كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دشنا المدينة المقدسة Support

 

 دشنا المدينة المقدسة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

دشنا المدينة المقدسة Empty
مُساهمةموضوع: دشنا المدينة المقدسة   دشنا المدينة المقدسة Icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2011 10:44 am

ربما لم يكن ابن جبير- صاحب المقام المعروف فى الأسكندرية المسمى بسيدى جابر - منصفا أو متجنيا حين عبر دشنا فى رحلته المعروفة باسم رحلة ابن جبير اذ انه اكتفى بقوله انها مدينة مسورة وبها جميع مرافق المدن ,فالرجل مر بها مرور الكرام وهو فى طريقه الى الحجاز ولقد قال ذلك فى أوائل القرن الثانى عشرالميلادى ونهاية القرن السادس الهجرىفما بالك بما قبل ذلك وما بعده ,وقد سلك كثير من الرحالة فى حديثهم عنهامجرد كلمات قليلةجدا لاتزيد عن وصف ابن جبير فى شىء , ولكن أهذه هى دشنا؟
دشنا,دشنه, دشنى ,انطقها كما شئت أو حتى اذكرها بالسؤال الساخر المعروف .. أنت من دشنا أم من ديش(جيش) العدو؟؟؟؟ ربما اختلف الكثيرون عن معنى الأسم , أجاء من تدشين السفن حيث كان بها ميناء كبير لهذا الغرض ,أم محل زراعة البقول , أم بمعنى الحديقة كما جاء فى اللغة القبطية القديمة . فى كل الحالات هى كل ماسبق . فلم يزل بشاطئها الممتد بقايا مراسى قديمة تتناثر على الشاطىء شاهدة على المدينة القديمة العتيقة التى تشكلت أبجديتها الأولى مع تمخض أرض العالم البكر على مايعرف باسم المدن ., لم تزل صالحة حتى الأن لرسو الصنادل البحرية المحملة بالسلع التجارية المختلفة والمواد الخام فى طريقها بين أسوان فى الجنوب الى القاهرة فى الشمال , أما زراعة البقول وتجارتها فهى ولازلت أحد الأنشطة الرئيسة بها , وإن كان زمن الحدائق قد ولى . بقايا أريجها فى ترتيل أشجار النخيل لحظة الغروب . من اى الأزمنة جاءت لا أحد يجزم بذلك ولكن مما شك فيه أن مملكة طيبة الفرعونية القديمة لم تخطئها . والعصر القبطى لم يتجاهلها , وأثار أقدام الفتح العربى تعطرت بترابها المقدس , فمن لم يمر بدشنا الفرعونية , القبطية, العربية كانها لم يحج الى بيت الله الحرام, فمن قال أنه دخل مصر قاصدا الحج الى بيت الله الحرام أو عائدا منه عن طريق البحر الأحمر ولم يمر بدشنا فقد كذب. وفسقت حجته .اتريد أنت تعرف مكانها الأن , لا ... لا لن أقول لك...أن نهر النيل - نهر العسل بالجنة - ينحنى لها ولايدخلها الا راكعا ساجدا كلما غدا بها أوراح ( انظر الخريطة هنا, و النيل باللون الأزرق فى اليمين قادم من أسوان)ولن اقول لك انها مدينة القرآن , نعم انها المدينة التى لاينقطعها عنها أو فيها صوت القرآن , تتوضأ بماء الجنة كل طرفة عين وأرتدادها ويتلى فيها ومنها القرآن مابين شهيق وزفير لتصلى صلاة الدارالآخرة فى كل حين , لتتطهر بموتاها حين يحملهم الودعاء الطيبون الى نهاية طريق الألام حيث التراب المقدس الذى يحتوى أجسادهم المرهقة المتعبة التى أخذت نصيبها من الألم كاملا . فى الحرب تصرخ الأم الثكلى ..إنها الحرب المقدسة وحين تسأل عن سبب قداستها تقول لك ..ولم لا وقد مات فيها ابنى. فمابالك بدشنا.اعرف أنك تريد انت تعرف المعلومة الروتينية سجل إذن هذا العنوان الدنيوى .. إنها مدينة بشرق النيل تقع فى مدينة قنا , جنوب مصر ,تبعد عن القاهرة 575 كيلومتر وعن أسوان 325 كيلو جنوبا , إن سألت عنها , عن حيواتها ؟,عن أهلها . فلا جديد , يكفى أن ترى مسلسلا تلفزيونيا مثل ذئاب الجبل أو الضوء الشارد أوفيلما سينمائيا مثل الأرض أو الزوجة الثانية أو الحرام ... الخ تلك الأعمال التى تتكلم عن مجتمع الفلاحين والصعيد وأهل الجنوب , حين إذن ستقول مالجديد . من أين تلك القداسة لدشنا. أماكن الخلاء والصحراء والماء توصف دائما بالأماكن المقدسة فى الموروث الشعبى ,راجع سير الأنبياء والأبطال لتعرف هذه الحقيقة . ودشنا أصلها تلك الحقائق الأزلية ومئات المدن مثلها . ودشنا ليس فى تاريخها خبر شارد عن قدوم نبى لها أوحتى أثر لقدمه الشريفة , وليس بها مزار لأحد الأقطاب الكبار فى تاريخ الصوفية , ولم يخرج منها أبوزيد الهلالى أو الزناتى خليفة ولا يوجد بها أماكن مقدسة أو حدث تاريخى خالد تتفاخر به الأجيال على مر الزمان , هل يكفى أن أقول لك أن العيد القومى لمحافظة قنا أصله يرجع الى يوم هزيمة قوات الحملة الفرنسية فى يوم17 فبراير 1799 وذلك فى قرية أبو مناع التابعة لها هل هذا يكفى . جزء كبير من محافظات مصر تقريبا ارتبطت أعيادها الرسمية بمقاومة الأستعمار فى الأزمنة المختلفة . لكن اتحدى أن ترى فى مدينة غير دشنا انحناءة النيل الخاشعة ,نور القرآن السرمدى , تجمع الصغار الى جوار مسجد الشيخ رياض فى انتظار آذان المغرب , لهوهم بالسخرية لمن فطر رمضان تحدى بعضهم بالصيام ,اخراج لسانه دليل وبرهان , انشغال الآخرين بلعب النحلة , صياح البنات الى جوارهم أثناء لعب الحجلة , آذان المغرب يتصاعد من الميكرفون الصغير , فرحة الصغار , تهليلهم , غنائهم الصاخب يافاطر رمضان ياخاسر دينك .... كلبتنا السوده تاكل مصارينك ,اندفاعهم الصاخب للبيوت , زف البشرى , وقفة الحاج عبد اللطيف الشامخة بوجهها الأبيض المشوب الحمرة وقفطانه الأبيض اللامع فى مندرة الحسانات يوزع أماكن الجالسين , الضيوف أولا ثم أهل البيوت , يستقبل صوانى الطعام القادمة من بيوت أبناء العائلة , يتعجل من تأخر ثم يهرول الى الباب يدعو عابرى السبيل للإفطار, بلح الأرض الطيبة البدء والمنتهى حكايات الكبار السرمدية , مشاكسات الصغار ومابينهما قرآن عظيم يتلى فى خشوع وصمت جليل , أو تسمع صوت كصوت رمضان أبو الأطرش فى تواشيح الفجر بشهر رمضان , ونس أشجار النخيل فى عتمة الليل . ضربة مجداف الصياد وهى تشق قلب النيل ليلا . دبيب أقدام الفلاح البسيط وهو يتحسس طريقه فجرا الى أرضه النائية. شجنه فى غنائه المشبع بألم التعب أثناء سقيته لأرضه بالدلو, لهفة السيدة العجوز ببردتها الثقيله فى تسللها الى النيل خلسة لتلقى خلاص أمراة بعد ميلاد الطفل فألا حسنا وأملا فى عمر طويل , , ضحكات وغنج الصبايا ودلالهن , وهن يقطعن الطريق الى النيل من كل صوب فجر يوم شم النسيم للاغتسال والا ستحمام فى النيل بعيدا عن الأعين المشتهية ,وشوشات وهمسات المتطفلين خلف الجروف المتعرجة ,إطراقة رجلين مثل عبد البصير ويونس أشهر بائعى للصحف فى دشنا على رصيف المحطة المتهالك وهما يتلحفان ببرد الشتاء عند شروق الشمس فى انتظار القطار القشاش الذى يحمل الصحف من القاهرة, جلبة الصغار فى الصباح وهم فى طريقهم الى المدرسة يحملون الأرغفة الكبيرة المحشوة بالملح والليمون أحيانا وبالجبن أو بقايا طبيخ البارحة أحيانا أخرى , نداء الباعة على بضاعتهم, أسواقهم المحملة على عربات كارو يجرها حمار كسول أوهزيل , دقات ذكرى أبو اليزيد المحفوظة بعربته المحملة بالجاز فى عصر البوتاجاز والغاز الطبيعى . صوته الواثق وخطوه الثابت تحد للزمن , جرس حنطور بيت موسى الواقع على الخط الفاصل بين الشطر الريفى والحضرى للمدينة ايذانا بيوم عمل شاق , ابتسامة عطيتو فارس مدرب الخيول المعروف وهو يمتطى حصانا عربيا أصيلا يشق به وجه الريح , دكان جلال ووجهه الأسمر الهادىء المريح والتساؤلات الملحة الغامضه ,هل حقا متزوج بجنية؟ عينا الأطرش الواسعتان المدورتان الثاقبتان فى انحناءته الصارمة وهو يصلح نعلا لإحدى الجزم القديمة المهترئة,جلسة حمدى زارع الواثقة فى منتصف دكانه, رائحة مساحيق العطارة التى تعبق دكانه ,مذاق طعمية عيسى بعيو التى لاتنسى , يدا ابوسبحة الحلاق العجوز الاشهر الواهنة , عيناه المحيرتان فى متابعة المقص على رأس أحد الفلاحين البسطاء والشاب المار أمامه فى خيلاء يتطاوس بحلقة شعره القاهرية المودرن, مئذنة جامع الشيخ جلال السامقة ومقامه الى الجوار مزج من الحقائق والأساطير , وهذا مولده , بعض من جوانبه لم يزل يحمل اريجا طيبا وظلا للكبار الذين كانوا هنا ذات يوم ورحلوا الى الشاطىء الأخر البعيد . والمكان لم يزل يفتقد التفاتة وجوههم الطيبة فى متابعة الخيالة أو اصواتهم المتعالية فى تحفيز المتنافسين فى لعبة التحطيب , أصواتهم الناهية عن كل باطل , أيديهم الممتدة بالحسنة ,ضحكاتهم المجلجلة عند توقف الحوار على محطات ذكريات قديمة لكنها لم تزل حية , تنازع الصغار حولهم فى رغبات الشراء ...شعرية أم حصان ام كلاهما أم عروس للعروس الراقدة فى البيت فى حضن الجدة تحكى لها قصة كرم عبيد والديك الذهبى الفصيح الذى يخرج من مكمنه فى أوقات نادرة ومن يستطيع أن يصيبه , تنشق له بطن الأرض الحبلى عن اللقية ...الذهب واللؤلؤ والمرجان . صمتا أن القمر مخضب بالدم ,مخنوق(خسوف القمر) يابنات الحور القمر مخنوق ماعنده خبر . تتعالى الى السماء أضرعة الشيوخ القانطة الخاشعة وليطرق كل آ دمى ماملكت يداه من طبل , صفيح ,أبواب, قلب الى قلب وعين الى عين ودمعة الى دمعة ولسان الى لسان ,أدعية ,دعوات , ابتهالات , صلوات ,حتى يفرج الله كربة القمر ,فيتبدد اللون الاحمر قليلا قليلا حتى يعود الى لونه الفضى ,الى صفوه ,الى مسامرته للعشاق والعذارى ,الى أحاديثه الهامسة الدافئة, فيلقى بظله الماسى هناك على جيل قال عنه حمدون جادالله - أحد أبنائه - نحن أكثر أجيال دشنا أدبا على الإطلاق , وإن كنت أتخيله الأن جالسا على إحدى درجات السلم الخشبى العتيق,حيث كان ذات يوم ملتقى الدفعة 83 ثانوية عامة دشنا ليلا بصحبة القمر ويتساءل فى حرقة أين هم الأن فيجيب الصدى... مصائرهم شتات وتيـــه, أكان اختيارهم العفوى للسلم الخشبى داخل محطة القطار منذ21 عاما نبؤة لغيب وضعوا أقدامهم على بداية دربه دون أن يدركوا بأن القطارات التى طالما مرت عليهم فى جلساتهم الحميمة ,دون ان يعيروها أدنى اهتمام ستأخذ كل واحد منهم ذات يوم الى زمن بعيد ومكان أبعد , ويردد القابضون على النار منهم قول ابن زيدون الذى حفظوه عن ظهر قلب فى حصة النصوص ...بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا ... واليوم نحن ومايرجى تلاقينا !!!!!!! أما المهاجرون منهم فيقفون على شواطىء النيل أينما وجدوا ويدنون بوجوههم من الماء - كما كانوا يفعلون على شاطى النيل بدشنا لينادوا بعضهم البعض -حين كان فريق منهم فى شرق المدينة والآخرون فى غربها - ويجيبوا على القابضين على النار صائحين... يادشنا ياواهبة اللؤلؤ والمحار والردى فيجيب الصدى كالنشيج يادشنا ياواهبة المحار والردى
إن كانت مدينتك أيها القارىء تحمل تحت جلدها كل ماسبق فهى مدينة مقدسة ,لإن أهل دشنا هم الذين صنعوا قداسة المكان , عكس كل ماهو معلوم وشائع أن التاريخ وكتابه ومؤرخيه وصناعه هم الذين يصنعون يصنع قداسة المكان بأثر وعظام نخرة أو حجر



منقوول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 63
الموقع : قطر

دشنا المدينة المقدسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دشنا المدينة المقدسة   دشنا المدينة المقدسة Icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2011 5:26 pm



شكرا زهره علي نقلك الموضوع الينا

وشكرا لكاتب الموضوع

وهذا ليس بغريب علي دشنا واهلها

فبلاد الصعيد ضاربة القدم في اعماق التاريخ

وكانت طريقا للقوافل من بلاد المغرب العربي التي تمر بها في رحلة الحج

ذهابا وايابا ...بل وكان من هؤلاء من يحط الرحال بهذه البلاد ولا يرجع لبلده الاصلي

..............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

دشنا المدينة المقدسة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دشنا المدينة المقدسة   دشنا المدينة المقدسة Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2011 9:39 am

شكرا ابو جمال



وابن جبير وابن بطوطة ..كتبوا الكثير عن دشنا



ولها باب مفرد فى الخطط التوفيقية به كثير من تفاصيل الخصائص والسكان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
 
دشنا المدينة المقدسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: وثائقيات وتراث-
انتقل الى: