كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى Support

 

 باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى Empty
مُساهمةموضوع: باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى   باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 19, 2014 7:11 pm

باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى 10686816_872317136146131_6613042634331055215_n
 
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك  كلمات رددتها الحاجة نورا وهى تستعد  للسفر وترتب حاجياتها وعيناها مليئة بدموع الشوق والفرحة  لتلبية النداء واداء مناسك الحج التى طالما حلمت بها  وظنت ان لا سبيل اليها 
واثناء ذلك   وقعت عينها فى دولابها على البوم الصور الخاص بها فمدت يدها لتتصفح كم مضى من عمرها الآن وكأننا حين نلتمس الذكريات القديمة ونستنشقها تتوقف امامنا عقارب الساعة فلا نشعر بكم مضى من الوقت  استهلكناه فى التصفح  وهذا ما حدث بالفعل للحاجة نور التى تركت ترتيب حاجياتها وجلست تقلب فى صفحات البومها  وبدأت  بصورة لها  وهى  فى الخامسة او السادسة من عمرها  تمسك بدمية صغيرة تحيطها بذراعيها ومسترسلة فى نوم عميق  تبسمت نورا  فغريزة الأمومة تنشأ مع الطفلة منذ ادراكها الحياة من حولها  وتسعى اليها بكامل وجدانها  وتقلب نورا فى الصفحة الثالية للألبوم فتجد صورة جماعية مع اسرتها الوالد والوالدة واختها  نجوى  وتتذكر اياااام مضت  وازمان تغيرت فتحاول الهروب من ذكرى ما وتغير الصفحة بسرعة لتجد نفسها فى ثوب زفافها  كم كانت فى ابهى صورها وريعان شبابها بجانب زوجها  الجميل النبيل  نعتا ورسما  وكيف انها عاشت معه اسعد ايام حياتها  وكيف انه كان حصن امانها الذى تركن اليه
تزوجته وصارت بهما الايام كأجمل ما يكون فى الحياة الدنيا  الا ان الدنيا لا تعطى كل شىء فلم يرد لهما الله بالذرية التى تقر بها العين  مرت السنة الاولى  جميلة  لا قلق فيها ولا تفكير فالايام السعيدة تمر كلمح البصر
حتى تعليقات الاهل وسؤالهم عن الانجاب كان الرد يكون هادئا  انه قريبا ان شاء الله  سيرزقهم الله
بدأت الأمور ترتبك تدريجيا عندما دخلوا عامهم التالى ولا شىء  يلوح فى الآفاق  والسؤال الملح من الجميع والدة نبيل ووالدتها والدة نبيل التى تهفوا لحفيد لابنها  بالرغم من ان الاحفاد كثر من حولها من اخوة نبيل  النساء والذكور فقد كان نبيل اخر من تزوج فيهم  ووالدة نورة تهفو الى اول حفيد لها  من اول ابنة تزوجها 
ونبيل الذى يتطلع الى طفل يلاعبه فيناديه بأجمل كلمة فى الوجود تهز القلب  ابى  يالها من كلمة  يفتقدها البعض فيتمنى ان يدفع بكل ماله نظير ان يسمعها
ونورا نورا التى تعشق  الأطفال تعشقهم عشقا  بل تكاد لا تشعر بذاتها ولا تنسجم ضحكاتها الا فى وجود طفل تلاعبه  ما اجملها ابتسامة الاطفال وبرائتهم
بدا القلق يزحف شيئا فشىء  وبدأ التردد على الأطباء يفرض نفسه على الساحة ترددت على اكثر من طبيب  بالحاح  من الاهالى  ومن داخل نفسها وقناعتها  وتلهفها على انجاب طفل يملأ عليهم ارجاء البيت فرحة وسرورا
وكلما ذهبت الى طبيب وبعد عمل الفحوصات يطمئنونها انكِ سليمة  لا شىء يعوق الحمل لديكِ فتعود ببوارق الأمل  منتشية عله يحدث الحمل يوما ما  ونبيل الذى لم يتوانى يوما عن بذل كافة ما يستطيعه لإدخال السرور الى قلبها  يطمئنها ويغمرها بحنانه ومرت سنة اخرى وأخرى ولا شىء قادم
والصبر من حولها نفد حتى نبيل بدأ يتوتر من داخله  وفقد قدرته على طمئنتها وتهدئتها  ووالدته التى لا تكف عن ملاحقتها كلما رأتها  بكلمات كطلقات الرصاص  فتقابلها بالصمت والتجاهل
الى ان قرر نبيل  الذهاب بها الى طبيب اخر سمع عن مهارته من زملائه فى العمل  بعد اربع سنوات من الزواج
وكان  رد الطبيب الماهر ايضا ان كل شىء طبيعى  ولا شىء يمنع  ولكن ....طلب  عمل بعض التحاليل  لنبيل نفسه  وهذا الطلب لم يطلبه احد الاطباء السابقين من قبل  ولم يتردد نبيل وافق على الفور   وكانت النتيجة مفاجأة
نبيل لا يستطيع الإنجاب نبيل عقيم ....هذا ما اكتشفه عندما ذهب لتسلم التحاليل  وعرضها على الطبيب الذى فجر فى وجهه هذه القنبلة ولم يدر نبيل كيف تحملته قدماه حتى عاد الى المنزل يحمل لها هذا الخبر الكارثى
وبرغم وجع  وجرح هذا الأمر لكرامة الرجل  الا انه لم يخفى عنها حرفا مما قيل هو يقص عليها والدموع تخنق كلماته فتخرج مكتومة وهى تستمع وقلبها يكاد يتمزق من الألم الى ان انتهى من كلامه فلم يشعر بنفسه الا وهو منفجر فى البكاء بين زراعيها التى احتوته واختلطت الدموع   فلا كلام يقال او يعبر عن الالم ساعتها
كفكفت دموعه بيديها وابتسمت ابتسامة ممزوجة بالشجن قائلة له انا لا احتاج الى اطفال انت طفلى وانا اكتفيت بك يا طفلى المدلل  نبيل يزداد حزنه مع هذه الكلمات اذ انه كان يتمنى ان يحقق لها هذا الامل الغالى  لا ان يكون عائقا لها دون  تحقيق اجمل ما تريد   يطأطىء  برأسه فى اسى فتمد يدها الى وجهه رافعة رأسه   قائلة له  اياك ان تطرق هكذا مرة اخرى  امتداد حياتى من بحر عيونك  ايها الحبيب 
لى عندك طلب وعدنى  ان تنفذه ولا تراجعنى فيه  عدنى قبل ان اطلبه
 يقول لها نبيل لو طلبتى  روحى  لأعطيتها لك يا نورا  اطلبى ولن اتأخر حتى ولو كان طلبك فراقى
تضع يدها على فمه قائلة اصمت  اياك ان تقولها ولو بينك وبين نفسك مرة اخرى  انا بدونك اضيع  بدونك لا اكون  ...ينظر اليها  بحيرة   فماذا تريدين اذا
ترد نورا  تقارير الطبيب ونتائجه سر بينى وبينك مدى الحياة   وعليك ان تقسم لى فى الحال ان لا تتفوه بهذا السر لمخلوق  ما دمت على قيد الحياة 
وبدهشة يرد نبيل : نورا كيف الا تدرين نتائج هذا الطلب لن يدعوك وشأنك ولن اتحمل ان يجرحك احد فى امر لا يد لك فيه  والدتى  اعرف كلماتها   لن اقبل عليكِ ....
نورا : نبيل كلمة واحدة  عدنى بذلك ارجوك ان كنت تحبنى
وبعد الحاح نورا وتوسلها يستجيب نبيل  وينحنى ليقبل يدها  فى مشهد من اروع  المشاهد الصادقة فى حياتنا
تمر الايام ونورا تزداد اهتماما بزوجها لتنسيه  ثقل ما يستشعره  من هم كبير
وتكفكف دموعا تلوح كلما حاصرتها الاسئلة احيانا والكلمات الجارحة احيانا اخرى  وفى المقابل   تلح والدة نبيل على  ابنها بالزواج حتى ترى له قرة عين  بدلا من هذه الزوجة العقيمة فيقابل الالحاح بعنف فى الرد والرفض وعلى لسانه  ان يقول لها كفى عن ذلك فأنا العاقر العقيم لا هى  فيتذكر الوعد ويلتزم الصمت
نورا لم تفقد حبها وحنانها الجارف نحو الاطفال  كبرت نجوى وتزوجت وها هى قد انجبت طفل  جميل الا ان  ظروف عملها تضطرها لترك الطفل مع والدتها  الا ان والدتها  لا تستطيع الاستمرار فى رعاية الطفل بعد ان اصابها المرض  فتعرض نجوى على اختها نورا بقاء الطفل  معها اثناء  وجودها فى العمل فترحب نورا وهى تطير من الفرح بوجود طفل معها ولو لساعات من اليوم  ونبيل يفرحه ما يفرح زوجته بالطبع
كان هذا الطفل الجميل محمود يكبر امام عين نورا يوما فيوم وهى تتفانى فى بذل ما تستطيعه  للتمتع باتسامته وملاعبته   ويكاد قلبها ينفطر حين تأتى اختها لتذهب به فتشعر انها   تذهب معها بقطعة من قلبها
الى ان اراد الله ان تطلب منها نجوى بقاء محمود لديها لوقت اطول ذلك لأن الحمل التالى يرهقها  وقد اوشكت على الوضع
فتكاد تنحنى لتقبل يد اختها على هذا الطلب الجميل الذى سيمنحها مزيدا من السعادة بمحمود الذى اعتاد على  نورا ونبيل اكثر من اعتياده على والده ووالدته
تعلم نورا ان نجوى لم تفعل ذلك  تبرعا منها او احساسا  باختها ولكن نجوى معروفه انها لا تهمها سوى مصلحتها وفقط ولا تلتفت لمثل هذه الامور ولكن نورا ترى ان لو نجوى لم تفعل اى حسنة معها فى الحياة  فيكفيها هذه الحسنة كى  تقر لها بالفضل والجميل  يكبر محمود يوما فيوم  ويتورد فيتورد  قلب نورا معه
ويمرض  فينخلع قلب نورا ايضا معه كان يناديها بأجمل كلمة  فى الوجود  أمى  نطق بها بفطرة الطفل الرضيع  كلما ناداها قال امى  الا ان نجوى التى لم تكن تدرك  ذلك   سمعته مرة ينادى امى ويتجه   صوب نورا مبتهجا  فتغيرت ملامح وجهها واختطفته بين يديها قائلة له  انا امك انا ماما  نورا خالتو
قل خالتو
والطفل ينظر اليها لا يدرى ماذا تريد ان تفهمه  فتكرر الكلمة ونورا جالسة مكانها وكأن لوحا من الثلج قد تساقط على  رأسها  الطفل فى يد نجو ينظر لنورا ويشير لها بيده ماما  وكأنما يريدها ان تخلصه من بين يدى نجوى التى لم يفهم كلماتها
نورا وكأنما اصابها الخرس ونجوى تتناول حقيبتها  وتمسك طفلها  قائلة   سنذهب الان يا نورا  فالبنت  فى السيارة مع والدها  ولابد انها تبكى جوعا
البنت فى السيارة تبكى جوعا  وانا قلبى ينزف الما هكذا كانت تقول نورا من داخلها وهى تشاهد  محمود لازال يشير اليها ويبكى لا يريد الذهاب
كم من طعنات يوجهها اللسان   يستقر المها فى القلب اكثر واعمق من طعنات السياط
سامحك الله يا نجوى على ما فعلتيه بقلب نورا
لم تكتفى نجوى بذلك بل انها لم تأتى بمحود  كالمعتاد وتكاد نورا ان تجن فتتصل بها فيأتيها الرد ان على الطفل ان يتعود على وجوده مع  اسرته  والتعود على وجود اخته وملاعبتها
نورا لم تجد حرجا هذه المرة فى ان تتوسل  الى اختها  ان تعيد لها محمود وانها ستفهمه ان لا يقول لها كلمة ماما مرة ثانية  تقول هذا لاختها وهى فى انهيارها تبكى
الا ان نجوى  كانت قد رتبت امورها بالفعل ولم تعبأ بانكسار اختها وردت فى حسم   انه لم يعد  يجدى هذا الكلام فمصلحة الطفل بين اسرته  وانتهى الحوار الذى ادى بنور الى نوبة من الاكتئاب لم تصادفها فى حياتها  ولن تجد من يقنع اختها بالعطف عليها فالوالد والوالدة تحت الثرى الآن  ونبيل يتمزق الما على ما وصلت اليه الا ان الله لا يترك عبده كسيرا  ..فيأتى الخبر من نبيل انه قد تم ترقيته ونقله الى  محافظة المنيا وان عليهم مغادرة المدينة وتأسيس منزل جديد فى المنيا  وكم كان الخبر مريحا لقلب نورا وزوجها بعيدا عن هذا الجو الذى انعدم فيه الاحساس بالآخر
وانتقلوا للعيش والاستقرار بالمنيا وسرعان ما اندمجت نورا  فى الحياة  من حولها خاصة وان جيرانها الجدد لديهم اطفال ولا يدرى معنى كلمة اطفال الا  محرومها    نورا محبوبة  لعالم الاطفال حيث تغزو عالمهم بسرعة فكان اطفال الجيران من حولها  لا يكادوا يفارقونها الا للنوم  وكانت امهاتهم  يأتمنها  عليهم وما اتمنتها اختها على ابنها  وكان الاطفال ايضا بكامل فطرتهم ينادونها بماما ...كم من طفل نادكى بأمى يا نورا   وكبرت  نورا  ولازال  قلبا شابا نضرا  وكبر الاطفال وتبعهم اطفال ونورا تعطى وتعطى  وكبر نبيل وشاءت الاقدار ان يتوفاه الله   فكانت الفاجعة  على قلبها  التى ساهم جميع من احبها فى التخفيف من وقعها عليها   ولكنه رفيق العمر كيف لقبها ان يتحمل او ان يسلاه  لم يستطع احد الغوص فى بحر الاحزان لالتقاط نورا منه  الا اطفال تحوم من حولها تشعرها  بوجود نبض بقى  ودم  لازال يجرى فى شرايينها
اعوام واعوام قد انقضت  ونورا محبوبة الجماهير ومحبوبة الاطفال اصبحت جدة
نعم جدة  لأحفاد لم تلد ابائهم  ولكنها  ام  بالروح والقلب والاحساس وما ادراك ما هذا النوع من الرباط   الذى قد يفوق رباط النسب
الآن الحاجة نورا  تحزم امتعتها   لتحقق امنيتها فى الحج بعد ان فاجآها ابنائها الاحباء  بالتقديم لها فى حج القرعة كهدية عيد الأم لهذا العام   وقد حالفها الحظ بالفعل وسوف يسافر معها  احدهم 
تستفيق الحاجة نور على طرقات  باب غرفتها من سها  احدى من تربت على يديها وهى تقول لها  ما كل هذا يا ماما   كل هذا فى ترتيب الحقيبة  ..
تبتسم نورا قائلة ذلك لأنها حقيبة  جاءت من باب الفضل يا ابنتى
 
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك  كلمات رددتها الحاجة نورا وهى تستعد  للسفر وترتب حاجياتها وعيناها مليئة بدموع الشوق والفرحة  لتلبية النداء واداء مناسك الحج التى طالما حلمت بها  وظنت ان لا سبيل اليها 
واثناء ذلك   وقعت عينها فى دولابها على البوم الصور الخاص بها فمدت يدها لتتصفح كم مضى من عمرها الآن وكأننا حين نلتمس الذكريات القديمة ونستنشقها تتوقف امامنا عقارب الساعة فلا نشعر بكم مضى من الوقت  استهلكناه فى التصفح  وهذا ما حدث بالفعل للحاجة نور التى تركت ترتيب حاجياتها وجلست تقلب فى صفحات البومها  وبدأت  بصورة لها  وهى  فى الخامسة او السادسة من عمرها  تمسك بدمية صغيرة تحيطها بذراعيها ومسترسلة فى نوم عميق  تبسمت نورا  فغريزة الأمومة تنشأ مع الطفلة منذ ادراكها الحياة من حولها  وتسعى اليها بكامل وجدانها  وتقلب نورا فى الصفحة الثالية للألبوم فتجد صورة جماعية مع اسرتها الوالد والوالدة واختها  نجوى  وتتذكر اياااام مضت  وازمان تغيرت فتحاول الهروب من ذكرى ما وتغير الصفحة بسرعة لتجد نفسها فى ثوب زفافها  كم كانت فى ابهى صورها وريعان شبابها بجانب زوجها  الجميل النبيل  نعتا ورسما  وكيف انها عاشت معه اسعد ايام حياتها  وكيف انه كان حصن امانها الذى تركن اليه
تزوجته وصارت بهما الايام كأجمل ما يكون فى الحياة الدنيا  الا ان الدنيا لا تعطى كل شىء فلم يرد لهما الله بالذرية التى تقر بها العين  مرت السنة الاولى  جميلة  لا قلق فيها ولا تفكير فالايام السعيدة تمر كلمح البصر
حتى تعليقات الاهل وسؤالهم عن الانجاب كان الرد يكون هادئا  انه قريبا ان شاء الله  سيرزقهم الله
بدأت الأمور ترتبك تدريجيا عندما دخلوا عامهم التالى ولا شىء  يلوح فى الآفاق  والسؤال الملح من الجميع والدة نبيل ووالدتها والدة نبيل التى تهفوا لحفيد لابنها  بالرغم من ان الاحفاد كثر من حولها من اخوة نبيل  النساء والذكور فقد كان نبيل اخر من تزوج فيهم  ووالدة نورة تهفو الى اول حفيد لها  من اول ابنة تزوجها 
ونبيل الذى يتطلع الى طفل يلاعبه فيناديه بأجمل كلمة فى الوجود تهز القلب  ابى  يالها من كلمة  يفتقدها البعض فيتمنى ان يدفع بكل ماله نظير ان يسمعها
ونورا نورا التى تعشق  الأطفال تعشقهم عشقا  بل تكاد لا تشعر بذاتها ولا تنسجم ضحكاتها الا فى وجود طفل تلاعبه  ما اجملها ابتسامة الاطفال وبرائتهم
بدا القلق يزحف شيئا فشىء  وبدأ التردد على الأطباء يفرض نفسه على الساحة ترددت على اكثر من طبيب  بالحاح  من الاهالى  ومن داخل نفسها وقناعتها  وتلهفها على انجاب طفل يملأ عليهم ارجاء البيت فرحة وسرورا
وكلما ذهبت الى طبيب وبعد عمل الفحوصات يطمئنونها انكِ سليمة  لا شىء يعوق الحمل لديكِ فتعود ببوارق الأمل  منتشية عله يحدث الحمل يوما ما  ونبيل الذى لم يتوانى يوما عن بذل كافة ما يستطيعه لإدخال السرور الى قلبها  يطمئنها ويغمرها بحنانه ومرت سنة اخرى وأخرى ولا شىء قادم
والصبر من حولها نفد حتى نبيل بدأ يتوتر من داخله  وفقد قدرته على طمئنتها وتهدئتها  ووالدته التى لا تكف عن ملاحقتها كلما رأتها  بكلمات كطلقات الرصاص  فتقابلها بالصمت والتجاهل
الى ان قرر نبيل  الذهاب بها الى طبيب اخر سمع عن مهارته من زملائه فى العمل  بعد اربع سنوات من الزواج
وكان  رد الطبيب الماهر ايضا ان كل شىء طبيعى  ولا شىء يمنع  ولكن ....طلب  عمل بعض التحاليل  لنبيل نفسه  وهذا الطلب لم يطلبه احد الاطباء السابقين من قبل  ولم يتردد نبيل وافق على الفور   وكانت النتيجة مفاجأة
نبيل لا يستطيع الإنجاب نبيل عقيم ....هذا ما اكتشفه عندما ذهب لتسلم التحاليل  وعرضها على الطبيب الذى فجر فى وجهه هذه القنبلة ولم يدر نبيل كيف تحملته قدماه حتى عاد الى المنزل يحمل لها هذا الخبر الكارثى
وبرغم وجع  وجرح هذا الأمر لكرامة الرجل  الا انه لم يخفى عنها حرفا مما قيل هو يقص عليها والدموع تخنق كلماته فتخرج مكتومة وهى تستمع وقلبها يكاد يتمزق من الألم الى ان انتهى من كلامه فلم يشعر بنفسه الا وهو منفجر فى البكاء بين زراعيها التى احتوته واختلطت الدموع   فلا كلام يقال او يعبر عن الالم ساعتها
كفكفت دموعه بيديها وابتسمت ابتسامة ممزوجة بالشجن قائلة له انا لا احتاج الى اطفال انت طفلى وانا اكتفيت بك يا طفلى المدلل  نبيل يزداد حزنه مع هذه الكلمات اذ انه كان يتمنى ان يحقق لها هذا الامل الغالى  لا ان يكون عائقا لها دون  تحقيق اجمل ما تريد   يطأطىء  برأسه فى اسى فتمد يدها الى وجهه رافعة رأسه   قائلة له  اياك ان تطرق هكذا مرة اخرى  امتداد حياتى من بحر عيونك  ايها الحبيب 
لى عندك طلب وعدنى  ان تنفذه ولا تراجعنى فيه  عدنى قبل ان اطلبه
 يقول لها نبيل لو طلبتى  روحى  لأعطيتها لك يا نورا  اطلبى ولن اتأخر حتى ولو كان طلبك فراقى
تضع يدها على فمه قائلة اصمت  اياك ان تقولها ولو بينك وبين نفسك مرة اخرى  انا بدونك اضيع  بدونك لا اكون  ...ينظر اليها  بحيرة   فماذا تريدين اذا
ترد نورا  تقارير الطبيب ونتائجه سر بينى وبينك مدى الحياة   وعليك ان تقسم لى فى الحال ان لا تتفوه بهذا السر لمخلوق  ما دمت على قيد الحياة 
وبدهشة يرد نبيل : نورا كيف الا تدرين نتائج هذا الطلب لن يدعوك وشأنك ولن اتحمل ان يجرحك احد فى امر لا يد لك فيه  والدتى  اعرف كلماتها   لن اقبل عليكِ ....
نورا : نبيل كلمة واحدة  عدنى بذلك ارجوك ان كنت تحبنى
وبعد الحاح نورا وتوسلها يستجيب نبيل  وينحنى ليقبل يدها  فى مشهد من اروع  المشاهد الصادقة فى حياتنا
تمر الايام ونورا تزداد اهتماما بزوجها لتنسيه  ثقل ما يستشعره  من هم كبير
وتكفكف دموعا تلوح كلما حاصرتها الاسئلة احيانا والكلمات الجارحة احيانا اخرى  وفى المقابل   تلح والدة نبيل على  ابنها بالزواج حتى ترى له قرة عين  بدلا من هذه الزوجة العقيمة فيقابل الالحاح بعنف فى الرد والرفض وعلى لسانه  ان يقول لها كفى عن ذلك فأنا العاقر العقيم لا هى  فيتذكر الوعد ويلتزم الصمت
نورا لم تفقد حبها وحنانها الجارف نحو الاطفال  كبرت نجوى وتزوجت وها هى قد انجبت طفل  جميل الا ان  ظروف عملها تضطرها لترك الطفل مع والدتها  الا ان والدتها  لا تستطيع الاستمرار فى رعاية الطفل بعد ان اصابها المرض  فتعرض نجوى على اختها نورا بقاء الطفل  معها اثناء  وجودها فى العمل فترحب نورا وهى تطير من الفرح بوجود طفل معها ولو لساعات من اليوم  ونبيل يفرحه ما يفرح زوجته بالطبع
كان هذا الطفل الجميل محمود يكبر امام عين نورا يوما فيوم وهى تتفانى فى بذل ما تستطيعه  للتمتع باتسامته وملاعبته   ويكاد قلبها ينفطر حين تأتى اختها لتذهب به فتشعر انها   تذهب معها بقطعة من قلبها
الى ان اراد الله ان تطلب منها نجوى بقاء محمود لديها لوقت اطول ذلك لأن الحمل التالى يرهقها  وقد اوشكت على الوضع
فتكاد تنحنى لتقبل يد اختها على هذا الطلب الجميل الذى سيمنحها مزيدا من السعادة بمحمود الذى اعتاد على  نورا ونبيل اكثر من اعتياده على والده ووالدته
تعلم نورا ان نجوى لم تفعل ذلك  تبرعا منها او احساسا  باختها ولكن نجوى معروفه انها لا تهمها سوى مصلحتها وفقط ولا تلتفت لمثل هذه الامور ولكن نورا ترى ان لو نجوى لم تفعل اى حسنة معها فى الحياة  فيكفيها هذه الحسنة كى  تقر لها بالفضل والجميل  يكبر محمود يوما فيوم  ويتورد فيتورد  قلب نورا معه
ويمرض  فينخلع قلب نورا ايضا معه كان يناديها بأجمل كلمة  فى الوجود  أمى  نطق بها بفطرة الطفل الرضيع  كلما ناداها قال امى  الا ان نجوى التى لم تكن تدرك  ذلك   سمعته مرة ينادى امى ويتجه   صوب نورا مبتهجا  فتغيرت ملامح وجهها واختطفته بين يديها قائلة له  انا امك انا ماما  نورا خالتو
قل خالتو
والطفل ينظر اليها لا يدرى ماذا تريد ان تفهمه  فتكرر الكلمة ونورا جالسة مكانها وكأن لوحا من الثلج قد تساقط على  رأسها  الطفل فى يد نجو ينظر لنورا ويشير لها بيده ماما  وكأنما يريدها ان تخلصه من بين يدى نجوى التى لم يفهم كلماتها
نورا وكأنما اصابها الخرس ونجوى تتناول حقيبتها  وتمسك طفلها  قائلة   سنذهب الان يا نورا  فالبنت  فى السيارة مع والدها  ولابد انها تبكى جوعا
البنت فى السيارة تبكى جوعا  وانا قلبى ينزف الما هكذا كانت تقول نورا من داخلها وهى تشاهد  محمود لازال يشير اليها ويبكى لا يريد الذهاب
كم من طعنات يوجهها اللسان   يستقر المها فى القلب اكثر واعمق من طعنات السياط
سامحك الله يا نجوى على ما فعلتيه بقلب نورا
لم تكتفى نجوى بذلك بل انها لم تأتى بمحود  كالمعتاد وتكاد نورا ان تجن فتتصل بها فيأتيها الرد ان على الطفل ان يتعود على وجوده مع  اسرته  والتعود على وجود اخته وملاعبتها
نورا لم تجد حرجا هذه المرة فى ان تتوسل  الى اختها  ان تعيد لها محمود وانها ستفهمه ان لا يقول لها كلمة ماما مرة ثانية  تقول هذا لاختها وهى فى انهيارها تبكى
الا ان نجوى  كانت قد رتبت امورها بالفعل ولم تعبأ بانكسار اختها وردت فى حسم   انه لم يعد  يجدى هذا الكلام فمصلحة الطفل بين اسرته  وانتهى الحوار الذى ادى بنور الى نوبة من الاكتئاب لم تصادفها فى حياتها  ولن تجد من يقنع اختها بالعطف عليها فالوالد والوالدة تحت الثرى الآن  ونبيل يتمزق الما على ما وصلت اليه الا ان الله لا يترك عبده كسيرا  ..فيأتى الخبر من نبيل انه قد تم ترقيته ونقله الى  محافظة المنيا وان عليهم مغادرة المدينة وتأسيس منزل جديد فى المنيا  وكم كان الخبر مريحا لقلب نورا وزوجها بعيدا عن هذا الجو الذى انعدم فيه الاحساس بالآخر
وانتقلوا للعيش والاستقرار بالمنيا وسرعان ما اندمجت نورا  فى الحياة  من حولها خاصة وان جيرانها الجدد لديهم اطفال ولا يدرى معنى كلمة اطفال الا  محرومها    نورا محبوبة  لعالم الاطفال حيث تغزو عالمهم بسرعة فكان اطفال الجيران من حولها  لا يكادوا يفارقونها الا للنوم  وكانت امهاتهم  يأتمنها  عليهم وما اتمنتها اختها على ابنها  وكان الاطفال ايضا بكامل فطرتهم ينادونها بماما ...كم من طفل نادكى بأمى يا نورا   وكبرت  نورا  ولازال  قلبا شابا نضرا  وكبر الاطفال وتبعهم اطفال ونورا تعطى وتعطى  وكبر نبيل وشاءت الاقدار ان يتوفاه الله   فكانت الفاجعة  على قلبها  التى ساهم جميع من احبها فى التخفيف من وقعها عليها   ولكنه رفيق العمر كيف لقبها ان يتحمل او ان يسلاه  لم يستطع احد الغوص فى بحر الاحزان لالتقاط نورا منه  الا اطفال تحوم من حولها تشعرها  بوجود نبض بقى  ودم  لازال يجرى فى شرايينها
اعوام واعوام قد انقضت  ونورا محبوبة الجماهير ومحبوبة الاطفال اصبحت جدة
نعم جدة  لأحفاد لم تلد ابائهم  ولكنها  ام  بالروح والقلب والاحساس وما ادراك ما هذا النوع من الرباط   الذى قد يفوق رباط النسب
الآن الحاجة نورا  تحزم امتعتها   لتحقق امنيتها فى الحج بعد ان فاجآها ابنائها الاحباء  بالتقديم لها فى حج القرعة كهدية عيد الأم لهذا العام   وقد حالفها الحظ بالفعل وسوف يسافر معها  احدهم 
تستفيق الحاجة نور على طرقات  باب غرفتها من سها  احدى من تربت على يديها وهى تقول لها  ما كل هذا يا ماما   كل هذا فى ترتيب الحقيبة  ..
تبتسم نورا قائلة ذلك لأنها حقيبة  جاءت من باب الفضل يا ابنتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
 
باب الفضل مفتوح / قصة بقلمى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رداً علي باب الفضل للاستاذه زهره اقدمها لكم بطريقتي الزجليه
» لا ينكر فضل اهل الفضل الا لئيم
» لا كان ولا كنا/ بقلمى
» انت مين \ بقلمى
» قال ايه \ بقلمى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: أقلام حرة (قصص وروايات-شعر-خواطر)-
انتقل الى: