كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Support

 

 روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:43 am


قال العلامة محمود شاكر في أحد تعليقاته علي الشعر‏:‏ تركت الشعر لمحمود حسن إسماعيل‏,‏ وذلك تعبيرا عن إيمانه بروعة شعره التي اعتقد أنه لن يستطيع مجاراتها إن كتب الشعر‏..‏

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل A1b_21_8_2011_50_53

ويعد إسماعيل أحد أكثر من استهواهم الجانب الصوفي والديني في الشعر من بين شعراء عصره, حتي ليخيل للقارئ في بعض الأحيان أن الشعر يتحول إلي مناجاة.. بل يتحول الشاعر نفسه حينما يتحدث عن الله سبحانه إلي روح شفاف.. يقطر الحب والصدق من مداد حروفه.. فهو يقول في قصيدته الله
.. زعموا لقاء الله وحدهم.. وجل!
فنوره غمر الدهور..
.. في الحب, في الأمل المخلق
في الأجنة, في البذور..
.. في الريح, في النسم المرنح,
في العشايا والبكور
.. في الطيف تلمحه ظلال ظلاله فوق الغدير
.. في السفح في ضجر المغاور
في البرازخ, في البحور
.. في كل راقئ دمعة من جفن مظلوم فقير.
.. في كل كاسر حلقة من قيد مقهور أسير
.. في كل رافض لقمة, لليل جالبها أجير
.. في كل واهب روحه لفدا التراب المستجير
ويصل إلي درجة المناجاة بالفعل في قصيدته الله والذات:
وقفت طويلا علي سدتك
أنادي ربا النور في سدرتك
أنادي وأجأر في حومة
من الصمت تهدر في حضرتك
وأنشق ذاتين ذاتا تنوح
وأخري تسبح من خشيتك
وكلتاهما من رياح الضمير
صدي ذائب في صدي موجتك
تصيحان من غير ذكر ولا
صلاة تؤوب في خيمتك
أجرني يارب من كل شيء
يصد طريقي إلي ومضتك
وعلي كثرة قصائده عن الله والتي تكاد تستغرق ديوانه صوت من الله بأكمله.. وقصائد من دواوينه الأخري.. فإن محمود حسن إسماعيل لا يغفل الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم, وفي قصيدته قصة ظلام يكاد الشاعر أن يلخص بأسلوبه الشعري الهائل قصة الظلام الذي انقشع برسالة الحبيب صلي الله عليه وسلم
كانت الأرض قصة من ظلام
رددتها قوافل الأيام
وتناجت بها قلوب الخيام
واستطارت لها نفوس الأنام
فهي إعصار جنة في قتام
والبرايا قي قبضتيه أساري
وبعد حديثه عن نار المجوس وأصنام الكفار والصابئة وضاربي الأزلام وغيرها من مظاهر الكفر والشرك.. ينقشع الظلام بنور الحبيب:
قيل: بشري السماء.. قالت محمد
فأكبت أوثانهم وهي تعبد!
واستجارت نيرانهم وهي تخمد!
وتهاوي إيوان كسري المعربد
وتهادي من سدرة الله فرقد
دك بالنور كل ليل وسارا
بل يصنع الشاعر في إحدي قصائده أسطورة رائعة تصور جنازة الشرك بالله الذي اندحر أمام رسالة محمد ونور الإسلام, ففي قصيدته جنازة الوثنية تنتهي القصيدة بسجود الأصنام لله معترفة بهزيمة الشرك أمام نور الإسلام.. فبعد حديث الهزيمة الساحقة الذي أداره ببراعة بين اللات والعزي ومناة تقول اللات معلنة الهزيمة والذل والخضوع:
فما النجم؟ ما ضوؤه الكوكبي؟
وكم لاح يضفي الأسي والشحوبا
وما الشمس؟ كم عصبتها السنين
وكادت نضارتها أن تشيبا
ضللت, وضل الذي خاله
علي الدهر يوما سيلقي غروبا
هو النور قد رقرقته السماء
يهدي الحياري ويمحو الذنوبا
رأي الشرك أقباسه فارتمي
وخر علي صفحتيها منيبا
وهندي جنازته في الفلا
تجوس القفار وتطوي السهوبا
فهيا نؤد صلاة الجماد
ونسجد في الأرض حتي نذوبا
أما التوبة, فيسبح محمود حسن إسماعيل في بحارها عائدا الي الله, مستجيرا به من نفسه التي أغرقته في الذنوب, ولا يخلو الأمر من مناجاة منبعها قلب شاعر.
ويختتم قصيدته شاطئ التوبة بمناجاة رائعة الألفاظ والمعاني.. تنضح بالندم وبالأمل في غفران الله والتعلق بأحبال التوبة حتي النهاية..
رحماك يارب.. إني, وزورقي, والخطايا
في لجة.. ليس فيها من الضياء بقايا
جفت, وغاضت, ولكن, مازلت أزجي رجايا
غفرت, أم لم, فإني مازلت أدعوك.. يا, يا
.. يارب!!
ولشهر رمضان المعظم شأنه الكبير في شعر محمود حسن إسماعيل, ففي قصيدته الله والزمن يحتفي به ويستقبله بالبشر والحبور:
أضيف أنت حل علي الأنام
وأقسم أن يحيا بالصيام؟
قطعت الدهر جوابا وفيا
يعود مزاره في كل عام
تخيم لا يحد حماك ركن
فكل الأرض مهد للخيام
ورمضان هو شهر التوبة والغفران والدعاء والتصدق:
أشهر أنت أم رؤيا متاب
تألق طيفها مثل الشهاب؟
تمرغ في ظلالك كل عاص
وكل مرجس دنس الإهاب
فأنت محير الآثام.. تجري
فتلحقها بأحلام العذاب
تراك شفيع توبتها, فتخزي
وتوأد تحت أجنحة الشباب
وأنت منارة الغفران, يأوي
إليك اليائسون من المتاب
وعند الله سؤلك مستجاب
ولو حملت أوزار التراب
...............
وقفت خطاك عند البائسينا
فكنت لليلهم فلقا مبينا
تساق إليك أمواج التحايا
فتدفعها لباب المعوزينا
فكم آهات محروم حداها
إليك البؤس, فانقلبت رنينا
أما مشهد الإفطار, فله وقع خاص في القلوب والأفواه مع مائدة الطعام بانطلاق أذان المغرب:
جعلت الناس في وقت المغيب
عبيد ندائك العاتي الرهيب
كم ارتقبوا الأذان كان جرحا
يعذبهم تلفت للطبيب
وأتلعت الرقاب بهم, فلاحوا
كركبان علي بلد غريب
عتاة الإنس أنت نسخت منهم
تذلل أوجه وضني جنوب
فيا.. من لقمة وحفيف ماء
يقلب روحه فوق اللهيب:
علام البغي والطغيان؟
إني كفرت بمنطق الدنيا العجيب

