لفترة ليست ببعيدة كاد " سوق واقف " أن يختفي وتطويه صفحة النسيان فقد نالت منه عوامل الزمن
وصار كالعجوز الذي يعد أيام نهايته ، إلى أن بدأت عمليات صيانته وتجديده قبل عامين فبدا كمن
يستعيد شبابه ورونقه وسالف أيامه .
عندما تزور " سوق واقف " بالدوحة تستنشق عبق الماضي .. وتحس فيها ببساطة الحياة قبل
عقود من الزمن .. فما أجمل أن يعيش المرء الماضي في الحاضر وما أجمل أن يهرب من زيف
المدنية المعاصرة وتعقيداتها وصخبها وضجيجها .
سمي سوق " واقف " بهذه التسمية كما يقول مختصون بالتراث القطري لأن الباعة كانوا يقفون
على جنبات الطريق الضيقة التي تؤدي إلى السوق الكبير في الدوحة ليبيعوا فيها أشياء مثل
( البقل والأسماك ... ) وعادة ما كان البيع يتم بشكل سريع قبل الدخول للسوق .
وبالفعل فإن التجوال في السوق فيه متعة تستطيع أن تكتشف فيه عددا من الصناعات الحرفية
التقليدية كالقش والمشغولات اليدوية والذهب والملابس الشعبية والسيوف والخناجر ، والتطريز ،
والعباءات القديمة ، وتشاهد محلات العطارة والتوابل عن كثب ، لذا أصبح مهوى أفئدة السياح
من الدول الأوربية والزائرين من بلاد الخليج .
وفي مقاهيه التراثية التي تحكي جدرانها تاريخ الأجداد القدماء يمكنك الجلوس على كراسيها
الخشبية في الهواء الطلق لاحتساء القهوة العربية ، و " أخذ نفس شيشة " .
وفي السوق محلات للسجاد التي تبهر بألوانها المتناسقة وزركشاتها الرائعة ، وكانت هي
المستخدمة بدلا ( الموكيت) في وقتنا الحاضر .
أن السوق أصبح أحد المعالم السياحية لمدينة الدوحة في السنوات الأخيرة حيث يتردد السياح عليه
لشراء التحف والتقاط الصور التذكارية والتعرف على التراث القطري .
باختصار .. يمكن القول أن سوق " واقف " جسر يصل حاضر مدينة " الدوحة " التي تشهد
تطورا عمرانيا متسارعا بماضيها الزاخر بتراثها الأصيل .