غريبالله أعــلمُ مــا يخبئُ
في غـدٍ للــعبد رَبُّــه
قالـــوا: مَريجُ جَدارةٍ!وجدارة الإنســان دَأبُهْ
قالـــوا: مَريضٌ مُدنفٌ..أوَ ليسَ حُبَّ الله طِبُّه؟!
قالــــوا: غـــريرٌ، حُلمهُناءٍ، وخَـلفَ الأفقِ دَربُهْ
أوَ مــا دَرَوا أنَّ المُقدَّرَ
كائنٌ، والقُــربَ قُربُه؟!
قالـــــوا: الهمُومُ وأدنَـــهُوهُمومُ حُرِّ النَّفسِ عَضْبُهْ
يمضـي.. يمارسُ ذاتـــهُ
فيهونُ بالعَزماتِ كَــرْبُهْ
قالوا: شريدُ الدَّار، يحياوَحدَهُ، وجَفاهُ صَـحْبُهْ!
لا بأسَ، فليجـفُ الـذي
يجفو، فإنَّ الله حَـسبُهْ
قالــــوا: نفَتهُ الأرضُ مُذْعشِقَ السَّما والذنْبُ ذَنبه
لا الشـــرقُ – منبته – لَــهُ
شَرقٌ، ولَيسَ الغربَ غَربُهُ
لا يســــتجيبُ لهُ انتمـــاءٌ
كونـــهُ قدْ ضـــاق رحبهُ!
قصُـرتْ مدَاركُهُمْ.. وَراءَ
الأرضِ يَربـضُ ثمَّ شَهْبُهْ
يَرقى المعــارجَ مِنْ ذُراهُ
يســـيرُ.. والأفلاكُ رَكبُهْ
قالــــوا: غريبٌ.. بوركَالغُربــــاءُ، للغرباءِ حُبُّهُ
هي غـــربـةُ الأحرارِ، في
مَلَكُـــوتها يَـــرتاح قَلبُهُ..
قالـوا.. وقيل.. ولا يَنييَسـعى، وعِندَ اللهِ غَيْبُهْ
فاللهُ أعلـــمُ مــا يُخبِّئُ
في غدٍ للـــعَبدِ رَبُّــهْ!!
بقلم: عمر بهاء الدين الأميري