الاهرام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:48 am

بين الله والإنسان


إن كنت لا تعرف سر دمعة يذرفها الفقير

يسقي بها خريفه العطشان في لهاثه المرير

فيزرع الوهم على جفونه بستانه النضير

ثماره دانية القطاف

ظلاله وارفة الضفاف

لكنها لا شيء حين ينحني ويبسط اليمين

حزينة مسكينة مقـهورة الدعاء والأنين

تقول من حسرتها رباه

يامسرعا في خطوة لله

خفقة قلب تنقذ الحياه

وتخدع المحروم عن أساه

إن كنت لا تبصر هذا السر في خشوعك القرير

فأي شيء نحوه سبابة كذابة تشير

إن كنت لا تسمع سر آهة على فم اليتيم

تسمعها لكنها تمرق من ريائك الرخيم

أنشودة من وتر عاثت عليه رعشة النسيم

يعزفها تلفت سجين

من نظرة شلت على الجبين

يغتالها المـلال والحيرة والتوجـع الدفين

ويشتكي إباؤها الشقي من سخرية العيون

يصيح من أغلاله رباه

يامسرعا في خطوة لله

خفقة قلب تنقذ الحياة

قبل اتجاه الخطو للصلاة

إن كنت لاتسمع هذا السر في بكائه الأليم

فأي رب نحوه اتجهت في سجودك العظيم

***

إن كنت لاتدري بأن الله لم يظللك في نعمته

إلا لتمتد بها للبائس المحروم من لقمته

لكل كف شلها البغي لتنساب إلى نظرته

وتغتدي بوجهه الرحيق

يلعق منه زيفك العريق

ويترك الإحساس بالإنسان في إيمائها الحزين

متاهة صماء رن فوقها تفجع السنين

يصيح من أساه يارباه

ياساجدا بوجهه لله

يامغرق الوجوه في تقاه

وسابحا بالزورفي هداه

إن كنت لم تدر ضياء الله فيم شع من رحمته

فكيف يازور التقى كفنت هذا السر في سجدته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:50 am

وجئت أصلي

ورغم الأعاصير ترمي خطاها بسفحي وجرحي

وساحات هولي

أتيت أصلي

ورغم احتراق الدروب

ونهش الخطوب لحبات قلبي ورملي

أتيت أصلي

ورغم الرزايا ... وتجوالها في خميلي وأيكي

وعشبي وسهلي

دهست السدود

ودست القيود

وجزت المدود ... وجئت أصلي ...

***

وجئت أصلي

وفجرت ذاتي لهيبا جديدا

يمزق أغلال رقي وذلي

وماكنت عبداً

ولاذقت قيدا ولكن صوتا خفيا من الله يملي !!

إذا حدث عنه، تردى صباحي بليلي !!

ورغم الظلام الذي ذقته من شرودي وميلي

نفضت الدجي عن وجودي ومزقت ويلي

وكبرت لله .. قلبي يكبر

قبل اختلاجات قولي

***

أتينا جميعا نصلي ..

وما كاد يفتح للنور باب

وجدنا المصلي

ميادين لهو تخاصر فيها الخنا والفسوق

وجدنا الحمام الذي كان يصغي

لصوت الحواميم

ذبيح الأمان

جريح المكان

يولول في صمته لا يفيق !!

... وجدنا التراب الذي صلى فيه "محمد"

حريقاً .. به لعنة الله ترغي وتزبد !!

... وجدنا المنابر

تحكي مجازر للطهر مخنوقة في العروق

... وجدنا علي صخرة الحق

.. ليلا .. ينادي الشروق

ونارا .. تشد يد النور

من قاع لسيل عميق

وصوتا من الله ...

يزأر في كل ركن عتيق

سنمضي لمحرابها؛ القدس جمعا نصلي

ولو غالنا الموت ... لم يبق أنفاس شيخ وطفل

بيوم ... سيزحف بالقادسية

وبالغضب الحر في كل نفس أبية

وبالثأر .. وهو الصلاة الزكية

فهيا إلى الثأر ... من كل سفح وسهل

وهيا ... وهيا

إلى المسجد القدس ... جمعا نصلي !!

***

وجئت له فوق ناري ... ومن ناري

أصلي !!

وجئت إلى أولة القبلتين

وبنت السماء التي ضمت النور بالساعدين

وبيت الضياء الذي رشه الله بالراحتين

ضياء، وعطراً

وقدسا وطهراً

ووحياً يسبح في أيتين

***

... وجئت

وجاء بجنبي صوت الآذان

مع الصمت يصرخ : أين الآذان؟

وجاءت بكفي تكبيرتان

هما رحمة الله في كل آن ...

وجاءت معي ركعتان، وجاءت معي سجدتان

وإيماءتان إلي الله مشدودتان

بجفنين للنور فوق المعارج تستطلعان

***

... وجاءت معي ليلة

عانقت بها سدة العرش تسبيحتان

بها الله سلم...

ونور ينادي

ونور يلبي

ونور يعانقه المشرقان !

ومن قاب قوسين

راحت تضيء جبين السما هالتان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:52 am

المستجيرة

(وتنكرت فى ذاتى، فقدمت لى الرحيق لتروى ظمأها من عذابى...

ثم جـاءت تســتجير)*

وقالت : أجرنى !

فقلت: اخسئـى

فمن غير رب السماء المجير !

تعاميت .. حتى ركبت الظلام

على هودج من ضباب الغرور

جناحاه من شهوات الحياة

***

ومن يأسها فى لقاء المصير

هوى بـك فى قاع ليل بهيم

تدورين فــيـه بخطو الضرير

دعينى ..فمالى يد فى أساك !

ولا عبرت فى طريقى خطاك

تنكرت .. حتى وهى ساعداك

فأقبلت،نادمة تستجير

***

تنكرت فى ..وصورتنى

لوجه الحياة كما تشتهين

ففى الروض ،كنت نديم الربى

وأنت التى بالشذى تسكرين !

تقولين:هذا ربيع الجمال

فأظما .. وأنت التى تشربين !

وأسرى بدرب الحياة العميق

***

فأرنو ..وأنت تعبرين !

أنادى .. وللسر يمضى صداك

وأشدو ..وبالسحر يحظى غناك

وأشقى ..وما كان الا شقاك

وأدعو ..وما كان الا دعاك

يداى الى الله مبسوطة

وأنت التى طيها تضرعين !!

***

لبست بى الشبح المستعار

وزورتنى بين زور الحياة

وأبكى بدمعك ..لكننى

أرى لك سخرية من أساه

تلثمت بى فى هدوء الظلام

وفى الهول ألقيتنى فى دجاه

وجئت تنادين غوث الهلاك

وممن ؟ من المشتكى من لظاك !

وممن غدا رزؤه من نداك !

وممن غدا دعوة فى سماك

مضيعة أرجعتها الغيوب

الى صدرها من طريق الاله !!

***

دخلت بى الحان فى مرة

وكان اتجاهى الى المعبد

وكان صلاتى قبل الصلاة

مزمير علوية المورد

فخطفتها من دمى للحريق

وقلت لى :اليوم قبل الغد !

اذا كنت للنور صب الحنين

فقرب شفاهك من موقدى

..وقربت :حتى طوانى هواك

وذوبتنى قطرة فى صفاك

ولما انتهى السر .. طارت خطاك

وأومت لسر بعيد عصاك..

فوليت وجهى الى سحره

كأنى مصلٍ بلا مسجدا !

فلاحت لقلبى سفوح وضاء

وروض عرفناه منذ الازل

أزاهيره مؤمنات العبير

وأطياره قانتات الزجل

وأنهاره من ضفاف المتاب

تحدرن بالندم المشتعل

فألقيت عمرى بأعتابه

وناديت حتى تلاشى الأمل

وأومأت شوقا لعلى أراك

لعلى أرى شافعا من لقاك

لعلى ..بقبضة نور يداك

تضئ السبيل !! فصدت سماك

وخلفتنى فى الفلا استجير

وأزمعت بين ربيع وظل !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:53 am

أقبلي كالصلاة

أقبلي كالصلاة رقرقها النسك

بمحراب عابد متبتل

أقبلي أية من الله علينا

زفها للوجود وحيُ مُنزَل

أقبلي كالجراح طمأي

وكأس الحب ثكلي

والشعر ناي معطل

أنت لحنُ علي فمي عبقري

وأنا في حدائق الله

بلبل

أقبلي قبل أن تميل بنا الريح

ويهوي بنا الفناء المعجل

زورقي في الوجود حيران

شاك ، مثقل باسي

شريد مضلل

أزعجته الرياح واغتاله الليل

بجنح من الدياجير مسبل

***

أقبلي يا غرام روحي فالشط

بعيد والروح باليأس مثقل

أنت نبعي وأيكتي وظلالي

وخميلي وجدولي المتسلسل

أنت لي واحة أفيء إليها

وهجير الأسي بجنبي مشعل

أنت ترنيمه الوجود بشعري

وأنا الشاعر الحزين المبلبل

أنت كأسي وكرمتي ومُدامي

والطلا من يديك سكر محلل

أنت فجري علي الحقول حياة

وصلاة ونشوة وتهلل

***

أنت طيف الغيوب

رفرف بالرحمة والطهر والهدي

والتبتل

أنت لي توبة

إذا زل عمري

وصحا الأثم في دمي وتململ

أنت لي رحمة

براها شعاع

هلي من أعين السما وتنزل

أنت صفو الظلال

تسبح في النهر

وتلهو علي ضفاف الجدول

أنت عيد الأطيار فوق الروابي

أقبلي، فالربيع للطير أقبل

أنت هولي وحيرتي

وجنوني

يوم للحسن زهوة وتدلل

أنت نبع من الحنان

عليه أطرق الفن ضارعا يتوسل

***

فتعالي نغيب عن ضجة الدنيا

ونمضي عن الوجود ونرحل

وإلي عشنا الجميل

ففيه هزج للهوي

وظل وسلسل

ووفاء يكاد يسطع الدنيا

بشرع إلي المحبين مرسل

عاد للغش كل طير

ولم يبق سوي طائر شريد مخبل

***

هو قلبي الذي تناسيت بلواه

فأضحي علي الجراح يولول

أقبلي .. قبل أن تميل به الريح

ويهوي به الغناء المعجل

أقبلي

فالجراح ظمأي

وكأس الحب ثكلي

والشعر ناي معطل

________

1938
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:54 am

هكذا أغنى

ان تسل فى الشعر عنى .. هكذا كنت أغنى

لا أبالى أشجى سمعك أم لم يسج لحنى

هو من روحى لروحى صلوات , وتغنى

هو من قلبى ينابيع بها يهدر فنى

للآسى . فيها تعاليل , ولليأس تمنى

وهو احساسى الذى ينساب كالجدول منى

واثب كالطير فى الأظلال من غصن لغصن

ذاهل كالوتر المهجور فى عود المغنى

ساهم الأنفاس حيران.، أيبكى أم يغنى؟

لم يصب من دهره غير جحود وتجنى

فانبرى يعصف فى دنياه بالشدو المرن

زاجلا تذكى صداه نار أيامى وحزنى

ان ترد منه سلوا عن أساه.. فامض عنى

هكذا يخفق نايي بين الهامى وبينى

يلهم الله .. فيمضى وتر الروح يغنى

فسواء رحت تغضى لائما.. أو رحت تثنى

مزهرى نشوان لا توقظه ضجة كونى

مذهبى؟ لامذهب اليوم سوى أصداء لحنى

ولها الخلد ولى فى ظلها سحر التغنى

هى خمرى! وهى حانى! وهى أعنابى ودنى

قد وهبت الفن عمرى ووهبت الشرق فنى

فليلم من شاء.. انى راسخ كالطود جنى

فاذا رق.. فقل: ياقبل الأسحار غنى!

واذا هاج.. فهول ساقه موكب جن!

(ان تسل فى الشعر عنى هكذا كنت أغنى!)

ان تشأ فاسمع نشيدى.. أو تشأ فارحل ودعنى!

واذا أشجاك همس من صداه.. لاتلمنى!

ما أنا الا كظل لشعورى.. فاعف عنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:56 am

الانتظار

انتظرني هنا مع الليل.. إنّي أنا في صدركَ المحطَّم سِرُّ
هكذا قالتِ الشقيّةُ واللَّيْـ ـلُ على صدرها أنينٌ وشِعْر
واهتزازٌ كأنّه قُبَل العُشّا قِ، لم يحمِها حجاب وسترُ
ولها نظرةٌ كأنَّ بقايا من وداع على الجفون تمرّ
نعسةٌ، وانتعاشة.. وهنا الشَيْ ءُ الذي قيل عنه للناس: سِحر!
وابتهالٌ كأنّه غُربة الطَّيْـ ـرِ، لها في سمائم البِيد سَيْر
ولها رعشةٌ كما انتفضتْ كأ سٌ بكفّي، فكلُّها ليَ سُكْر
ولها حيرةٌ تعلَّمتُ منها كيف تهويمةُ النبيّين تَعرو؟
ولها حين أقبلتْ ثمّ غابتْ ندمُ الوحي، حين يدنو يفِرّ!
انتظرني هنا.. وذابتْ كحُلمٍ صدَّه عن خُطاه للروح فجر
وأنا جاثم أُقلِّب كفّيْ.. يَ، كما قلَّب المقاديرَ دَهْر!
انتظرني هنا.. ومرَّ زمانٌ وأنا في ترقّبي مُستمِرّ
انتظرتُ الصَّباحَ، حتَّى أَتاني وبه كالظلام سُهْدٌ وفِكر
وانتظرتُ الضُّحى، فأقبل يرتا عُ، على ساعديه عُشبٌ ونَهر
وانتظرتُ الأصيلَ، حتى دنا مِنْـ ـنِي، وجنباه للصبابات وَكْر
وانتظرتُ المغيبَ. وهو غريبٌ أهلُه أورثوه ثُكْلاً ومَرّوا
خلَّفوه.. فلا النهارُ بمأوا هُ، ولا الليلُ. آهِ ضاع منه الـمَقَرّ!
كلَّ يومٍ جنائزُ النورِ تسعى وهو من خلفها وجومٌ وصبر
لاحِدٌ يَدفن الحياة بكفّيْـ ـنِ، هما ظلمةٌ ترامتْ، وفجر
تشهق الرّيحُ حوله فهي في الأفْـ ـقِ بكاءٌ من عالم الغيب مُرّ
وَهْو بوحُ الرمادِ، قبضُ حواشِيـ ـهِ سكونٌ، ومسُّ جنبيه جَمر
طال مثلي انتظارهُ فكلانا في جحيم الهدوء ألقاهُ أَمْر
وَلْوِلي يا رياحُ! أنتِ خِضمٌّ ما له أينما توجَّهتِ بَرُّ!
أنتِ مثلي تَلفُّتٌ وانتظارٌ فوق أوتاره الخفيّةِ نبر
جمعتْني بكِ الليالي كما يَجْـ ـمَعُ سِحرَ الهوى وبلواه صدر
أنتِ قيثارةٌ، وقلبي عزيفٌ وكلانا رماه في القيد أَسْر
كبَّلتكِ الآفاقُ، تجرين فيها لا مزارٌ يأويكِ، لا مُسْتَقرّ!
تشتكينَ الإسارَ والجوُّ ساهٍ ساهمٌ عن أساكِ، والكونُ وَقْر
أَعْولي يا رياحُ.. قيدُكِ خُلْدٌ وبلاياكِ ليس منها مَفرّ!
وأنا في القيود مثلُكِ حيرا نُ، أَخَيْرٌ سلاسلي أم شَرّ؟!
صلبتْني على مطافكِ أرزا ءٌ، رماني بها غرامٌ وشِعر
ومتاهاتُ شاعرٍ ضلَّ.. ما يَدْ ري، أَزُهْدٌ حياتُه أم كُفر؟!
حيّروه فملءُ جنبيْه لو يَدْ رونَ شيءٌ عذابُه مُستمِرّ
جاء يُفضي به، ولو كنتِ تُصْغِيـ ـنَ، لأدماكِ منه شوكٌ وصَخر
طوَّقتْ عمرَه غيومٌ هي الفنْ ـنُ الذي قيل عنه: خُلدٌ، وسِحر
لم يجدْ صاحباً على الدرب، فانْسا بَ، وأيامُه ضلالٌ وخُسْر
وحدَه في الطّريق.. لا نورَ إلا من بقايا ما كان أَهرق فجر
وحده! والرفيقُ نايٌ، ولو سا قَ خُطى راهبٍ فأنتِ الدير
ها هنا خيَّمتْ جراحي ووَسْوسْـ ـتُ، رياحي.. كأنْ حُداءٌ وقَفر
ومددتُ الجناحَ أرتقب النُّوْ رَ، وأشتاقه لعلّي أفِرّ
ولعلّي.. ومرَّ حولي زمانٌ والدجى والرياحُ نَوْحٌ وقبر
وأنا والظلامُ مُنتَظِرٌ مِثْـ ـلي... عبدٌ يُسلّيه في الغياهب حُرّ
قِمّةٌ من وساوس وارتعاشٍ أنا فيها رغمَ المقاديرِ نسر
انتظرْني هنا.. وطال انتظاري وَهْيَ في أعيني التفاتٌ وذُعر
وسؤالٌ لكلّ شيءٍ حوالَيْ يَ، وإيماءةٌ لكلّ طيف يَمرّ
وانتباهٌ، وغفلة، وربيعٌ وخريفٌ، وشَيْبُ زهرٍ، وعطر
وجناحٌ يهفو، وآخرُ يَهْتا جُ، ومن بين ما يرفّان طير
وأنا سبسبٌ توهَّج منهُ لخُطاها أَيْكٌ رطيب، وزهر
وَهْيَ لا أقبلتْ.. ولا عاد منها لشقائي بعودة الكأسِ خمرُ!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:56 am

الناي الأخضر

زمّارتي في الحقول كم صدحتْ فكدتُ من فرحتي أطيرُ بها!
الجَدْيُ في مرتعي يراقصُـها والنَّحْل في ربوتي يُجاوبُها
والضَّوْءُ منْ نشوةٍ بنغْمتها قد مال في رَأْده يُلاعبُها
رنا لها من جفون سَوْسنَةٍ فكاد من سَكرةٍ يُخاطبُها..
نفختُ في نايها فطَرَّبني وراح في عُزلتي يُداعبُها
يُغازلُ الروحَ من ملاحِنِهِ بخَفْقَةٍ في الضُّحَى تُواثبُها
سكرانُ من بهْجة الربيع بلا خمْرٍ به رُقْرِقَتْ سَواكِبُها
يهفو إلى مهده بمائسةٍ من غَضِّ برْسيمه يُراقبُها
صَبيَّةٍ فُوِّفَتْ غلائلُها وطُرِّزَت بالسَّنَا ذوائبُها
غنَّيْتُ في ظلِّها.. فهل سمعتْ لحني وقَدْ أُرْعِشَتْ ترائبُها!
أم زارها في مِهادها نَسَمٌ وراح من فتنةٍ يُجاذبُها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل   روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 29, 2011 8:57 am

اللحن المقهور

ليتني كنت صلاة

في كهوف الناسكينا

أتلاشى في طريق الله سوقا وحنينا

ليتني كنت غناء

تائها بين الصحاري

هزني طير غريب

فوق ركبان حيارى

***

ليتنى كنت شعاعا

في ليالي الحائرينا

أسكب السلوان للدمع وأغتال الأنينا

ليتني كنت سكونا

خاشعا بين الجبال

تتلاقى في آيات وجودي بالزوال

ليتني كنت غدا لا

تعلم الأقدار سره

أو نشيدا ضن شادي

الغيب أن يعزف نبره

ليتنى كنت على لُج البحار الخضر زورق

كيفما شاءت بي الريح على الأمواج تخفق

***

ليتنى كنت حفيف الغاب في آذان بيد

يسمع الليل صباباتى ويصغى لنشيدي

***

ليتني كنت صفير الحب من ناي الرعاة

تشرب الكثبان والقطعان خمراً من لهاتي

***

ليتنى كنت عصا في

كفٍ أعمى لايراها

هي تهديه ولكن

من إلى النور هداها‍

ليتني كنت غراما

بين جنبي عاشقين

سمعا إنشاد نيراني، فظلا خاشعين

ليتني كنت رياحا

تهتف الآباء منها

أنا أهواها … ولكن

رغم أنفي لم أكنها‍ٍ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روحانيات الإسلام في شعر محمود حسن إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنقذوا الإسلام ياعلماء الإسلام
» روحانيات
» روحانيات عبد الوهاب
»  اشعار الدكتور صبرى إسماعيل
» روحانيات عايده الأيوبى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: الشعر العربي والزجل-
انتقل الى: