كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
حين غبتِ عنى Support

 

 حين غبتِ عنى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

حين غبتِ عنى Empty
مُساهمةموضوع: حين غبتِ عنى   حين غبتِ عنى Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2011 8:23 am


انقطع مدد السعادة.. وتبدّل الحال.. واكتست السماء ضباباً منع عني رؤية أي شيءٍ جميل.. تثاقلت خطوات الزمن.. وفَقَد الكون كل ألوانه المُزهِرة.. وتسلّط قلبي على عيني فحرمها النوم!.. ووجدتني أنتظر العودة.. وأنا مُسمّرةٌ هنا.. بَيْن بَيْن!

كيف يمكن لإنسانٍ أن يرحل عن ناظري فتلحق به الحياة؟! ويترك الصقيع مغلِّفاً قلبي يفتش عن كوّةٍ يلتمس منها دفئاً.. فلا يجد إلا الذكرى.. وصوتاً قادماً من خلف البحار على هاتف جامد.. يطمئنني عنه.. "وأكذب" عليه لكي لا يُشغل عليّ.. أدّعي أنني بحال جيّدة.. وأنا فاقدة للنبض! فكيف أتنفس وهو عني بعيد؟!

قد قالوا يوماً.. السفر قطعة من العذاب.. فكنت حين أسافر -وغالباً ما يكون السفر إلى مكة والمدينة- أعيش حالة من الارتقاء عن العالم المحيط بي.. فأذكر أهلي بالدعاء.. ولكني لم أكن لأشعر بثقل البعاد إذ أكون بين يدي العبادة! أما حين سافرت أنت.. وبقيت أنا هنا.. ذقتُ مرّ الفراق.. وعشت لهيب الشوق.. ومضغني الأنين ثم لفظني!

أأخبرك كيف كان حال البيت من دونك؟! أأُسِرّ لك كيف كان لونه؟ رائحته؟ جوّه؟ كان متّشِحاً بالسواد.. جدرانه باردة.. كئيباً كان.. كقلبي! صورتك مطبوعة في كل الزوايا والمرايا والحكايا.. إلا أنها بلا روح! ولم يستطع أي أحد أن يملأ فراغك.. فحسبتني مقطوعة من شجرة الوجود حتى العَود! ولم يكسر وحشتي إلا مريم.. فكنتُ أستقي منها معنىً للصمود!

وما كنت أملك من دنياي إلا وجهك المنسوج في شراييني ليعطيني بعض قوة.. فأصبر.. وأرضى.. فما لشوقي من دواء.. "وسائري يحنّ إليّ".. أتمتم كلمات أضمد بها جرحي.. للغربةِ ساعات وترحل!

كنتُ أعلم أنني أعيش فيك كما أنت فيّ.. وأن روحينا تتحافى كما تتحافى أوراق الشجر.. وأن همس الاشتياق المتبادل يصل مسامعنا بالرغم من الأميال التي تفرّقنا.. ومع كل ذلك كنتُ أراني كطفلة تفتش عن يد آمنة تختطفها من عجلة الحياة الموحِشة..

كنت هنا.. معي.. بين الشغاف.. وأردد.. "ومن عجب أني أحنّ إليهم وأسأل عنهم مَن لقيتُ وهم معي.. وتطلبهم عيني وهم في سوادها.. ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي"..

وتساءلتُ.. ما ينفعني كل من حولي إن لم تكوني معي؟! أفتكون ساقية اقتحمها الجفاف كبحرٍ عامر بالماء؟!

مرضتُ في غيابك.. وما دريت.. هل كان ذاك مرضاً.. أم أسقمني الفراق؟!

وحين كان يستبد بي الشوق.. كنت أقف على حافّته.. أغمض عيناي.. أستعيد مواقف كنت فيها هنا.. ثم أستقر في تلك المحطّات.. وأستسلم للذكرى! أتنشّق عبيرها ملء شراييني.. وأتوه في هلوساتٍ بين اليقظة والحلم!

قرأتُ يوماً عبارةً تقول: "شرفةٌ تبحثُ عن منزلها المهدوم.. هذا هو قلبي".. فكنتُ أشفق على من كتبها محاولة تفهّم صرخته.. أما وقد بعدت عني.. بتُ أعيش ما حاولت فهمه بالأمس!

دخلتُ في غيابك عوالم مفجِعة.. وبرزت أفكار كنتُ قد برعتُ في طمسها.. ولكنها استأسدت عليّ بعد أن تحسست ضعفي في غيابك! ثم ما لبثتُ أن لملمت شعثَ نفسي.. وواجهتها بحزم.. إن رحل العالم كله.. فالله جل وعلا باق! وسيكون معي!

ألفيتني أفلسف الأمور.. أُعلي نبرة صوتي على هلوساتي ثم أُخفِضها رأفة بوحدتي.. ثم أبكي! وأبكي! وأبكي!

ضائعة كنت.. حين غبت عني.. كجريحٍ منعوا الماء عنه لئلا يموت.. وهو أحوج ما يكون إلى الماء!

مكسورة كنت.. حين غبت عني.. كثائر رفض الذلّ والهوان للأعداء وتلفّت علّه يجد نصرة الأخ فلم يجد!

محروقة كنت.. حين غاب وهج حنانك.. كيتيمة على موائد اللئام..

أما الآن.. وقد لاح بيرق العودة.. ينبض قلبي بسرعة.. وتهفو عيناي للحظة اللقاء.. ويثور حنيني ليملأ الكون ضجيجاً..

أنتظرك.. يا أنا.. قد فاض كأسي.. فمتى يتبسّمُ العالمُ؟!

أمّاه.. "عودي لي!"

بقلم/ سحر المصرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 64
الموقع : قطر

حين غبتِ عنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حين غبتِ عنى   حين غبتِ عنى Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2011 9:20 am


أأخبرك كيف كان حال البيت من دونك؟! أأُسِرّ لك كيف
كان لونه؟ رائحته؟ جوّه؟ كان متّشِحاً بالسواد.. جدرانه باردة.. كئيباً
كان.. كقلبي! صورتك مطبوعة في كل الزوايا والمرايا والحكايا.. إلا أنها بلا
روح! ولم يستطع أي أحد أن يملأ فراغك.. فحسبتني مقطوعة من شجرة الوجود حتى
العَود! ولم يكسر وحشتي إلا مريم.. فكنتُ أستقي منها معنىً للصمود!
كنتُ أعلم أنني أعيش فيك كما أنت فيّ.. وأن روحينا
تتحافى كما تتحافى أوراق الشجر.. وأن همس الاشتياق المتبادل يصل مسامعنا
بالرغم من الأميال التي تفرّقنا.. ومع كل ذلك كنتُ أراني كطفلة تفتش عن يد
آمنة تختطفها من عجلة الحياة الموحِشة..

........................................

انها الام يا سعيد وما ادراك ما الام

لو اردنا ان نكتب في امهاتنا لكتبنا مجلدات ومع ذلك قد لا نعبر عما بداخلنا تجاهها بصدق

رحم الله امي وامهات المسلمين اجمعين....مقال فيه من الحنين والشوق للام ما من شانه ان تدمع العيون

وتهفو القلوب الي رؤياها ...فهل من لقاء قريب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
..........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

حين غبتِ عنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حين غبتِ عنى   حين غبتِ عنى Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2011 4:09 pm

اطال الله عمرك ورزقك الصحة والعافية يا ابوجمال

الام هى الوجود وبدونها تفقد الحياة معناها وكما قلت

مهما حاولنا ان نصف قدرها لن تكفيه مجلدات الدنيا

رحم الله امهاتنا وامهات المسلمين جميعا .شكرا ابوجمال

على المرور الكريم والتعليق القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حين غبتِ عنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: