاط
يدب وسط جموع الناس. حوارات جانبية: «ترى ماذا سيحدث اليوم؟». يرد شاب فى
ثقة: «سينتصر الحق بعد أن يستوفى ثمنه من الشهداء». فتاة تهتف فى حماسة:
«يسقط الظلم.. يسقط الاستبداد».
رجل دين شاب أسود اللحية يحاول إقناع
رجل دين عجوز: «مولانا.. واجبنا أن نكون سنداً للمظلومين»، فيرد العجوز
مُهدّدا: «أطع ما آمرك به، وإلا..».
الفتى الأبيض يقول فى بِشْر:
«رباه! لم أشهد مثل هذا اليوم»، ثم موجها حديثه للشيخ الأبيض: «لماذا لا
ننضم إليهم يا عم؟» فيرد الشيخ فى لهجة قاطعة: «غير مسموح لنا بالتدخل».
يهتز الفتى من الانفعال: «الثوار يتوافدون من كل صوب والميدان يمتلئ
بالناس». فيرد الرجل الحزين: «وكذلك الحرس! مُدجّجين بالسلاح!».
يقول
الفتى الأبيض فى ثقة: «الكلمة تغلب السهم. والصدر العارى يهزم الدروع
الحديدية». قال الرجل الأبيض فى ضيق: «ألا تستطيع أن تصمت قليلا؟! ما الذى
تعرفه أنت عن الحروب؟». يتدخل العجوز الأبيض مُهدّئا: «اعذره، إنه حديث
السن، لم يعش آلاف السنين مثلنا!». ينفخ الرجل الأبيض ويبتعد فى ضيق. يقول
الفتى فى دهشة: «لماذا غضب يا عم؟».
قائد الحرس يخاطب الحشود فى ثقة
واستعلاء: «اذهبوا وإلا قطعنا رؤوسكم». تصرخ فتاة فى حماسة: «الحياة بكرامة
أو الشهادة والجنة». يبتسم القائد فى استهزاء ويقول وهو يشير لأحد الجنود:
«حسنا.. سنحقق لك أمنيتك»، ثم يشير بإيماءة متكبرة لأحد جنوده الذى يطلق
سهما يصيب عنق الفتاة. تتفجر نافورة دماء وتسقط الفتاة شهيدة.
يدب
الحماس الجنونى فى نفوس الثوار ويبدأ الالتحام. يثور غبار يحجب المسرح.
الفتى الأبيض يتحرك فى نشاط زائد، والشيخ ينظر فى هدوء، والرجل الغاضب يعطى
ظهره للمشهد. رجل الدين الشاب ينضم إلى الثوار وهو يقول للعجوز: «معذرة يا
مولاى، مكانى حيث دماء الشهداء». يقول العجوز فى حدة: «ستندم».
الشمس
توشك على الغروب والأفق مخضب باللون الأحمر. ينجلى الغبار عن جثث كثيرة
للثوار. جثمان رجل الدين الشاب مُمدد وقد غطى التراب ابتسامته الحزينة،
وعلى مقربة منها جثة قائد الحرس وقد خضبته الدماء.
يتراجع الحرس
ليرتبوا صفوفهم لمعركة الغد. الباعة المتجولون يمشون بين الصفوف وقد بدا
عليهم الابتهاج لوفرة الرزق، يبيعون للفريقين الماء والطعام. رجل الدين
العجوز ينتحى جانبا ويأكل اللحم فى نهم لا يتناسب مع عمره.
الشيخ
الأبيض ينظر فى هدوء من شاهد الموقف نفسه آلاف المرات. الفتى الأبيض يسأل
فى حيرة: «هل انتصر الثوار أم انهزموا؟». الرجل الحزين يقول وهو يعطى ظهره
للمسرح: «فى الحروب لا فارق كبير بين الهزيمة والنصر، لو انهزموا فهم خونة،
ولو انتصروا فسيسرق آخرون ثمار النصر، وستُنسى تضحيات الشهداء».
الليل الأزرق يسقط على الميدان، فينام الجميع ويتصاعد غطيطهم، فيما عدا النجوم الساهرة التى تنظر إلى كلا الفريقين فى غير اكتراث!

تصوير غريب لما يحدث فى التحرير وكأن الموجودين الان فى التحرير

اعداء لبعضهم البعض والكل ينظر الى مصلحته وفقط وهذا غير حقيقى

فالجيش والشرطة ليسوا اعدائنا وان اختلفنا معهم فى وجهات النظر كما

ان رجل الدين المتدخل فى شئون السياسة لا يمكن ان يجلس فى التحرير

لمجرد المشاهدة فلو لم تحضه انسانيته على المشاركة فسيحضه دينه على

ذلك .عذرا دكتور ايمن اختلف معك فى رسمك لهذا المشهد بهذه الصورة

شكرا ام شروق على نقل المقال .

اختلفت وجهات النظر يا سعيد
مع امواج الحيرة المتلاطمة الآن واختلط فيها الحابل بالنابل
وربك يعديها على خير
مصر تستصرخ الجميع وتقول كفى
شكرا سعيد

» نهايات عجيبة ..
» ملك لسنة واحدة فقط
» لا يمكن أن يكون لك الا أما واحدة
» شرح طريقة رفع ملف لاكثر من سيرفر مرة واحدة
» خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": شرعية الانتخابات الرئاسية