أبلغها سلامى

اليوم يا ولدى احكى لك حكاية بنكهة جديدة ممزوجة
بسيمفونيات ارواح تحلق فى الملكوت اليوم يا ولدى سأقص لك المزيد عن والدتك فكم كنت
تتوق الى سيرتها ويجذبك حديثى عنها ...حدثتك عنها كثيرا وقلت لك انها اعظم سيدة على وجه الأرض وانها
كانت بالنسبة لى كل نساء الارض وكنت تمزح
معى وتقول اكل هذا الحب تحبها يا ابى
..يالك من اب عظيم ووفى


والحقيقة يا بنى اننى استمد العظمة منها واننى تعلمت
الوفاء والعطاء من تلك السيدة ...كم سألتنى
كيف ماتت والدتى يا ابى ؟ ولم اجبك وهربت من سؤالك


لم أشأ يا ولدى ان اترك فى نفسك غصة والما تحملته وحدى وكم سألتنى لم يا ابى لم
تتزوج بعدها


وهل لى ان اجد امرأة بعد امك يا احمد هيهات هيهات يا ولدى


والحقيقة اقولها لك الآن وانت بين احضانى


هداى هكذا كنت اناديها بهداى فقد كانت
نبراس هدى وسكينة احببتها من
اول لقاء
بينى وبينها لفتت انتباهى وما لفت
انتباهى ليس فقط جمالها الأخاذ ولا طريقتها المهذبة فى الكلام انما اول ما جذبنى اليها هو موقف رحمة وجدتها تتعامل بطريقة انسانية راقية مع
ضعيف مسكين يقف على قارعة الطريق وتعرض لموقف حرج فاحتوته بلباقة وحسن تصرف
فى وسط رجال ينظرون عن بعد كمشاهدى التلفاز دون ان يهتز لهم جفن فاقتربت اعرض خدماتى
ولكنها ادت ما ادت من الواجب وما بقى لى الا ايصال الرجل فى طريقى الى حيث
يريد ..هكذا بدأ تعرفى عليها ووجدت فيها
دينا وخلقا فشعرت اننى وجدت نصفى الذى
اصبو اليه


وتقدمت لخطبتها وتم الزواج بشكل طبيعى وهادىء وعشنا
شهورا بل سنوات فى نعيم ولذة ارواح لا
تضاهيها لذة ...الا ان الحياة لا تصفو
لاحد بالكلية فقد ارقنا موضوع الانجاب وكانت والدتك فى ظروف صحية
لا تسمح لها بالانجاب وانا تقبلت الوضع
حامدا ربى على ذلك مكتفيا بها لكن ضغوط
الاهل دائما ما تحيط بالاشخاص كانت هداى تتفنن فى ارضائى واسعادى كانت تستمع الى امر الكلمات واقساها من اهلى
ولا تخبرنى او تجعلنى المح دمعة تنزل من عينها
الى ان جاء يوم اسود فاض فيه بجدتك الكيل وخاطبتها من خلال نقطة ضعفها حبها لى وناشدتها ان تنظر
الى حالى واننى اضحى من اجلها والسنوات تمر وهى تريد ان ترى لى ذرية تمشى
على وجه الارض واننى ساحتاج الى ابن استمد
به استمراريتى ..كل هذا وانا لا اعلم بما
دار ولكن عمتك قصت على ما حدث فيما بعد


يومها لمحت شحوبا على وجه هداى وسألتها ما بك
فتبسمت قائلة لا شىء حبيبى


ويومها ايضا لم اكن ادرى انها بيتت النية ان تخالف ما
نصح به الاطباء وتضحى بصحتها من اجل انجابك


فاجأتنى بعد ذلك بخبر الحمل الذى اسعد
جميع اهلى الا انا


كيف هداى ...كيف
فعلتى هذا ؟ الا تدرين العواقب؟


اجابتنى بان استحلفتنى بالله ان افرح فما فعلت فعلتها
الا لتفرحنى وطمئنتنى عليها


وظللت واضعا يدى على قلبى اثناء فترة الحمل ومتابعة الاطباء متمنيا
السلامة لها على اى حال


وجائها المخاض
وآن الاوان ان تأتى الى الدنيا


قالت لى وهى تتألم قبل ان تدخل الى غرفة العمليات


سمه أحمد يا ياسر انه هديتى اليك حافظ على الهدية واجعلنى
احتضنه وانظره بعينى


ومع اول صرخات لك على وجه الدنيا لفظت انفاسها


لا ادرى ماذا اقول لك عما حدث لى ساعتها ..فقد غبت عن
الدنيا لساعات طويلة ..ولم انفذ وصيتها ولم اجعلها تحتضنك وتنظر
اليك ...ياااااه يا احمد جراح يا ولدى والام لا يشعر بها الا من اكتوى بنيرانها


وتقبلت هديتها يا بنى وحفظتك فى عيونى كنت لك اما وابا ولم تفارقنى هدى فقد كان طيفها يزورنى فى المنام ونتحدث ونغرق
فى عالم الارواح فلا يضايقنى الا
الاستيقاظ على واقع مرير وكم كانت توصينى بك وتقول لى نفسى احضنه يا ياسر
..احضنهولى بقوه


واحتضنك بقوة
وحرارة متقمصا ذاتها


وكنت انت قطعة منها يا
ولدى تمشى على الارض


اشم رائحتها فيك


قدرنى الله
فربيتك وعلمتك ولله الحمد فكنت نفحة من نفحات الايمان والاخلاق واحبك الجميع والكل كان يقول لى عرفت تربى يا ياسر


والحقيقة انى مش انا اللى بربى هدى هى اللى بتربى انا ربيتك على اخلاقها وطباعها وما اشعر بها
تحب ان تراك عليه


وجدت فيك حمية ووطنية
استحسنتها ولكنى تخوفت منها ولم استطع ان امنعك فما كان الجبن من طباعنا ولكن ما تخيلت انى
سأضيع هديتها


واليوم هو مساء
الثامن والعشرين من يناير 2011


اترانى ضيعتك يا احمد ...رد على يا بنى ...قل لى


الم احافظ على الهدية


احمد بلغها سلامى فاليوم فقط ستستطيع ان تحتضنك


ستحتضن ابنها الشهيد


يااااااا ولدى


هكذا كان يهزى
ويقول عم ياسر وهو يحتضن ولده وسط الدماء
فى ميدان التحرير ويتجمع حوله الناس فى اسى وشفقة والقلوب بلغت الحناجر محاولين انتزاع الشهيد من بين زراعيه ولم يتركه لهم الا بعد ان
اكمل كلماته ثم غاب عن الوعى

زهرة

ايه الزجل الجميل دا يا عبقر
غزلت القصة وللمت كل الاحداث بشكل جميل
بارك الله فيك يا عبقر

حين كنت اقرأ القصه كانت عيوني دائما علي

الصوره التي وضعت بأعلي الموضوع

متسائلا ...ما علاقة هذه بتلك؟؟

وكلما اقتربت من النهايه لا اجد صدي للصوره

او ما يشير اليها من قريب او من بعيد

وما ان وصلت الي ان الاب يهدي بالكلمات حتي ادركت

براعة الكاتبه العجيبه ...تعلمنا منذ الصغر ان القصص العربيه تحديدا تظهر نهايتها او بالاحري

تتوقع نهايتها من خلا السطور الاولي او المشاهد الاولي اذا كانت فيلما او مسلسل

اما ان تستطيع كاتبة القصه ان تخفي علينا النهايه طوال هذه الاحداث

وتأخذنا يمينا ويسارا مبتعده كل البعد عن النهايه التي وضعتها لقصتها

فهذا ما ادهشني جدا جدا جدا جدا ...إنها براعة الكاتب التي تضاهي بها كبار الكتاب والعمالقه

في الفكر والادب.....هذا الجانب الفني

اما الجانب الدرامي

ايضا استطاعت الكاتبه ان تجعل من اللقطه الولي للقصه موقف درامي لم تفصح عن كل تفاصيله

بل اكتفت بالاشاره اليه انه موضوع انساني بحت استطاعة امرأه ان تفعل مالا يستطيع فعله الرجال

ومن هنا كان اعجاب الرجل بهداه وزواجه منها

ورغم هذه اللقطه التي بها شئ من الفرح المخفي الا انها رجعت بنا وبسرعه الي

اول مآسي القصه الحقيقيه ...وهو عدم الانجاب

وتتسلسل الاحداث الي ان بلغ بالزوجه ان تضحي بنفسها من اجل تحقيق حلم رأته في

عيون زوجها ...وكان ما كان من لقطات دراميه باكيه حين دخولها غرفة العمليات

والتي انتهت بلفظ انفاسها مع اول شهيق لابنها يتنفسه من الدنيا وايضا

مع اول قطرة دمع ترقرقت في عيني..حبستها محاولا ان لا تنزل

ولكن باءت المحاوله بالفشل الزريع ...لتليها دمعات اخري متقاربه بل متسارعه

حين وصلت الي هذيان الاب وكلماته التي كان يوصي بها ابنه

الشهيد ...وتحميله السلام منه اليها ( ابلغها سلامي) وهو عنوان القصه الرئيسي التي اخفت الكاتبه ايضا مدلوله

ببراعه فائقه حتي نهاية القصه ...الا انها لم تكن نهاية قطرات تزرفها عيناي

لدراما مبهرة قرأتها....ابدعتي زهره ...وعلي راي ام سندس

الله يسامحك
.....................

عذرا فلتسمح لي زهره ان ارد علي ابو حسام
...............

لقد صور ابو حسام القصه بنظم زجلي رائع

متماشيا مع الاحداث بدقه متناهيه

حتي انني حين كنت اقرأ نظمه الجميل وزجلياته الرائعه

كنت اتصور انني لا زلت اقرأ في القصه نفسها ولكن باسلوب

آخر ...اسلوب تعودنا عليه من مدير الومضات رايت فيه صدق التعبير

وصدق المشاعر ...وحنان الابوه ...وتجليات الوطنيه

ووجدان زجال تقمص فيه شخصية الاب ببراعه فائقة الوصف

وكأنه هو حتي انني عند الاقتراب من نهاية الزجل شعرت ان دقات قلبه تتسارع

ولسانه او عقله يسبق قلمه ...الذي يحاول جاهدا الاسراع بلحاق ما يمليه عليه

اللسان والقلب ....واجزم انني مصيب في هذا

ابكيت منا العيون ابو حسام

هناك من الناس من تشعر بهم وانت تقرأهم في سطورهم

وكأنك معهم او الي جوارهم بل كأنك انفسهم وليس نفسك

ابدعت ابو فاطمه

تحيه للاقلام الحره المتميزه

ولخيالك الخصب الجميل
.........................

ام سندس كتب:

الله يسامحك يازهره
قصه مؤثره جدا جدا
لدرجه انى بكيت ربنا
يصبره على فراق زوجته
وفراق ابنه
شكرا زهره

حقك على ام سندس
ما هى الحياة كده
مسرح كبير بس مليان دراما
شكرا ام سندس

عبد الفتاح عبد الشافي كتب:

حين كنت اقرأ القصه كانت عيوني دائما علي

الصوره التي وضعت بأعلي الموضوع

متسائلا ...ما علاقة هذه بتلك؟؟

وكلما اقتربت من النهايه لا اجد صدي للصوره

او ما يشير اليها من قريب او من بعيد

وما ان وصلت الي ان الاب يهدي بالكلمات حتي ادركت

براعة الكاتبه العجيبه ...تعلمنا منذ الصغر ان القصص العربيه تحديدا تظهر نهايتها او بالاحري

