كفاني الفخـرُ أنـي صَيْــدَلانــي

لِدَعــوَى الفَخْــرِ دَاعٍ قَـدْ دَعَانِــي *** وَهَيَّــأَ لــِي المشاعــر والمعاني

وخَالَجَنِـي مـن الـــوِجْـدان وَحْـــيٌ *** سَمَا بالنَّفْسِ وَاسْتَوْلَى كَيَانِي

لِـكــلِّ النَّـاسِ مَنْـزِلَـــةٌ وَمَـــــاضٍ*** وأمـجـــادٌ لهـا عَزَفُـوا المَغَـانِي

فَـذُو عِلْـمٍ لـه فـي الناس فضــــلٌ*** وذُو نَسَـــبٍ وأخـــلاقٍ حِــسَـــــانِ

وذُو بَـــأْسٍ وذُو مُـلْــــكٍ ومَـــــالٍ *** وذُو فِـكِــرٍ حَكِيــمٌ فـي البيـانِ

وإني اليـومَ إِذْ أُبْـدِي افْتِخَــــارًا *** كفاني الفخـرُ أنـي صَيْــدَلانــي

كفــاني الفخــرُ أنـي فـي مكــانٍ *** بـه ألـقــى العُــلا وَيَعُـزُّ شَانِـي

به ألقـى السعـــادةَ فـي حياتــي *** وأَحْيَـا العمـر مســروراً وَهَـــانِ

أُسَاعدُ ما استطعتُ الناسَ حِيناً *** أُدَاوِي مَن شَكَــا مِمَّــا يُعَـانِــي

وَحِـينـاً يَأْتِنِـــي مَـــنْ رَامَ رَأْيِـــي *** فلا أُخْفِي النَّصيحةَ مَـنْ أَتَـانِـي

يُحَاوِرُنِـي فَيَحْسَبُنِــي طـبيبــــاً *** ويسـأَلُنِي فَيَعْجَـبُ من بيـاني

يُـكَــلِّمُـنِــي فَـيَلْـقَــانــــي وَدُوداً *** وَيُكْسِبُنِي المهـابةَ لَـوْ رآنِي

أنا مـن سطَّــرَ التاريـــخُ ذِكْـــرِي*** علـى ورقٍ مِـنَ الأمْجَـــادِ قَــانِـي

سَلِيـلُ حَضَــــارةِ الإســلامِ أَمْـضِـــى *** علـى الــدَّربِ الـذي ربي هداني

أبوبكــرٍ وجابــرُ وابـنُ سينــا *** وداوودٌ لـهــــم عِلـــمٌ سبـانـــي

وللبيطـــارِ والــزهــــراوِي فـضــــلٌ*** وللإدريــسِ لا أُخْـفِـي امتنـانــي

رجــالٌ خـلَّــدوا العـلــمَ ومـاتُـــوا *** فَجُـدْ بِالدَّمْعِ وَانْدُبْ يا زمــانـي

وَقُــلْ رحِـمَ الإلــهُ جُــدُودَ قَــوْمِــي *** وَأَعْـلاهُـم مقامــاً فــي الـجِـنَــانِ

أنـا مــن طَــابَـتِ الدُّنيــا بِمِثْلِـي *** وَمَـنْ بَلَـغَ العُـلا وَعَـلا مَكـانــي

لَبيــبٌ زيَّـــنَ الـرحمــــنُ عـقـلـــي *** بعلــمٍ نـافــعٍ ســامٍ حبــانـــي

ففــي الكيميــاءِ لـي باعٌ طويـلٌ*** وفـي الأعشـابِ لاأحــدٌ يُـدَانـي

ومــن قـدحــارب الأمــراضَ غـيـري *** ومـن صنـع الـدواءَ لمـن يُعَاني

ولـــي قـلــبٌ رحيــمٌ ليـس يهـــوى *** سوى المعـروفِ صُنْعـاً كـلَّ آنِ

فلســتُ بمـــانـعٍ خَيْـــرِي وإنـــي *** عفِيفُ النَّفْسِ صافِي الرُّوحِ حَانِي

أنـا مــن عَــزَّ بالإســــلامِ قَــــــدْرِي *** وأَعْلَــى هِمَّتِـي وَأَبَـى هَــوَانــــي

وأرشــدَني لأقْــرَأَ باســـمِ ربِّـــي *** وَمِن حُلَـلِ الكـرامةِ قد كساني

أَبِيـتُ الليـلَ فـي شـــرفٍ وَأَصْحُـو *** علـى شَـــرَفٍ يُــرَدِّدُهُ لِسَـــانــي

أنـا يا قـومِ "مُعْـتَــزٌّ" بِــذَاتِــــي *** وَيَكْـفِي الفَخْـرُ أَنِّي صَيْـــدَلانـي

بقلم : د.معتز محمد هليل

انك صيدلى
الى كل الصيادلة الغلابة … ارى في حالكم عجبا عجابا
تمرمطنا وولى العز عنا … سذاجتنا السبب او قل خيابة
تدحدر حالنا يا ابني كثيرا … واصبح وضع مهنتنا هبابا
و يكفي لبهدلتنا ان لدينا … نقابة بفقرنا مغرم صبابة
فغض الطرف انك صيدلي … فلا طبّا بلغت و لا ادابا
ولا تتفشخرن ولو ليوم … فاني اراك اغلب م الغلابة
تظل لخمس اعوام حمارا … و تفني فيها مالك و الشبابا
عليك من المنهاج حجم فيل … وراسك ديه في حجم الذبابة
وياتيك امتحان لست تدري … اهل هذا سؤال ام اجابة
فتجذب شعر راسك يا صغيري … و تفقد وقتها يا ابني الصوابا
فلا تقلق اذا اتجننت يوما … فلا لوم عليك ولا عتابا
و تسحب للمعامل كل يوم … لحب , انت لا تخشى الغيابا
و كم من معمل احرقت فيه … يديك و شعر راسك و الثيابا
و تدفع دم قلبك في كتاب … حرام ان نسميه الكتابا
تودعك الدراسة في نفور … فتلقاك المصحة في رحابة
يا عيني كم رايتك مكفهرا … عبوس الوجه مليان اكتئابا
فلا علما في راسك تدخره … ولا مالا فمن حولك ديابة
ارى السباك افضل منك حالا … و ما يشتهي يصبح مجابا
ولا يحميك ان تحمل شهادة … فلن تفتح لك الشهادات بابا
فبياع ببالطو د انت طبعا … دا حتى البالطو قد فقد المهابة
يقف ف الاجزخانة كل شخص … يجيد بس القراءة و الكتابة
و دع شهرين بعدها هتلاقيه … طبيبا مالي مركزه مهابا
فذو الدبلوم يؤخذ اما انت … فتخرج م الملاعب للاصابة
ولو تحلم بان تاكل كبابا … فسوف تسف من جوعك ترابا
ولو تحلم بان تاخذ قروضا … هتتجرجر يا سيدي الى النيابة
فدنيانا اسنت لك سيوفا … و اعملت الاسنة و الحرابا
فبادر و اشتر “توك توك” بسرعة … تاهل و اغتني و افتح حسابا
او اذهب فاشتغل كوافير حريمي … او اعمل يابني رئيس عصابة
دا افضل م الجلوس جوار امك …. بتعزف لحن خيبتك ع الربابة
فبعد تخرجك من اين تاتي … مصاريفك ؟ فلن يعطيك بابا
و اني ناصح فعساه قولي … يعيد لعقلك الفاضي الصوابا
فاخوف ما اخاف عليك صار … خرابا و اضطرابا و اغترابا

ممنقووووول