الرسول(ص) كان أول من واجه التطرف الدينى فعلاً !!
الإسلام دين السماحة والإعتدال والوسطية,وقد إرتكزت الدعوة الإسلامية,على الإقناع ومخاطبة العقول,ولم يكن لرسول الإسلام محمد(ص),معجزات خارقة للعادات,مثل ما حدث مع الرسل السابقين,مثل إحياء الموتى أو السحر أو الناقة,ولكن معجزته كانت فى القرآن,الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه,وحتى حادثة الإسراء والمعراج,فقد كانت للتسرية على النبى ص,بعد عام الحزن,وفيها إختبار لقوة إيمان من آمن معه,لا أن تعجز من لم يؤمن,فيتحول موقفه ويدخل الدين منبهراً
إذاً الإسلام دين يخاطب العقل أولاً,كما أنه لا يجبر أحداً على الدخول فيه,إلا لو كان مقتنعاً تمام الإقتناع,مع أخذ الحذر من بعض المنافقين,الذين دخلوا الإسلام خوفاً وطمعا بعد تنامى قوة الدولة الإسلامية,مع حرص النبى (ص) على عدم قتلهم,حتى لا يقال ان محمداً يقتل أصحابه
أما عن بدايات التشدد فى أمور الدين,فقد بدأت فعلاً على عهد الرسول, بل إنه(ص) كان أول من تعرض له فعلاً,وكان هناك من زايد عليه فى الطاعة,وكثرة العبادة ظناً فى نفسه أن فى ذلك تقرباً اكثر لله
ومن الأحاديث التى وردت فى الصحيحين البخارى ومسلم,عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ .
قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا .
وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ .
وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا .
فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا !! أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)
الاعرابى الذى جذب رداء الرسول (ص) جذبه شديدة حتى أثّرت على رقبته الشريفة وظهرت من شدة جذبته,ثم قال له( مُر لي من مال الله الذي عندك ) فالتفت إليه فضحك,ثم أمر له بعطاء
والأعرابي وهو في الصلاة يقول:اللهم ارحمني ومحمداً,ولا ترحم معنا أحداً
والآخرالذى قال فى توزيع الغنائم(يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك تعدل)
والآخر الذى سأله رسول الله(أحسنت إليك؟)فقال الأعرابي(لا..ولا أجملت.) فغضب الصحابة وتنادوا ليضربوا عنقه لولا ان قال لهم الرسول (إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه فأتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فناداهم صاحب الناقة : خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها وأعلم فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتي جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوي عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار)
صلوات ربى وسلامه عليك حبيبى يا رسول الله,لكم كان حلمك يسبق غضبك
كتبهاإيهاب فاروق ، في 9 مايو 2011 الساعة: 17:27 م