المسلمين وشيخ الأمة
كما يحب أن يسميه تلاميذه, يديرها نيابة عنهما أثنان من كبار رجال الدين
كل منهما كان يعمل مديرا لمكتب احد الشيخين!, أفرط الاثنان في التنابذ
واللمز والهمز إلي الحد الذي أضر بصورة الشيخين, وجعلنا نتساءل إن كان ذلك
ما يجري بين أكبر مرجعيتين إسلاميتين, فما الذي يمكن أن تنتظره من خواص
وعوام الناس أكثر مما نحن فيه من بلاء وتشرذم!
ومع الأسف هبط الاثنان بلغة الحوار إلي حد الطعن علي وطنية الشيخ القرضاوي
وحبه لوطنه, لأنه اضطر للإقامة مبعدا عن مصر وقبل الجنسية القطرية!,
ومعايرة شيخ الأزهر بان تلاميذه في الأزهر هم الأقل عددا, أما الكثرة
الغالبة فهم تلاميذ الشيخ القرضاوي!, والتشكيك في وطنية الإمام الأكبر
بدعوي انه لم يكن من أنصار ثورة يناير!, وانه لم يكن يتأخر عن الامتثال
لأوامر جهاز أمن الدولة لو طلبوا منه تقديم علماء الأزهر الذين ناصروا
الثورة للتحقيق!!, ولأن الشيخ الذي تقلد الإمامة حديثا يتحمل مسئولية ضعف
الأزهر, رغم أن الرجل لم يتأخر يوما واحدا منذ جلس علي أريكة الإمامة عن
إصلاح أحوال الأزهر والسعي لاستعادة استقلاله وتغيير نظمه التعليمية حتي
يستعيد دوره الرائد في العالم الاسلامي تعبيرا عن وسطية الإسلام واعتداله!,
ثم جاء دوره المهم في إصدار وثيقتي الأزهر الأولي والثانية ليتوج جهدا
وطنيا شريفا استهدف تحقيق الوفاق الوطني بين كل قوي الثورة!
ولا أعرف لمصلحة من تدور هذه الحرب بين شيخين جليلين يمثل لقاؤهما قوة
لتيار الإسلام المعتدل وانتصارا لمدرسة عقلانية في الفكر الاسلامي تنبذ
التطرف والتنطع وسفك الدماء باسم الإسلام, وتؤمن بأن أهم مقاصد الشريعة
تحقيق مصالح العباد, وأن ما يخاصم العقل والفطرة الصحيحة يخاصم الشرع
والدين.., إنني أربأ بكل من الشيخين الجليلين أن يكونا طرفا مباشرا في هذه
المعركة السخيفة التي تفيد أنصار التطرف لأنها تهدم مثلين عظيمين لروح
الاعتدال وعقلانية الفكر في الإسلام.