القصة اليوم قد تحدث وقد تتكرر وقد لا تكون الا فى الخيال فعالم الخيال
مطلق لا تحده حدود ولكن فى بطلة قصتى اليوم سأطرح جانبا من
الجوانب والخلجات النفسية التى قد نغفل عنها وقد نتخفى منها وقد نميتها فى مهدها ..وقد تتطور الى مالا يرضى الله والعياذ بالله كل هذا خاضع للتكوينة ويختلف التكوين من شخص لاخر
نادية الفتاة الجامعية التى احيطت
بسياج من التحفظ وغطاء من الدين والاخلاق وجدتها حولها فى اسرة كريمة
تتمسك بالعرف والتقاليد كدرجة اولى فى حياتها ..تشبعت نادية بهذه الحياة
وعاشتها وجاءت الايام وتقدم الخطاب منهم من جعلوه محل نظر ثم رفضوه
ومنهم من رفض للوهلة الاولى ولا
تهتم هى وتعبا بهذه الاشياء فهم يرون الاصلح
بالتأكيد
الا ان جاء المرضى عنه وتم التمام
على خير وجدته رجل هادئا يحب
النظام ويقدسه يعاملها باحترام
لا يتعدى عليها انما
كثير الصمت قليل الكلام تكاد تعد
كلماته بصعوبة
تخشى احيانا ان يكون قد حدث له مكروه اذا استمرت لساعات لم تسمع صوته ولكن
يوما فيوم اعتادت عليه وجاء الابناء
ابنة فابن فابنتين اخرتين اربعة من الابناء يحيطون حياتها
ويخرجونها من صمت ابيهم بضجيجهم
وبحكم عملها كانت تحاول ان
توفق بين العمل والمنزل والزوج
ومتطلبات الابناء وكان يومها ليله كنهاره
لا جديد ...لكن لم يحدث ان اشتكت او تضجرت
وكأنما غيب عن عينها مباهج كثيرة
يعيشها الكثيرون ...الا ان جاء الموظف الجديد للعمل سامى
ذاك الموظف الذى كان اول التقاء به
اختلاف
واحتكاك حاد على بعض الاختصاصات التى ارادت ان تلقى عن عاتقها
عبئها اليه ولم يقبل
وبدات المعامت بشكل محاط
بالتوتر والتحفز الا انها مع الايام يوما تلو الآخر بدأ الحاجز
يختفى وبدا لها سامى مهذبا طيبا واعتادت
عليه ولكن لم يخطر ببالها ان الذى احتل
مساحة من عقلها هذا احتل المساحة بسلطان اسمه الحب
حب؟ ماذا يعنى حب ...كلام فارغ ..كنا حبينا زمان ..هكذا قالت لنفسها يوم ان
تغيب سامى عن العمل ووجدت نفسها فى حال
غير الحال وقلبها يخفق سريعا وتشعر بضيق يجسم على صدرها لا تدرى مصدره الا لما
جلست الى نفسها اخر اليوم تستعرض ما مر
بها وتحاسب نفسها فوجدت نفسها وجها لوجه امام مواجهة مفاجأة مع نفسها أأنا أحب ؟ أمثلى يفعل هذا ؟ بعد ماذا ؟انا متزوجه ؟
وابنائى ؟ دعكى من هذا الهراء والتخريف
هكذا قالت لنفسها ...ولما اتى اليوم الثانى ووجدته امامها فى العمل ادركت مدى لهفتها وشوقها اليه ..ما هذا الذى يحدث؟
تعاملت معه بارتباك ومحاولة تجاهل حتى تتجنب ما يختلج وجدانها مما لا يحق لها
ولكن وجدته مقبلا عليها بمزيد من
التقرب هو ايضا يحبها ؟
هيمن عليه ذاك السلطان القهرى الذى لا يرحم
وكان الحوار الذى كشف فيه ما يدور بخاطره فخفق قلبها بشدة وشعرت انها فى عالم غير
العالم تناست او سلبت من نفسها امام
معسول عاطفة زلزلت ارجائها
وبررت لنفسها احتياجها وتعطشها
لهذا الشىء الجميل ...اصبح كليهما لا يفتر
عن الحديث مع الاخر ولا يمل مجالسته وأن الدنيا خلقت لهما وحدهما
يتكلمان او يصمتان كله لذيذ
الى ان سمعت همسات وهمهمات الموظفين من حولها يتغامزون عليهما
ماذا يقولون ؟
لم تتحمل نادية ما رأته وكانها كانت لا تعلم ان للناس عيون وآذان
....ولكن ماذا فعلت انا لم اختلى به ولم نفعل ما يغضب الله ..هكذا قالت لنفسها
..فضحكت ضحكة ممزوجة بالالم
انسيتى انك زوجة ؟ هل الخيانة فى
نظرك خيانة اجساد وفقط وبعد ذلك كله مباح
هكذا واجهت نفسها بالحقيقة المرة
زوج وابناء أادمر حياة اسرة من
اجل ارضاء قلبى؟
وعليه قررت اصعب قرار يواجهها قدمت طلب نقل من العمل حتى يتثنى لها
تدارك الاحداث والفرار من حبها
وفى صمت ووجوم دون افصاح او تبييت
للنية تجنبت الالتقاء بسامى بكل
الوسائل تهربت منه ..اما هو فكاد عقله
يطير وهو يحاول ايجادها والحديث معها الى ان
وجدته امامها فى مكتبها الجديد فى
حالة انهيار يرثى لها وبلا مقدمات قال
اريد الحديث معكِ بأى شكل وامام ما رأته
عيناها استجابت وكان الحديث الإخير والحاسم
سامى اعلم انك تحبنى وانا ايضا
احببتك لكنا نسينا او تناسينا شيئا هاما
...انا لست ملك نفسى ..انت حر طليق امامك
الدنيا تفتح ازرعها وستجد من تليق بك ..اما انا فحياتى موجودة مسبقا انا لا املك من نفسى شيئا ..خدعنى قلبى وسرقنى من اسرتى ..اما الآن فقد وجب التصحيح والرجوع هى تتكلم وهو تغرورق فى عينيه الدموع مشدوها
نادية انا لم اطلب منكِ شيئا انا
لا ارتضى لك اى انحراف ولكن قلبى ليس بيدى ولا قلبك
اسمعنى جيدا يا سامى مالنا غير
العقل يهدينا سبلنا يكفى ان تعرف انك لست
شيئا عابرا فى حياتى ولن تكون ولكن الدين والعرف والتقاليد والاخلاق تمنع قيام مثل هذه العواطف فلدى ما يكبلنى ولدى
امانات تتوق عنقى لا استطيع تبديدها
ساعدنى ارجوك ...وعدنى ان تتذكرنى بالخير دائما ولا تحاول ان ترانى بعد اليوم
طأطا سامى رأسه اسى والما ثم اردف
قائلا بابتسامة باهتة
انا اسف يا نادية لم اكن اقصد ان
اسبب لك كل هذا واعدك ان انفذ لك مطلبك
وانتى ايضا لن تكونى شيئا عابرا فى حياتى
ثقى فى ذلك
وبالفعل كان هذا آخر لقاء بينهما
لزمت ناديه بعده الفراش اياما لا تدرى بنفسها كم هو صعب قتل
المشاعر وتكبيل القلوب ..ولكن العوض فى راحة الضمير
ومضت الايام وهى تتناسى الجرح بكل ما تملك من قوة ولكن يوما لم يغب عن ذهنها فكانت تستعين وتتضرع الى الله فهو حسبها .... ولكن قناعتها تتزايد يوما بعد
يوم ان ما فعلته هو الاصح وهو الاليق وهو
المنطقى ..كم هو صعب تكبيل الاهواء ولكن مع اللجوء الى الله يصبح الصعب سهلا
طبعا رياح الذكرى حين تهب تكاد تمزق احشائها
كبر الابناء وبدا يترائى لها طرحها ثمارا ناضجة وواجهة مشرفة
الابنة الكبرى مهندسة والابن
طبيب والابنتين الصغيرتين احداهما فى الجامعة
والثانية فى المرحلة الثانوية
انتقلوا من مكان لمكان ومن بلدة
الى اخرى وتزوجت الابنة الكبرى وجاء الدور
على الولد الذى جائها ووالده يوما وهو يتهلل فرحا
امى ...أبى ...اريد ان اكمل نصف
دينى وقد وجدت بنت الحلال
على خيرة الله لا يهمنا الا راحتك
وان تكون البنت من اصل طيب وعلى خلق
..نعم يا امى من اصل طيب وعلى خلق واسمها نادية ...يعنى هيبقى معايا قمرين
اسمهم نادية
وتم تحديد الموعد وذهبوا لخطبتها
واستقبلتهم والدة الفتاة بحفاوة
وجاء الوالد بدوره مرحبا وعند السلام ..ارتعشت الايدى ....ياااااه سامى
..انه سامى ..برغم السنين الا ان صورته مازالت عالقة فى خاطرها
تداركت الموقف اما سامى فقد بدا
شاردا محتارا من هول المفاجأة
وابتسمت نادية ابتسامة
الرضا والنصر اليوم ابنها سيتزوج
ابنة سامى التى سماها على اسمها
الم اقل لك لم تكن شيئا عابرا فى
حياتى
الآن اصبحت حما لإبنى فلذة كبدى
وستكون جداا لاحفادى فما اجمله من رباط
خالى من الكدر والذنوب
اليوم انتصرت على نفسى .....اليوم
اعلن تحررى من كل اهوائى ....
........................
طبعا القصة مسرودة بشكل سريع اردت ان الفت النظر فيها الى شىء هام
لا نملك ريموت كنترول نتحكم به فى
انفسنا ومشاعرنا ولا احد فوق الاختبار والابتلاء
او الاحتياج او المشاعر وخاصة النساء .... لذا وجب وضع الكثير من الخطوط فى
العلاقات خاصة الاختلاط فى العمل ... وبطلة القصة قد جعلتها تدخل فى اطار دينى وخلقى يمنعها من الانجراف ولكن قد يحدث
العكس لا ندرى انها طباع وبيئات ونزعات
كفانا الله واياكم شر انفسنا وهدانا الى الصواب وصالح الاعمال
زهرة