لا حصانات بعد اليوم
بقلم: أسماء الحسينى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عجيب
أمر الحكام العرب فى مواجهة شعوبهم، التى هبت مؤخرا معلنة التمرد والعصيان
على الظلم والطغيان، فكل واحد منهم يسير على إثر من سبقه، لا يتعظ به ولا
يستفيد من عثراته.
وفى اليمن السعيد ظل رئيسها السابق على عبدالله صالح عاما كاملا يراوغ
الدول الخليجية التى قدمت مبادرة لحل الأزمة، ولم يوقع عليها إلا بعد حصوله
وعائلته ومعاونيه على الحصانة.
ورغم موافقة أحزاب المعارضة والبرلمان وأمريكا على هذا الأمر لإخراج البلد
من مأزقها، قوبلت هذه الخطوة بإعتراضات كبيرة من الثوار اليمنيين، الذين
قالوا أنه لا إنتقال آمن لبلدهم بدون عدالة، واعتبرتها منظمة "العفو" صفعة
فى وجه العدالة، وعدتها "هيومان رايتس ووتش" رخصة للقتل.
واليوم يريدون منح الحصانة ذاتها للرئيس السورى بشار الأسد وأسرته
ومعاونيه لإغرائه بوقف المجازر وحمامات الدم بحق شعبه، ورغم التعقيدات التى
تدفع للتفكير أو القبول بمكافأة القتلة، ستظل هذه الحصانات غير نهائية،
ولن تمنح هؤلاء الطغاة أى أمان أو تسقط عنهم الملاحقة، فالقوانين والمنظمات
الدولية رغم كل المواءامات السياسية يتطور عملها بسرعة لصالح الإنسانية،
وستلاحقهم أينما ذهبوا، ولن يكون بمقدورهم الإفلات من العقاب أو البقاء
بمنأى عن الرقابة والملاحقة والمساءلة والعقاب، ولن يحصلوا على السلام.
...بالامس خرج صالح بالحصانة، وربما يتبعه الأسد اليوم أو غدا بالحصانة
ذاتها، وقد يعقبهم أقران آخرون فى المنطقة، بعد أن مزقوا أوطانهم وشتتوا
مواطنيهم فى بقاع الأرض وزرعوا بذور الشر والفتن فى بلادهم ..سيخرجون
يطاردهم غضب السماء وعدالة الإله ولعنات شعوبهم، ودماء وأنين ضحاياهم،
وأشباح من أوطان تركوها خرابا يبابا ...وليت من يخلفهم يعلم أن حصانة أى
حاكم من الآن فصاعدا ستكون مرتبطة بمدى إحترامه لشعبه وللديمقراطية
والحريات وحقوق الإنسان وسيادة القانون ومدى إلتزامه بالنزاهة والشفافية
ونجاحه فى إدارة الحكم وحيازته للكفاءة والرضاء الشعبى.