من رسائل القذافى لمبارك

المصري| خاص| كتب: عماد فواز
...

الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي ثار عليه
شعبه يوم 17 فبراير 2011 وقتلوه بعد قرابة عام من المعارك، كان دائما ما يثير الجدل
بتصرفاته الغريبة وخطاباته وتصريحاته الأغرب، فقد كان القذافي مصابا بجنون العظمة،
وكان يصف نفسه بملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب وقائد الثورة الليبية وإمام
المسلمين وغيرها من الألقاب التي فرضها على شعبه لينادوه بها، وكان القافي يتعامل
مع العالم أجمع على أنه الزعيم الملهم والقائد الأعظم، وكانت له طقوس غريبة في
التعامل مع الحكام العرب والأجانب، منها ما هو خفي ومنها ما هو معلن، فمثلا فوجئ
رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني في يونيو 2009 بالقذافي خلال زيارته إلي
إيطاليا يعلق صورة الزعيم الليبي عمر المختار على بدلته العسكرية، وأصر على حضور
مراسم الاستقبال وعلى صدره صورة الزعيم الليبي الذي أعدمه الاحتلال الإيطالي لليبيا
في أوائل القرن الماضي.

كما شهد العالم موقف أكثر غرابة عندما زار القذافي
فرنسا في ديسمبر عام 2007 وأصر على أن ينصب خيمته في حديقة قصر الإليزيه!، وبعد
مفاوضات استمرت لساعات وافق الرئيس الفرنسي على طلبه وتم نصب الخيمة، أما أغرب
المواقف على الإطلاق هو الذي ذكره الكاتب أنيس منصور فى مقاله بجريدة الشرق الأوسط
السعودية وفى أكثر من مداخلة تليفزيونية، حيث قال " في مرة من المرات كنا رايحين
العمرة.. أنا والسادات والقذافي، فدخلنا صلينا في الكعبة من جوه..وقبل ما نصلي كنا
في جدة، فالسادات كان بيقول للقذافي: يا معمر ما تتأخرش جوه الكعبة عشان الناس دول
مؤدبين - بيقول عن السعوديين طبعاً- كانت على أيام الأمير فواز "أمير مكة".. قال له
ده الأمراء السعوديين مهذبين، ومش راح يقولولك تعال انزل
حتى لو لطعتهم بره عشر
ساعات، يا معمر ما تكسفناش مع الناس دي.
فقال له معمر: يا رايس إذا أنا أتأخرت
اضربني بالعصاية دي.
فقال السادات: أنا ها عملها يا معمر.
فجينا نصلي في
الكعبة من جوه إحنا الأربعة " أنا والرئيس السادات والقذافي والأمير فواز"، فسمعت
زعيق كده،وشفت الرئيس القذافي اتكعبل وما افهمتش.
واحنا نازلين راح الريس يتوضا
في زمزم وأنا رحت معاه، فقلت ياريس انت كنت بتزعق ليه..قالي وهو بيصرخ، الراجل
الحـ(....)ان ده القذافي ماسك أيدي وبيقولي نعاهد ربنا لنصرة القضية الفلسطينية،
فقلتوا ... فلسطينية إيه؟هو أنت عملت حاجة؟
أنت ما دفعتش ولا مليم..ونزلوا من
الكعبة زعلانين من بعض، فلما جينا نعمل السعي بين الصفا والمروة كان المفروض نبقى
مع بعض، بس انقسمنا قسمين، المصريين ماشين مع أنور السادات، والليبيين بدوا يركضوا
ورا القذافي، وكان القذافي وفرقته بيجروا زي اللي بيجري في اختراق الضاحية، جري..
جري مش هروله، ولما جينا في تقصير الشعر كان القذافي بقول .. (وين المرة .. وين
المرة)، كان ببدور على مراتو..طلعت انو مراتو معاه واحنا مكناش نعرف، واحنا راجعين
على جده بعد العمره، الموكب عربيات والدنيا ضلمة، 30 او 40 عربية، وفجأة وقف الموكب
كله
وإحنا مش عارفين، كنا إحنا وراهم ورا خالص يعني، فتاني يوم سألت الأمير
فواز
فقلت له: طويل العمر إيه اللي حصل
قال: اسكت على اللي حصل..متكتبش
الحاجات دي الا بعد ما تستأذن من السادات
القذافي كان عاوز كوكا كولا!
فقالوا
يا فخامة الرئيس
احنا بينا وبين جدة عشر دقايق بالكثير، نروح قصر الضيافة وأشرب
اللى نفسك فيه..
قال القذافي للأمير: ابداً أنا عاوز (كوكا كولا)!
وقف الموكب
كله والسادات بيحاول يقنعوا:
يا معمر .. ما فيش
نزل واحد من العربية جابلو
(كوكا كولا)
مخلصهاش..وصلنا لجدة.

هذه بعض من طقوس القذافي الغريبة
المعلنة، أما الطقوس الخفية في التعامل مع الرؤساء وخاصة الرئيس المصري السابق محمد
حسني مبارك فكانت في منتهى الغرابة، وطبقا لخطابات مراسلات حصلت عليها شبكة
"المصري" الإخبارية فإن القذافي كان يتعامل مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك
بالمراسلة – بواسطة الخطابات – وكان يصر على أن تكون هذه هي وسيلة الاتصال به، وكان
يرفض التحدث في الهاتف أو غيرها من وسائل الاتصال، فكان أيام الحصار الجوي المفروض
على ليبيا ( من عام 1992 وحتى 2003)، يرسل القذافي صيغة الخطاب المراد إرساله إلى
مبارك عن طريق الفاكس إلى السفارة الليبية بالقاهرة لتقوم السفارة بطبعه على ورق
خاص بمراسلات القذافي معنون بعبارة " ديوان القائد"، ويحمله السفير الليبي بالقاهرة
شخصيا ويسلمه إلى مبارك وكذلك يتم التعامل مع الرد.

هذا بخصوص طريقة الاتصال
الغريبة التي أصر عليها القذافي في مخاطبة الرؤساء والملوك خاصة الرئيس المصري
السابق حسني مبارك، أما عن مضمون الخطابات فلا تخلو من الطرفة والكوميديا في كثير
من الأحيان، ونستعرض في السطور القادمة عشرون خطابا حملت طرائف القذافي في مخاطبة
مبارك حول عدد من القضايا الشخصية والعربية.

أطرف هذه الخطابات هي الرسالة
التي أرسلها القذافي إلى مبارك بتاريخ 11 ابريل 1999 بعنوان " سري جدا" يبلغه فيها
بأنه علم من رجاله بقيام اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية – آنذاك
– بالتجسس على شئون ليبيا، وحمل الخطاب وعيد وسب في شخص اللواء عمر سليمان،
بالإضافة إلى التمجيد والتفخيم في ليبيا وشعبها، ويقول الخطاب نصا " فخامة الأخ
الرئيس محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لما بلغنا من رجالنا
الأشاوس ما يرتكبه تابعكم المحدود الرؤية والتفكير والتدبير المدعو (عمر سليمان)،
قلنا حماقات صغار لا يجب أن يلتفت إليها القادة العظام.
واعلموا وتابعكم أن
الأراضي الليبية تفوح نارا تحرق مخترقيها والعابثين بها، فتهلكهم قبل أن تطولهم
أيدي رجالنا المخلصين، لذا نخطركم بما نما إلى علمنا وتأكدنا منه جليا من أفعال
الصغار وتدبير الأشرار، ونخطركم أيضا بأن تبلغوا ذلك العمر سليمان أننا نتشوق للشرب
من دمه إذا ما عدل عن غباءه وصغائره، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد
معمر القذافي قائد الثورة الليبية.


أما الخطاب الطريف الثاني فمؤرخ
بتاريخ 27 أغسطس 1999 أرسله القذافي إلى مبارك ليعلمه أنه قد تسلم خطاب وزير
الخارجية المصري آنذاك – عمرو موسى- الخاص باتفاقية تعاون بين البلدين، وأنه سعيد
بما جاء بهذا الخطاب، لكنه تحفظ على أن يخاطبه السيد عمرو موسى وزير الخارجية
مباشرة، وكان يجب عليه أن يرسل خطابه لمن هو في مثل حجمه – بحسب الخطاب- وهو وزير
الخارجية الليبي، لأن الزعماء والملوك لا يليق أن يخاطبهم إلا من هو في
مستواهم!.
ويقول الخطاب نصا " فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، سعدنا بما جاء في كتاب وزير خارجيتكم من موافقات على البنود
السابق الإشارة إليها للتعاون فيما بيننا، وهو ما يعد مكسبا للبلدين ولشعوبنا، وهو
الشيء الأثمن الذي نتطلع إليه ودائما ما نصبوا إليه.
أما بخصوص شكل الكتاب
ومراسم إرساله لا تليق أبدا أن تتم بهذا الشكل بين ملك أكبر مملكة عربية وعميد
زعمائها وبين رئيس دولة كبيرة في حجم مصر.
لذا نأمل أن يوجه وزير خارجيتكم
المتجرأ على أبعد من حدوده مكاتباته فيما بعد إلى من هو في مثل حجمه، وأن نختص فقط
برسائل الزعماء والقادة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي
قائد الثورة الليبية.

أما الخطاب المؤرخ بتاريخ 17 يوليو 1997 فقد أرسله
القذافي إلى مبارك يخطره فيه بأنه – القذافي – ينوي زيارة البائل المصرية البدوية
الليبية الأصل والتي يمتد نسب بعضها إلى عائلة القذافي في ليبيا، وطالب القذافي في
خطابه من مبارك التنبيه على السلطات الأمنية المصرية التي سوف يمر عليها أثناء
رحلته بعدم التعرض لطواقم الحراسة – النسائية – المرافقة له.. ويقول الخطاب نصا "
فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نبلغكم بأننا
إن شاء الله العلي القدير نعتزم زيارة قبائل أولاد العمومة في أراضيكم لمدة أسبوع
بدأ من يوم 19/7/1997 مسيحي وحتى 26/7/1997 مسيحي، بداية من السلوم براً وحتى
الفيوم ثم العودة، على أن يحط الركب في اليوم الأول بمدينة "مرسى مطروح" لمدة يوم
واحد ثم المغادرة في اليوم التالي.
نأمل التنبيه على القيادات الأمنية في طريقنا
"سيراً وإقامة" عدم التعرض بالمضايقات كما سبق وان أسلفوا خاصة مع طواقم الحراسة
المرافقة في الركب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد
الثورة الليبية.

وبعد انتهاء الزيارة وعودة القذافي إلى ليبيا، أرسل خطاب
شكر إلى مبارك بتاريخ 29 يوليو 1997، يشكره على حسن الضيافة، وأعرب في رسالته عن
إعجابه وانبهاره بمصر، لكنه مستاء من الزحام الشديد وأقترح على مبارك بأن يمنع
تراخيص السيارات الخاصة إلا لمن يحتاجها بشده فقط!.. ويقول الخطاب " فخامة الأخ
الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكركم على حسن
الاستقبال والضيافة في بلدكم وبلد العرب أجمعين "مصر"، مؤكدين امتناننا من طيب
الاستقبال وروعة المنظر والمظهر الذي بدت عليه البلاد، وهذا أمراً ليس بغريب على
"مصر أم الدنيا" التي تأسر قلوب وعقول العرب والعجم عندما يزوروها، لكن الزحام
الشديد في القاهرة والإسكندرية وأغلب المدن العامرة يفسد متعة الترحال، وهذه هي
الملاحظة الوحيدة التي نهيب بكم أخذها في الاعتبار بمنح تراخيص السيارات إلا
للمحتاجين إليها فقط، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي، قائد
الثورة الليبية.

وفي 9 يوليو 1999 أرسل القذافي خطاب إلى مبارك سخر فيه منه،
وألمح له بأنه غبي – مبارك – وثقيل الاستيعاب والفهم، بسبب كثرة مراسلات مبارك
للقذافي حول توضيح بنود مشروع اتفاقية الإتحاد الإفريقي الذي تبناه القذافي آنذاك،
واقترح القذافي – من باب السخرية - أن يرسل إلى مبارك مستشاره الخاص ليشرح له بنود
الاتفاقية لتسهيل فهمها!.. فقال فى رسالته " فخامة الأخ الرئيس محمد حسني
مبارك،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إيماء إلى كتابكم بخصوص دراسة مشروع
الاتحاد الإفريقي نرفق طيه الدراسة الوافية للنقاط التي طلبتم توضيحها، مع العلم
بأنها كانت واضحة وضوح الشمس في الدراسة المعروضة عليكم، لكننا طبقا لكتابكم أسهبنا
في التوضيح إلى أقصى درجة، وفي حال توقفكم أمام أي غموض نرجو مخاطبتنا لنرسل إليكم
مستشارنا الشخصي لشرحها إليكم لاختصار الوقت الذي قد نبذله بلا داعي في المخاطبة
والتوضيح والشرح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي، قائد
الثورة الليبية.

إلا أن مبارك رد على خطاب القذافي بالموافقة المطلقة على
بنود مشروع الإتحاد الإفريقي لكنه رد على سخرية القذافي منه وتلميحاته بغباء مبارك
بشيء من السخرية أيضا وربما وصفه بالغباء أيضا، فرد عليه القذافي يوم 18 يوليو
1999، بخطاب حاد اللهجة، لم يفتتحه كالعادة بعبارة "السلام عليكم ورحمه الله
وبركاته" وكذلك لم يختتم خطابه بها كما كانت هي عادته، مما يدل على أنه كان غاضبا
غضبا شديدا، فكتب لمبارك رده قائلا " فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، اطلعنا
على كتابكم بخصوص مشروع الاتحاد الأفريقي، وسرتنا موافقتكم المطلقة على ما جاء بها،
لكن ساءنا أيما إساءة لهجة الخطاب وما جاء بها من تلميحات غير مقبولة نأمل أن تأخذ
في الاعتبار عدم تكرارها مستقبلا، أملا في استمرار التواصل المبني على الود
والاحترام، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.

وبعد أكثر من شهر
تقريبا، أرسل القذافي رسالة جديدة إلى مبارك يدعوه خلالها إلى حضور احتفالات ذكرى
الثورة الليبية، الذي سوف يحضره الملوك والرؤساء الأفارقة جميعا وسوف يتم على هامشه
مناقشة مشروع الاتحاد الإفريقي، ولم تخلوا رسالة الدعوة من تلميحات القذافي حول
صعوبة فهم واستيعاب مبارك.. فيقول "فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرنا أن نبلغكم انه قد تحدد موعد الفاتح من سبتمبر 1999
للاجتماع في مدينة (سرت العامرة) لمناقشة تفاصيل مشروع الإتحاد الأفريقي، ويسرنا
مشاركتكم احتفالاتنا بيوم (الفاتح من سبتمبر)، وهو احتفال عظيم سوف تسعدوا به، ليتم
بعدها مناقشة المشروع العضال الذي قتلناه بحثا ونقاشا ومكاتبات ومراسلات دون نتيجة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد الثورة
الليبية.

وربما بسبب لهجة القذافي في دعوته، تجاهل مبارك المناسبة، ولم يذهب
إلى ليبيا لا لحضور الاحتفالات ولا لمناقشة المشروع، فرد القذافي عليه برسالة
بتاريخ 11 سبتمبر 1999، دون أن تحمل عبارة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" في
بدايتها ونهايتها كما هو معتاد، واستنكر التجاهل الذي قابل به مبارك دعوته، ولمح من
جديد إلى غباء مبارك مقترحا إرسال مستشاره الخاص ليشرح له بنود مشروع الاتحاد
الإفريقي، وفي نهاية الخطاب شدد القذافي من لهجته في معاتبة مبارك قائلا " فخامة
الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، نبلغكم استياؤنا البالغ من تجاهلكم دعوتنا للتشرف
بلقاء زعماء وقادة الدول المشاركة في مناقشة مشروع الاتحاد الأفريقي، كما ساءنا
أيما إساءة رفض مقابلة مستشارنا المرسل إليكم لشرح ما استجد من ملاحظات، وتم
إضافتها على مشروع الاتحاد الأفريقي بعد اجتماع الزعماء الأفارقة في
سرت.
ونعلمكم أننا سوف نسقطكم من جدول الأعمال في حالة استمراركم في التجاهل
المرفوض الغير مبرر، فنحن لن تفرض علينا الجغرافيا تحمل سخافات التاريخ وسخريات
القدر، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.

وبعد أيام قليلة من خطاب
استنكار القذافي، أرسل مبارك رسالة إليه يعتذر عن ما بدر منه، فرد عليه القذافي
برسالة أخرى بتاريخ 17 سبتمبر 1999، يعلمه أنه قبل اعتذاره بسرور، وانه قد تم إضافة
بنود جديدة إلى مشروع الاتحاد الأفريقي، لكنه أصر على أن يلمح من جديد إلى غباء
مبارك وصعوبة استيعابه فأقترح من جديد على مبارك أن يقبل استقبال مستشاره الخاص
ليشرح له التعديلات الجديدة على بنود المشروع، فقال له في الرسالة نصا " فخامة الأخ
الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلنا اعتذاركم الحار
وأثلج صدورنا، ونبلغكم أننا قد أضفنا بنوداً جديدة إلى مشروع الإتحاد، وسوف نخطركم
بها في حينه.
ونعلمكم أن البنود الجديدة خاصة بالتعاون الاقتصادي والتبادل
التجاري، وهي بنود سوف تصب في صالحكم في المقام الأول وتجعل من مصر عاصمة اقتصادية
كبيرة واكبر مصدر للعمالة في دول الاتحاد، لذا نأمل أن تغتنموا الفرصة وان تتخلوا
عن تباطئكم الغير مبرر، وأن تخطرونا باستعدادكم لاستقبال مستشارنا لتوضيح البنود
الجديدة إليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد الثورة
الليبية.

وفور تلقي مبارك رسالة سخرية القذافي رد عليه في اليوم التالي
برسالة سخرية أيضا، واقترح على القذافي أن يرسل إليه مستشاره الخاص – مستشار مبارك
– ليشرح له مقترحات مبارك على المشروع، وهو وسيلة القذافي نفسه للتلميح على غباء
مبارك، فرد عليه القذافي في اليوم التالي إي يوم 20 سبتمبر 1999 برسالة شديدة
اللهجة لا تخلو من الإشارة صراحة إلى غباء مبارك، وكما هي العادة عند غضب القذافي،
خلت الرسالة من عبارة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" في بدايتها ونهايتها،
فقال نصا " فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، وصلنا كتابكم بخصوص طلبكم عرض بعض
الإضافات على مشروع الاتحاد الأفريقي، ونبلغكم أننا في انتظار مقترحاتكم مكتوبة على
أن ترسل إلينا كالمعتاد وليس مع مستشاركم كما أبلغتمونا.
ونعلمكم أننا لسنا في
حاجة لشرح مشاركتكم وننصحكم أن توفروا مجهداته لخدمتكم، وان ترسلوا لنا ملاحظاتكم
مكتوبة فقط، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.

ومن الرسائل الطريفة
أيضا للقذافي تلك التي حملت أغرب طلب قد يطلبه رئيس دولة من رئيس دولة أخرى، فبدلا
من أن يصنع إعلاما قويا في بلاده، أرسل القذافي إلى مبارك رسالة يوم 3 يناير 2000
يطالبه فيها بأن يوجه وزير الإعلام المصري آنذاك – صفوت الشريف – بأن يهتم بإبراز
أخبار ليبيا في النشرات والتقارير الإخبارية بصفة مستمرة، ومن الرسالة بدا أيضا
أنها ليست المرة الأولى التي يطلب فيها القذافي هذا الطلب، وإنما ألح عليه كثيرا من
قبل، فيقول القذافي في رسالته "فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، نؤمن تماما أن القاهرة منارة العالم العربي، والإعلام المصري
هو لسان وعقل كل العرب، وطالما نقلنا إليكم إعجابنا بالإعلام المصري القومي،
وطالبنا كثيراً بأن يكون للجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمي تواجداً
بالشكل اللائق في نشرتكم الإخبارية من منطلق حقنا كدولة أفريقية لها مكانتها
الكبيرة.
لذا نجدد مطالبنا بتوجيه وزير الإعلام لديكم بالعمل على إبراز أخبار
الجماهيرية في نشرات الأخبار بصفة منتظمة دون الحاجة إلى المطالبة بهذا الأمر بين
الحين والأخر مستقبلا، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد
الثورة الليبية.

ويستمر مسلسل غرائب مراسلات القذافي لمبارك، فبعد رسالة
طلبه بنقل أخبار ليبيا فى التليفزيون المصري بأربعة أيام، أرسل القذافي رسالة إلى
مبارك بتاريخ 7 يناير 2000، يطلب فيها عمالة زراعية مصرية لزراعة دلتا "النهر
الصناعي العظيم"، وهو المشروع الذي دائما ما كان القذافي يتفاخر به، خاصة بعد أن
رفض مبارك أن يبيع لليبيا مياه نهر النيل، فقام بإنشاء النهر الصناعي العظيم لنقل
المياه الجوفية من الجنوب إلى الشمال عبر أنابيب أسمنتية ضخمة، ولم تخلو رسالة
القذافي لطلب العمالة المصرية من التفاخر بنفسه وبليبيا والليبيين، قائلا " فخامة
الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحيطكم علما بأننا
قد تشاورنا مع الأخ منسق العلاقات الليبية المصرية بخصوص العمالة الزراعية التي سبق
الإشارة بخصوصها، وتم تكليفه ببحث الأمر مع الجهات المختصة في مصر للبدء في مشروع
استزراع دلتا مجرى (النهر الصناعي العظيم) الذي شقته السواعد الليبية العظيمة
لنتحدى الطبيعة مخلفين نهراً عذبا لم نتوارثه.
وسوف يشهد العالم أجمع خلال
السنوات القليلة القادمة بإذن الله أن ليبيا بفضل الله وهذا النهر العظيم هي سلة
غذاء العالم وقلب أفريقيا النابض، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر
القذافي قائد الثورة الليبية.

وكذلك الرسالة التي أرسلها القذافي إلى مبارك
بتاريخ 8 فبراير 1998، كانت هى الأخرى تحمل طلبا غريبا كما هي عادة القذافي وعتابا
طريفا، حيث كان القذافي قد طلب من مبارك إطلاق أسمه على شارع رئيسي بمدينة "6
أكتوبر"، وكلف السفير الليبي بمتابعة الأمر، إلا أن مبارك قد رفض الطلب متعللا بأنه
أطلق اسم القذافي على أحد شوارع مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهذا يكفي، فأرسل إليه
القذافي معاتبا دون أن يفتتح رسالته ويختتمها كالمعتاد بعبارة " السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته" وهو ما يدل على غضبه، فقال" فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، نما
إلى علمنا من الأخ منسق العلاقات المصرية الليبية أنكم رفضتم إطلاق اسمنا على أحد
الشوارع الرئيسية بمدينة " 6 أكتوبر" متعللين بأنكم أطلقتم اسمنا على أحد الشوارع
الرئيسية بمدينة طنطا بمحافظة الغربية قلب دلتا النيل.
نعلمكم أننا أكبر من تلك
الصغائر، وأننا في غنى عن هذه التفاهات، وأننا قد أصدرنا أمرنا بالعدول عن قرارنا
السابق بإطلاق أسمكم على الشارع الرئيسي بمدينة "سرت العامرة" مسقط رأسنا عملا
بمبدأ المعاملة بالمثل، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.

لم تتوقف
مطالب القذافي الغريبة عند هذا الحد، بل هناك ما هو أغرب، فقد أرسل القذافي رسالة
إلى مبارك بتاريخ أول ديسمبر 2000، يطلب فيها زيارة الجامع الأزهر ليؤم المصليين
فيه، تلبية لطب الرسول الكريم " محمد" صلي الله عليه وسلم، الذي زاره فى منامه وطلب
منه أن يخطب في المصيين فى الجامع الأزهر وأن يؤم المصليين وأن يبلغ رسالته إلى
علماء الأزهر!، وطالب مبارك بحضور الصلاة أيضا قائلا " فخامة الأخ الرئيس، محمد
حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نبلغكم بأننا قد عزمنا بإذن الله على
زيارة الجامع الأزهر الشريف تلبية لدعوة الرسول المصطفى الذي زارني في منامي
وطالبني بأن أؤم المصلين بالأزهر الشريف يوم الجمعة بعد القادم بعد أن اخطب فيهم
بما أبلغني به، وأؤدي الرسالة إلى علمائه.
نأمل في توجيه الجهات المعنية بالأمر
وتشريفكم للصلاة جمعا لتحل علينا البركات جميعا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.
أما عن أغرب غرائب القذافي، فهي طاقم
الحراسة النسائية المرافق له في كل مكان، داخل ليبيا وخارجها، ودائما ما يثير طاقم
الحراسة النسائي المشكلات، وتنتهي في الغالب بتدخل القذافي مستنكرا ورافضا طالبا
الاعتذار رسميا!.

ففي مارس 2003، حضر القذافي وطاقم حراسته النسائي لحضور
القمة العربية في شرم الشيخ، وأثناء دخول القذافي إلى قاعة المؤتمرات أصرت حارسات
القذافي على مصاحبته حاملين سلاحهن، إلا أن السلطات الأمنية المصرية رفضت، وحدثت
مشادات بين الطرفين انتهت بمصادرة سلاح الحراسة الشخصية للقذافي ومنعهن من الدخول
إلى قاعة المؤتمرات، وبعد عودة القذافي إلى ليبيا، أرسل إلى مبارك رسالة استنكار
بتاريخ 15 مارس 2003، خلت أيضا من عبارة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" مما
يدل على غضبه، وطالب القذافي من مبارك الاعتذار رسميا، قائلا " فخامة الأخ الرئيس،
محمد حسني مبارك، نبلغكم رسميا استياؤنا من تصرفات الأجهزة الأمنية واعتراضهم طاقم
حراستنا المرافق لنا أثناء حضورنا القمة العربية بشرم الشيخ الأسبوع الماضي،
واعتدائهم عليهن، ومصادرة أسلحتهن، وهو تصرف مرفوض تماما ويجب الاعتذار رسميا عنه،
ونعلمكم أن مبدأنا دائما هو المعاملة بالمثل، العقيد معمر القذافي قائد الثورة
الليبية.

ولم بقوت القذافي فرصة السخرية من مبارك بعد إعلانه من كلية الحقوق
بجامعة المنوفية عام 2005، إجراء تعديلات دستورية على المادة 67 من الدستور ليتم
لأول مرة في مصر انتخاب رئيس الجمهورية من بين عدة مرشحين، فأرسل إليه رسالة بتاريخ
17 أغسطس 2005 قال له فيها " فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، تابعنا باهتمام بالغ قراركم بإجراء تعديلات دستورية جديدة،
ونعلمكم أننا نتحفظ على هذا الإجراء الذي سوف يجر عليكم الكثير من المتاعب، وننصحكم
بالعدول عنه، ودراسة تجربة حكم الشعب للشعب، والتي طبقناها بالجماهيرية وأثبتت
نجاحها، وحققت المؤتمرات الشعبية أعلى درجات الديمقراطية في العالم.

كما
نلفت انتباهكم إلى أن الشعوب العربية تختلف عن الشعوب الأجنبية، فلدينا يحتاج
المواطنين إلى زعماء يقودونهم وليس رؤساء يتنافسون من اجل المناصب، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.

وبعد أيام
قليلة فاز مبارك فى الانتخابات الرئاسية الأولى عام 2005 بأغلبية الأصوات بنسبة
99.9%، مما أثار سخرية العالم أجمع، لكن القذافي سخريته كانت لها طابع خاص وفريد،
فأرسل إلى مبارك مهنئا وساخرا من ديمقراطيته بتاريخ 9 سبتمبر 2005 قائلا " فخامة
الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نهنئكم بالفوز في
الانتخابات الرئاسية ونتمنى لكم فترة حكم سديدة هادئة هانئة، ورغم تحفظنا على
الانتخابات الرئاسية هذه شكلا ومضمونا، وما سبقها من تعديلات
دستورية.

ونعلمكم أن الزعماء لا يتم انتخابهم وإنما الرؤساء فقط هم من
تنتخبهم الشعوب، وكان حريا بكم أن تظلوا كما سبق وأن نصحناكم، ولا تنزلقوا بعد
الزعامة إلى مرتبة الرؤساء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي
قائد الثورة الليبي.

