ممكن تغششنى ؟ ـ إيمان القدوسى

الدنيا هى دار الامتحان الوحيدة التى لا يمكن أن تغش إجاباتك من ورقة زميلك ، لكل إنسان أسئلته الخاصة جدا والمفصلة على مقاسه وحده والتى تتوغل داخل روحه ولا يعرف أى أحد سواه كيف السبيل إلى الإجابة الصحيحة التى تنجيه فى الدنيا والآخرة .

كل واحد يستعد لامتحانه بطريقته أحدنا يركز على فهم و اتباع تعاليم الدين والآخر يتمسك بتدابير الدنيا بينما هناك من يكتفى بمهارة اللعب على كل الحبال ، ثم تأتى الأسئلة دائما مفاجئة وغير قابلة للتوقع ، مثلا النخبة الحاكمة فى مصر (مبارك ومن معه ) كانت توقعاتهم كلها فى مدار الملعب السياسى والأمنى من موقعهم كحكام لشعب صبور تم قمعه وتجهيله والسيطرة عليه بقبضة أمنية ثقيلة ، ولكن جاءهم الامتحان عبر منفذ يشبه ثقب الإبرة ( شباب الفيس بوك ) آخر ناس كانوا يخشون بأسهم ، شوية عيال بيلعبوا سوا و....خليهم يتسلوا !



جاءت التوقعات خائبة والإجابات خاطئة والنتيجة هى السجن والمحاكمات والفضائح ، شىء لا يصدقه عقل !!.



هناك من يأخذ بتدابير الدنيا الرائجة ويحقق فوزا ملحوظا فى الدنيا ولكن لا بد له من امتحان وإن تأخر موعده ليكشف كساد بضاعته وبوارها وإن لم يشعر بذلك أحد ، وفى كل الأحوال هناك حساب الآخرة دوما وهو الأمر الذى لا مفر منه أبدا .



أما المؤمنون الصالحون فإنهم أيضا يواجهون الامتحان ، لماذا ؟ يقول تعالى ( ألم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟ ) ويبتلى الناس على قدر إيمانهم ، كيف يتلقون الامتحان ؟ كل بطريقته ولكنهم فى النهاية بشر .



تخرج الآه العميقة من قلوبهم و أعماقهم ، ويختصهم ربهم برحمته التى تلفهم دائما يكفى أن لديهم ملجأ يلجأون إليه وربا يسألونه و أكفا ضارعة تعرف سبيلها للدعاء وصوتا مألوفا فى أيام الرخاء كان يصلى ويتلو ويتعبد وفى الشدة يبكى ويرجو ويتأوه فتكون الرحمة والسكينة قريبة منه ، يقول تعالى ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ) .



عندما تبدأ إحدى الأخوات فى الشكوى تبدأ بنفس الجملة الافتتاحية ( لم أكن مستعدة لهذه المحنة بالذات ) لا مجال للاختيار ولا تضيعى الوقت ، ثم تبدأ فى سرد وتحليل جوانب الشكوى ، التحليل لن يجدى كثيرا ، ثم ينفجر البكاء ، ما رأيك نتخذ خطوات إيجابية لحل المشكلة اليوم ونبكى غدا .



النصائح للأسف لا نفع كبير من ورائها وقت الأزمة ، فما من مرة استمعت فيها لمشكلة وناقشت صاحبتها إلا ووجدت أنها بفطرتها قد طبقت بالفعل كل النصائح الممكنة بل وابتكرت أيضا أساليب مناسبة لحالتها الخاصة ، إن يدها فى النار وهى التى تشعر بحرقتها وسوف تدفعها غريزة البقاء لأفضل طرق التخلص من الألم .



النصائح تكون أكثر نفعا فى الأوقات الهادئة فهى معانى تتراكم بداخلنا وتكسبنا خبرة نستعين بها عندما نحتاجها ، البعض يسأل : ممكن تنصحنى ؟ وكأنه يقصد : ممكن تغششنى ؟ والإجابة للأسف لا يمكن أبدا .

ايمان القدوسى

تقبل الله منا ومنكم صالح الدعاء يا حاج حمادة

شكرا على المرور الجميل وتشريفك للموضوع

لابد من تقديم النصيحة حتى ولو كان صاحبها يعرفها مسبقا ..ففي الحديث :
"الدين النصيحة "
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

حقا الدين النصيحة واجمل انواع النصح هى التى تكون فى الخفاء

فالانسان يعلم ساعتها انها لمصلحته ولا يحاول ان يعاند او يكابر

ويتقبلها بصدر رحب .شكرا شيخ فراج