الى الله المشتكى

بقلم : د. أيمن الجندى
خُلقت مفطوراً على رقة الحواس ولا حيلة لى فى ذلك. الضوضاء تؤلمنى، القبح يُميتنى، الرائحة السيئة تخنقنى، الزحام يُطبق على أنفاسى. كان بودى أن أرتمى فى أحضان الطبيعة. كان بودى أن أرحل فى مسافات اللون الأخضر.

كان بودى أن أصغى إلى موسيقى الصمت، أن أنعم بتغريد الطيور، أن أكون عضوا مسالما فى الأسرة الكونية.

كنتُ فى طفولتى أتمنى أن أعيش فى «مدينة البط»، حيث يوجد بطوط وزيزى وعم دهب!

البيوت على هيئة أكواخ، ترتمى أمام كل كوخ حديقة أمامية. أزرع فيها العشب والشجر والزهور، وأنشئ فى الحديقة الخلفية حمام سباحة. الطرقات هادئة وغارقة فى أناشيد الطيور، والسيارات قليلة، والدراجات كثيرة، يركبها العشاق، الودعاء، البسطاء، فى بلاد ليست بها فروق بين الناس، يلتحم سكانها بالطبيعة، ويقضون حياتهم فى سلام، حيث تسود المودة، والعلاقات الحميمة، بين الأقارب والجيران، يأكلون طعامهم البسيط مُطيّبا بالمودة والأمسيات السعيدة.

لم أفهم السعادة قط على أنها أموال تُجمع، أو قامات تنحنى، أو مناصب قيادية. كان للسعادة مفهوم واحد عندى: أن أنعم بالخلوة، والتأمل، والمحبة، والسكينة. أن أفك رموز السحاب، وأفهم نداء الكروان، وأقرأ ما يسطره الموج وهو يرتمى على الرمال، وأن أجلو باطنى حتى أشاهد الكلمات الإلهية المختبئة داخلى لحظة أخذ العهد، حين كنت مجرد ذرة فى صلب أبى آدم عليه السلام.

أمنيتى كانت أن أعبد الله بإخلاص، وأشاهد بعين القلب الإلكترونات وهى تدور حول النواة، وأسمع العصارة الخضراء وهى تسبح فى أفنان الأشجار، وأهتز مع العشب لحظة هبوب الريح، أتحول إلى فراشة بهية الألوان تسبح فوق الزهور، أو كتكوت أصفر الريش يخطو فى زهو واطمئنان بجوار أمه، أو عصفور يرقص فى الفضاء كقوس قزح أسمر، ثم يأوى إلى العش بعد أن يرفع الصلاة إلى خالق الكون على ما حباه من الأزر والحب وأنوار النجوم الزاهرة البعيدة.

باختصار، كنت أتمنى أن تكون حياتى سعيدة. وكنت أهدهد نفسى كلما مرت سنينى دون أن أحظى بالحياة الهادئة التى أتوق إليها بأن القادم من حياتى أفضل، وأننى لا ريب سوف أُكمل ذاتى، وأحقق أمنياتى البسيطة. كنت أُعلّل ذاتى بالأمانى، وأنام على حلمٍ أن سمائى ستمطر غداً، وأن الآتى المختبئ خلف حجب الغيب أيامٌ سعيدة.

كانت الأرض تدور، وأنا معها أدور، الحزن يزداد، والشعر الأبيض يزداد، وكلما أوغلت فى العمر، أوغل الحلم فى الابتعاد، حتى صار سرابا يحسبه الظمآن ماء.

وحين قامت الثورة استيقظ فى القلب حلمٌ، وعاد ضوء النهار يضىء أركان القلب، لكن للأسف تبدد الحلم، لم يتغير شىء، بل صارت الأمور أسوأ. الطرقات مليئة بالقمامة، والشوارع كمخلفات الحروب، حين تدكها المدافع وتقصفها الطائرات، والناس فى مدينتى غرباء، يطحنهم الغلاء، والقطط هزيلة تعيسة، والمبانى هى الأخرى كئيبة تعيسة.

أسير فى المدينة، كسير القلب، مطفأ القلب، تعيساً كالناس والقطط والمبانى، آسفاً على ما آلت إليه بلادى، حزيناً، حزيناً، حزيناً.

للأسف الشديد هذا ما وصلنا اليه ولكن هو شىء طبيعى

ومرحلة لابد ان تمر بها اى ثورة فكل ثورة تجر فوضى

ثم ما ان تلبث الامور وتعود الى طبيعتها كما كانت وتعود

الحياة اجمل مما كانت ان شاء الله .شكرا ام شروق على

نقل المقال القيم والشكر موصول للدكتور ايمن السابح

فى ملكوت ربه والمتأمل فى الحياة من حوله .

هذا هو حالنا اليوم ولكن نتمني من الله ان تمر هذه الفترة علي خير وان تكون فترة نقاهة

بعد عملية خطيرة جدا كانت نسبة نجاحها ضعيفة واجراء العلمية كان واجب حتي

ولو بائت بالفشل فالموت في غرفة العمليات او اثناء اجراء العملية افضل من حياة

مليئة بالمعاناة والمرض الذي كان يقتلنا كل يوم الف مرة ولكن ان شاء الله ستكون

هذه الايام سحابة صيف تخبئ خلفها الشمس الساطعة بالنور والحق والعدالة والحرية

شكرا ام شروق علي هذا الانتقاء الرائع

والشكر موصول لصاحب الموضوع الاستاذ / احمد الجندي

ان شاء الله ربنا يعديها على خير

وتختفى الهواجس والمخاوف

واليه المشتكى

شكرا سعيد

شكرا ايمن

» لا اعلم والى الله المشتكى
» موشح ايها الساقى اليك المشتكى
» قدام أميمة خليل ماتقدرش تقول غير الله الله الله
» الله الله يا رسول الله(بصوت فاطمة عيد)
» اليقين بنصر الله فى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم