12-2-2012 | 00:03
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خصص الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الحلقة الثالثة عشرة من عرضه
لكتابه" مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان" للحديث عن لغز أشرف مروان
الذي حير الكثيرين وسر علاقته بمبارك"
وقال هيكل، في الحلقة المنشورة اليوم في جريدة "الشروق": إن العلاقة
بين الرئيس حسني مبارك والدكتور أشرف مروان وثيقة فيما بدا لي وكان ما لفت
نظري مبكراً إلى أن هذه العلاقة بين الاثنين أبعد من حدودها الطبيعية، هو
مشهد في مكتبي في شهر مارس سنة 1974، وكان حسني مبارك قائد الطيران وأشرف
مروان، مديرًا لمكتب الرئيس للمعلومات وكان أشرف مروان يزرني مثل آخرين
غيره حاولوا تصفية الأجواء وإعاده العلاقات بين الرئيس السادات وبيني وكان
الخلاف بيننا قد احتدم وابتعد عن الأهرام بعد أن عارضت سياسته في مجموعة
مقالات نشرت في الأهرام ثم نشرتها فيما بعد فى كتاب مستقل بعنوان( مفترق
الطرق).
وأضاف هيكل قائلا:" وأثناء وجوده فى مكتبى ذلك اليوم فى مارس سنة 1974
قال لى أشرف مروانة ضمن ما قال: إنه سوف يذهب غداً إلى ليبيا لمقابلة
القذافي وشرح لي داعيه للرحلة، ولم أتحمس لما سمعت فقد كان ملخصه أن الرئيس
السابق أنور السادات يرغب أن يقوم الأخ العقيد بشراء طائرة للرئاسة
المصرية، ولأنه يعتقد أن الوقت قد حان( بعد حرب أكتوبر ) لتكون للرئاسة
المصرية طائرة تليق بها كما هى الحال مع آخرين من رؤساء الدول العربية
(بالذات ممالك ومشيخات النفط).
وكان اعتماد أشرف فى هذه المهمة على علاقة نشأت بينه وبين السيد عبد
السلام جلود (رئيس وزراء ليبيا) وكذلك رأى أن يكون جلود مدخله إلى إقناع
القذافى بتمويل شراء طائرة رئاسية مصرية، وفى مكتبى ذلك الوقت من سنة 1974
وأشرف مروان يحكى عن مهمته وجدته ينهض فجأه كمن تذكر أمراً ويتصل بمبارك
ويخاطبه باسمه الأول حسنى (هكذا بلا ألقاب ) جهز طائرة من عندك للسفر غداً
إلى طرابلس وأريدك بنفسك على الطائرة، والذى حدث فى شأن موضوع الطائرة
الرئاسية أن علاقة القذافى بالرئيس السادات تدهورت فجأة كالعادة لأسباب
يطول شرحها ورفض القذافى أن تقوم ليبيا بشراء طائرة رئاسية للسادات وعرف
السيد كمال أدهم مدير المخابرات السعودية من أشرف مروان بالرفض الليبى،
وقرر الملك فيصل وكمال أدهم وهو شقيق زوجته الملكة عفت أن يكون هو صاحب
هدية الطائرة الرئاسية وقد كان وعندما وصل الرئيس مبارك الى رئاسة
الجمهورية.
وبعد انقضاء مدة الرئاسة الأولى والقانية كانت الطائرة الرئاسية هدية
السعودية قد تخلفت عما استجد على الطائرات الملكية والرئاسية من مظاهر
الأبهة والترف خصوصاً بعد ذلك الفيض المنهمر من ثروات النفط وجرت مفاتحه
القذافى مرة أخرى وكانت العلاقة قد تحسنت والظن أن هذا التحسن فى العلاقات
يكفى لإقناع القذافى أن تشترى ليبيا طائرة جديدة للرئاسة المصرية وكذلك كان
وحدث أن الديكور الداخلى للطائرة الجديدة وهو من رسم المصمم الفرنسى
الشهير "بير كاردان" لم تجئ الوانه متوافقة مع ذوق من يعنيهم الأمر فى
القاهرة.
وبالفعل تم تغيير الديكور الداخلى للطائرة بألوان مختلفة تلقى القبول،
وفى تلك السنوات على طول السبعينيات توثقت العلاقة بين الرجلين حسنى مبارك
وأشرف مروان وزادت قرباً عندما أصبح أشرف مروان ضمن المسئولية عن مشتريات
السلاح بعد اعتماد سياسة تنويع مصادره ويلاحظ حتى من قبل ذلك أن الرجلين
معاً كانا قريبين بحكم الاختصاص من صفقة الميراج الليبية مع
فرنسا(1970-1974) فقد كان مبارك باعتباره قائد الطيران هو الرجل المسئول
عما يجئ لمصر من تلك الصفقة، ثم إن عقد الصفقة قام به أساساً ضباط من سلاحه
قصدوا إلى باريس بجوازات سفر ليبية (لكن الفرنسيين كانوا يعرفون الحقيقة
).
وفى نفس الوقت فإن اشرف مروان فى ذلك الوقت عن العلاقات الليبية لم
يكن بعيداً عن التفاصيل، ويستوقف النظر فى تلك الفترة أن دخول أشرف مروان
فى قضايا التسليح كان ظاهرا على مستوى القمة قفقد حضر اجتماعا رسميا للرئيس
السادات مع وزير اخارجية الأمريكية هنرى كسنجر وكان الاجتماع فى بيت
الرئيس السادات فى الجيزة يوم10 أكتوبر 1974وترى وثيقة رسمية من الوثائق
السرية لوزارة الخارجية عنوانها مذكرة عن مناقشة أن الاجتماع حضره من
الجانب المصرى مع الرئيس السادات كل من إسماعيل فهمى وزير الخارجية ومحمود
عبد الغفار وكيل الوزراة وأشرف مروان ومن الجانب الأمريكى هنرى كسنجر
وجوزيف سيسكو والسفير هيرمان إيلتس (سفير الولايات المتحدة فى القاهرة )
وبيتر رودمان(من هيئة الأمن القومى الأمريكى).
وتحت عنوان فرعى يقول" الأسلحة السعودية الى مصر "،يتضح من المناقشة أن
السعودية عقدت صفقة أسلحة أمريكية لمصر بقيمة 70 مليون دولار، وأن هناك
وفداً سعودياً يتعاون حول الصفقة موجود فى واشنطن وفى الصفحة الثالثة من
محضر المناقشة تقول المذكرة (حوار جانبى يدور بين الرئيس السادات وأشرف
مروان "السادات") نحن نتحدث مع السعوديين عن صفقة الأسلحة التى يمولونها "
وأنت قلت لى إننا سوف نتحدث مع الملك فى هذا الموضوع وأعتقد ان الصفقة يمكن
توقيعها قبل شهر ديسيمبر ونحن على استعداد للتوقيع أيضاً فى حدود 70
ملايين دولار فى هذه السنة "كيسنجر " أنان نجد صعوبة كبيرة من السعوديين
ولانستطيع أن ندفعهم الى عمل شئ وقد ازعجوا سفيرنا البروتستانتى المتدين
لأن كل مايطلبونه هو البنات والمال ولم يسألوا أنفسهم بعد ماذا عليهم ان
يفعلوا؟ وهنا تدخل الدكتور أشرف مروان فى المناقشة قائلاً "مروان" إن الملك
سوف يحيل الموضوع الى "سلطان" يقصد الأمير سلطان وزير الدفاع وسلطان ليس
سعيداً بمسأله الذخيرة التى يقال لهم الآن إن تسليمها سوف يكون بعد14 شهراً
"كيسنجر" موجها الحديث إلى سيسكو" "جو اهتم بهضا الموضوع"
"مروان" ألا يمكن قصر موضوع السلاح على شركات دون تدخل للحكومة "أى
يجرى التفاوض بين السعوديين وبين الشركات الأمريكية مباشرة دون تدخل رسمى .
"سيسكو" تلك مسالة صعبة لآن المر يحتاج إلى تصريحات من الحكومة الأمريكية ببيع السلاح
"مروان" لكن نحن لانريد أن يكون لوزارة الداخلية دور فى موضوعات السلاح
"كيسنجر عليكم أن تعرفوا أن وزارة الدفاع يتعين عليها مسألة السلاح أن تعمل على أساس أسعار مقررة.
وبعد اختيار مبارك لمنصب نائب الرئيس سنة 1975 كانت أول مهمة كلف بها
أن يقوم بزيارة رسمية لباريس فى يونية من تلك السنة 1975 والهدف منها
الاتفاق على شراء وتصنيع صواريخ فرنسية فى مصر وكان مروان مصاحباً لمبارك
ولم يكن قد تولى بعد مسؤلية هيئة التصنيع الحريى (والتفاصيل حول هذه الصفقة
منشورة فى المجلة المعتمدة لشئون الطيران فى العالم
وكرت السنين إلى أوائل الألفية الجديدة ومع حلول سنة 2000 وأشرف مروان
مقيم فى لندن بدأت الأخبار تتسرب فى إسرائيل تلمح إلى أنه كان عميلاً
إسرائيل الذى أخطر الموساد بتوقيت نشوب الحرب فى اكتوبر 1973.
وكرت السنين إلى أوائل الألفية الجديدة ومع حلول سنة 2000 وأشرف مروان
مقيم فى لندن بدأت الأخبار تتسرب فى إسرائيل تلمح إلى أنه كان عميلاً
إسرائيليا الذى أخطر الموساد بتوقيت نشوب الحرب فى أكتوبر 1973.
ثم حدث فى ذكرى اكتوبر 2005 وهى مناسبة يقوم فيها رئيس الدولة عادة
"السادات" أو مبارك بعده بزيارة ضريح جمال مبارك وعند خروجه كان مروان
الأقرب إليه بين مودعيه.
كانت التسريبات التى خرجت من لجنة الأمن والدفاع فى الكنيست ومن مجالس
عسكرية سرية خاصة تشكلت للتحقيق فيها شديدة الحساسية والخطورة وهى باختصار
آثر من آثار الصادمة التى واجهتها إسرائيل فى الأيام العشرة الأولى من حرب
أكتوبر1973 فقد حدث وقتها أن إسرائيل شكلت لجنة تحقيق خاصة رأسها القاضى
آجرانات لكى تبحث اسباب ماوقع وتحدد المسئولية عنه وكانت النقطة المركزية
فى التحقيق هى: هل فوجئت إسرائيل أو لم تفاجأ؟ وإذا كانت قد عرفت من مصدر
سرى فلماذا تأخرت فى الاستعداد ساعة الحسم؟
وكانت لجنة التحقيق الخاصة وهى مشكلة بقرار من رئيسة الوزراء جولد
مائير قد توصلت إلى نتائج أعلنت ملخصاً مقتضباً جرى إعلانه مع إجراءات
عقابية طالت عدداً من المسئولية وبين ما اتخذ من إجراءات توجيه لوم إلى
وزير الدفاع موشى ديان وإزاحة رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال ديفيد
بن أليعازر من منصبه وإحالة الجنرال إيلى زائيرا (مدير المخابرات العسكرية
إلى التقاعد).