قلتم لنا هذا انقلاب

قُلتُم لنا هذا انقلابْ
حقًا . نَعمْ
هذا انقِلابٌ ضِدَّكمْ
نحنُ الشعوبُ وأنتمُ الإرهابْ
قَسَمًا . نَعمْ
نعم انقلبْنا ضدَّكم
ما تَبتغونَ الآنَ منا يا كِلابْ ؟
فُرَصًا ؟ .. مَنحناكم فُرَصْ
قُلنا نُجرِّبُ مَرَّةً أهلَ التُّقَى
كي يَبلُغوا الأسبابْ
لكنْ طِباعُ الغدرِ فيكم شِيمةٌ
طَبْعُ الخيانةِ فيكمُ غَلابْ
قُلنا التقارُبُ كي نُزيلَ خلافَنا
لمْ تَسمعوا قولاً لنا
وسَددتُمو في وجهِنا الأبوابْ
جئنا بكم كي تَحكموا
يا للعجبْ
لمَّا وصلتُم للكراسي يا غَنمْ
عاملتُمونا أننا أغرابْ
جئتُم بأغباكم ليحكمَ مِصرَنا
صَنمٌ ببهوِ القصرِ عاشَ مُغيَّبًا
وقطيعُ أغنامٍ كسربِ ذُبابْ
وتركتُمُ الوطنَ الجريحَ فريسةً
ما بينَ كلِّ مُخادعٍ في دينِهِ
أو عاهرٍ أو جاهلٍ نَصَّابْ
سلَّمتُمونا للعِدَى وهرَبتُمو
من هولِ ما فعلوا بنا
حتى الغُرابُ بأرضِنا قد شابْ
يا لاحسينَ الأحذيةْ
فيما مَضى
عودوا لقهرِ سُجونِكم
كي تَركعوا وتُقبِّلوا الأعتابْ
أُسْدٌ علينا ، في المعاركِ هِرَّةٌ
تَرتاعُ خوفًا من قَطيعِ ذُبابْ
شعبٌ وربِّي عاشَ مَخدوعًا بكم
طولِ اللحَى ، ونَصاعةِ الجلبابْ
للقدسِ قُلتم ذاهبونَ
وعندَما قلنا اذهبوا
فَرَّ الجميعُ "كفَصِّ مِلحٍ" ذابْ
يا خيرَ جندِ اللهِ مصرُ أمانةٌ
أنتم لها
في وجهِ قومٍ فيهُمو نَرتابْ
هم أهلُ دِينٍ لستَ تَعرفُ دينَهم
ما دينُهم ؟
قُلْ لي بربِّكَ ، دُلَّني
ماذا يَكونُ مُسَيلِمٌ كذَّابْ ؟
هم أهلُ دنيا للنُخاعِ
وفي الهوَى شَهواتُهم
تَعلو وتَعلو فوقَ أيِّ حِسابْ
آنَ الأوانُ لتَحصُدوا أوزارَكم
ولِتَعلَموا أن ابنَ مصرٍ إنْ غَضِبْ
صارَ الوجودُ وما عليهِ غِضابْ
وتَيقَّنوا من أن أصلَ فسادِكم
هو لعنةُ اللهِ التي قد طاردَتكم في الدُّنا
من فتنةٍ ، أو لعنةٍ وسِبابْ
***
عاتبْتُكم ؟
واللهِ هذا لم يَكنْ أبدًا حقيقةَ مَقصِدي
فخَسارةٌ في مثلِكم واللهِ أيُّ عِتابْ
القائدُ المجنونُ يَصرُخُ دائمًا :
أنا رَبُّكم ،
وأنا الغفورُ لكلِّ عبدٍ تابْ
يا آكلينَ السُّحتَ ويْحَ قلوبِكم
هيَّا كُلوا وتَمتَّعوا
أموالُ مصرَ غنيمةٌ
من غزوةِ الإرهابْ
يا لائمي وتُريدُ نُصحًا قُلْ لنا
مَن ذا الذي حرقَ البلادَ وفَرَّقَ الأصحابْ ؟
ومَن الذي قتلَ المروءَةَ عندَنا
ومَن الذي قد باعَنا ،
باعَ الترابْ
واستبدلَ الشعبَ العظيمَ بِحِفنةٍ ،
وجَماعةٍ جاءَتْ من السِّردابْ
مصرُ العظيمةُ لا تَزالُ كما هي
النيلُ يَجري والحضارةُ تَزدَهِرْ
أرضُ الكنانةِ مَجمعُ الأحبابْ
فالطهرُ في الإسلامِ طُهرُ قلوبِنا
والطهرُ فيكم لِحيةٌ وثِيابْ
قَسَّمتمُ الدينَ الحنيفَ لأنكم
من دونِ حقٍّ تَمنحونَ مَثوبةً
وبدونِ حقٍّ تَمنحونَ عِقابْ
جئنا إلى الإسلامِ قبلَ مَجيئكم
والدينُ كانَ سَماحةً لا تَصدِمُ الألبابْ
فهنا المآذنُ والكنائسُ تَلتقي
وتَشِعُّ نورًا بينَنا
نورَ الإلهِ الواحدِ الوهابْ
***
يا أزهرًا حَملَ الرسالةَ شامخًا
نورُ الإلهِ بقلبِنا قد ذابْ
فرقٌ كبيرٌ بينَ حُكمِ مُناضلٍ
أو حكمِ كلبٍ يَحتمي بِكلابْ
والعزُّ في الأوطانِ صرخةُ عاشقٍ
نالَ الشهادةَ واستحالَ سَحابْ
ليُطِلَّ مِن قلبِ السماءِ ويَرتَقي
ويَصيرَ ضوءًا أو يَصيرَ شِهابْ
يا خيرَ جُندِ الأرضِ تلكَ تَحيَّةٌ
منا إليكم يا أُسودَ الغابْ

عبد العزيز جويدة