وأخيرا قضية خلاف القذافي والملك عبد الله بن عبد
العزيز آل سعود ملك السعودية، لم يكن مبارك بعيدا عنها، بل تدخل لعقد الصلح بينهما،
فتبادل الرسائل مع القذافي، وخلال مبادرات الصلح طلب القذافي من الملك عبد الله
السماح له بأداء العمرة في مكة والمدينة المنورة، إلا أنه لم يتلقى ردا منه، فأرسل
القذافي إلى مبارك يستنكر تجاهل الملك عبد الله له بتاريخ 27 أبريل 2004 قائلا "
فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعلمكم أننا
قد أبلغنا حاكم ارض الحجاز برغبتنا في زيارة الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة،
وطالبناه في كتابنا بتاريخ 3/4/2004مسيحي بالرد علينا في موعد غايته أسبوع من تاريخ
إرسال كتابنا له، إلا أنه لم يوافينا بالرد، وهي حماقة يجب حسابه عليها لسببين،
أولهما أن الأراضي المقدسة ملكاً لعموم المسلمين وليست ملكاً شخصياً ورثه عن
أجداده، والسبب الثاني هو أن الزعماء يجب أن يرد على كتابهم مرغما وبكل إجلال
وتقدير.
ونعلمكم أننا سوف نتخذ ما نراه مناسباً للرد على ذلك الأحمق في حالة عدم
رده في موعد غايته أسبوع من تاريخه، متحللين من وعدنا إليكم بعدم التعرض إليه،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد الثورة
الليبية.

وبعد شهر من المفاوضات والمحادثات بين مبارك والملك عبد الله وافق
الأخير على زيارة القذافي للمملكة لأداء العمرة، وقام مبارك بمخاطبة القذافي ليزف
إليه بشرى موافقة الملك عبد الله على زيارته للسعودية، إلا أن القذافي رد على مبارك
كما هى طبيعة القذافي بطفولية واستهزاء بتاريخ 2 مايو 2004 قائلا " فخامة الأخ
الرئيس، محمد حسني مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكركم على كتابكم
الراقي إلينا ومبادرتكم ومساعيكم الطيبة لدى الأحمق حاكم أرض الحجاز لتمكننا من
زيارة الأراضي المقدسة.
ونعلمكم أننا غير راغبين في موافقة ذلك الأحمق إلى أرض
الله، ونرفضها ونرفض الذهاب إلى العمرة – رغم موافقته صاغرا- لكونه حاكم هذه
الأراضي المقدسة.
ونأمل أن تبلغوه رفضنا لموافقته وأننا قد وضعناها تحت حذاؤنا،
شاكرين مقدرين مساعيكم المخلصة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر
القذافي قائد الثورة الليبية.

أما أخر خطاب في قضية خلاف القذافي والملك عبد
الله ووساطة مبارك للصلح فكان بتاريخ 11 فبراير 2009، - قبل عقد جلسة الصلح في قطر
بين القذافي والملك عبد الله بوساطة قطرية – حيث عرض مبارك على القذافي التدخل
للصلح بينه وبين الملك عبد الله لإنهاء الأزمة بين البلدين، إلا أن القذافي رد على
مبارك برسالة حملت ردود فعل لم تكن بغريبة عن القذافي، فقد تحدث عن أمجاده
وبطولاته، وفي النهاية رفض الصلح مع الملك عبد الله بالرغم من موافقة الأخير على
كافة شروط الصلح، إلا إذا تم فى مسقط رأسه "سرت"، فيقول في رسالته الأولى، ردا على
مبادرة مبارك للصلح بتاريخ 11 فبراير 2009 قائلا " فخامة الأخ الرئيس، محمد حسني
مبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلنا كتابكم الخاص بمبادرتكم الكريمة
للمصالحة بيننا وبين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولقي في نفسنا موضع سرور،
ونعلمكم أننا نقبل جميع ما جاء به من مقترحات فيما عدا اقتراحكم بأن يكون لقاء
المصالحة في شرم الشيخ.
ونشترط أن يتم اللقاء في مدينة "سرت" مسقط رأسنا، ولن
نقبل غير ذلك بديلا.
لذا نرجو قبول امتناننا لدعوتكم الكريمة، والعمل على عرض
شرطنا الوحيد في قبول هذه المصالحة التي سوف نقبلها مرغمين نظراً لتقديرنا
لمبادرتكم الكريمة وليس رغبة منا في رؤية وجه ذلك المدعو "عبد الله"، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية.

شكرا زهره

القافي له اشياء غريبه فعلا

حتي ان المواطن العربي العادي كان يدرك بعض منها من خلال

لقاءاته التلفزيونيه او حضوره مؤتمرات القمه العربيه

ولكن الموضوع ملئ بالفعل بالغرائب والطرائف
...........