تتوقع نهايتها من خلا السطور الاولي او المشاهد الاولي اذا كانت فيلما او مسلسل
بصراحه انا حطيت الصوره وعارفه ان اللى هيقرأ الاحداث هيحيره وجود صوره عن الثورة فى موضوع كل مؤشراته لا تعطى اى ايحاء بأن فيه علاقه
وترددت اثناء وضعها خفت الصوره تحرق الاحداث وكنت عايزه عنصر المفاجأة يكون متوفر بس فى الاخر استقريت عليها ووضعتها لتزيد عنصر التشويق للنهايات

اما ان تستطيع كاتبة القصه ان تخفي علينا النهايه طوال هذه الاحداث

وتأخذنا يمينا ويسارا مبتعده كل البعد عن النهايه التي وضعتها لقصتها

فهذا ما ادهشني جدا جدا جدا جدا ...إنها براعة الكاتب التي تضاهي بها كبار الكتاب والعمالقه

في الفكر والادب.....هذا الجانب الفني

اما كلمات الثناء هذه فكثيرة جداا على يا ابو جمال انما هى مجرد خواطر وافكار ليس الا ولا ترقى الى عالم الاحتراف
اما الجانب الدرامي

ايضا استطاعت الكاتبه ان تجعل من اللقطه الولي للقصه موقف درامي لم تفصح عن كل تفاصيله

بل اكتفت بالاشاره اليه انه موضوع انساني بحت استطاعة امرأه ان تفعل مالا يستطيع فعله الرجال

ومن هنا كان اعجاب الرجل بهداه وزواجه منها

ورغم هذه اللقطه التي بها شئ من الفرح المخفي الا انها رجعت بنا وبسرعه الي

اول مآسي القصه الحقيقيه ...وهو عدم الانجاب

وتتسلسل الاحداث الي ان بلغ بالزوجه ان تضحي بنفسها من اجل تحقيق حلم رأته في

عيون زوجها ...وكان ما كان من لقطات دراميه باكيه حين دخولها غرفة العمليات

والتي انتهت بلفظ انفاسها مع اول شهيق لابنها يتنفسه من الدنيا وايضا

مع اول قطرة دمع ترقرقت في عيني..حبستها محاولا ان لا تنزل

ولكن باءت المحاوله بالفشل الزريع

...لتليها دمعات اخري متقاربه بل متسارعه
اما الدمعات فقد انهمرت دموعى ايضا اثناء كتابة القصة وهى تقول له انه هديتى لك حافظ على الهدية واجعلنى احتضنه وانظره بعينى
حين وصلت الي هذيان الاب وكلماته التي كان يوصي بها ابنه

الشهيد ...وتحميله السلام منه اليها
اما فى هذه الجزئية فقد كانت مفاجأة وبلا مقدمات لتقع وقع الصدمة وهذه ايضا ابكتنى وانا اكتبها
( ابلغها سلامي) وهو عنوان القصه الرئيسي التي اخفت الكاتبه ايضا مدلوله

احترت فى اختيار العنوان فقد كنت انوى تسميتها هديتى اليك ولكنى وجدت ان تسلسل الاحداث جعل من الاب هو الناطق بالاحداث وكنت هخليه سلم لى عليها لكن قلت اللغة العربية اولى
والحمد لله ان العنوان اعجبك ابو جمال
ببراعه فائقه حتي نهاية القصه ...الا انها لم تكن نهاية قطرات تزرفها عيناي

لدراما مبهرة قرأتها....ابدعتي زهره ...وعلي راي ام سندس

الله يسامحك
.....................

وحقكم على بقى انت وام سندس
انت اللى بتشجعنى على الكتابه وانا بأشفق على الناس من اللون البنفسجى اللى بكتب بيه ده
لكن قدركم معى كده بقى حقكم على

بصراحه ياعمي الغالي كل التحيه والتقدير لصاحبة الموضوع
التي اثارت بداخلنا تلك العواطف الجميله والتصوير الرائع للمذج الخيالي بالحقيقي
مفيش كلام يتقال بعد كلامك بصراحه والله
وبالفعل انا كنت بحاول احصل لساني وعقلي وكمان قلبي والله وانا بكتب