ما اسعدنى من طفل \ بقلمى

استوقفتنى هذه الصورة كثيرا ...ترى لو اتيتها بها ستفرح؟ 
هل ستفهم مقصدى منها يا ليتها تفهمها ياليتها تغفر لى 
هكذا يحدث نفسه وهو يتابع تغليف اللوحة وبداخل كبير ان تصفح عزة وتقبل العودة معه الى منزلها بعد ان خرجت جريحة دون ان تنطق بكلمة واحدة ولكن لمعة الدموع فى عيونها كافية لتعبر عن جرح والم عميق 
ماذا دهاك يا كامل اتفعل بها هذا اتتسبب لها فى هذا الجرح وهى التى اعطت ولم تتوانى لحظة فى رعايتى واحتوائى
يالك من احمق لا تستحق ...كيف تستبيح لنفسك ان تنهرها هكذا هكذا كان يحدث نفسه طيلة الطريق الى منزل والدها حاملا هما كبيرا اذ كيف سيواجه اهلها عندما يوبخونه على فعلته هذه ترى ماذا قالت لهم ؟
دق الجرس وهو غارق فى فكره فتلقته والدتها بابتسانة عريضة وترحيب اعتاد منها عليه ولكن كيف ترحب به وقد اغضب ابنتها ؟ يالها من ام حكيمة تستحق كل احترام فلم تتلاقاه بالسباب والشتائم ولا العبوس ...حسنا ها هو الوالد مقبل ايضا فى بهجة وترحيب اخجله اكثر من فعل نفسه مع زوجة تحبه واهلها يحترمونه جلس مرتبكا يريد النطق فلم يستطع الا مجاراتهم فى نقاشات خارج نطاق ما حدث تماما ولما لم يجد بدا وهو متعجل لرؤيتها فقد افتقدها على مدار يوم كامل لم يتمتع بطلعة وجهها الصبوح وابتسامتها الرقيقة ...قال فى تلعثم اين عزة ؟
ردت الأم ...عزة فى شقتها منذ اكثر من ساعتين 
قالت ان عليها ان تجهز لك الطعام قبل عودتك وحاولنا معها الاتصال بك لنتناول طعامك معنا فرفضت قائلة انك مرهق هذه الأيام وعليها الإنصراف
دواااامة ...الأم تحكى ما قالته ابنتها وانا فى دوامة ولا ادرى كيف قطعت حديث الأم ولا كيف انصرفت كل ما اعرفه اننى اسابق الريح للذهاب اليها ...ادرت مفتاح الشقة ودخلت مستنشقا رائحة العنبر الذى ملأ ارجاء المكان ووجدت امامى عزة تنظر الى فى لهفة زادت خجلى من نفسى 
واقتربت منها لم استطع الكلام كل ما استطعت فعله هو اخراج اللوحة بيد مرتعشة لأقدمها لها فتمد يدها وتهم بوضعها على الأريكة فينطق لسانى بصوت مكتوم داخله عبرة ... افتحيها...فتتناولها وتمزق الغلاف لتنظر ثم تبتسم وعيونها تغمرها الدموع وتضعها مرة اخرى لتفتح لى زراعيها
فأسارع للإرتماء فى احضانها واضعا رأسى على كتفها وهى تداعب خصلات شعرى بحنان وانا غارق فى عالم اخر عالم هى وحده من تصنعه وأردد كلمة خرجت منى من واد سحيق فى حنايا القلب ....ما اجملك من ام وما اسعدنى من طفل.....