كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
رمضان فى ديوان الشعر العربى  Support

 

 رمضان فى ديوان الشعر العربى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

رمضان فى ديوان الشعر العربى  Empty
مُساهمةموضوع: رمضان فى ديوان الشعر العربى    رمضان فى ديوان الشعر العربى  Icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 4:00 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

رمضان فى ديوان الشعر العربى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان فى ديوان الشعر العربى    رمضان فى ديوان الشعر العربى  Icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 3:01 pm

نظرا لأهمية الموضوع وجماله فقد قمت بنسخه ليكون

مباشرا وكل الشكر لأم شروق عبلى هذا الموضوع

القيم والجميل .




أهلاً بالزائر الكريم
أسرة تحرير رمضانيات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله أما بعد:
الزائر الذي لا يأتيك إلا كل عام مرة تجد نفسك في شوق شديد إليه، وفي لهفة إلى رؤيته ومسامرته، مع أن هذا الضيف قد لا تستفيد منه الكثير، بل قد تحمل همَّ استقباله والتفرغ له.. إلى غير ذلك مما يحتاجه الضيوف.
لكننا في هذه اللحظات ننتظر ضيفاً من نوع آخر، ضيفاً يحمل في طياته كل خير، ضيفاً يفرح بمجيئه الصالحون، ويحتفي بقربه الأولياء العاملون، إنه الضيف الذي يعطي ولا يأخذ، ويمنح ولا يسلب، لحظاته مملوءة بالبركات، وأوقاته محفوفة بالخيرات، ذكره الله في القرآن الذي فيه أنزله، وجعل من أفضل القربات فيه وفي لياليه ترتيل القرآن.
إنه الضيف الذي يأتي مبشراً بالخير، ومنذراً من الشر، يدعو أهل الخير، ويرحب بهم، ويحذر أهل الشر ويتوعدهم، بحلوله يقبل الخير فتفتح أبواب الجنان، ويدبر الشر فتغلق أبواب النيران، ويسلسل دعاة الشر من المردة والشياطين.
الضيف الذي يستبشر بقدومه أهل الإيمان، فتجدهم لم يسعهم أن يكتموا حبه في قلوبهم، حتى أعلنوا شغفهم به على الملأ، والمتتبع لكتب الأدب والشعر يلحظ أن دواوين الشعراء حفلت مرحبةً بهلال شهر رمضان؛ لما له من أهمية بالغة في عيون الشعراء، لاسيما وقد جرت عادتهم على الترحيب بهلاله الذي يأذن ببدء الشهر الكريم، فتفننوا في وصفه، وعدُّوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة، وفي ذلك يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قلت والناس يرقبـون هلالاً يشبه الصب من نحافة جسمـه
من يكن صائماً فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمــه
ويذكر البحتري هلال شهر شعبان حين أصبح قمراً يؤذن بطلوع شهر رمضان فيقول:
قم نبادر بها الصيام فقد أقمر ذاك الهلال من شعبان
أما الشاعر الجزائري محمد الأخضر فيمتدح هلال رمضان بقوله:
امـلأ الـدنيا شعاعـاً أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهوداً هـي من خـير العـهود
يوم كان الصوم معـنى للتسامـي والصـعـود
ينشر الرحمـة في الأرض علـى هـذا الـوجـود
وفيه أيضاً يقول بعض الأدباء:
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيـام يا حبيباً زارنا في كــل عام
قد لقيناك بحب مفعــــم كل حب في سوى المولى حرام
فاقبـل اللهم ربِّي صــومنا ثم زدنا من عطاياك الجســام
لا تعاقبنا فقــــد عـاقبنا قلق أسهـــرنا جنحَ الظلام
بل من شوقهم ووجدهم عليه صاروا يتخيلونه كالرجل المبتسم، والروضة الغنَّاء الزاكية، والربيع الطيب الزاهي فيقول أحدهم:
تبدو وثغرك للأحبــة باسـمٌ كالروض يزكو في الربيع ويسعدُ
والمسلمون عيـونهم ظمأى إلى شلال ضـوء في السماء يزغردُ
يدعو عباد الله: هيـا استبشروا فــالسعد لاح وفجره المتورِّدُ
علموا قيمته الحقيقية، وأنه مزرعة تجنى فيها الحسنات، وتطلب منها الثمار اليانعات؛ فحاولوا أن ينبهوا الناس إليها:
أتى رمضان مزرعة العبــاد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعـــلاً وزادك فــاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نــادماً يوم الحصاد
والرحمة فيه تغيث القلوب كما تغيث الأمطار الأرض بعد حاجة وفاقة، لذلك كان المؤمنون في شوق إليه كما يشتاق الحبيب إلى حبيبه :
فديتك زائراً في كل عـــام تحيــَّا بالســلامة والسلامِ
وتقبل كالغمام يفيــض حيناً ويبقى بعــده أثر الغمــامِ
وكم في الناس من كلف مشوقٍ إليك وكم شجــيٍّ مستهامِ
بني الإسلام هذا خــير ضيفٍ إذا غشـي الكريـم ذرا الكرامِ
فهو المنى الذي يتمناه الأتقياء ويرجو لقاءه الأخفياء
أتاك شهر السعد والمكرمات فحَيِّه في أجمل الذكـريات
يا موسم الغفـران أتحفتنـا أنت المنى يا زمن الصالحات
هو الشهر الذي يحي النفوس بهداية الله - عز وجل -، ويداوي السقيم منها، بل هو الذي أقبل ومعه النور الكتاب العزيز الذي يهدي به الله من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم، فكم أسهر من عابد ومتهجد، وتال للقرآن وساجد، وكم سالت فيه الدمعات، وخرجت فيه من نفوس المقصرين الآهات والأنات :
أقبل وأحيي نفوسنا بهدايـة تُمسي لأدواء النفوس دواءَ
آسي الخيار المصْطَفين فإنهم يَحيَـون في أوطانهم غرباءَ
قطعوا إلى الله السبيل لعلهم يَرِدون في رضـوانه النعماءَ
أقبلت بالنور السماوي الذي بهر الوجود وعطّر الأجـواءَ
أسهرت ليل الصائمين تعبداً وتهجداً وتلاوة ودعـــاءَ
فهجرتُ نومي في هواك توسلاً لله كـي أزداد فيك صفـاءَ
فأهلاً بك يا شهراً تزكو فيه النفوس، وتصلح فيه الأرواح، وتطمئن فيه القلوب، أهلاً بليلك الزاهي بالطاعات، وبنهارك المعطر بالافتقار إلى رب الأرض والسماوات، أهلاً بكل لحظاتك فكل جزء منها خير من الدنيا وما فيها
رمضان إن الأنفس الجرداء تزكو حين تُوفِي كالربيع وتورِقُ
أهلاً بيومك صائمين عن الأطايب راغبين إلى الرضا نتشوقُ
أهلاً بليلك قائمين لربنـــا وقلوبنا بالحب نشوى تخفقُ
حسب الموفق فرحتان أجلُّ من هذي الحياة وإن كساها رونقُ
فأقبل يا رمضان، أقبل علينا علَّ أحوالنا تصلح، وذنوبنا تغفر، وأعمالنا تقبل، أقبل فقد تطيب لك الكون، وازينت لقدومك الآفاق، فيا سعد من قام فيك وصام، واستغل كل فرصة فيك تقربه إلى الأمام، السعيد من اغتنم نهارك ولياليك حق الاغتنام، وعمل لما يقربه إلى باريه رب الأنام
رمضان أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتّل وصلاح
الكون مِعطار بطيب قدومه روح وريحان ونفح أقاحي
صفو أتيح فخذ لنفسك قسطها فالصفو ليس على المدى بمُتاح
واغنم ثواب صيامه وقيـامه تسعد بخيرٍ دائم وفلاح
اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من الصائمين القائمين، المخلِصِين المخلَصِين .. آمين.




رمضان في ديوان الشعر العربي
أمين سليمان الستيتي

ما كان رمضان ليختلف عن غيره من شهور العام لولا فريضة الصوم التي أعطته هذه الخصوصية. ولعل قول اللغويين: إنه يرمض الصائم حين يحر جوفه، فيه من الصحة الكثير. وقد شغلت أمور الدعوة، وحروب الردة الصحابة منذ زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحتى نهاية عصر أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فلـم يكـن للشعر مكانـه القـديم، ولـم يصفـوا العادات المتعلقة بصومه، أو قيامه، سوى ما كان من أداء الفريضة، وقيام الليل، وغيرها
وفي سيرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه جمع الناس للتراويح على إمام واحد، في رمضان الثاني من حكمه، ورأى الناس في ذلك خيراً عميماً، واستمعوا إلى ترتيل واحد شنف آذانهم، وعكفوا على تلاوته آناء الليل، مع التسبيح، وغيره من الأقوال والأعمال الصالحة، ليل نهار، وبرز دور الشعر في تخليد مثل هذه الصورة؛ إذ قال الشاعر:
جاء الصـيام فجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحُ
فالنفس تدأب في قول وفي عمل *** صوم النهار وبالليل التراويحُ
وكأن هذا السياق الفطري، البعيد عن التكلف يبين بوضوح انتماء هذا القول إلى عصره، بعيداً عن كل الصور البيانية، أو المحسنات اللفظية، المعبر عن صدق المشاعر، وتأثير العبادة في نفوس المؤمنين.
لكن الشعراء عبر العصور رسموا صوراً وضّاءة لرمضان، وللمسلمين فيه، وزينوا صوره بكل ما استطاعوا من الصــور والمحسنات، وتخيروا الألفـاظ المــوحية المعبـرة؛ فهذا شاعر يقول:
أَدِم الصيام مع القيـام تعبُّـداً *** فكلاهما عمـلان مقبـولانِ
يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيـتانِ
فإذا طوينا شراعنا على عتبات العصر الحاضر، رأينا أدباءنا يرسمون لرمضان صوراً كثيرة، منها الإيماني المتعلق بأهداب العبادة، ومنها السلبي المتعلق بسدول غيرها، ومنها بين ذلك بعدد ألوان الطيف، أو يزيد.
وللجــوع أثــر في رائحـة فـم الصائـم، والـتي جعلها اللـه - سبحانه - أطيب من رائحة المسك، كما روى ذلك رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، وقد صاغ الشاعر محمد حسن فقي هذا المعنى بألفاظ قريبة التناول، سلسة تنساب رقراقة بقوله:
وعلى فمي طعم أحس بأنـه *** من طعم تلك الجنة الخـضراءِ
لا طعم دنيانا فليس بوسعهـا *** تقديم هذا الطعم للخـلفـاءِ
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السـعـداءِ
وفي القصيدة ذاتها يصف الشاعر استبشار المسلمين برمضان الكريم، وأيامه الجليلة، ووحي الله من السماء، بكلمات منقادة له انقياد العاشقين، حيث يرسمها على ألحانه، ويعزفها بألوانه فيقول:
قالوا بأنك قادم فـتهللت *** بالبشر أوجهنا وبالخيلاءِ
لِمَ لا نتيه مع الهيام ونزدهي *** بجلال أيام ووحي سـماءِ
وللشفافية في العصر الحديث بريق يشد الناظرين، ويصوغه الشاعر محمود حسن إسماعيل، فيرسم لنا لوحة رمضانية النفحات، بألوان أطياف التقى، ويجند قدراته البلاغية ليصل بها إلى قمة الإبداع الشعري فيقول:
أضيفٌ أنت حلَّ على الأنامِ *** وأقسم أن يُحَيّا بالصيامِ
قطعت الدهر أنواراً وفيّـاً *** يعود مزاره في كل عـامِ
نسخت شعائر الضيفان لمّا *** قنعت من الضيافة بالمقـامِ
بأن الجود حرمان وزهـد *** أعزُّ من الشَّراب أو الطعامِ

ومن الشعراء السعوديين أحمد سالم باعطب، الذي يصور الأنفس المؤمنة مسرعة في ساحات الدموع الراجية غفران اللـه - سبحانه - بعد أن رأت كف الحسنات الرمضانية، وتجلي الله العلي العظيم على عباده بالجزاء الحسن الذي وعدهم، بلغة يتضح فيها الأثر الروحي، وكلمات تحمل دفء التقوى فيقول:
رمضان بالحسنات كفك تزخرُ *** والكون في لألاء حسنك مبحرُ
أقبلت رُحمى فالسماء مشاعل *** والأرض فجرٌ من جبينك مسفرُ
هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت *** من حوبـهـا بدموعها تستغفرُ
ولوحة نادرة يرسمها عبد الله بن سليّم الرشيد، وعلى صفحات ثقافة الجزيرة، تنطق بالوعي الديني المتزايد عند المسلمين في هذا الزمن الذي يبشر بالخير رغم كل المآسي، وعي يدفع الناس للبحث عن الفوز بالآخرة، والتخلص من الذنوب صغيرها وكبيرها، فيقول على هذا اللحن الراقص، رقصة الرجال في الفرح وغير الفرح:
مرَّ شعبان فلم تَحفَل بـه *** روحُه الملـقاةُ بين الهـمَّـلِ
عجباً من أغبر ذي شعثٍ *** مرَّ بالنـهر فـلم يغـتـسلِ
ومن الشعراء الذين وقفوا مع التراويح: محمود عارف، وجعل لوحتها ماء يسبح فيه المؤمنون ليزدادوا إيماناً، ويرمز إلى بركة أيامه التي تعادل العمر كله؛ ففيه ليلة خير من ألف شهر، فيقول:
فيه التراويح الـمضيئة مسبحٌ *** للـقلب للإيمان يعـمر مرفقا
ساعاته عمر الزمان، مليئة *** بالذكر حيث العمر عاد محلقا
ويغوص بعض الشعراء إلى أعماق المسلمين يستجلون أثر قدوم رمضان على مجتمعاتهم، ويصورون البشائر، والرحمة التي تحل عليهم، وبهم، ومنهم، تصويراً حركياً يدفع إلى رؤية المنظر الحي، بألفاظ لا يكـاد يظهـر للصنعـة فيهـا يــد قريبـة ولا بعيدة، بل السجية سيدة الموقف، والموهبة الشاعرة، التي تظهر في قول حسين عرب:
بشرى العوالم أنت يا رمضـانُ *** هتفت بك الأرجاء والأكوانُ
لك في السماء كواكب وضّـاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكـانُ
يا مشعلاً قبس الحقيقة بـعد أن *** أعيت عن استقصائها الأذهانُ
هذه لمحة من شعرائنا عبر الزمن، ليست شاملة، ولكنها مضيئة، تدفع المرء إلى قياس مشاعره، وحبه لهذا الشهر الذي جعله الله - جل جلاله - ظرفاً لفريضة الصوم، والتي اختصها لنفسه، وهو الذي يجازي المرء عنها؛ فهل تنشرح الصدور المؤمنة لاستقباله؟ وهل يستبشر المؤمنون في هذا الزمن بقدومه، ويرجون الله فيه النصر للمجاهدين في سبيله في كل مكان، رجاء الموقنين بالإجابة، وأن يزيل الهم والحزن عن صدور الأمة، ويكشف الغمة، ويأخذ بأيدينا إلى حيث أرادنا: خير أمة أخرجت للناس؟ أسأل الله...آمين... آمين... آمين!
----------------------
المراجع
- قرة العين في رمضان والعيدين، د. علي الجندي.
- رمضان بين الأطباء والشعراء، د. حسان شمسي باشا.
- رمضان في إبداعات الأدباء، محمد عمر.



رمضان في عيون الشعراء
محمد أبو مليح

"رمضان يأتي مرة واحدة كل عام" وكذلك كل الشهور تأتي مرة واحدة كل عام. ولكن لرمضان خصوصية في إفراده عن تلك الشهور بالذكر والذكرى، وكان حال الشعراء قديما وحديثا حيال رمضان، مميزا عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجا بقدوم الصيام.
وعند اقتراب رحيل رمضان يجد الشعر مكانه في توديع هذا الشهر، فكان شعر الوداع ذكرا لمناقب الشهر ونفحاته.
وهكذا تدور الكرة، فما يفتأون يرددون ذكريات رمضان ويتمنون مجيئه، حتى يحظوا بكرمه وجوده وعطاياه.
في وداع شعبان
ابن دراج القسطلي (347 421/ 9581030م)، وهو شاعر من أهل (قسطلة دراج)، قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام..يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:
فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى *** فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب
تحفا لشعبان جلا لك وجهه *** عوضا من الورد الذي أهدى رجب
فاقبل هديته فقد وافى بها *** قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب
واستوف بهجتها وطيب نسيمها *** فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب
ويقول مؤيد الدين الشيرازي (390 470هـ/ 999 1077م):
ورحمة ربنا فينا تجلت *** وذاك الفضل من رب رحيم
وليس سواه يسأل عن نعيم *** إذا وقع السؤال عن النعيم
أتى رجب يؤمم منك شمس السـ *** ــعادة بدرها بدر العلوم
ويأتي بعده شعبان شهر النبـ *** ــي الطاهر الطهر الكريم
وشهر الله يتلوه وكل *** يدل على أخي شرف جسيم
في استقبال رمضان
وما أن يأتي رمضان حتى تشتعل نار الحنين في قلوب المحبين لرمضان، يرحبون بمقدم هلاله، ويبشرون الناس بقرب موعد قدومه، ويتغزلون في جمال هلاله.يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان:
هذا هلال الصوم من رمضان *** بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه *** واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه *** واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي (1285 1328هـ):
أقبل شهر رمضان قم واستعد *** لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت *** وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون *** تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به *** دعا النهار ودعا الافتتاح
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري عن هلال رمضان:
امـلأ الـدنيا شعاعـا *** أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها *** مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهودا *** هـي من خـير العـهود
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298 1356هـ/ 1881 1937م) فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً *** ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ *** إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
ونقرأ للأديب الكبير الشاعر عبد القدوس الأنصاري رحمه الله (1403هـ) باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانها *** لذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور *** تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج *** تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي *** يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام *** يسل من النفس أضغانها
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبية برمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهور *** وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل *** في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى *** تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر *** الجليل أجل شان
نصائح رمضانية
ولا يفوت الشعراء أن يقدموا لقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمد القحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقول ناصحًا مرشدًا:
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا *** أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى *** شر البرية من له وجهان
ويقول الشاعر المغربي حمدون بن الحاج السلمي (1174 1232هـ/ 1760 1817م) في استقبال رمضان:
وإن أتى رمضان واصطفيت له *** فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم
هذا زمانك مقبل ومبتسم *** بكل خير تلقه بمبتسم
وصنه عن كل ما يرديه من حرم *** ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم
ولا يفوت أمير الشعراء أحمد شوقي (1285 1351هـ/ 1868 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية، يستنكر على من يصوم عن الطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام، فيقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
ويقول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (1294 1364هـ/ 1877 1945م):
ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديدني الصيام
ولكني لا أصوم صيام قوم *** تكاثر في فطورهم الطعام
إذا رمضان جاءهم أعدوا *** مطاعم ليس يدركها انهضام
وقالوا يا نهار لئن تجعنا *** فإن الليل منك لنا انتقام
فضائل رمضان
ويذكرنا الإمام البوصيري (608 696هـ/ 1212 1296م من محافظة بني سويف بمصر) بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود:
آه وا ضيعة المساكين *** أن ولى أمر الطعام في رمضان
ويقول تميم الفاطمي (337 374هـ/ 948 – 984م وهو أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، له ديوان مطبوعة) ذاكرًا بعض فضائل شهر الصوم، متمنيا أن يكون العمر كله رمضان:
يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت *** فيه الضمائر بالإخلاص في العمل
صوم وبر ونسك فيك متصل *** بصالح وخشوع غير منفصل
يا ليت شهرك حول غير منقطع *** وليت ظلك عنا غير منتقل

أما الشاعر السعودي محمد علي السنوسي فيتحفنا بقصيدة شعرية رائعة عن رمضان، يقول في أبيات منها:
رمضان يا أمل النفوس *** الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل *** من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة *** كأسراب الحمام
رمضان نجوى مخلص *** للمسلمين وللسلام
أن يلهم الله الهداة *** الرشد في كل اعتزام
كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضان كضيف عزيز حل وارتحل، فيقول:
أضيف أنت حـــل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا *** يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النظام
بأن الجوع حرمان وزهــــد *** أعز من الشراب أو الطعام
ويقول الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري (وُلد 1336هـ) في ديوانه "قلب ورب":
قالوا: سيتعبك الصيام *** وأنت في السبعين مضنى
فأجبت: بل سيشد من *** عزمي ويحبو القلب أمنا
ذكرا وصبرا وامتثالا *** للــــذي أغنى وأقنى
ويمدني روحا وجسما *** بالقوى معنى ومبنى
" رمضان " عافية فصمه *** تقى، لتحيا مطمئنا
في وداع رمضان
وما أن يذعن الضيف بالرحيل حتى ينتفض المودعون،، يودعونه وهم عليه متأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:
ما تقاضت منا ليالي الزمان *** ما تقاضى شوال من رمضان
ما ترى بدره علاه سقام *** كسقام المحب في الهجران
كسفت نوره مخافة شوال *** كسوف الصيام للألوان
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615 646هـ/ 1218 1248م) معزيا نفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلى قلوبهم:
مضى رمضان أو كأني به مضى *** وغاب سناه بعدما كان أومضا
فيا عهده ما كان أكرم معهدا *** ويا عصره أعزز على أن أنقض
ويقول الغشري وهو سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي، من شعراء القرن الثاني عشر) يرثي الراحل ويصبر نفسه:
خير الوداع لشهرنا رمضان *** هل بعد بينك كان من سلوان
خير الوداع عليك يا شهر الهدى *** لم يبق من ذنب ولا عصيان
فعلى فراق سال دمع عيوننا *** فوق الخدود كهاطل هتان
فهو المفصل والمعظم قدره *** خير الشهور وسيد الأزمان
وبعد رحيل الحبيب ليس أمام المحبين إلا الصبر، وليس من شيء أقدر على تصبيرهم مما ترك لهم الحبيب الراحل.فهم يقلبون فيما أتى لهم به من هدايا وعطايا، لعلهم يستطيعون للفراق تحملا، وعلى لوعة وشدته تجملا.
شعراء أظهروا التبرم من رمضان
وكما أن لكل قاعدة شواذ، فقد كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه صراحة أو تلميحًا.
فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات، وكان يستعيذ من شهر رمضان بالتي أفسدت عليه حياته، وحرمته من أفضل اللذات، حيث ملكت عليه الخمر كيانه فأصبح لا يشعر بعظمة شيء سواها، فنجده يقول:
أستعيذ من رمضان *** بسلافات الدنايا
وأطوي شوال على القصـ *** ـف وتغريد القيان
وليكن في كل يوم *** لك فيه سكرتان
مَنَّ شوال علينا *** وحقيق بامتنان
ويقول صفي الدين الحَلِّي (675 – 750هـ / 1276 – 13499م)، شاعر عصره ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، وله عدة دواوين:
منظر الصوم مع توخيه عندي *** منظر الشيب في عيون الغواني
ما أتاني شعبان من قبل إلا *** وفؤادي من خوفه شَعبانِ
كيف أستشعر السرور بشهر *** زعم الطب أنه مرضان
في هجر اللذات حتما وفيه *** غير مستحسن وصل الغواني

في استقبال العيد
وللشعراء بعد رحيل رمضان وقدوم شوال أشعار، يقول علي الدرويش (1211 1270هـ/ 1796 1835م، مولده ووفاته بالقاهرة، وكان شاعر الخديوي عباس الأول، ولم يكن يتكسب بالشعر) في وداع رمضان واستقبال العيد:
عوائد العيد أفراح وإيناس *** وعادة الصدر تهوى شرحه الناس
عيد سعيد كسته سين سالفه *** مورَّذات حكاها الورد والآس
هذا هلال بأفق العيد يشرق أم *** محرابه رمضان فيه نبراس
ويقول عمر الرافعي:
ومن لي بهذا العيد والفضل واسع *** بما جاء يا مولاي في ليلة القدر
وهذا رجاء لا يرد لأنني *** توسلت فيه بالبشير لذي الأمر
عليه صلاة الله والآل سرمدا *** وصحب كرام كالبدور وكالزهر


رمضان فيك الخير
محمد درويش


رمضان يا أهلي ويا صحبي لكم*** فـلـتنهضوا ولترفعوا الإيمانا
ولـتـقـرأوا آي الـكتاب فإنها***يـوم القيامة تجلب الرضوانا
ولـتـعـبـدوا رب العباد فإنه***رب رحـيـم أنـزل الإحسانا
ولـتـرفعوا فيه القلوب تضرعاً ***نـحـو السماء وتطلبوا الغفرانا
رمـضـان يا شهر التغافر إننا ***فـيـك اجـتمعنا نعبد الرحمانا
بوركت يا شهر التواصل والهدى ***فـيـك الـتـقـينا نقرأ القرآنا
رمضان فيك الخير حيث جعلتنا ***نـصـتف للصلوات ما أرقانا
ذكـرتـنـا أن الـفقير بحاجة ***لـتـكـاتـفٍ نـغدو به إخوانا
ذكـرتـنا أن الجهاد طريقنا ***كـي نـنـشر الإسلامَ والفرقانا
رمـضـان في الدنيا نسائم جنةٍ ***فـلـتنهضوا كي تدخلوا الريانا


رمضان هلَّ
دكتور/ عثمان قدري مكانسي

رمضان هـلّ بـوافـر الخيـرات *** يهدي لـنـا الآمال والبـركـات
يحيي القلوب بهدي رب راحم *** ويـُمِـدنا بالـنـور والـنـفحــات
شهرَ الفضائل جئتنا تجلو العنا *** بالحـب تـنعـشـنـا وبالنسـَمـات
فـيـك الكـتــاب تـنـزلـت أنوارُه *** هـديـاً يضيء بمحكـم الآيــات
يزجي لنا الخير العميم بشرعه *** فيميس دربُ الحب بالسبُحات
في ليـلـة غـراء أكرمنـا بها الـ *** مولى فكـانـت غـُرة السـاعـات
يـا ليـلـة القدر الجميـل بهاؤهـا *** فيك الرضا الموسوم بالخيرات
خير من الألف الشهور، تنزّل الـ *** الروح الملاكُ بأعذب الكلمات
فيهـا البشـائـر والسـلام يخصنا الـ *** الملك الكريم إلى الصباح الآتي
في عشره الأولى مكارم رحمة *** يتـلـوه غـفـران مع الحسـنـات
ثم المتـاب، بـه انعتـاق رقابنـا *** من لفـح نـار لاهب الجمَـرات
برضا الإلـه إلى الجنـان مآلـنـا *** يا سعدَ من يسعى إلى الجنـّات
يا رب فاقبل من عبادك حبهم *** وارفق بهم بالعـفـو والرحَمات
واجعل قبورهم إذا أتـَوك منازلاً *** فتحت نوافذها إلى الروضات
في الحشر أبعِدْ عنهمُ لفح اللظى *** في ظل عرشـك بارد النسمات
وعلى الصراط أجزهمُ في لمحة *** البرق المضيء وواسع الخطوات
أنت المؤمـّل يا عظيـم فهب لنـا *** دار النعـيـم ومـوئــل السـادات


رمضانُ يوافينا حُبّا
د. عبد المعطي الدالاتي

رمضانُ يوافينـا حُبـّا *** يفتحُ فينـا قلباً..قلبـا
يسكبُ فيها التقوى سكبا *** فحياةُ الروح بتقـواها
* * *
كم ننشرُ فيه الإحسانا! *** كم نتلـو فيه القرآنـا!
كمْ ندعـو فيه الرحمانا *** لِيبـاركَ للنفس هُـداها
* * *
قد أُنزلَ فيك القرآنُ *** نوراً يهدي يا رمضـانُ
بظلالكَ يزكو الإيمانُ *** وتطيرُ الروحُ بنجـواها
* * *
"أحمدُ"طفلٌ ما أحلاهُ! *** للمسجد قد صَحِب أباهُ
صلىّ حـتى يَرضى اللهُ *** كمْ ذا يدعو! يرجو اللهَ
* * *
ما بين صلاةٍ وصيـامِ *** ما بين زكـاةٍ وقيـامِ
أمضينـا أهنى الأيـامِ *** أيام ٍطابتْ ذِكـراها
شهر الصيام
سيد حسين العفاني

واحة أنت في صحاري الوجود *** ونسيم يرف بين الــــورود
في زمان الجفاف أنت ربيــع *** وشعاع في حالكات العهـــود
فيك حارت قرائح ملهمـــات *** تبعث الشعر من قرار الهمــود
كل طرف البيان هو حسيـــر *** عن بلوغ المدى ودرك الشهـود
شق سهم الضياء ستر الدياجـي *** فالضلالات هاويات البنـــود
حينما شع في الفضاء بريـــق *** باسم الثغر من هلال السعــود
فتح الكون صدره لحبــــيب *** رحمة الله فيه بعض الوفـــود
لبس الكون حلة الطهر منـــه *** حين وافى على ثنايا الوجـــود
نشر النور في دروب الحيـارى *** أطلق القلب من إسار القيـــود
يا حبيب القلوب أنت قريـــب *** ما طواك الزمان خلف الحــدود
إيه شهر الصيام أقبلت تســعى *** صادق الوعود وافياً بالعهـــود
مشفق القلب مخلص الود تبغـي *** وصل من كان مخلفاً للوعــود
مشرق الوجه ما رجــاؤك إلا *** أن تتوب الحشود إثر الحشـود
زائر الخير أنت فينا كريـــم *** ولطيف المقام حلو الـــورود
وافد البشر أنت ضيف عــزيز *** والمضيفون في شتات الجهـود
جمع الشمل أيها الشهـــر إنا *** في اشتياق لكسر طوق الجمـود
وحد الصف ما أرى النــــاس إلاَّ *** تمنى زوال هذي الحـــدود
أيها الشهر أنت سفر المعالـي *** أنت شمس الزمان بين العقـود
أول ا-لحظ ر-حمة- تتـلألأ *** تزرع الحب في فؤاد الحقـود
تنزع اليأس من قلوب عـصاة *** أمل العفو حظ أهل الجــدود
بشر التائبين بشرى أمــــــان *** يا نعتاق من خزي نار الخلود
وهنيئاً للمتقين بشـــــهر *** يرف الجود من نداه بجــود

صهوات من قلب في رمضان
عمر طرافي البوسعادي

هبّ الأريــــــــــج وطـــابت النسمـــــــاتُ *** بقــــدوم شهـــــــــــر بدرُه البسماتُ
شهــــــــــــرٌ حبيبٌ لا يـــــــــــــزال فراقه *** في القلب تذكـــــــــي نارَه الجمراتُ
واليوم ـ بـِـشـْـر اليوم ـ عاد يـــــــــــــزورنا *** وافرحتا..قد عـــــــــــــــــادت النفحاتُ
كم أسلم العبدُ الأسيـــــــــــــر إلى الهـوى *** فعمى عيـــــــــــــــونَ الغافلين سباتُ
الكلّ يركـــــــــــــــــــــن للحضيض ويرتجي *** دنيا تزيــــــــــــــــــد بنهمـــــها اللذاتُ
غاب التكافـــــل والتـــــــــــــراحم أين من *** يحيي معـــــــــــــــــان نبعها الرحماتُ
أين الرسالة؟ أيــــــــــــــــن دعوة أحمــدٍ؟ *** أين الشكيمـــــــــــــة؟ طيّها العزمات؟
شغل القلــــــــــوبَ و مسّ عمق شغافها *** ذا المال والأولادُ والزوجـــــــــــــــــــاتُ
إن يُذكر الرحمـــــــــــــــــــن فـي جنباتها *** تنأى النفوس وتنفـــــــــــــرُ الجنباتُ!!!
يا ويحها صـــــــــــــــــــارت كجلمد صخرةٍ *** صمّــــــــــــــاءَ لا تسري بها المهجاتُ
هو ذا الزمــــــــــــــــــان بأصرمَيْه مخـادعٌ *** غـــــــــــــــرّ الأنامَ على الحياة فماتوا
كـــــــم دُسّ في قلب التراب شمــــــــائلٌ *** لليعربيِّ الحـــــــــــــــــــــرِّ هنّ صفاتُ
سقطتْ على أرض المـــــــــــــــذلة خَلّة *** من جسمــــــنا فتكشّـفت عــــــوراتُ
ضحـــــــــــــك العدوّ على التجرّد بعدما *** علمَ العــــــــــــــــــروبة َ هدّها السعلاةُ!
لم يبق في عــــــــــــــرق المروءة نخوة *** لم يبـــــــــــــــــــــــــق حيٌّ كلهم أمواتُ
إلاّك يا رمضــــــــــــــــــــان تبعث صحوة *** في القلب تردف سيـــــــــــرها الحركاتُ
فتطهّــــــــــــــــــــر الأدران والران الذي *** قد أصدأتْ جدرانــَـــــــــــــــــــه الغفلاتُ
وتعيدُ عزمـــــــا في سبيل دفــــــــــاعنا *** عن ديننا كــــــــــــي لا تليــــــــــن قناةُ
رمضان كم باتتْ تهــــــــــــــدّ جوانحي *** وتفتّ عظمـــــــــــي في دمي الحسراتُ
سوطُ اللهيب من المعاصي قد كـــــــوى *** صدْرا ضعيفــــــــــــــــــــــا عجـّــُـه الزفراتُ
والعين تبكي بالدّمــــــــــــــاء وتشتكي *** قهـْر الذنوب فصاحــــــــــــــــــــــت الأنـّـاتُ
زلل اللسان يكبّ كهـــــــــــــف مناخري *** قد جرّت الويــــــــــــــــــــــــلاتِ ذي الزلاّتُ
والقلب ـ ويح القلب ـ يلفـــــــــح باللظى *** عمّا تغافــــــــــــــــــــــــــــل لم يحطـْه ثباتُ
يا حسرتا... فرّطتُ في جنـــــــــب الذي *** سوّى فقــــــــــــــــــــــــــدّر والنفوس عتاة ُ
فرّطتُ في جنب الذي أسدى الهــــــــدى *** لولا الهدايـــــــــــــــــــــــــــة عمّتِ الظلماتُ
كم في الشدائد قد ذللت لحاجــــــــــــتي *** وعصيتُ لمّا انجابــــــــــــــــــــــتِ الشدّاتُ
وذكرتُ عطفكَ يا إلهي رأفـــــــــــــــــــــة *** زادت علـى تحنانـــــــــــــــــــــــها الرحماتُ
فخجلتُ واستحييتُ أن أدعـــــــــــوك لا *** تجري على وجْـنــــــــــــــــــــــاتِـيَ العبراتُ
إني خشيتُ الفيح فيــــــــــــــــح جهنم *** من حــــــــــــــــــــــــــوليَ النيرانُ والحيّـاتُ
يا مالكٌ... فليقــــــــــــــــض ربّك حتفنا *** قــــــــــــــــــــال امكثوا.. فازدادت الشهقاتُ
يا ويلتا.. جسدي النحـــــــــــــيل تحفـّه *** نارٌ وحلقـــــــــــــــــــــــــــي ملؤه الغصّــاتُ
بلغت ذنوبي في السمـــــــــــــاء عنانَها *** ترقى، وتـُـسفــــــــــــــــــل جثتي الدركاتُ
لولا الرؤوف يقول في آيـــــــــــــــــــــاته *** " قل يا عبــــــــــــــــــادي " حلّت اللعناتُ
رمضان نعم الشهر في أيّامـــــــــــــــــه *** من لم يتب هبّــــــــــــــــــــــتْ له التوباتُ
هو في التزوّد والورود محطـّـــــــــــــــة *** للعبــــــــــــــــــــــــــــد تملأ زاده الحسناتُ
هو جنـــــــــــــــــــــــــــــة علوية قدسية *** قد أزهرتْ في روضــــــــــــــــــــها البركاتُ
هو نفحة مسكية عبقــــــــــــــــت شذىً *** تسري بها في المسلميــــــــــــــــن صلاة ُ
ذكرى الألى فيــــــــــــــــه الفتوح تهللتْ *** بدرٌ وفتحٌ والتتـــــــــــــــــــــــــــــــــــارُ رفاتُ
آمنتُ أنّ النصــــــــــــــــــــــــــــر عزّ قادمٌ *** رغم الجـــــــــــــــــــــــــــراح فأمتي أشتاتُ
لا بدّ من يــــــــــــــــــــــــوم قريب ينجلي *** فيه الظـــــــــــــــــــــــــلام وتمّحي العقباتُ
الخير ماض عند أمّة أحمــــــــــــــــــــــــدٍ *** حتى تقوم لمجـــــــــــــــــــــــــدنا مشـْـكاة ُ
وليبشر الشهــــــــــــــــــــــر الكريم بأننا *** بعد الإنــــــــــــــــــــــــــــــــابة للجليل هداة ُ

في محراب رمضان
د.عبد المعطي الدالاتي
{ قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين * لا شريكَ له وبذلك أُمِرتُ وأنا أَوّل المسلمين } [الأنعام (162/163) ]
* * *
كلُّ جهدي ليس يُجدي إنْ أكنْ يا ربُّ وَحْدي
كلُّ أفراحِ حياتي .. كلُّ أحزاني وسُهْدي
وسكوني.. وشجوني .. واضطرابي حين بُعدي
وصلاتي.. وحياتي .. ومَماتي يوم لَحْدي
كلُّ فكرٍ.. كلُّ شعرٍ .. كلُّ بَوْحٍ كان عندي
كلُّ هذا - يا إلهي - ساجدٌ مُذْ قلتَ: ((عبدي))
* * *
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي .. وإسرافي في أمري ..
اللهم اغفر جِدّي وهزلي .. وخطئي وعمدي .. وكُلّ ذلك عندي ..
أعوذ بك اللهمّ أنْ أَظلِمَ أو أظلَمَ .. أو أعتديَ أو يُعتدى عليّ ..
أو أكتسبَ خطيئةً مُحبِطة.. أو ذنباً لا يُغفَرُ ..
اللهم إنْ تكلني إلى نفسي, تكلني إلى ضيعة وعَوْرة.. وذنب وخطيئة..
وإني لا أثقُ إلا برحمتك.. فاغفر لي ذنبي كلّهُ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. ))
بهذه الكلمات النبوية ناجى حبيبُنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ربَّ العالمين ..
وعلى سننه تهتدي أرواحُنا .. وعلى نهجه تسير أقلامنا..
فلك الحمد يا ربنا أنْ أذِنت لنا بمناجاتك ، بل أمرتنا بها ..وهل بعد هذا من تكريم ؟!
وها قد أظلّنا شهرٌ كريم ..يُستجاب فيه الدعاء .. وتتفتّح فيه أبوابُ السماء ..
فيطيب لنا يا ربنا أن نبثّك النجوى .. وأن نرفع إليك الشكوى ..
ومن أحقُّ بالنجوى منك ؟! وهل يُشتكى ربي إلا إليك؟!
نناجيك يا ربَّنا بالحبّ.. بعد أن عقِمت أقلامٌ وحناجر لا قلوب لها..
ونشكو إليك ما نزل بنا من كرْب .. وماحلّ بنا من ضعف ..
وما دبّ فينا من خوَر و خوف ..
فأعِنا يامولانا حتى نرتقيَ إلى أفق الإسلام لنغيّر ما بأنفسنا..
واكشف اللّهم عنا العذاب .. واصرف اللّهم عنا البلاء .. ولا تعاملنا يا ربنا بما اجترح السفهاء..
اللهم حُجّتُنا لديك ، حاجتُنا إليك ... وكنزُنا المرجّى عجزُنا بين يديك …
اللهم : سبيلنا إليك ، إنعامُك علينا …وشفيعنا لديك ، إحسانك إلينا …
إلهنا : ما أقربك ممن دعاك…وما أحلمك على من عصاك …
فلا تُبعد اللهمّ من اقترب منك … ولا تطرد اللهمّ من ابتعد عنك …
اللهم : حاشاك أن تمنع من يسألك .. وأنت تغضبُ على من لا يسألك ..
اللّهم لا ثقة لنا إلا في رحمتك.. فلا تكلْنا إلاّ إلى الإسلام..
وأَظمِئ يا ربِّ أكبادنا إلى محبتك.. وإلى محبّة نبيّك عليه الصلاة والسلام ..
اللهم : قد وهبتنا التوحيد بلا سؤال .. فلا تحرمْنا رضاك مع السؤال ..
اللهم : رضاك عنا منتهى أمانينا..
ولا نظنُّ تردّنا في حاجة قد أمضينا أعمارنا ونحن نطلبها منك ..
اللّهم أيّدْنا بروحٍ منك.. حتى نُقيمَ لك الصلاة.. وحتى تسجد لك الحياة..
كما سجدت الأرض والسماوات.. يا أرحم الراحمين ..
{ ربَّنا اغفرْ لنا ولإخواننا الذين سبَقونا بالإيمان ،ولا تجعلْ في قلوبنا غِلاًّ للذين آمنوا ربَّنا إنكَ رؤوفٌ رحيم }
[ سورة الحشر (59/10) ]
اللهم قد كُفينا في هذا الشهر شياطينَ الجن ..
فأعنّا حتى نصفّد بإيماننا وأقلامنا وعزائمنا شياطين البشر ..
" اللّهم إليكَ لا إلى النار" .. قد استودعتُك يا إلهي أبنائي وأبناءَ المسلمين ..
فأنرْ أعمارَهم بالدين .. واحفظ عليهم التوحيد.. حتى لا يسجدوا لأحد غيرك ..
اللّهم زيّنْ أقلامهم باليقين .. وثبّت أقدامهم في الميادين ..
وأعِنهم كي يُخرجوا من أغوارهم كلّ طاقاتٍ خفين ..
اللّهم هبْ عوامنا العلم.. وهب علماءنا العمل..
وهب عاملينا الإخلاص.. وهب مخلصينا الصوابَ والتميّز في النجاح..
اللهم ماكتبتُ كلمة إلا أردتُ بها وجهك الكريم..
ومابحتُ بخاطر إلا وجّهتُ وجهَه إليك ..
وما رسمتُ حرفاً إلا هوى ساجداً على الورق لجلال وجهك..
في صفوفٍ مُسطّرةٍ كما المصلّين في المسجد .. والمجاهدين في الميدان ..
فتقبّل – ياربّ – مني ما كان طيّباً , وتجاوزْ عن زلاّت القلم ..
واغفراللهمّ لمن مرّتْ عينُه على كلماتي.. وتندَّتْ روحُه بعبراتي ..
فراح يسألُ اللهَ ربَّه.. أن يغفرَ لي ذنبي.. وأن يغفر له ذنبَه ..
لكَ أسلمتُ كِياني.. لكَ أخلصتُ هوايا
باسمكَ اللهمّ يشدو خافقي بين الحنايا
باسمك اللهمّ رفَّتْ بابتهالاتي رُؤايا
أنتَ أجزلتَ عطائي يوم قدَّرتَ العطايا
أنت قدّرتَ هُدايا بعد أن حارتْ خُطايا
أنت رَحْمنٌ رحيمٌ .. أنت غفّارُ الخطايا

في وداع رمضان لا يا أمير الشعراء
الدكتور جابر قميحة


رمـضـانُ ودَّع وهو في الآماق *** يـا لـيـته قد دام دون فراقِ(1)
مـا كـان أقـصَـرَه على أُلاَّفِه *** وأحـبَّـه فـي طـاعـةِ الخلاق
زرع الـنـفـوسَ هـدايةً ومحبة *** فـأتـى الـثمارَ أطايبَ الأخلاق
«اقـرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها *** عـطـرًا على الهضبات والآفاق
ولِـلـيـلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها *** عـن ألـفِ شـهر بالهدى الدفَّاق
فـيـهـا الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا *** حـتـى مـطـالعِ فجرِها الألاق
فـي الـعامِ يأتي مرةً..لكنّه ..*** فـاق الـشهورَ به على الإطلاق
شـهـرُ الـعبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى *** شـهـرُ الـزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
لا يـا أمـير الشِّعر ما ولَّى الذي *** آثـاره فـي أعـمـقِ الأعـماق
نـورٌ مـن اللهِ الـكـريمِ وحكمةٌ *** عـلـويـةُ الإيـقـاعِ والإشراق
فـالـنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ *** مـن مـأثـم ومَـجـانةٍ وشقاقِ
لا يـا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَـن صامَ في رمضانَ صومَ نفاقِ
فـإذا انـتـهـتْ أيامُه بصيامِها *** نـادى وصـفَّق (هاتها يا ساقي)
(الله غـفـار الـذنـوب جميعها *** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقي)(2)
عـجبًا!! أيَضْلَع في المعاصِي آثمٌ *** لـيـنـالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟
أنـسـيـتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه *** حـينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟
وتـرى الـمنافقَ في ثيابِ مهانةٍ *** ويُـسـاقُ لـلـنيرانِ شرَّ مساقِ
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي ***رمـضـانُـه فـي زُمْرة الفسَّاق
لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** مـنـع الطعام، وهمه في الساقي
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها *** وكـأنـه عـبـدٌ بـلا.. إعتاق
الـصـومُ تـربيةٌ تدومُ مع التُّقَى *** لـيـكونَ للأدواءِ أنجعَ راقي(3)
هـو جُـنـةٌ للنفس من شيطانِها *** ومـن الصغائرِ والكبائرِ واقي(4)
الـصومُ - يا شوقي إذا لم تدْرِه *** نـورٌ وتـقْوى وانبعاثٌ راقي(5)
واسـمع - أيا من أمَّروهُ بشعره *** لـيـس الأمـيـرُ بمفسدِ الأذواق
إن الإمـارةَ قـدوةٌ وفـضـيـلةٌ *** ونـسـيـجُـها من أكرمِ الأخلاق
والـشعرُ نبضُ القلبِ في إشراقِهِ *** لا دعـوةٌ لـلـفـسقِ.. والفسَّاق
والـشـعر من روح الحقيقة ناهلٌ *** ومـعـبِّـرٌ عـن طاهرِ الأشواقِ
فـإذا بَـغَـى الباغى بدتْ كلماتُه *** كـالـساعِرِ المتضرِم.. الحرَّاق
وإذا دعـتْـه إلى الجمال بواعثٌ *** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ(6)
لـكـنـه يبقى عفيفًا.. طاهرًا.. *** كـالـشّـهـدِ يحلو عند كلِّ مذاق
رمضانُ - يا شوقي - ربيعُ قلوبنا *** فـيـها يُشيعُ أطايبَ الأعباق(7)
إن يـمْـضِ عـشنا أوفياءَ لذكِره *** ويـظـلُّ فـيـنا طيّبَ الأعْراق
ـــــــــــــــــــ
الهوامش:
* نظمتُ هذه القصيدة معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي يقول فيها:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
(1) الآماق: العيون.
(2) ما بين القوسين من قصيدة شوقي
(3) راقي «من الرقية» أي معالج.
(4) جنة (بضم الجيم) وقاية وحماية. وفى الحديث النبوي «الصوم جنة».
(5) راقي: سام رفيع.
(6) زرباب وإسحاق من أشهر موسيقيي العرب.
(7) الأعباق: جمع عَبق: وهو الرائحة الطيبة.


لك الله يا رمضان
عبد الله موسى بيلا

مِنَ الخُلْدِ..أمْ مِن شاطئِ الغيبِ تُسفِرُ *** صباحاتُ أيَّامٍ مِنَ النُورِ تُبهِرُ؟
تُنيرُ دَياجي النفسِ كالوحي مُشرِقاً *** كما ضاءَ في الإظلامِ ماسٌ وجَوهَرُ
وينسابُ مِنها البِشرُ في كُلٍّ كائِنٍ *** ويسري مَعَ الأنسام مسكٌ وعنبرٌ
وتجري مَعَ الأرياح أرواح هائِمٍ *** تَخُبُّ بِبَرِّ الشوقِ حِيناً، وتُِبحرُ
فتُصبِحُ في دَيمُومةِ الحُبِّ والهوى *** وتُمسي ببحرٍ بالتباريح يزخَرُ
تَصُبُّ على الأفهام مِن فَيضِ جُودِها *** يقيناً... وآمالاً عِظاماً تُفجِّرُ
فيِخشَعُ هذا الكونُ لِلَّهِ إذْ هفا *** وأبدى مِنَ اللوعاتِ ما كانَ يُستَرُ
وطافَتْ على النورِ الإلهيِّ زُمرةٌ *** كساها مِنَ الإيمانِ ثوبٌ ومِئزَرُ
تَغَنَّتْ ـ وما إثمٌ عليها ـ وزَغرَدَتْ *** وهامَتْ بضيفٍٍ بالعطايا يُبشِّرُ
فأهلاً به يشدو بها كُلُّ طائرٍ *** ومرحى بِهِ يَزهو به اليومَ مِنبَرُ
وَفَدْتَ أيا شَهْرَ التراتيلِ والهُدى *** تُفَسِّرُ مِن لَوعاتِنا ما تُفسِّرُ
تَمُدُّ حِبالَ الوصل بينك والورى *** بِصومٍ... وأنفاسٍ إلى اللهِ تَجْأَرُ
لَك اللهُ.. يا شهراً أفاءَتْ بِظِلِّهِ *** قُلُوبٌ على حَقلِ الخطيئاتِ تُزهِرُ
أتَتْكَ.. فَكُن برداً لها مِن ضرامِها *** وملجأهَا ممّا تخاَفُ.. وتحذَرُ
وصُنها بِحِصنِ الصومِ عن كُلِّ مُوبِقٍ *** فقد عَمَّها بحرٌ مِن الخوفِ أحمرُ
وكُنْ في خِضِمِّ الكونِ للخلقِ مَوئِلاَ *** وجِسراً.. على أعجازِهِ الناسُ تَعْبُرُ
ألا أَيُّهذا الشهرُ أغدِق فضائِلاً *** على كُلِّ مسكينٍ على العُدمِ يُفطِرُ
وأيقِظْ قلُوبَ الأغنياءِ لِيَذْكُروا *** أُناساً على الإملاقٍ والجُوع تصبرُ
ففيكَ مِن الآياتِ للخلقِ غُنيةٌ *** ومَوعظةٌ لو في عطاياكَ فكَّروا
أيا شهرَ نَصْر الدينِ في كُلِّ وَقعةٍ *** يَقُودُ أُسودَ الحربِ فيها غَضَنْفَرُ
ببدرٍ... وأملاكُ السما في دُروعِها *** وفي كفِّها الأسيافُ للهامِ تَسْبُرُ
بمكةَ يومَ الفتحِ تسري ركائِبٌ *** إلى النصرِ... والإسلامُ أعلى وأظهَرُ
محمدُ يحدُوها.. وقد زاغَ باطِلٌ *** وكُلُّ لِسانِ الخلقِ... اللَّهُ أكبَرُ
وحِطِّينَ.. إذْ جَلَّى صلاحٌ عَنِ الدُنا *** وعن قُدسِنا رِجساً على الطُهْرِ يَظهَرُ
ولكنْ.. أَجِلْ طَرْفاً علينا فلن ترى *** عُيوناً لنا في عِزَّةِ الدينِ تنظُرُ
وسائِلْ بلادَ القُدسِ.. ماذا أصابها؟ *** وهل بينَ أهلِ الدينِ مَن سوفَ يَنصُرُ؟
وقد أصبَحَتْ مأوى اليهودِ.. ومَوطِناً *** على سَفْحِهِ كُلُّ المُروءاتِ تُقبَرُ
وجالَت على أرضِ العراقِ عِصابةٌ *** مِن الكُفرِ والعُدوانِ والظُلمِ تَفْجُرُ
فَذَلَّتْ رِقابُ المسلمينَ وأَذْعَنْتْ *** وداسَ عليها كافِرٌ يتبختَرُ
سِهامُ الأعادي في حشاها كثيرةٌ *** ولكنْ.. سهام الأهلِ والصَحْبِ أكثَرُ
فَأَيَّ سِهام في الوغى سوف تتقي.. ؟ *** وأيَّ يَدٍ منّانةٍ سوفَ تَشْكُرُ؟
أتيت أيا شهرَ التباشيرِ بالتُّقى *** تزُورُ لِماماً.. والهوى فيكَ أخضَرُ
فَلَيلُكَ قُرآنٌ... وإخباتُ خاشِعٍ *** وصُبحُكَ أضواءٌ مِنَ اللهِ تُسفِرُ
حَنانَيكَ.. لا تَرحَلْ عن الكونِ، فالنُّهى *** بِحُبِّكَ يا شَهْرَ السَناءَاتِ تَسكَرُ
يَلُوحُ عليها اليومَ مِن بَعدِكَ الأسى *** عليكَ.. وما تخُفي مِنَ الوَجْدِ أكبَرُ
فَحُطها بِكفِّ العطفِ والحُبِّ والرِضا *** فَكفُّكَ غَيثٌ مِن يَدِ العفوِ يُمطِرُ
فيا أيُّها الشهرُ الذي فيكَ أشهرٌ *** ويا أيُّها الدهرُ الذي فيكَ أدْهرُ.. !
بِمَن تزدَهي الدُنيا ـ سواكَ ـ وتنتشي *** وأنتَ لِكُلِّ الكونِ عِزٌّ ومَفْخَرُ؟
وقد تعتري وجهَ الزمانِ مصائِبٌ *** تُغِيرُ على أيَِامِهِ... وتُكَدِّرُ
وأنت.. كما كُنتَ؛ ما زِلتَ باسِماً *** ووجهُكَ ـ رغمَ الدهرِ ـ ريَّانُ أنْضَرُ
فَعُدْ.. مِثلما قد جِئتَ ضيفاً مُكرَّماً *** تُعَمِّرُ مِن بُنيانِنا ما تُعَمِّرُ
لَكَ اللَّهُ.. يا رفداً مِنَ اللّهِ للورى *** وبحراً مِن الغُفرانِ.. للخَلقِ يَغمُرُ
فَمِثلُكَ شهرٌ لا تُوَفَّى حُقوقُهُ *** وعن مَدْحِهِ كُلُّ الأقاويلِ تَقصُرُ





رمضان أقبل !
عدنان علي رضا النحوي
رَمَضـانُ أقْبِـلْ! لم تَزلْ تهفو إِلى * * * لُقْيـاكَ أَحْنـاءٌ تئِــنُّ و تُشْفِـقُ
وتظـلُّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـيْ تـرى * * * في الأفْـقِ يَطْلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ
ترنـو لمطْلَعِـكَ العيون! حنينُهـا * * * أمـلٌ وَشوْقٌ بَيْنَ ذلـك يَخْفُـقُ
غلَـبَ الأسـى فينا وهاجَـتْ أَضلعٌ * * * بالذكريات وغـابَ صُبـحٌ مُشْـرِقُ
رمضـانُ أَقْبِلْ! فالقلـوبُ كَليمـة * * * و النَّفْـس بيـن أنينهِـا تتمـزقُ
انظرْ إلى الساحات ِ! هلْ تلْقى سوى * * * جُثـثٍ ٍٍ مُكـوَّمَّـة و طَرْفٍ يُطـرقُ
وَهـزائمٍ تلْو الهـزائم ! و القـوا * * * رِعُ والأسى موجٌ يَثـور و يُحْـدِقُ
وزلازلٍ مـلءَ الـدَّيَـار كـأنّهـا * * * نُـذُرٌ تَشُـدُّ على القلوبِ و تُطْبِـقُ
والناس! ويحَ الناس في غمـراتهم * * * لـهـوٌ يُخَـدَّرُهُم و ذُلٌّ يَطْـرقُ
و تُسَـدُّ أبوابُ المسالِـكِ دونهـمْ * * * قَـدَراً بمـا كَسَبوا وقهْـراً يَصْعَـقُ
رمضـان! أَحْيِِ الذكْـرَياتِ لعلَّنـا * * * يومـاً نُفيـق بِهـا ويوماً نَسْبـقُ
أقْبِـلْ ببَدرٍ! و الزحـوفُ غـنيّـةٌ * * * للهِ تصْفـو في الجهـادِ وَ تَصْـدُقُ
و أعِـد لنا ذِكْرى المياديـن الّتي * * * خَفَقَـتْ وجالَ بها الكمـاةُ السُّبَّـقُ
و أعِـدْ لنـا ذِكْرى الملاحِم رفرَفَتْ * * * راياتُهـا نَصْـراً يَعِـزُّ و يَخْفِـقُ
كـلُّ المواقـع لم تزل ذِكْـرى لنـا * * * بِـدَمٍ يفوح المِسْـك منـه ويَعْبـقُ
رَمضان! ويحي!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

رمضان فى ديوان الشعر العربى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان فى ديوان الشعر العربى    رمضان فى ديوان الشعر العربى  Icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 3:01 pm


أين رمضان ؟
خالد البيطار
قـالوا: أتـى رمضان ثم مضى *** وتـكاد تـأتي ليـلةُ النَّـحْر
فعجـبتُ مـن أمري وأمـرِهمُ *** رمضانُ يأتي دون أن أدري؟!
أنـا لـم أغِبْ يوماً عـن الدنيا *** وكـذا -يقيناً- لم يَغِبْ فِكْري
عجباً! فكيف أتى؟ وكيف مضى؟ *** أم كيف مـرَّتْ فرحةُ الفطر؟!
أيـنَ المساجـد وهـي ضاحكة *** مغمـورة بـالخير والبِـشْرِ؟
وكـأنها مِـنْ حسن مـا لبست *** تـختال فـي تـاجٍ من الدُّرِّ
والنـاسُ فـي أنـحائـها زمرٌ *** في العـلم والصلواتِ والذِّكْر
كـم تـائبٍ صـارتْ له سكناً *** فـي الصبح تلقاهُ وفي العصر
كـم نـاشيءٍ عرضَتْ له الدنيا *** جمـالـها..وجمالُها يُـغري
وتـزيَّنـتْ وأتَـتْهُ طـائعـةً فأبـى *** وفضَّلَ ركعـةَ الفـجر
أيـن المـآذنُ فـي تـلألئـها *** بـالنور والتـكبير إذْ يَسْري؟
أيـنَ التـراويحُ التي أهـوى *** وأشـدُّ فـي ركعاتها أزْري؟
والاعـتـكـافُ وكـم له أهفو *** متـجـرداً لله فـي العـشر؟
أخـلو مـع الرحمـن ملتمساً *** رضـوانـه فـي ليلـة القدر
وسـألتُ نـفسي بعدمـا ذهبوا *** أتـريْن تـفسيراً لما يَجري؟!
أيَـمُـرُّ هــذا كـلُّه وأنــا لاهٍ *** فمـا شأنـي وما أمري؟!
... وفهـمتُ منهـا أنها لمحتْ *** طيفاً سريـعَ الخطو في السير
جـاز الديـارَ ومـا أقامَ بـها *** إلا كخـفقـة ذلـكَ الطيـر
لَمَـحَ الظـلامَ بـكلِّ شـِرَّتِـهِ *** وسـطَ النهار يَعيثُ في الفجر
لَمَـحَ الشياطينَ التـي ظـهرتْ *** فـي كـل أرضِ دونما سِتر
ورأى الفسـادَ وأهـلَه اجتمعوا *** في البر أبصرهم وفي البحر(1)
فأبـى الإقامة هـا هنـا ومضى *** يشـكو كمـا تشكو من الضُّر
لا يستطيـعُ الطهـرُ أن يحـيا *** في الأرض بين الرّجْس والشَّرِّ
هـوِّنْ علـيك إذا انتهى ومضى *** سيعـودُ رغـمَ الجَوْر والكُفر
ستعـودُ بـهجتُـه إلـى الـدنيا *** ويعـودُ نَفْـخُ الطيب للزهرِ
وستشـرق الأنـوارُ سـاطعـةً *** ويعـودُ أهـل الحـق والخير
وهنـا رجعتُ وقد ملئتُ رضىً *** وطَرَدْتُ طيفَ الحزْن من صدري
ورجـوتُ أن ألـقـاهُ ثـانيـةً *** والأرضُ فـي ثـوبٍ من الطُّهر
ـــــــــــــــ
(1) في البر والبحر: في القرى والمدن كما ورد في بعض التفسير للآية الكريمة "ظهر الفساد في البر والبحر".


رجعتُ إليك
د.عبد المعطي الدالاتي


رجعتُ إليكَ، إلهَ الوجودِ *** فطابَ رجوعي،وطاب سجودي
رجعتُ أريدُ الخلودَ،ومالي *** سواكَ، فهبْ لي جِنانَ الخلودِ
رجعت ُوأهواءُ نفسي قيودٌ *** أعِنّي ، إلهي ، لكسرِ القيودِ
***
شردتُ وكم حيّرتْني الدروبُ! *** وقلبي يسائلُ:أين الحبيبُ؟!
فلاحتْ لقلبي معالم ُدربي *** وفي الدربِ نورٌ،وفي الدرب طيبُ
وفي الدرب هدْيُ الرسولِ يقودُ *** الحيارى،فقلتُ:أتوبُ، أتوبُ
***
أياربّ:إني مَللتُ دروبي *** وعمري اشتكىمن جراحِ الذنوبِ
فذنبي كبيرٌ.. وحوبي عظيمٌ *** ويَمسحُ عفوُكَ ذنبي و حوبي
وأَعلمُ أنكَ تعفو .. ولكنْ *** يطولُ لأوزارِ عمري نحيبي
***
وأَعلمُ أنكَ تغفرُ ذنبي *** وتعلمُ أني أحبّكَ ربي
ولو كان عمري ذنوباً فإني *** سأسألُ قربي،وأعلنُ حبي
وأعلنُ أني أحبك ربي *** بدمعي.. بلحني.. بخفقةِ قلبي
***
رجعتُ إليكَ .. ودمعي جرى *** لِيسجدَ دمعيَ فوق الثرى
هجرتُ دروبَ الهوى،وعجِلتُ *** إليك لترضى، إلهَ الورى
وأظمأتُ يومي بصومي،وعفْتُ *** بظلِّ النجاوى لذيذَ الكَرى
***
رجعتُ إليكَ،أُرَجّي رضاكَ *** وماكنتُ أرجو،إلهي،سواكَ
أناجيكَ ..أدعو وكليّ رجاءٌ *** وحاشا يَخيبُ محبٌّ دعاكَ
إليكَ مآلي..وكلُّ سؤالي *** رضاكَ-إلهي-وحسبي رضاكَ
***
تلوحُ الجِنانُ فمنْ ذا اشترى؟ *** ومن ذا يهيمُ بأعلى الذُّرا ؟
وذو الشوقِ يُدلج ُعندالسُّرى *** لطيبة َيهفو ..وأمِّ القُـرى
تلوحُ لقلبي مواسمُ حُبِّ *** تلوحُ..فيا قلبُ: ماذا ترى؟!






رمضان
محمد صادق عرنوس

أهلاً بـشهر الإنابَةْ *** والدعوة الـمستجابَهْ
أهـلاً بـخير طبيب *** يشفى النفوسَ المصابه
تـظلُّ مرسى الخطايا *** مـن شـهوة غـلاّبه
ومـن خِـداع وزورٍ *** فـاشٍ وباقي العصابه
حـتى تـراكَ فتلقى *** أوزارهـا فـي غيابهَ
تجري إلى الخير عَدْواً *** والـشرُّ تُـقفل بـابه
بـيتٌ تـخرَّب منها *** هـبَّت تُـلافي خرابه
وأصـبـحت تـتمنَّى *** لـو تـستعيدُ شـبابه
تَـقوَى بمظهر تقوَى *** لـه عـليها الـرقابه
ألـم تـكن قـبل هذا *** نَـمّـامةً مُـغـتابه
إن حـدَّثَتْني حـديثاً *** ظـنـنتُها كـذابـه
أو رُحتُ أبغي هُداها *** رأيـتـها مـرتـابه
حـتى إذا لحت أمسى *** لـها الـصلاحُ مَثابه
تعطى الجزيلَ وكانت *** شـحيحةً بـالصبابه
مـناظرُ البؤس باتت *** تُـلين مـنها الصلابه
***
أهـلاً بـأكرم ضيف *** قـد اسـتطلنا غَيابه
قـد أنـزلَ اللهُ فـيه *** عـلى الـعباد كـتابه
هـدى ونـورا أعادا *** لـذي الجنون صوابه
لــلـه أيّـــةُ آيٍ *** آيــاتـه الـجـذّابه
حـتى تُـخرِّجَ قوما *** على طِراز الصحابه!
أسـرارُهـا نـفحتهم *** بـالـهمة الـوثـابه
مـا بـين يوم ويوم *** وذا مَـثارُ الـغرابه
تـعقبوا الـكفرَ محواً *** بـمـحوهم أربـابه
بـلابلُ الـدين أجلتْ *** غـربـانَه الـنـعَّابه
أقـوى جـنودٍ لديهم *** كـانت جنود المهابه
لـما تـركنا هـداهم *** والـسيفُ قَـدَّ جِرابه
صـرنا الذنابى وكنّا *** فـي العالمين الذؤابه
واحـسـرتاه شـهدنا *** مـن الـزمان انقلابه
***
أهـلاً بـأفضل شهر *** لـسنا نـحدُّ ثـوابه
مـا فيكَ عيب، ولكن *** فـي مُفطِريكَ المعابه
مـا أنتَ جوعٌ ولكن *** عـطفٌ وشبهُ قَرابه
إن جـاع فـيك غنيّ *** أعـطى الفقيرَ طِلابه
فـلـتغنموه جـميعاً *** ولا تَـمـنَّوا ذهـابه
ولـيُحسنِ الـعبدُ فيه *** إلـى الـكريم مَـتابه




رمضان
زين العابدين بن بيه


رمضانُ أقبل فالزمانُ سرورُ *** والآيُ والذكرُ الحكيمُ عبيرُ
كم فيك من سرٍ أحار بكُنهِهِ *** وعليه من حُجب الغيوبِ ستورُ
عالٍ فليس يُنالُ إلا بالضنى *** والصعب بالعزم القوي يسيرُ
غالٍ فلا يلقاه إلا باذلٌ *** وكذاك للغيد الحسانِ مهورُ
فإذا قدمت فكلُّ قلبٍ طائرٍ *** لا تحتويه أضالع وصدورُ
ومن الجنان تفتّحٌ وتبسّمٌ *** للصائمين وبهجةٌ وحبورُ
ومن الصباح تبلّجٌ وتنفّسٌ *** ومن الزهور اليانعات عطورُ
****
غمرت لياليك الحياةَ بنورها *** ماذا يضيفُ الشاعرُ المغمورُ؟


رمضان
د. م/ عبد الله الخليوي

لمّا أتى غمرَ الوجــودَ ضـــــــياءْ ***وانجابَ عن رانِِ القلوبِ غشـاءْ
واستبشرَ الكونُ الفســيحُ وكبّرتْ ***أرجـــــــــــاؤُه واهتزّتِ البيــداءْ
شــــــــــــهرٌ به خيرُ الكلامِ منزّلٌ ***قرآن ربّي مِنّـــــةٌ وشــــــــــفاءْ
رمضـــــــــانُ هلّ فعانقتْنا رحمةٌ ***وعرا الجميعَ محبّــــةٌ ووفــاءْ
قد جئتَ أهلاً فاعتراني ما اعترى ***خوفٌ يخالطُُ مهجتـي ورجــــاءْ
قد صُفّدتْ فيك الشـــــياطينُ التي ***قد نالنــــــــا منها أذًى ووبـــاءْ
وتزيّنتْ جنّــــــاتُ ربّـــــي للذي ***قد كانَ في مرضــاتِهِ مشّــــــاءْ
شهرٌ به الرّحَمَاتُ أشـرقَ نورُها ***فعلا قلوبَ المؤمنيـــن ســـــناءْ
شـهرٌ به الرحمنُ يغفرُ ذنبَنــــــا ***للـــدّاءِ غفـــرانُ الذّنــوبِ دواءْ
والعتقُ من نارِِ السّمومِ مزيّـــــةٌ ***منّ الرحيمُ بفضــــــــلِهِ وجزاءْ


رمضان عاد
صالح أحمد


رمضانُ عادَ * وكنّا نياما *
وفي القدسِ يَزحَفُ * غَيمٌ ثَقيل*
تُرى؟ وبماذا؟! * سَيُمطرُ قدسي * غيمٌ ثَقيل*
رمضانُ عادَ * وكُنّا قِياما *
على حافَّةِ الصَّمتِ *
يصرُخُ فينا * غَدًا سنعود *
فأنّى الرّحيل؟! *
رمضانُ عادَ * وكِدنا نفيق *
على عالَمٍ * ما ألِفنا رُؤاهُ *
تغَرَّبَ خلفَ ضبابِ الذّهول *
وخَلفَ الجنونِ * رؤًى وعَوالِمَ * ملءَ الذّهونِ * وملءَ البطون *
وملءَ الهُراءِ * بكلِّ العُقولِ * وملءَ الذُّبول *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول *
بِعُمرِ انتحابَةِ طفلٍ نحيل *
وحجمِ ارتعاشَةِ جفنٍ ثقيل *
وشَفَةٍ تقاوِمُ إغراءَ حَرفٍ * قُل * ما أقول؟! *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول *
بعمرِ ابتسامةِ طفلِ الحكايةِ! * يُقلِّدُ وقعَ زُحوفِ الخُيول! *
ويمضي * وتبقى حروفُ الحكايةِ * رغمَ الهواية *
طيَّ الجلودِ * وسرَّ النخيل *
بذاكرة * أرهَقَتها الحروفُ *
فملَّ التذكُّرُ * سوءَ الظروفِ * وطولَ الوُقوفِ *
انتظارا للحظةِ حظٍ جميل*
تحيّي الكفوفُ * نشيدَ الزُّحوف * إليكَ الدّليلُ * إليكَ الدّليل*
ظلامٌ ثقيل*
طفلٌ يلوذُ بموتٍ جميل*
حِوارٌ يدورُ * رؤوسٌ تدورُ * يدوخُ النّخيل *
وقالٌ * وقيل*
فشكري الجزيل! *
إلى من رماني * بعشقِ الزّمانِ * ونومي الثقيل*
ورَوّى الغليل *
فشكري الجزيل * شكري الجزيل *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول*
بحجم التِفاتَةِ * أمٍ تناجي * شمسَ القتيل*
بحجمِ اختلاط ِ* السّكونِ * الذّهولِ * الوُجودِ * الرّحيل *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يُعيدَ * اكتِشافَ الملامِحِ *
حارَ الدّليلُ؟ *
إليكَ البديل *
رمضانُ عادَ * يَهُزُّ الأصيل *
فشكري الجزيل *


من وحي الصيام
محمود أسد

أطلَّ الصفاءُ بهيَّاً نقيّا
أضاء ظلام النفوسِ
وأيقظ فيها الزمانا
وفي الروحِ شوق رخيم
ونبض ابتهالْ..
أتى والدّجى غارق
في الخصام
أتى يبسط الخيرَ والفَيْءَ
يزرعُ دربي وروداً
وظلاَّ لكلِّ الصغار..
سريعاً كغيمةِ حبٍّ أتانا
وفي الأمنيات بيادرُ وعدٍ
ستملأ كلَّ السِّلال...
غداً يشرقُ البيتُ
والغصنُ ينبت فيه النقاء
ويرفد تلك المساجدَ
شوقُ الشبابِ وطُهرُ البراءة...
------
أتى رمضان وفي الحقلِ أنداءُ ذكرى
ستوقظ فينا الطهارة...
أمامي يُعِدُّ الصيامُ موائدَ فكرٍ
تُباعدُ بيني وبين انحِسار القرارْ..
يخطُّ السطورَ، وتلك السطورُ
ربيعٌ بديعُ الحضورِ
ثريُّ العطاء...
وفي رمضانَ تغيبُ الدموعُ
تمدُّ الجسورُ ينابيعَ وصلٍ
وذكرى انتصارْ...
تُضاءُ البيوتُ بشوق الأحبَّةِ،
حولَ الموائدِ يشرقُ وجهٌ بشوشٌ
وذاك الفقيرُ أتتْهُ الهباتُ
------
وكان البيان ُ رسولاً لكلِّ الشفاهِ،
تراتيلَ تشدو بوحي الإله...
هو النورُ و الحقُّ يغتالُ ظُلْمَ الظلامْ
ومازالَ في الصدرِ والعقلِ
ما زال جسرَ الضياءْ...
يُضيء الدروبَ التي في الغيابِ تعيشُ
وتحيا بلا هدفٍ في الخفاء...
طريقُ البداية من رمضانَ
فمنْ يَرصُفُ الدربَ يوماً
أمام النفوسِ الشقيّهْ..
أمامكَ كوثَرُ شهدٍ
لكلِّ الجداولْ
أتى رمضانُ ونارُ الغواية
تأكلُ أهلي. وتقتلُ نبض الترابْ...
وهذا العراقُ جريحٌ كَواهُ الشقاقُ
وتلك فلسطينُ بركةُ نارٍ وجمرٍ
وتلك الدماءُ على كلِّ قُطرٍ شقيق
تراق...
تصوم عن الماءِ والخبزِ
تجمعُ كلَّ الصحابِ مساءً
وتنسى الفقيرَ،
وتنسى الزكاة
هو الحقُ والفرضُ يدعوكَ
لا صومَ إن لم يكنْ في فؤادِك
نورٌ وحبّْ


رمضان في ديوان الشعر العربي

أمين سليمان الستيتي


ما كان رمضان ليختلف عن غيره من شهور العام لولا فريضة الصوم التي أعطته هذه الخصوصية. ولعل قول اللغويين: إنه يرمض الصائم حين يحر جوفه، فيه من الصحة الكثير. وقد شغلت أمور الدعوة، وحروب الردة الصحابة منذ زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم - وحتى نهاية عصر أبي بكر الصديق رضي الله عنـه، فلـم يكـن للشعر مكانـه القـديم، ولـم يصفـوا العادات المتعلقة بصومه، أو قيامه، سوى ما كان من أداء الفريضة، وقيام الليل، وغيرها

وفي سيرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه جمع الناس للتراويح على إمام واحد، في رمضان الثاني من حكمه، ورأى الناس في ذلك خيراً عميماً، واستمعوا إلى ترتيل واحد شنف آذانهم، وعكفوا على تلاوته آناء الليل، مع التسبيح، وغيره من الأقوال والأعمال الصالحة، ليل نهار، وبرز دور الشعر في تخليد مثل هذه الصورة؛ إذ قال الشاعر:

جاء الصـيام فجاء الخير أجمعه ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحُ

فالنفس تدأب في قول وفي عمل صوم النهار وبالليل التراويحُ

وكأن هذا السياق الفطري، البعيد عن التكلف يبين بوضوح انتماء هذا القول إلى عصره، بعيداً عن كل الصور البيانية، أو المحسنات اللفظية، المعبر عن صدق المشاعر، وتأثير العبادة في نفوس المؤمنين.

لكن الشعراء عبر العصور رسموا صوراً وضّاءة لرمضان، وللمسلمين فيه، وزينوا صوره بكل ما استطاعوا من الصــور والمحسنات، وتخيروا الألفـاظ المــوحية المعبـرة؛ فهذا شاعر يقول:

أَدِم الصيام مع القيـام تعبُّـداً فكلاهما عمـلان مقبـولانِ

يا حبذا عينان في غسق الدجى من خشية الرحمن باكيـتانِ

فإذا طوينا شراعنا على عتبات العصر الحاضر، رأينا أدباءنا يرسمون لرمضان صوراً كثيرة، منها الإيماني المتعلق بأهداب العبادة، ومنها السلبي المتعلق بسدول غيرها، ومنها بين ذلك بعدد ألوان الطيف، أو يزيد.

وللجــوع أثــر في رائحـة فـم الصائـم، والـتي جعلها اللـه - سبحانه - أطيب من رائحة المسك، كما روى ذلك رسولنا -صلى الله عليه وسلم - ، وقد صاغ الشاعر محمد حسن فقي هذا المعنى بألفاظ قريبة التناول، سلسة تنساب رقراقة بقوله:

وعلى فمي طعم أحس بأنـه من طعم تلك الجنة الخـضراءِ

لا طعم دنيانا فليس بوسعهـا تقديم هذا الطعم للخـلفـاءِ

ما ذقت قط ولا شعرت بمثله ألا أكون به من السـعـداءِ

وفي القصيدة ذاتها يصف الشاعر استبشار المسلمين برمضان الكريم، وأيامه الجليلة، ووحي الله من السماء، بكلمات منقادة له انقياد العاشقين، حيث يرسمها على ألحانه، ويعزفها بألوانه فيقول:

قالوا بأنك قادم فـتهللت بالبشر أوجهنا وبالخيلاءِ

لِمَ لا نتيه مع الهيام ونزدهي بجلال أيام ووحي سـماءِ

وللشفافية في العصر الحديث بريق يشد الناظرين، ويصوغه الشاعر محمود حسن إسماعيل، فيرسم لنا لوحة رمضانية النفحات، بألوان أطياف التقى، ويجند قدراته البلاغية ليصل بها إلى قمة الإبداع الشعري فيقول:

أضيفٌ أنت حلَّ على الأنامِ وأقسم أن يُحَيّا بالصيامِ

قطعت الدهر أنواراً وفيّـاً يعود مزاره في كل عـامِ

نسخت شعائر الضيفان لمّا قنعت من الضيافة بالمقـامِ

بأن الجود حرمان وزهـد أعزُّ من الشَّراب أو الطعامِ

ومن الشعراء السعوديين أحمد سالم باعطب، الذي يصور الأنفس المؤمنة مسرعة في ساحات الدموع الراجية غفران اللـه - سبحانه - بعد أن رأت كف الحسنات الرمضانية، وتجلي الله العلي العظيم على عباده بالجزاء الحسن الذي وعدهم، بلغة يتضح فيها الأثر الروحي، وكلمات تحمل دفء التقوى فيقول:

رمضان بالحسنات كفك تزخرُ والكون في لألاء حسنك مبحرُ

أقبلت رُحمى فالسماء مشاعل والأرض فجرٌ من جبينك مسفرُ

هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت من حوبـهـا بدموعها تستغفرُ

ولوحة نادرة يرسمها عبد الله بن سليّم الرشيد، وعلى صفحات ثقافة الجزيرة، تنطق بالوعي الديني المتزايد عند المسلمين في هذا الزمن الذي يبشر بالخير رغم كل المآسي، وعي يدفع الناس للبحث عن الفوز بالآخرة، والتخلص من الذنوب صغيرها وكبيرها، فيقول على هذا اللحن الراقص، رقصة الرجال في الفرح وغير الفرح:

مرَّ شعبان فلم تَحفَل بـه روحُه الملـقاةُ بين الهـمَّـلِ

عجباً من أغبر ذي شعثٍ مرَّ بالنـهر فـلم يغـتـسلِ

ومن الشعراء الذين وقفوا مع التراويح: محمود عارف، وجعل لوحتها ماء يسبح فيه المؤمنون ليزدادوا إيماناً، ويرمز إلى بركة أيامه التي تعادل العمر كله؛ ففيه ليلة خير من ألف شهر، فيقول:

فيه التراويح الـمضيئة مسبحٌ للـقلب للإيمان يعـمر مرفقا

ساعاته عمر الزمان، مليئة بالذكر حيث العمر عاد محلقا

ويغوص بعض الشعراء إلى أعماق المسلمين يستجلون أثر قدوم رمضان على مجتمعاتهم، ويصورون البشائر، والرحمة التي تحل عليهم، وبهم، ومنهم، تصويراً حركياً يدفع إلى رؤية المنظر الحي، بألفاظ لا يكـاد يظهـر للصنعـة فيهـا يــد قريبـة ولا بعيدة، بل السجية سيدة الموقف، والموهبة الشاعرة، التي تظهر في قول حسين عرب:

بشرى العوالم أنت يا رمضـانُ هتفت بك الأرجاء والأكوانُ

لك في السماء كواكب وضّـاءة ولك النفوس المؤمنات مكـانُ

يا مشعلاً قبس الحقيقة بـعد أن أعيت عن استقصائها الأذهانُ

هذه لمحة من شعرائنا عبر الزمن، ليست شاملة، ولكنها مضيئة، تدفع المرء إلى قياس مشاعره، وحبه لهذا الشهر الذي جعله الله - جل جلاله - ظرفاً لفريضة الصوم، والتي اختصها لنفسه، وهو الذي يجازي المرء عنها؛ فهل تنشرح الصدور المؤمنة لاستقباله؟ وهل يستبشر المؤمنون في هذا الزمن بقدومه، ويرجون الله فيه النصر للمجاهدين في سبيله في كل مكان، رجاء الموقنين بالإجابة، وأن يزيل الهم والحزن عن صدور الأمة، ويكشف الغمة، ويأخذ بأيدينا إلى حيث أرادنا: خير أمة أخرجت للناس؟ أسأل الله... آمين... آمين... آمين!

المراجع

- قرة العين في رمضان والعيدين، د. علي الجندي.

- رمضان بين الأطباء والشعراء، د. حسان شمسي باشا.

- رمضان في إبداعات الأدباء، محمد عمر.


في غرّة رمضان
بقلم: فيصل أكرم
٢٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٩

سألتُ الناسَ في صحْوي
وفي نومي
وبين العين والأجفانْ
سألتُ فقيرنا الأعدمْ
سألتُ غنيّنا الأفخمْ
سألتُ المومسَ الملقاة في يمٍّ بلا شطآنْ
سألتُ الشيخَ والسلطانَ: هل فعلاً أنا إنسانْ؟
ولكنْ لم يجبْ أحدٌ
فصاح بداخلي صوتٌ:
أنا الإنسانْ..
ولي كفرٌ ولي إيمانْ
ولي جرمٌ ولي إحسانْ
ليَ الآياتُ والنـزواتُ والغزواتُ والإذعانْ
ملاكٌ؟ ربما شيطانْ
إلهٌ؟ لا، لأني دائماً إنسانْ
ولا أرضى بما يرضاهُ من قلنا له الـ.. سُبحانْ
أنا إنسانْ
لماذا جئتُ مسحوقاً، وفي وطنٍ
يطالبني بأن أبتاع بالدولار صكاً يُثبتُ الغُفرانْ؟
أنا.. إنسانْ؟
فلا أهلٌ لديَّ ولا أحسُّ بنعمة الأوطانْ
أنا إنسانْ
أداري شهوتي بالصومْ
صلاتي كلها إدمانْ
أنا إنسانْ..
حياتي نصفها خوفٌ، ونصفُ مماتيَ اطمئنانْ
متى سأموتُ كي أحظى بنصف الكأس؟ لستُ أريده ملآنْ
فيكفي ما شربتُ من الكؤوس الـ.. ملؤها قطرانْ
أنا إنسانْ
أعيشُ ملذتي بمذلتي
ومذلتي بملذتي
وفي الحالين لم أوجدْ سوى عريانْ
لأني دائماً إنسانْ؛
قديماً قيلْ:
(تموتُ الأُسْدُ في الغابات جوعاً ولحمُ الضأن تأكله الكلابُ)
أنا ضأنٌ، فأين الكلب (لا ديوجين) يأكلني؟
أنا أسدٌ (وقلبي لم يكن ريتشاردْ) فأين الغاب كي أُرمى بها ميتاً
ولا أحدٌ يسائلني:
لماذا لم أكن كلباً، أردُّ الذئبَ عن أغنام حكامي؟
ولا أحدٌ يؤنبني:
لماذا لم أقل شكراً،
لأن الحاكم الإنسانَ لم يأمر بإعدامي..
فهل حقاً أنا إنسان؟
كتاباتي سخافاتٌ، وشِعري كله هذيانْ
وأفكاري خرافاتٌ، وموضوعي بلا عنوانْ
وميلادي بلا معنى
فلا معنىً لمن مثلي، إذا ما جاء من برجٍ يحبُّ العدلَ – كالميزانْ
أنا برجي هو الميزانْ
ولكن – يالسوء الحظ – أني دائماً إنسانْ
عليَّ الواجبُ القوميّْ
ولي..؟ مالي سوى ما قاله الفقهاءُ في التفسير للقرآنْ
وممنوعٌ بأن أسألْ:
لماذا جاءنا رمضانْ؟
فيا سُبحانَ يا سُبحانْ
أنا الإنسانُ، من حقي
بحالٍ مثلما حالي..
ودنيا مثلما دنيايَ، أن أسألْ:
لماذا جئتَ يا رمضانْ..؟
لماذا جئتَ في عصرٍ، ليس يُعدِّدُ الأديانْ
فكلّ الناس قد عادوا –معاً- لعبادة الأوثانْ
هي الأوثانُ في عصري، بأبهةٍ.. تباركَ خالقٌ رحمنْ
لماذا جئتَ يا رمضانْ؟
أنا إبنٌ لهذا العصرْ..
وديني دينُ آبائي،
وليس يجوزُ أنْ أختارَ.. ذلك قمةُ العِصيانْ!
لماذا جئت؟
وكلّ الناس في عصري حزانى دونما أحزانْ
لماذا جئت؟
وكلّ الناس في عصري سهارى دونما أجفانْ
لماذا جئت؟
وكل الناس في عصري:
رجالٌ.. كلهم جوعى
حريمٌ.. كلهم حرمانْ
لماذا جئت؟
وكلُّ الناس في عصري موتى
دونما أكفانْ
لماذا جئتَ يا رمضان؟


أتى رمضان كلمات محمد عبد الله الصلاحي

باسم الله نبدأ كل قول وفعل ان بدأنا بالكلام

ونحمد ربنا ان قد هدانا الى الاسلام دين الالتزام

أتى ر مضان ياقومي فقوموا وشدوا العزم في شهر الصيام

فأحيوه بذكر الله تحضوا بمغفرة الاله على الدوام

وأتلوا فيه قرءان كريم وأحيوه بالصلاة وبالقيام

بايمان فصوموا واحتسابا ليغفر ذنبكم رب الانام

ففيه أنزل القرءان هديا لمن كانوا يعيشوا بالظلام

وفيه ليلة القدر ارقبوها في العشر الاواخر باهتمام

ففيها ينزل الروح الامين لحث المسلمين على القيام

وتتنزل الملائكة الكرام سلام هي في سلام في سلام

وفي رمضان يتجلى الاله ينادي الخلق يا له من مقام

فهبوا للنداء وأستجيبوا قيام الليل خير من المنام

ولا تلهوا بلهو غير مجد وقيل وقال في تلك الخيام

أتى من يافع الخبراليقين لقد عادوا الى عهد الصدام

أنادي من دبي كي تسمعوني فعودوا من صدام الى وئام

وأختم بالصلاة على محمد رسول الله في مسك الختام


أهلا ومرحباً بك يا رمضان..
أهـلاً بشهـر الصـوم والحسـنـا تو العتـق والغـفـران والبـركـاتِ
والرحمةُ المهـداةِ مـن ربِّ الـورى للمسلميـن فنعـم هــذا الأتــي:
أسمى شهـور العـام مـن بركاتـه ِالكبـرى ومـا فيـه مـن النفحـاتِ
وتـنـزل الـقـرآن فـيـهِ آمــرا ًللنـاس بالصـلـواتِ والـزكـواتِ
وصيـام هـذا الشـهـر للهِ الــذي فـرض الصيـام وحجـة السنـواتِ
وتنـزل الإســلام فـيـهِ جمـلـة ًشرعـاً وأخلاقـاً وطيْـبَ صـفـاتِ
وعقيـدةً رسخـت وديـنـاً خـالـداً وهـدى مـن النظـراتِ والعـبـراتِ
رمضـانُ أهـلاً يـا حبيـبَ قلوبنـا ياطـيّـبَ البسـمـاتِ والنسـمـاتِ
يـا مطعـم الفقـراءِ مـن خيراتـه ِوُمعـظِّـم َالإطـعـامِ والصـدقـاتِ
ومذكـراً بالـجـوعِ كــلَّ مُنَـعَّـم ٍليحـس بالجوعـى وذي الحـاجـاتِ
رمضـان أهـلاً رغـم أن ظروفـنـ امشفـوعـةً بالـحـزن والآهــاتِ
فقـرٌ وجــوعٌ واحـتـلالٌ جـاثـم ٌو الأرضُ ضائقـةُ مـن الأزمــات
فـي القـدس ذلٌُ والعـراقُ مكـبـلٌ وهنـا يمـوت النـاس بالعـشـراتِ
حربٌ علـى الأوطـان مـن أعدائهـا أو أهلهـا فـي أغلـب الـحـالاتِ!!
ويكابـد الوطـن الكبيـر ويكـتـوي بالفقـر رغـم غـنـاه بالـثـرواتِ
بخصـام أخوتـهِ يعـيـشُ تمـزقـا ًفي الـرأيِ لا يُفضـي لغيـر شتـاتِ
ويعانـي الإنسـانُ فــي أرجـائـه ِنقصـاً مــن الأرزاق والثـمـراتِ
لكـن "يـا رمضـان" هـذي فرحـة سبقـت قدومـك هــذه كلمـاتـي:
لجميـع أخوانـي بأقطـار الـهـدى للصائمـاتِ بهـا مــن الأخــواتِ
صلوا ،وصوموا ، واعملوا ، وتطوروا وتعـهـدوا الفـقـراء بالنـفـقـاتِ
وادعوا ، وقومواْ للجهاد ،وصابـروا ْفالدين ليـس "الصـوم والصلـواتِ"
الديـن كــلٌ لا نـنـالُ ببعـضـه ِأجـراً كبيـراُ كـامـل الحسـنـاتِ
ولطالمـا شئنـاهُ يـؤتـى كـامـلا ًنلنـا كـمـال الأجــر والقـربـاتِ
ومثالهُ فـي الصـوم: ليـس قوامـه ُتـرك الطعـام كـذا مـن الأوقـاتِ
فالصـوم صبـرٌ واحتمـالٌ لــلأذى وتـعـاونٌ لتـجـاوز العـقـبـاتِ
ورقابـةٌ للنفـسِ مـن أثـر الهـوى ووقايـةٌ مـن وطــأة الرغـبـاتِ
وسمـو أخـلاقٍ وطيـب تسـامـح ٍوإقـالـة العـثـرات ذي العـثـراتِ
وتعـهـد الفـقـراء فـيـهِ سـنـة ٌسلفـتْ مـن الأرحـامِ والعصـبـاتِ
وتفقـد الجيـران عنـد فطـورهـم وسحورهـم بأطـايـب الخـيـراتِ
الصـوم مدرسـةٌ لـهـا طلابـهـا ولطالبيـهـا أعـظـم الـدرجــاتِ
ولهـا جوائزهـا توزعـهـا عـلـى الطلاب فـي المحيـا وحيـن ممـاتِ
فينالـوا الأولـى إذا مـا أفـطـروا ويكرمـون بـأ حـسـن الجـنـاتِ
وهنا تسـاوى النـاس ثـم تفاوتـوا في الأجر والتقـوى وفـي الطبقـاتِ
رمضان يا أسمى الشهـور وخيرهـا كم في قدومـك مـن بليـغ عظـاتِ
فلأنـت تـاريـخٌ مجـيـدٌ عـابـقٌ بالنصـر للإسـلام فـي الـغـزواتِ
كـم فيـك مـن أمـلٍ لأمّـةِ أحمـد ِفلأنـتَ مثـلُ النـور فـي الظلمـات
ولأنـت أشبـهُ بالسفينـةِ تنقـذ الغرقـى تمـد لهـم حبـالَ نـجـاةِ
ولأنـتَ ممحـاةُ الذّنـوبِ وفرصـة ٌلتـجـاوزَ الأخـطـاءِ والـــزلاتِ
ولأنـتَ "يـا رمضـان" وحـدةُ أمـةٍ عقـديـة ِ الحـركـاتِ والسكـنـاتِ
أزليـةُ التوحيـدِ، واحـدةُ الــرؤى شيوعيـة ٌالأمــوالِ ، والأقــواتِ
شرعيـةُ الأدواتِ فــي تحصيلـهـا خيريـةُ الإنفـاقِ فــي الطلـبـاتِ
أهلا ..وأهـلاً.. كـم ترانـي قائـلاً أهـلاً .. بشهـر الخيـر والرحمـاتِ
أهلا حبيبـي ، يـا حبيـب أحبتـي مـن أخوتـي فـي الله أ وأخواتـي
أهـلاً وإن كانـت بنفسـي حـسـرةٌ فمـع هلالـك تنجـلـي حسـراتـي
كـم كنـت أرجـو أن تحـل بدارنـا و أرى العـراق مـفـرج الكـربـاتِ
ويكون مـن نخـل العـراق فطورنـا وسحورنـا مـن تينـك التـمـراتِ
وأرى وقـد عـادت فلسطيـن التـي ضاعـت مـع الأزمـان والفـتـراتِ



رمضان..!
شعر:محمد الزينو السلوم
-----------------------
يا شهراً باركه الرحـمانْ
يا شهر الخير على الإنسانْ
يا شهراً فاض بكلّ الحب
وفاض بألوان الإحسانْ
يا شهراً فيه من التقوى
والنجوى ما يزكي الولهان
بل فيه غذاءٌ للأرواحِ
ِوفيه من التقوى الإيمانْ
قد أُنزل فيه القرآنُ
وأسماه الله الفرقانْ
إن صمتَ أخي تلق الإحسانَ
بكلّ مكان ٍ كلّ زمانْ
فالصوم صفاءٌ في رمضانَ
نقاءٌ يسمو بالوجدانْ
لا تنسى الفقراء الجوعا
أغدق بالكرم على الجوعانْ
واسقيهم حباً وحنيناً
لا يفرح إنسانٌ ظمآنْ
بل أطفئ عطشاً بقلوب ٍ
كي تُرضي مولاك الرحمان
في هذا صومك مقبولٌ
وبهذا أنت ببرّ أمانْ
وبهذا تحياك التقوى
وبهذا تحيا هُ رمضانْ


أشعار عربية في شهر رمضان





تهفو حولنا نسمات رمضان العليلة فنستشعر حالة إيمانية تظلنا طوال الشهر الكريم ، وبذكرى رمضان نتأمل أبيات شعرية منظومة تأثرا بهذه الأيام الفضيلة وللترحيب بقدومها .



ابن الصباغ الجذامي وهو شاعر صوفي أندلسي تدور أشعاره كلها حول المدائح النبوية والزهد، نظم الشعر في "رمضان" قائلاً:
هــذا هـلال الـصوم مـن iiرمـضان
بـالأفـق بــان فــلا تـكـن iiبـالـواني
وافـــاك ضـيـفـا فـالـتـزم تـعـظيمه
واجــعـل قـــراه قـــراءة iiالــقـرآنِ
صــمـه وصــنـه واغـتـنـم iiأيــامـه
واجـبـر ذمـا الـضعفاء iiبـالإحسان
واغـسـل بـه خـطّ الـخطايا iiجـاهدا
بــهـمـول وابـــل دمــعـك iiالـهـتّـان
لا غــرو أن الـدمـع يـمـحو جـريه
بـالـخـدّ سـكـبا مــا جـنـاه iiالـجـاني
لــلَــه قـــوم أخـلـصـوا iiفـخـلّـصوا
مـــن آفـــة الـخـسران والـخـذلان
هـجـروا مـضاجعهم وقـاموا iiلـيله
وتــوســلـوا بـــالــذل iiوالإذعــــان
قـاموا عـلى قـدم الوفاء iiوشمّروا
فــيــه الــذيــول لــخـدمـة الــديـان
ركبوا جياد العزم والتحفوا iiالضنا
وحـدا بـهم حـادي جـوى iiالأشجان
وثـبـوا ولـلزفرات بـين iiضـلوعهم
لــهــب يــشــبّ بــأدمـع الأجــفـان
راضــوا نـفـوسهم لـخـدمة iiربـهـم
ولـــذاك فــازوا مـنـه iiبـالـرضوان
إن لـم تـكن مـنهم فـحالفهم عسى
تــجـنـى بـجـاهـهم رضـــا الـمـنـان
حـالـفـهـم والـــزم فـديـتـك حـبـهـم
واجـعـله فـي دنـياك فـرض عـيان
يـا لـهف نفسي إن تخلفني iiالهوى
عــن حـلبة سـبقت إلـى iiالـرحمان
فـلأنـزفـن مـدامـعـي أسـفـا iiعـلـى
عـمـر تـولـى فــي هــوى iiوتــوان
يــا رب بـالمختار أحـمد خـير iiمـن
حــاز الـمـكارم فــي ذرى iiعـدنـان
لا تحرّمنى فضل شهر الصوم ولم
تـجـعـل مــقـرّى جــنّـة الـرضـوان

نفحات الرافعي

يقول عمر الرافعي في "رمضان" وهو قاضي وأديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر، انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس، له من الكتب مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.
نَـفـحـاتُ الـرحـمنِ فــي iiرَمـضـان
أَنـعَـشـتـني بِــذَوقِـهـا الــروحـانـي
نَفحاتُ الرحمنِ هبَّت على الصَببِ
سُـحَـيـراً مـــن حَـضـرَة iiالـرحـمنِ
نــفـحـاتٌ قـدسـيّـةٌ كـــم تـعـرَّضـت
لِــــهـــذي تَـــعَـــرُّضَ الــوَلــهــانِ
لــــم أَذُق مـثـلَـها وَأَنّـــى iiلـمـثـلي
وَصــفُــه مُـبـدِعـاً بِـحُـسـنِ iiبَــيـانِ
كـــم أريــد الـبَـيان وصـفـاً لــذوقٍ
كــانَ لــي فــي اِلـتِماسِها iiبـجناني
قـصر الـوصفُ عن بُلوغِ iiمعانيها
وَإِن طـــالَ شــرحُ تِـلـكَ iiالـمَـعاني
بـشـرتـنـي بـالـفَـتحِ أَكـــرم بـفـتـحٍ
مــنـهُ يَـأتـي مــن فـتـحِه الـربـاني
لــم تَـفُتني الـنَفحاتُ فـي iiرَمَـضانٍ
مِـــنَّــةُ الــلَــهِ غــايَــةُ الإِمــتِـنـانِ
لـم يَـفُتني نَـيلُ الـمُنى مـن iiحَـبيبي
وَهـو كُـلّ الـمُنى وَحـصن iiالأَمـانِ
هــو ســرُّ الـذاتِ الـمَصون iiوَذات
الـسِـرِّ فَـضلاً وَصـاحِبُ iiالـسُلطانِ
مــبـدأَ الــكـلّ خـاتـمُ الـرُسـلِ iiطــه
لَــن يُـضـاهيهِ فــي الـسِـيادَة iiثـانِ
رحـمَـةُ الـعـالمينَ عُـلـواً iiوَسُـفـلاً
وَهـو عـينُ الأَعـيانِ فـي iiالأَكوانِ
كـاشِـفُ الـغُـمَّة الـشَفيعُ الـمرجّى
الأَمـيـنُ الـمَـأمونُ مـلـجا الـعـاني
وَالـمـعـينُ الـمـتـين نــاصـر iiديــن
اللهِ سـبـحـانـهُ الــرَفـيـعُ iiالــشــانِ
يــا بـروحـي طـه الـحَبيبُ الـمفدّى
أَفــتَــديـه بِـــالــروح وَالــجُـثـمـانِ
قـــد حَـبـانـي بِـــهِ الـفـتوحَ iiإلـهـي
مـثـلـمـا حــبَّــه الـجَـزيـل iiحَـبـانـي
وَســــرى سِــــرُّه بــكـلّ وجـــودي
بِـاِمـتِـصـاصي لــسـانـهُ بِـلِـسـانـي
وَصَــــلاةٌ تُــهـدى وَأَلـــفُ iiسَـــلامٍ
لِــــعُـــلاهُ وَالآلِ فــــــي كُــــــلّ آنِ
وَكَـذا الـصحب مـا اِرتـجيتُ رِضاهُ
وَرِضــاكَ الـعـالي مـدى iiالـدورانِ

ضيف عزيز

مصطفى صادق الرافعي يستقبل "رمضان" مثلما يستقبل الضيف العزيز والذي يجمع المسلمين على خير السجايا، ويعد فرصة للابتعاد عن المعاصي.
والرافعي هو عالم بالأدب وشاعر، ومن كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ووولد وتوفى بمصر شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول، وله رسائل في الأدب والسياسة، من أعماله ديوان شعر مطبوع في ثلاثة أجزاء، و"تاريخ آداب العرب"، "وحي القلم"، "ديوان النظريات"، "حديث القمر"، "المعركة" في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها.
فـديـتـكَ زائـــراً فـــي كــلِّ عــامٍ
تـــحــيِّ بـالـسـلامـةِ iiوالــســلامِ
وتُـقـبِـلُ كـالـغمامِ يـفـيضُ iiحـيـناً
ويـــبــقَ بــعــدَهُ أثــــرُ الــغَـمـامِ
وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ
إلــيـكَ وكـــمْ شــجـيِّ iiمُـسـتـهامِ
رمـــزتُ لـــهُ بـألـحـاظِ iiالـلـيالي
وقــد عــيَّ الـزمانُ عـنِ الـكلامِ
فــظــلَّ يــعـدُّ يــومـاً بــعـدَ iiيـــومٍ
كــمـا اعــتـادوا لأيَّـــامِ الـسِّـقامِ
ومــــدَّ لـــهُ رواقُ الـلـيـلِ iiظِـــلاً
تـــرفُّ عـلـيـهِ أجـنـحَـةُ الـظـلامِ
فــبــاتَ ومـــلءَ عـيـنـيهِ iiمــنـامٌ
لـتـنْفُضَ عـنـهُما كَـسَـلَ iiالـمَـنامِ
ولــم أرَ قـبـلَ حـبَّـكِ مــن حـبيبٍ
كـفـى الـعُـشاقَ لـوعاتِ iiالـغرامِ
فــلـو تـــدرِ الـعـوالمُ مــا دريـنـا
لــحــنـتْ لــلــصـلاةِ ولــلـصـيـامِ
بـنـي الإسـلامَ هـذا خـيرُ iiضـيفٍ
إذا غَـشَـيَ الـكرِيمُ ذرى iiالـكِرامِ
يـلُـمـكمْ عــلـى خــيـرِ الـسـجـايا
ويـجـمعكُم عـلى الـهِمَمِ iiالـعِظامِ
فــشُــدُّوا فــيــهِ أيـديـكُـم iiبــعـزمٍ
كـمـا شـدَّ الـكَمِيُّ عـلى الـحُسامِ
وقـومـوا فــي لـيـاليهِ iiالـغـوالي
فــمـا عــاجـتْ عـلـيـكُم لـلـمُـقامِ
وكــــم نــفــرٍ تـغـرهـمُ iiالـلـيـالي
ومـــا خُـلـقـوا ولا هــيَ لـلـدَوامِ
وخـلـوا عــادةَ الـسـفهاءِ iiعـنْكم
فــتِـلـكَ عــوائـدُ الــقَـومِ الـلـئـامِ
يُـحـلُّونَ الـحَـرَامَ إذا مــا أرَادوا
وقــد بَــانَ الـحلالُ مـنَ iiالـحرامِ
ومـــا كـــلُّ الأنــامِ ذوي iiعُـقـولٍ
إذا عـــدَّوا الـبَـهائِمَ فــي الأَنــامِ
ومـن روتْـهُ مـرضَعةُ المعاصي
فــقــد جــاءَتــهُ أيَّــــامُ iiالـفِـطـامِ


ليال منيرة
محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله، المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره، وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته، جمع السلطان ابن الأحمر شعره وموشحاته في مجلد ضخم باسم "البقية والمدرك من كلام ابن زمرك".
ونظم ابن زمرك الشعر في رمضان قائلاً:
ولــلـه مــن شـهـر الـصـيامِ مُــوَدعٌ
عـلـى كــلِّ مـحـتوم الـسـعادة يـكرُمُ
تـنـزًّل فـيـه الـذكْـرُ مــن عـنْـدِ iiربّـنا
فَــيُـبْـدَأُ بــالـذكـر الـجـمـيل iiويُـخْـتَـمُ
ولــلــه فــيــه مــــن لــيــال مـنـيـرةٍ
أضــاء بـنـور الـوحي مـنهن مـظلمُ
وصابت سحاب الدمع يُمْحَى بمائها
مــن الـصُّـحف أوزار تُـخـطُّ iiومـأثمُ
ولــلـه فـيـه لـيـلة الـقـدر قــد غــدت
عـلى ألـف شـهر فـي الـثواب تُـقَدَّمُ
تـبـيـتُ بــهـا حـتـى الـصـباح بـإذنـه
مـلائـكـةُ الـسَّـبـعِ الـطـبـاقِ iiتُـسـلِّـمُ
وبـشـرى بـعـيد الـفـطر أيـمن iiقـادم
عـلـيـك بـمـجـموع الـبـشـائر iiيَـقْـدّمُ


مرحبا رمضان
***
شعر / صبري الصبري
****
رمضانُ جئت فمرحبا رمضانُ يا من بشهرك جاءنا الرضوانُ

يا خير شهرٍ بالزمان قلوبنا تهفو وفيها يشرق الإيمانُ

تزداد فيها الصالحات ويزدهي فيها الفلاحُ ويزهر الإحسانُ

ما فيك إلاَّ الخيرُ هَلَّ هلاله بهلالك اشتاقت له الأكوانُ

وتلهف الصُّوامُ للصوم الذي صَحَّتْ به وبنوره الأبدانُ

وكذلك الأرواحُ صَحَّتْ وارتقت مرقى الصلاحِ وطُهِّر الوجدانُ

منذ انتهاء الصوم في عام مضى شخصت لك العينانِ والأذهانُ

ترجو لشهرك عودةً محمودةً يا من بصومك حَفَّنَا الريَّانُ

وتفتَّحت أبوابُ خيرات بها حلَّ السرورُ وعمَّنَا اطمئنانُ

وتحدَّثت عنك القصائدُ تشتهي منك العَروضَ ولاحت الأوزانُ

فالشهر شهر الطائعين لربهم شهرٌ به قد أُنزِلَ القرآنُ

شهرٌ به فُتِحَت مفاتحُ رحمةٍ فُتِحَت به للصائمين جِنَانُ

شهرٌ به قد أُغْلِقَت بجحيمها وسعيرها ولهيبها النيرانُ

فالله مَنَّ على العبادِ بجوده وبفضله فهو الولي الدَّيانُ

وهو الرحيمُ المستعان المرتجى وهو العظيمُ الواحدُ الرحمنُ

منح الكريمُ عبادَهُ من فضله شهراً به قد طابت الأزمانُ

فيه التراحمُ والتآخي والهدى والبِّرُ والمعروفُ والغفرانُ

والمكرمات بأسرها في شهره تنمو ويثمر بالهنا البستانُ

وبليلة القدر الجليلة نورها بالليل فيه على الأنام أمانُ

وبها المزيدُ من العطاء تلألأت حورٌ بها للصائمين حِسَانُ

يا شهرَ كُلِّ الخير صَوْمُكَ بلسمٌ فيه استراح مع التقى الإنسانُ

وقلوبنا والله أصلحها الذي قد حلَّ فينا بالهدى رمضانُ

مازلت أشدو للصيام قصائدي شَرُفَتْ به وتَشَرَّفَ الديوانُ

رباه أهديت العبادَ فريضةً فيها العلا والنور والفرقانُ

فاقبل إلهي صومَنَا وقيامَنَا ودعاءَناَ يا فردُ يا منانُ

يا برُّ يا قدوسُ يا ربَّ الورى يا رازقَ الأحياء يا حَنَّانُ

وانصر إلهي أمة الهادي لها أملٌ لنصرك سيدي لهفانُ

صلى الإله على الرسول وآله ما حان للفطر السعيد أذانُ !!




**رمضان بلغة الشعر**

لم يكن شهر رمضان بكل ما يتضمنه من معان دينية وروحية بالمناسبة التي يغفلها الأدب والشعر العربي ، ولذلك وجدنا الأدباء والشعراء يحتفلون بهذا الشهر الكريم ، ويحسنون استقباله من خلال إظهار آثار الصوم على عادات الناس وسلوكياتهم ، باعتباره شهر للهداية والنصر والكرم والجود وحسن الخلق .

* الترحيب بهلال رمضاان*

لقد جرت عادة الشعراء أن يرحبوا بهلال رمضان الذي يأذن ببدء هذا الشهر الكريم ، ويتفننوا في وصفه ويعدوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة ،

فيقول الشاعر ابن حمديس الصقلي :

قلت والناس يرقبون هلالا
يشبه الصب من نحافة جسمه
من يكن صائما فذا رمضان
خط بالنور للورى أول اســــمـه

ويذكر البحتري

هلال شهر شعبان حين أصبح قمراً يؤذن بطلوع شهر رمضان ، فيقول:

قم نبادر بها الصيام فقد
أقمر ذاك الهلال من شعبان

ويقول الشاعر الجزائري محمد الأخضر



امـلأ الدنيـــا شعاعـا
أيهــا النـور الحبيب
قـد طـغـا الناس عليهـا
وهـو كالليـل رهيب
فترامــت فـي الدياجـي
ومـضت لا تستجيب
ذكـّر النــاس عهــودا
هي من خير العهــود
يوم كان الصـوم مــعنى
للتسامــي والصعـود
ينشر الرحمـة في الأرض
علـــى هذا الوجــــــــود


*الترحيب بقدوم شهر رمضان*

يقول محمود حسن إسماعيل مرحبا بشهر الصيام :

أضيف أنت حــل على الأنام
وأقسـم أن يحيــا بالصيـام
قطعت الدهـر جوابـا وفيـا
يعـود مزاره فـي كل عـام
تخيم لا يحد حمـاك ركــن
فكل الأرض مهـد للخيـام
نسخت شعائر الضيفان لمـا
قنعت من الضيافة بالمقــام
ورحت تسد للأجواد شرعـا
من الإحسان علوي النظــام
بأن الجود حرمـان وزهـد
أعـز من الشراب أو الطعام

أما الشاعرة علية الجعار فكانت من أكثر الشاعرات احتفاء بشهر رمضان ، ففي ديوانها (ابنة الإسلام) نجد مقطوعة شعرية بعنوان (رمضان) جاء فيها :

وإن هل بالنور شهر الصيـام
يجـود به الله في كل عـام
وصمنا له طاعة في النهــار
وقمنا له خشّعا في الظـلام

وفي ديوانها الأخير (مهاجرون بلا أنصار) نجد قصيدة بعنوان (مرحبا رمضان) وفيها:

يا مرحبـا شهـر الهـدى
شهر السماحــة والندى

وفي الأدب العربي القديم والحديث تغنى الكثير من الشعراء بفرحة شهر رمضان ومنهم البحتري الذي قال في مديح الخليفة المعتصم:


بالبر صمت وأنت أفضل صائم
وبســــــــــنة الله الرضية تفطر

*التهنئة بقدوم شهر رمضان*
ومن أحسن ما قيل في التهنئة بقدوم شهر رمضان:

نلت في ذات الصيام مــا ترتجيـه
ووقـــاك الله له مــا تتقيه
أنت في الناس مثل شهرك في الأشـ
هر أو مثل ليلة البــدر فيــه

ولهبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم شهر رمضان من قصيدة طويلة:

تَهَنَّ بهذا الصوم يا خير صــائر
إلى كل ما يهوى ويا خير صائم
ومن صام عن كل الفواحش عمره
فأهون شيءٍ هجره للمطاعــم
ويقول عمارة اليمني:
وهنئت من شهر الصيام بزائر
مناه لو أن الشهر عندك أشهر
وما العيد إلا أنت فانظر هلاله
فما هو إلا في عدوك خنجـر

وللأمير تميم بن المعز لدين الله يهنئ الخليفة العزيز بالله بقدوم شهر رمضان:

ليهنئك أن الصوم فرض مؤكد
من الله مفروض على كل مسلم
وأنك مفروض المحبة مثلــه
علينا بحق قلت لا بالتوهـــم

*فضائل شهر رمضان*

تحدث الكثير من الشعراء العرب على مر العصور الإسلامية عن فضائل الشهر الكريم فقال أحدهم:

أدِم الصيام مع القيام تعبــــدا
فكلاهما عملان مقبـولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم
إلا كنومة حائر ولهــان
فلربما تأتي المنية بغتـــــة
فتساق من فرس إلى أكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجـى
من خشية الرحمن باكيتان

وللصاحب بن عباد:


قد تعدَّوا على الصيام وقالوا
حرم العبد فيه حسن العوائد
كذبوا في الصيام للمرء مهما
كان مستيقظًا أتم الفوائــد
موقف بالنهار غير مريـب
واجتماع بالليل عند المساجد

وأنشد القاضي أبو الحسن ابن النبيه:

حبذا في الصيام مئذنة الجامع
والليــــــــــــل مسبـــل إزباله ْ
خلتها والفانوس إذا رفعته
صائدًا واقفًا لصيد الغزالةْ


*صوم الجوارح*

وفي شهر الصيام ، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى ، فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة ، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه ، ويصوم البطن عن تناول الحرام ، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض . وفي ذلك يقول أبو بكر عطية الأندلسي :

إذا لم يكن في السمع مني تصامـــم
وفي مقلتي غض، وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما
وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت

ويقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام :

يا ذا الذي صام عن الطعام
ليتك صمت عــن الظــلم
هل ينفع الصوم امرؤ طالما
أحشاؤه مــلأى مــن الإثم

ويؤكد أحمد شوقي ذات المعنى فيقول :

يا مديم الصوم في الشهر الكريم
صم عن الغيبة يوما والنمـيم

و قال أيضا:

وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى
وقبل الصوم صم عن كل فحشا

ولقد ذم بعض الشعراء ذلك الصنف من الموسرين البخلاء في رمضان والذين لم يعودوا أنفسهم على الجود والكرم والعطاء ، وفي هذا يقول الشاعر علي الجارم الذي نزل ضيفا عند أحد البخلاء فهجاه بقوله :


أتى رمضـان غير أن سـراتنا
يزيـدون صومـا تضيق به النفـس
يصومون صوم المسلمين نهاره
وصوم النصارى حينما تغرب الشمس

*ريح المسك*

وإذا كان الجوع سببا من أسباب رائحة الفم الكريهة ، فإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، كما حدَّث بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم . وفي هذا المعنى يقول الشاعر الكبير " محمد حسن فقي "في قصيدة زادت أبياتها على 150 بيتا ، نظمها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك :

رمضان في قلبي هماهم نشـــــــوة
من قبل رؤية وجهك الوضــاء
وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه الكتاب ولا تنم
من طعم تلك الجنة الخضــراء
لا طعم دنيانا فليس بوسعــها بغتــــة
تقديم هذا الطعم للخلـفــــاء
ما ذقتُ قط ولا شعـــــرت بمثلـــه
ألا أكون به من السعــــداء

* ترقب صوت المؤذن*

يصور مشهد الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه فيقول:

جعلت الناس في وقت المغيــب
عبيد ندائك العاتي الرهيـب
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحــا
يعذبهم ، تلفَّت للطبيـــب
وأتلعت الرقاب بهم فلاحـوا بغتة
كركبان على بلد غريــب
عتاة الأنس أنت نسخت منهــم
تذلل أوجه وضنى جنـوب


وبأسلوب النثر الأدبي

يرسم لنا طه حسين لحظات الإفطار فيقول :
فإذا دنا الغروب وخفقت القلوب وأصـــــغت الأذان لاستماع الآذان ..
وطاشت نكهـــــة الطعـــــام بالعقـــول والأحــــلام ..
فترى أشداقا تنقلب وأحداقا تتقلب بين أطباق مصفوفة وأكواب مرصـوفة..
تملك على الرجل قلبه وتسحر لبه بما ملئت من فاكهة وأترعت من شراب ..
الآن يشـــق السمع دوي المدفـع ، فتنظر إلى الظماء وقد وردوا الماء ..
وإلى الجياع طافوا بالقصاع ..
تجد أفواهاً تلتقم وحلوقا تلتهم..
وألوانا تبيد وبطونا تستزيد..
ولا تزال الصحـــائف ترفع وتوضــع والأيــدي تذهب وتعود ..
وتدعــــو الأجواف قدني .. قدني .. وتصيح البطون قطني .. قطني ..
ومع تعــدد أصناف الطعـــام على مائدة الفطـــور في رمضان ..
فإن الفــول المدمــس هو الصنف الأهم والأكثــر ابتعــاثا للشهية.

* مناجاة رمضان*


يناجي الشاعر أحمد مخيمر رمضان قائلا :

أنت في الدهر غرة وعلـى الأر
ض سلام وفي السماء دعـــاء
يتلقاك عند لقيـــاك أهل الـ
ـبر والمؤمنون والأصفيـــاء
فلهم في النهار نجوى وتسبيــ
ـح وفي الليل أدمــع ونــداء
ليلة القدر عندهم فرحة العمـ
ـر تدانت على سناها السمــاء
في انتظار لنورها كل ليـــل
يتمنى الهدى ويدعو الرجـــاء
وتعيش الأرواح في فلق الأشوا
ق حتى يباح فيــها اللقـــاء
فإذا الكون فرحة تغمر الخلــ
ــق إليه تبتـل الأتقيــــاء
وإذا الأرض في سلام وأمــن
وإذا الفجر نشـــوة وصفــاء
وكأني أرى الملائكة الأبـــ
ــرار فيهـا وحولها الأنبيــاء
نزلوا فوقها من الملأ الأعلــ
ـى فأين الشقـاء والأشقـياء ؟

* وفي رمضان تتجه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان*

وفي ذلك يقول الشاعر مصطفى حمام:

حدِّثونا عن راحة القيد فيـه
حدثونا عن نعمة الحرمـان
هو للناس قاهر دون قهــر
وهو سلطانهم بلا سلطـان
قال جوعوا نهاركم فأطاعـوا
خشعا ، يلهجون بالشكران
إن أيامك الثلاثين تمضــي
كلذيذ الأحلام للوسنـــان
كلما سرني قدومك أشــجا
ني نذير الفراق والهجـران
وستأتي بعد النوى ثـم تأتي
يا ترى هل لنا لقاء ثـان؟

* الدعوة إلى الاعتدال في الطعام*

وفي رمضان نرى كثيرا من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة، ويحشون معدتهم بألوان عدة من الطعام ، وقد يأكلون في شهر الصيام أضعاف ما يأكلون في غيره ، وأمثال هؤلاء لا يستفيدون من الصوم الفائدة المرجوة . وفي ذلك يقول الشاعر معروف الرصافي وهو يصف بعض الصائمين الذين يتهافتون على الطعام غير مبالين بالعواقب :


وأغبى العالمين فتى أكــول
لفطنته ببطنته انــــهزام
ولو أني استطعت صيام دهري
لصمت فكان ديـدني الصيام
ولكن لا أصوم صيام قــوم
تكاثر في فطورهم الطعــام
فإن وضح النهار طووا جياعا
وقد هموا إذا اختلط الظـلام
وقالوا يا نهار لئن تــجعنا
فإن الليل منك لنا انتـقـام
وناموا متخمين على امتـلاء
وقد يتجشئون وهم نــيام
فقل للصائمين أداء فــرض
ألا ما هكذا فرض الصـيام

* حلوى رمضان*


أما حلوى رمضان الخاصة مثل القطائف والكنافة فيقول فيها الشاعر المصري الفاطمي ابن نباتة:

رعا الله نعماك التي من أقلها
قطائف من قطر النبات لها قطر
أمد له كفي فاهتز فرحــــة
كما انتفض العصفور بلله القطر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

رمضان فى ديوان الشعر العربى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان فى ديوان الشعر العربى    رمضان فى ديوان الشعر العربى  Icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 3:07 pm


ولبرهان الدين القيراطي قصيدة كتبها إلى القاضي نور الدين بن حجر والد القاضي شهاب الدين يقول فيها:
مولاي نور الدين ضيفك لم يزل
يروي مكارمك الصحيحة عن عطا
صدقت قطائفك الكبـــار حلاوة
بغمر وليس بمنكر صـــدق القطا

* فانوس رمضان*


ويبدو أن فانوس كان موضوعًا للكثير من قصائد شعرائنا.. فيقول علي بن ظافر الأديب المصري المتوفى 613هـ: اقترح بعض الحاضرين في مجلس الأديب أبي الحجاج يوسف بن علي أن ينشدهم شيئًا عن الفانوس -بقصد تعجيزه- فقال:


ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه
ولكنــــه دون الكواكــــب لا يسري
ولـــم أر نجمًا قـــط قبل طلوعـه
بإذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر

* رمضان والفصول الأربعة *

والمعروف أن شهر رمضان يدور على فصول السنة كلها مرة كل 33 عامًا، فيأتي في الصيف والشتاء والخريف والربيع، وبالطبع يكون أشد ما يكون في الصيف حين ترتفع درجة الحرارة، ويزيد شعور الصائمين بالظمأ كما يصف ذلك ابن الرومي مبالغًا:

شهر الصيام مبارك
ما لم يكن في شهر آب
خِفت العذاب فصمته
فوقعت في نفس العذاب

ويكمل المعنى نفسه شاعر آخر قائلاً:

اليـــوم فيه كأنـــه
من طوله يوم الحساب
خوالليل فيه كأنه
ليل التواصل والعتاب


*وداع شهر رمضان*

أما وداع رمضان فنجده في هذه القصيدة التي يصف فيها الشاعر كيف سيكون مآل الناس، وهل ستقبل أعمالهم عند رب العزة العظيم؟:


أي شــــهر قد تولى
يــــا عبــــاد الله عنــــا
حق أن نبكي عليـــه
بـــدماء لــــــو عقلنـــــا
كيف لا نبكي لشهر
مــــرَّ بالغفلـــــــة عنــــا
ثـــم لا نعلـــم أنـــّا
قــــد قُبلنــــا أم حُرمنــا
ليت شعري من هو
المحروم والمطرود منا

ويودع الشاعر الأبيوردي رمضان قائلاً:

صوم أغار عليه فطر
كالنجم بر سناه جمـــر
بِنْ يا صيام فلم تزل
فرعًا له الإفطار بحـــر
وله الشهـــور وإنما
لك من جميع الحول شهر
ما كنت أول راحـــل
ودعت بالزفرات جمـــر
لكالظعن ليلة فاح في
خيب التفرق منه عطـــر

* الترحيب العيد والتهنئة بقدومه*

ثم يأتي عيد الفطر وتبدأ التهاني بقدومه كما في قول شاعر الدولة الفاطمية تميم بن المعز:

أهنيك بالعيد الذي أنت عيده
ونور سنا إقباله حين يسطع

أما شاعر الدولة العباسية ابن المعز فيقول مهنئًا الخليفة:

لئن أتى العيد من لقياك في فرح
لقد مضى الصوم من منآك في ثكل
برزت فيه بروز الشمس طالعة
وقد أعاد الضحاء النفع كالطفـــل

ولمحمد بن الرومي:

ولما انقضى شــهر الصيام بفضله
تحلى هلال العيد من جانب الغرب
كحاجب شيخ شاب من طول عمره
يشير لنا بالرمز للأكل والشـــرب

ولابن قلاقس:


وهلال شــــوال يقول مصدقًا
بيدي غصبت النون من رمضان

ولابن المعتز:

أهلاً بفطر قد أتــاك هلالـــه
فالآن فاغد إلى السرور وبكِّر
فكأنما هو زورق من فضة
قد أثقلته حمولــــة من عنبر

ويهنئ الشاعر العباسي البحتري الخليفة المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد لصيام شهر رمضان ولحلول عيد الفطر:

بالبر صُمتَ وأنت أفضل صائم
وبسنـــة الله الرضية تُفطر
فــــانعم بعيـــــد الفطر عيدًا إنــه
يوم أغر من الزمان مُشهرُ

وفي التهنئة بالعيد ما كتبه ابن سكرة الهاشمي

مهنئًا أبا الحسن محمد بن عمر:

أتــاك العيد مقتبلاً جديدًا
وجـــــدّك فيه مقتبل جـديد
تهني الناس بالأعياد فينا
وأنت لنا برغم العيد عيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان فى ديوان الشعر العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديوان الامام الشافعى
» بشاير ديوان المظالم بالأزهر
» من ديوان نعم إليك أغنى \ خضر الحمصى
» من ديوان مولاتى للشاعر سعيد حسن
» من ديوان بعد التحية والسلام للأبنودى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: ليالى رمضان فى السها-
انتقل الى: