الوجه الحسن ـ إيمان القدوسى

كنت أشعر بانكسار القلب بسبب مشكلتى وقد تحول الانكسار إلى فزع بعد تعرض أختى لنفس المشكلة وبدأت أتساءل أين الخطأ؟

نحن من أسرة متدينة مستورة نشأنا على الالتزام الدينى والأخلاقى لا نعرف اللهو ولا النفاق ولسنا كغيرنا من البنات، وفى نفس الوقت وهبنا الله حسن الخلقة والجمال الهادئ الطبيعى، فنحن أيضا لا نعرف وسائل التجميل وطرق تحسين الشكل والصورة، التى تجيدها البنات، ولكن والله لا نحتاج إليها فقد رزقنا رب العالمين البشرة الرائقة والعيون الصافية والشعر الناعم الطويل والوجه الحسن.

لا أقصد أن أشكر فى نفسى فتلك هبات ربانية لا فضل لنا فيها ولكن وجدت أن تلك المقدمة ضرورية لفهم المشكلة، فقد تزوجت منذ عامين شابًا ملتزمًا كان مبهورًا بجمالى وشخصيتى قبل الزواج، وبيت الزوجية عبارة عن شقة فى بيت أبيه وهو بيت عائلى يضم إخوته وزوجاتهم وأخته الوحيدة ووالده ووالدته، صحيح كل واحد فى شقته، ولكن الاختلاط بينهم دائم طول الوقت، مكثت معه ثلاثة شهور مروًا كأنهم سنوات طويلة، ومنذ الأسبوع الأول بدأت المشاكل وتشعبت مع كل أفراد الأسرة ومع زوجى نفسه الذى كان يتأثر بكلامهم.

واجهت حملة كراهية وافتراء ليس لها مبرر، وانتهت المعركة بطلاقى وعودتى كسيرة النفس والقلب إلى بيت أبى ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل سارعت أمه بتزويجه من فتاة أخرى مر على زواجهما الآن عام، وقد أنجبت له ولدا، عاد هذه الأيام يسأل عنى ويقول إنه ما زال يحبنى ويعلم أننى طيبة وبريئة ويريد عودتى إليه ويلح فى ذلك، وقد انتظرنى منذ أيام على باب المعهد، الذى أدرس به وأخذ يقنعنى بعودتى إليه، وعندما سألته ما ذنبى الذى كرهنى أهله وطلقنى هو بسببه قال بصراحة أنت غشيمة فى كلامك وتتدخلين فيما لا يعنيك، وتجرحين الناس دون قصد، فقلت له هل لابد أن أكون منافقة لأعجبكم وتركته على وعد بالتفكير فى الأمر ولكننى ما زلت خائفة من أهله وخائفة من العودة ومعه زوجة ثانية ولم أنس ما قالوه وفعلوه معى من افتراء وتجن.

بالنسبة لأختى التى تصغرنى بثلاث سنوات فقد خطبت منذ شهور وكان العريس متلهفًا جدًا على عقد القران وقد أحضر لها شبكة قيمة وكتب لها مؤخر صداق كبيرًا ووافق على كل شروط أبى التى كانت مبالغًا فيها بسبب ما حدث لى من قبل وقد برر أبى سهولة تفريط زوجى فى إلى تساهلنا معه فى الاتفاقيات المادية.

بعد عقد القران صار العريس يجلس مع أختى ويراها ويتعامل معها وقد نصحتها من خبرتى بضرورة التجمل فى المظهر والمجاملة فى الحديث ولم يمر الشهر حتى تغير معها عريسها وصار يتعامل معها بشكل كريه ولما سألته عما به وماذا غيره فوجئت أنه يفاوضها فى الطلاق وقال لها صراحة لو كنت تريدين الطلاق فلا مانع عندى بشرط رد الشبكة والتنازل عن المؤخر.

صدمت صدمة كبيرة من كلامه ولا أعرف ماذا نفعل؟ أنظر حولى فأرى بنات أقل منا فى كل شىء ويحبها زوجها ويفعل المستحيل لإسعادها وربما هى التى تتدلل عليه، أشيرى علينا أكرمك الله وخاصة أننا تربينا يتيمات الأم.

الرد

ابنتى الطيبة سوف أبدأ من جملتك الأخيرة (تربينا يتيمات الأم) يبدو أنه لم يكن فى حياتكم نموذج بديل للأم تتمثلن طباعها وطريقة تصرفها، ولذلك اتسم السلوك والعبارة لديكن بالبعد عن الرقة واللطف الأنثوى فى التعامل، ويبدو أن الوالد الكريم مع حرصه المشكور على التربية الدينية والأخلاقية، ولكنه أورثكن صرامة الطباع، وهو ما قد يساء تفسيره كما حدث من أهل زوجك ومن الصفات التى ذكرها لك.

والدليل على ذلك ما حدث لأختك بعد إقبال العريس واقتناعه بها وصل الآن إلى النفور والتفاوض على الطلاق.

المجاملة والرقة والابتسامة على الوجه واللطف والرحمة كلها صفات أنثوية أصيلة، كما أن الكلمة الطيبة صدقة والحفاظ على مشاعر الآخرين ليس نفاقًا يا ابنتى.

قد تقولين إن هذه طباعنا ولا يمكننا تغييرها، ولكن يا ابنتى الطبع ليس قدرًا مقدورًا بل يمكن تهذيبه وتغييره للأفضل، واقرأى فى ذلك كتب التنمية البشرية أو أحضرى دوراتها المتاحة فى كل مكان..

هل تعرفين يا ابنتى من نحب؟

إننا نحب من تنعكس فى عيونه صورة جميلة لذاتنا أما من ينقدنا دائمًا ويتجهم فى وجهنا فإننا ننفر منه مهما كانت مميزاته، والأمر بعيد كل البعد عن النفاق إنه يشبه الصورة الفوتوغرافية عندما تذهبين لمصور غشيم فيلتقط لك صورة تبرز مساوئ شكلك وتجعلك بشعة فلن تذهبى إليه مرة أخرى وسوف تفضلين ذلك المصور الفنان، الذى منحك أفضل صورة من أفضل زاوية تجعل صورتك جميلة مبهجة، ولاحظى أنه فى الحالتين هى صورتك الحقيقية والفارق فى العين التى التقطتها.

ابنتى الحبيبة كلامك سليم بشأن أن هناك بنات أقل منك فى كل شىء وحققن نجاحًا فى علاقاتهن العاطفية ويحبها الزوج وأهله أيضًا بسبب ما تتمتع به من ذكاء عاطفى واجتماعى يترك أبلغ الأثر فى المعاملة.

بالنسبة لمشكلة أختك يمكن تداركها بتغيير معاملتها واتباع أسلوب لطيف ومحبب مع عريسها، أما أنت فلا بأس بعودتك لزوجك ولا ضرر من وجود زوجة ثانية معه بل بالعكس ربما وجودها يخفف الضغوط الاجتماعية عليك من قبل أهله، ولكن بشرط أن يوفر لك مسكنًا بعيدًا عن أهله.

نحن بشر يا ابنتى خلقنا الله من ماء وطين ثم نفخ فينا الروح، ليس المطلوب منا أن نعيش بالروح فقط دون خطأ أو نقيصة وإلا أصبحنا ملائكة، ولكن المطلوب هو التوازن البشرى الذى يزينه البسمة والمرح واللطف فى المعاملة وخاصة مع الزوج.

والرجل يريد أن يرتاح من عناء الحياة كلها لدى زوجته فى واحة حبها وحنانها ولا يريد أن تقوم بدور مدرسة الفصل القاسية، التى تعاقبه وتذنبه على كل هفوة.

تخلصى من روح النقد والمحاسبة وانظرى للحياة نظرة متفائلة وفى مقابل كل خط أحمر تضعينه تحت السلوك الخاطئ لزوجك ضعى عدة خطوط خضراء تحت السلوك الطيب وسوف تجدين الخطوط الخضراء هى الأكثر والأجدر بالملاحظة والتعليق عليها، بل ومحاولة زيادتها بالمدح والإشادة والتشبث بها.

يقول الشاعر لزوجته

خذى العفو منى تستديمى مودتى ولا تنطقى فى سورتى حين أغضب

فإنى رأيت الحب فى الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب

رزقك الله سبحانه وتعالى الوجه الحسن ومنحك والدك الكريم التربية الحسنة فأكملى فضائلك باكتساب الخلق الحسن للمرأة الرقيقة الحانية.

اقتباااااااااااااااس من كلام الكاتبة :
نحن بشر يا ابنتى خلقنا الله من ماء وطين ثم نفخ فينا الروح، ليس المطلوب منا أن نعيش بالروح فقط دون خطأ أو نقيصة وإلا أصبحنا ملائكة، ولكن المطلوب هو التوازن البشرى الذى يزينه البسمة والمرح واللطف فى المعاملة وخاصة مع الزوج.

والرجل يريد أن يرتاح من عناء الحياة كلها لدى زوجته فى واحة حبها وحنانها ولا يريد أن تقوم بدور مدرسة الفصل القاسية، التى تعاقبه وتذنبه على كل هفوة))
سلمت يمينك ياإيمان .........وسلم من نقل عنك
اللهم أصلح أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

الانسان بلا روح ميت وبلا جسد روح لامكان لها على ارض البسيطة

فحين تريد ان تعيش بروحك فقط فأعلم انك لاتعيش على ارضنا ولا

تظلك سمائنا . ومن وجهة نظرى المتواضعة المرأة بلا روح كالدمية

لا طعم لها ولا مذاق. والمرأة بلا جسد لا نقول جميل ولكن نقول جسد

يكمل جماله جمال الروح ليست مرأة . شكرا شيخ فراج على المرور

الجميل واقتباس اهم نقطة فى الموضوع وكل الشكر للأستاذة ايمان

القدوسى التى اشهد لها كمرأة انى تعلمت منها الكثير

» محور الأنوثة ـ إيمان القدوسى
» عقدة الأم (إيمان القدوسى)
» ممكن تغششنى ؟ ـ إيمان القدوسى
» هل يمكنك المشى حافيا //إيمان القدوسى
» مفيش يا إيمان