كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
متى كانت آخر مرة؟ Support

 

 متى كانت آخر مرة؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

متى كانت آخر مرة؟ Empty
مُساهمةموضوع: متى كانت آخر مرة؟   متى كانت آخر مرة؟ Icon_minitimeالأربعاء أبريل 25, 2012 12:19 pm

عندما كنتُ في المدرسة، كنتُ أقول في نفسي بأن أسعد أيام عمري ستبدأ بعد تخرجي من الثانوية، حيث لن يفرض أحد عليّ الاستيقاظ مبكراً، وحمل أكوام من الكتب، ثم التوجه إلى الجحيم.. نعم هكذا كانت المدرسة بالنسبة لي. ففي الثمانينات والتسعينات، كانت المدرسة عبارة عن معركة ضربٍ مُبْرِحٍ من أساتذة لا هم لهم سوى قضاء اليوم في إهانة الطلبة، ولا أكاد أتذكر من اتخذ التعليم منهم رسالة وليس حرباً، إلا ثلة قليلة.
وعندما تخرجتُ من المدرسة ودخلتُ الجامعة، وجدتُ أن الدراسة هناك أثقل عبئاً، فقلتُ لنفسي بأنني سأرتاح عندما أتخرج وأعمل.
وبعد أن توظفت، لم أذكر بأنني عدتُ إلى المنزل قبل المغرب إلا في أيامٍ معدودة، فأيقنتُ بأن المدرسة والجامعة كانتا أرحم بكثير.
وكنتُ قبل أيامٍ واقفاً أنظر في صورة وضعتها زوجتي (هَيَا) في غرفة الجلوس، وقد جَمَعَتْها هي مع أطفالنا سعيد وعمر وعائشة، إلى جانب مجموعة صور أخرى التُقِطَت قبل عدة سنوات، فتفاجأتُ بأنني لم أكن في أي من تلك الصور! يا إلهي، تذكرتُ بأنني لم أكن متواجداً مع أسرتي كما ينبغي في تلك الأيام، لأنني كنتُ، ككثير من الرجال «أسعى لتوفير لقمة العيش لهم».
ما أقبح أعذارنا نحن الرجال، نظن بأن لقمة العيش الهنيّة هي اللقمة الدّسمة، وننسى بأن اللقمة الحقيقية هي التي نتناولها مع من نحب، بغض النظر عن ما تحتويه.
لقد تغيرت حياتي كثيراً في السنوات الثلاث الماضية، ومن إحدى إنجازاتي أنني أستطيع الآن أن أنام وهاتفي على وضع الصامت، بل إنني أنساه أحياناً في إحدى غرف المنزل دون أن أشعر بالحاجة الماسة إليه، على الرغم من أنني اعتدتُ على كتابة مقالاتي فيه – كهذا المقال – ثم أنقّحها على الكمبيوتر. لقد حوّلتُ الهاتف من جهازٍ مقتحمٍ للخصوصية الاجتماعية، إلى آلة كاتبة، تمدني بالعفوية والبساطة، تماماً كبقية الأشياء الجميلة في حياتنا.
هل تذكر الآن متى كانت آخر مرة قمتَ فيها بعملٍ عفوي؟ متى شعرت بأنك راض عن حياتك؟ عن وضعك المادي؟ عن شكلك؟ متى كانت آخر مرة لم تربط فيها السعادة بالغد أو بعمل ما؟ يقول بعضنا بأنه سيسعد عندما يتزوج، ثم عندما ينتقل إلى بيت جديد، ثم بعد أن ينتهي من مشروع ما، ويظل في تأجيل مستمر، حتى يتفاجأ يوماً وهو واقف أمام المرآة بأن الشعر الأبيض بدأ يغزو رأسه ووجه، ويدخل ليستحمّ وإذا بالتجاعيد قد بدأت تكسو جسده، ثم إذا نظر إلى تاريخه يجد بأنه كان، وما زال، ينتظر شيئاً في المستقبل ليجعله سعيداً!
يغرق الإنسان في عمله كثيرا حتى يصير ذلك العمل عينه التي يبصر بها، وأذنه التي يسمع بها، وإذا سألته: لماذا تقوم بهذا العمل؟ ما هدفك منه؟ وما الذي تريد تحقيقه من خلاله؟ يصمت قليلا ثم يعطيك الإجابة المعروفة: «لأنني أحبه!»
أتساءل: هل يكفي أن نحب شيئا حتى نستنزف أيامنا وصحتنا من أجله؟ لو كان الأمر كذلك فنحن نحب النوم كثيرا، وخير لنا أن ننام على أن نعمل!
توقف الآن واسأل نفسك، أيا كان عملك، وزيرا كنت أم حارسا لإحدى المحلات: هل هناك هدف لما تقوم به غير المال؟ لا تحاول أن تقنع نفسك بإجابة مُرْضية؛ فأسوأ أنواع الكذب هو كذب المرء على نفسه.
متى كانت آخر مرة جلست صامتا لساعة كاملة دون أن تفكر في المستقبل؟ أو في مشكلة ما؟ الصمت رياضة عظيمة، تشحذ الذهن، وتملأ العقل بالحكمة. إنه التدريب الأمثل لتقوية مهارات الروح وبث السكينة في أركانها.
سمعت مرة عن رجل صمت ثلاث سنوات متتالية لم يقل فيها كلمة، وعندما سُئِل عن ذلك قال: «كان الكلام يُفْرِغُني من الحكمة، فمارست الصمت حتى يملأني بها.»
والصمت أيضاً إحدى بوابات السعادة.
متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالسعادة المطلقة؟ قد لا تستطيع أن تتذكر لأننا صنعنا للسعادة شروطا ووضعنا لها استراتيجيات وبرامج حتى أفرغناها من محتواها.
لقد تمكن المتصوفة القدماء من الوصول إلى مراحل بالغة من السعادة عن طريق التملص من الماضي، والتخلص من المستقبل.
التملص لا يعني الإنكار بل الغفران، والتخلص لا يعني الإلغاء بل النسيان.
يروي ابن عربي حكاية شخص رحل من بلاد إلى أخرى، وفي الطريق قابل أحد العُبّاد الزهّاد، فسأل الرجل ذلك العابد: «أين تريد؟» فقال: «حيث لا أريد.» تمعنتُ في هذه الكلمات لعدة ليالٍ ثم أدركتُ أن فحوى السعادة ليس التخلص من حاجات الدنيا، فذاك أمرٌ صعب جداً، ولكنه التخلص من الحاجة إلى الحاجة، فهو أرقى درجات التسامح والسعادة.

بقلم /ياسر رحاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده محمد
مشرف المنتدى العام
مشرف المنتدى العام
حماده محمد


عدد المساهمات : 2178
العمر : 64

متى كانت آخر مرة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى كانت آخر مرة؟   متى كانت آخر مرة؟ Icon_minitimeالإثنين أبريل 30, 2012 4:08 pm

بارك الله فيك
أخي أستاذ / سعيد العارف الضبع
الله يعطيك العافية علي هذا الأختيار الطيب
أعانكم الله ورزقنا وإياكم الفردوس الأعلى والْلَّه
يَحْسُن خَوَاتِمَنَّا وَيَغْفِــرْ لْنَا وَيَرْحَمْنَا بِرَحْمَتِه
الواسعة إن شــاء الله والْلَّه يُعْطِيَك العافية
جعله الله فـــــــي ميزان حسناتكم
دَمُتم فِي رعايــة الْرَّحْمَن
تحياتي الطيبة
:::
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

متى كانت آخر مرة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى كانت آخر مرة؟   متى كانت آخر مرة؟ Icon_minitimeالإثنين أبريل 30, 2012 9:37 pm

شكرا استاذنا الحاج حمادة على المرور الجميل

تقبل الله منا ومنك صالح الدعاء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
متى كانت آخر مرة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الضرة مرة ولو كانت جرة
» كانت على طرف لسانى
» وددت لو كانت هذه زوجتي.....
» فلسا كانت وطينا
» كيف كانت المؤاخاة بين المهاجرين والانصار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: قسم الحوار-
انتقل الى: