أسباب فساد أولى الأمر

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين والصلاة والسلام على عبده ونبيه ومصطفاة من خلقة وحبيبه محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد :
فقد ابتليت الأمة وابتلى أولو الأمر في العالم العربي خاصة والأمة الإسلامية عامة بالمتملقين والمنافقين والمخادعين والوصوليين وللأسف فإن هؤلاء الناس يستطيعون أن يشقوا طريقهم إلى أن يكونوا من الخاصة أو من البطانة ولكنهم عادة ما يكونون بطانة سوء وهم الخطر الحقيقي على ولاة الأمر وعلى الأمة كلها وهم يسلكون لتحقيق أغراضهم كل طريق لا يعيرون للمبادئ والأخلاق اهتماما ويرون ذلك معوقا لمسيرتهم وعقبة تقف في طريق نجاحهم فالغاية عندهم تبرر الوسيلة بصرف النظر عن صالح الأمة ومستقبلها يساعدهم على ذلك حب البشر وولاة الأمر لمن ينافقهم ويزكيهم ويعلى ذكرهم ولا يشعرون أن أولئك هم الخطر عليهم وهم العدو الحقيقي لهم وإن لنا في أيام الله لعبرة فما قضى على النظام السابق في مصر واقتلعه من جذوره بل وفضحه وجعله علكا في أفواه الخلق في العالم كله سوى بطانته والمنتفعين من فساده الذين زينوا له كل قبيح حتى نسبوا لرأسه ما ليس له ولما رأوا ذلك يعجبه ويرضى غروره ازدادوا في إغرائه حتى زوروا له في الصور فوضعوا صوره بدلا من صور غيره من القادة في حرب 73 وغيرها من المناسبات وهكذا كانت بطانة السوء والمخادعون يضعون السم في الدسم لتحقيق غاية لهم ومنافع شخصية تخصهم وولى الأمر في نشوة سكره وإعجابه بنفاق من حوله نسى الخطر المحدق به منهم أو تناساه حتى وقعت الواقعة وجاء أمر الله الذي يمهل ولا يهمل فخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين من عباد الله ولم تغن عنهم حصونهم وجنودهم وعتادهم شيئا لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب
احذر والمخلصون من الدعاة من ذلك دوما وكثيرا ولكن ما من منصت وما من مجيب وذلك لخبث طرق بطائن السوء كما أن وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية ( أقصد القائمين عليها ) كان لها الحظ الأوفر من التملق والكذب والتزييف وطمس الحقائق حتى أضاعوا الحق وأظهروا الباطل في صورة الحق محوا الحقائق وزيفوا التاريخ حتى اختلط الأمر على الناس وقد انتشر ذلك من قاع الهرم إلى أعلاه في كل موقع وفى كل مكان فاسترجعت الأمر كله وحال الأمة كلها وما أصابها من وراء أفعال المتملقين حتى جعلها فى ذيل الأمم بسبب هؤلاء وفساد أخلاقهم وصدق شوقي حين قال :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فلعن الله المنافقين والكاذبين والمخادعين والوصوليين الذين يضرون الأمة ويجلبون عليها المصائب ويضربونها في مقتل لأجل مصالحهم الشخصية ونسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه الخير وأن يرزقهم البطانة الصالحة وأن يجنبهم المنافقين والمخادعين وشياطين الإنس والجن ونسأله سبحانه أن يوفق الإمام الأكبر لما فيه الخير للمسلمين والنهوض بالأزهر الشريف حتى يعيد إليه مجده وصدارته وسبق أن قلت إننا نثق في إمامنا وفى كل علمائنا وشيوخنا بالأزهر وأن ما يقع وينسب إليهم من أقوال أو من أفعال تحسب عليهم مما لا يرضاه المسلمون الغيورون على الأزهر أن يصدر من علماء الأزهر هو في الأعم الأغلب ليس منهم أو مدسوس عليهم أو من تضليل من حولهم كما قال فضيلة الإمام في حواره مع قناة النيل عند الكلام عن الإمام الراحل ( الأستاذ الدكتور / محمد سيد طنطاوي ) غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ولله الأمر من قبل ومن بعد وسبحان الله الذى له الكبرياء فى السموات والأرض

وهو العزيز الحكيم