يا رحلة الحج يا شوقى ويا املى

يارحلةَ الحجِ يا شَوقي وبا أملي
ما أطيبَ النفسَ عند البيتِ والحرمِ

مواكبُ النورِ بالإيمانِ قاصدةٌ
رحابَ مكةَ أرضَ الخيرِ والسَلَمِ

من كلِ فجٍ عميقٍ هلّ جمعُهُمو
لبُّوا أذانَ خليلِ اللهِ في تَمَمِ

رُؤسُهُم كُشِفَت للهِ خاشعةً
وأُحرموا بلباسٍ واحِدِ السِيَمِ

زارَ الحجيجُ رسولَ اللهِ وابتهلوا
تَوافدوا سُجّداً في روضةِ النِعَمِ

الى المواقيتِ للإحرامِ قد سبَقوا
من ذي الحُلَيفةِ والتكبيرُ كالعَرِمِ

لبَّيك ربي دعاءٌ زفّ موكِبَهُم
برفقةِ الحمدِ والتسبيحِ من كلِمِ

العينُ بالدمعِ ترجو حسنَ خاتمةٍ
والقلبُ بالذكرِ لايغفو ولم ينَمِ

هذا هوَ البلدُ الأمينُ مزدحِمٌ
كأن فيهِ لقاءَ الحشْرِ ذا النسَمِ

مناسكُ الحَجِ أرساها لأُمَّتِهِ
محمدٌ خَيرُ خلقِ اللهِ في الأمَمِ

بِكعبةٍ شُرِّفَت في مُحكمِ الكُتُبِ
طاف الجميعُ بها يدعون بالسَلَمِ

السعيُ بين الصفا والمروةِ اقترنا
بماءِ زمزمَ والتوحيدِ والحِكَمِ

ما أعظمَ الوَقَفاتِ في تأمُّلِها
لمّا بكَت عينُ اسماعيلَ من ألَمِ

الذكرياتُ جميعُها لها عِبَرٌ
والأصلُ هاجرُ والخليلُ ذو الهِمَمِ

الى مِنى أحرموا في يومِ تَرْوِيةٍ
منها الى عرفاتِ الحجِ والتمَمِ

بعد الغروبِ توجهوا لمزدلِفَهْ
في ذِلّةٍ خُشّعاً للهِ ذي الكرَمِ

باتوا ليَصطَبَحوا طُوّافَ بالحرَمِ
يقضوا مناسكَهم بالنحرِ للنَعَمِ

والرميِ والحلقِ والتقصيرِ والجَمَرهْ
حتى الى منتهى التشْريقِ بالغَسَمِ

ثم الطوافُ الى البيتِ العتيقِ وقد
غُفْرَت ذُنوبُهُمو حتى من اللّمَمِ .

عزالدين خلاف .